يقول اللَّه تعالى في محكم تنزيله:
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) الروم
جاءت هذه الآيات موضوع هذا المقال في مطلع سورة الروم، وهي سورة مكيّة تمثل العقيدة محورها الرئيس، كما هو الحال مع كل سور القرآن المكي، وقد نزلت هذه الآيات عندما هُزمت الرومُ في حربها ضد الفرس وكان ذلك في أوائل عصر النبوّة، وفي الآيات دلائل إعجاز غيبية باهرة، حيث أخبر القرآن الكريم بأمور تقع في المستقبل، فجاءت كما أخبر، لم تتخلف أو تتغير، وهذا ما لا سبيل للبشر إليه بحال.
في هذه الآيات يتحدّث القرآن عن أمر غيبي مستقبلي لم يستطع أحد في ذلك الزمان أن يمنع حدوثه أو يكذّبه أحد من أعداء القرآن، بل لم يكن أحد يتوقع حدوثه؛ فقد خسرت الروم في هذه المعركة خسائر فادحة جعلت مُعاصريهم يتوقعون دمارًا كاملًا لإمبراطوريتهم، بيد أن ما حدث لاحقًا لم يكن متوقعًا؛ إذ إنه وفي أقل من عشر سنوات وقعت معارك حاسمة بين الفرس والروم، وانقلبت موازين القوى بشكل مفاجئ لمصلحة الروم وغلبوا الفرسَ واستردوا أراضيهم التي استولى عليها الفرس، كما أخبر القرآن الكريم بذلك من قبل، وكان ذلك سببًا في إسلام كثير من غير المسلمين الذين عاصروا تلك الأحداث وكانوا يترقبون تحقق هذه النبوءة القرآنية التي تعد من الآيات والدلائل الواضحة على صدق مُحمَّد -صلى الله عليه وسلم-، وأنه رسول الله حقًا.
ونقل ابن كثير -رحمه اللَّه- في تفسيره قول ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- حيث قال: كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم؛ لأنهم أصحابُ أوثانٍ، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الرومُ على فارس؛ لأنهم كانوا من أهل الكتاب، فذُكر ذلك لأبي بكرٍ الصديق -رضي اللَّه عنه-، فذكره أبو بكر لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلّم-، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلّم-: (أما إنهم سيغلبون)، فذكره أبو بكر للمشركين، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلًا، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا، فجعل أجل خمس سنين، فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلّم- ذلك فقال: (ألاجعلتَها إلى دون العشر؟)، ثم ظهرت الرومُ بعد (فِي بِضْعِ سِنِينَ).
ولم يقف إعجاز القرآن الكريم عند الإخبار بانتصار مستقبلي للروم لم يكن متوقعًا بأي حال من الأحوال، بل أصبح التحدي أكثرَ صعوبةً عندما حددت الآيات زمن حدوث هذا الانتصار، حيث قال عالم الغيب سبحانه وتعالى: (فِي بِضْعِ سِنِينَ)، والبضع في اللّغة العدد من الثلاثة إلى ما دون العشرة، فجاءت الغَلَبة للروم بعد سبع سنوات من الهزيمة، وحقق اللَّه عزّ وجلّ وعده فانتصر الروم على فارس في الأجل الذي سماه، وفرح المسلمون بذلك النصر العزيز الذي لم يكن يتوقعه أحد من معاصري ذلك الزمان، فكان ذلك آيةً بينةً على صدق مُحمَّد -صلى اللَّه عليه وسلّم- في دعواه وصحة ما جاء به.
أما فيما يتعلّق بأرض المعركة التي تمت فيها هزيمة الروم أمام جحافل جيش الفرس، فقد ذكر أهل التأويل أنها أقرب أرض الروم إلى فارس، أو إلى بلاد العرب، أو إلى مكّة المكرّمة، ولكنهم لم يتّفقوا على بقعة جغرافية بعينها. والأمر نفسه بالنسبة إلى كُتَّاب التاريخ الذين تأرجحوا في أقوالهم حول مكان المعركة الحاسمة التي شهدت هزيمة الروم؛ فمنهم من قال إنها على أرض أنطاكية في تركيا، ومنهم من قال على أرض القسطنطينية، ومنهم من قال ما بين مدينتي أذرعات وبصرى في الشام، ومنهم من قال على أرض دمشق، أو أرض بيت المقدس، ومنهم من قال على أرض مصر(الإسكندرية)، ومنهم من قال الأرض الواقعة بين شرقي الأردن وفلسطين، أي في أغوار وادي عربة، أو منطقة حوض البحر الميت، وهي أكثر أجزاء اليابسة انخفاضًا على سطح الكرة الأرضية. ونقل الزمخشري في الكشاف، وكذلك الألوسي في روح المعاني، قول ابن عباس والسدي ومقاتل إن مكان المعركة هو الأردن وفلسطين. وهذا التباين الكبير في أقوال المؤرخين سببه أن الفرس لم تهزم الروم في معركة واحدة، وإنما هزمتها في سلسلة معارك وفي مناطق جغرافية مختلفة انتهت في عام 619 باحتلال مصر.
في الآيات التي تصدّرت هذا المقال إعجاز مركّب، فهي تتضمّن جملة من أخبار الغيب الذي لا يعلمه إلا اللَّه عزّ وجلّ، وتتحدّث عن حدث مستقبلي سوف يقع على خلاف ما كان يعتقد الناس في ذلك الزمان، حيث كانت الأوضاع السياسية والعسكرية وقتها تشير إلى إنكسار الروم وقرب انهيار إمبراطوريتهم تمامًا، وفي الوقت نفسه يأتي نظم هذه الآيات عجيبًا ومُعجزًا!
فلنتأمّل فيما يأتي جانبًا من النظم الرقمي العجيب لبعض هذه الآيات التي تصدّرت هذا المقال.
فتأمّل هذه الآية:
فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) الروم
وتأمّل هذه الآية من سورة الروم:
بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) الروم
وتأمّل هذه الآية من سورة الروم أيضًا:
اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) الروم
الآية الأولى عدد كلماتها 8 كلمات ورقمها 3 وهو رقم لا يقبل القسمة إلا على نفسه أو على الرقم الواحد.
الآية الثانية عدد كلماتها 8 كلمات ورقمها 5 وهو رقم لا يقبل القسمة إلا على نفسه أو على الرقم الواحد.
الآية الثالثة عدد كلماتها 8 كلمات ورقمها 11 وهو رقم لا يقبل القسمة إلا على نفسه أو على الرقم الواحد.
الأرقام والأعداد التي لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو على الرقم الواحد تُسمّى أعدادًا أوَّليَّة أو أعدادًا صماء، وهي أعداد صحيحة أكبر من واحد. وقد ظلّ هذا النوع من الأعداد، أي الأعداد الأوّليّة، خلال الحقب والقرون الماضية ومنذ نحو عام 300 قبل الميلاد حتى الآن، يخضع لدراسات وبحوث مكثَّفة من دون أن يتوصّل أحد إلى فهم سلوكه، ولا تزال هذه الأعداد تخفي خلفها سرًّا عظيمًا ولغزًا يحيِّر العقل البشري ويتحدَّاه وقد عجز عن فهم سلوك هذه الأعداد أساطين الرياضيات وفطاحل العلماء عبر القرون! والعجيب أن النسيج الرقمي القرآني يستند إلى هذه الأعداد الأوّليّة ويوظف خصائصها وترتيبها بدقة تفوق قدرات العقل البشري!
كيف يكون ذلك؟
عد إلى الآيات الثلاث وتأمّلها مرّة أخرى:
الآية الثالثة رقمها 11 وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 5
5 هو رقم الآية الثانية وهو عدد أوّليّ أيضًا ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 3
3 عدد أوّليّ أيضًا وهو رقم الآية الأولى!
مجموع أرقام الآيات الثلاث 19 وهذا عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوليّة رقم 8
8 هو عدد كلمات كل آية من هذه الآيات الثلاث!
والآن تأمّل الآيات الثلاث عن قرب:
فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) الروم
بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) الروم
اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) الروم
تأمّل أرقام الآيات الثلاث وحاول أن تقرأها رقمًا واحدًا.
ويمكنك أن تفعل ذلك بإحدى طريقتين فقط: إما 3511 وإما 1153
العدد الأوّل 3511 أوّليّ وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 490
العدد الثاني 1153 أوّليّ وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 191
مجموع ترتيب العددين في قائمة الأعداد الأوليّة هو 681، وهذا العدد = 3 × 227
3 هو أصغر عدد أوّليّ استخدمه القرآن في الدلالة على عدد آيات سوره.
227 هو أكبر عدد أوّليّ استخدمه القرآن في الدلالة على عدد آيات السور.
هناك 3 سور عدد آيات كل منها 3 آيات وهي (العصر- الكوثر- النصر).
وهناك سورة واحدة عدد آياتها 227 آية هي سورة الشعراء.
سبحانك ربي.. أم يقولون افتراه!! تأمّل كيف يتعامل القرآن مع الأعداد الأوّليّة!
تأمّل الآيات الثلاث مرّة أخرى..
مجموع كلماتها 24 كلمة، ومجموع حروفها 96 حرفًا، وهذا العدد = 24 × 4
تأمّل أوّل كلمة في الآيات الثلاث وهي كلمة (فِي).
هذه الكلمة تتألّف من حرفين اثنين: الفاء والياء.
الفاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 20 والياء ترتيبه رقم 28
مجموع الترتيب الهجائي للحرفين هو 48، وهذا العدد يساوي 24 + 24
وتأمّل آخر كلمة في الآيات الثلاث وهي كلمة (تُرْجَعُونَ).
الترتيب الهجائي لأحرف هذه الكلمة على النحو التالي:
حرف التاء ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 3
حرف الراء ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 10
حرف الجيم ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 5
حرف العين ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
حرف الواو ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 27
حرف النون ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 25
هذه هي أحرف كلمة (تُرْجَعُونَ) ومجموع ترتيبها الهجائي = 88
تأمّل العدد (88) جيِّدًا!!
وتذكّر أن القاسم المشترك بين الآيات الثلاث هو أن عدد كلمات كل منها 8 كلمات!
العدد 88 يساوي 8 × 11، والآية الثالثة التي خُتمت بكلمة (تُرْجَعُونَ) عدد كلماتها 8 ورقمها 11
هذه الآيات بحر لا ساحل له من العجائب!
ولدواعي الاختصار، دعني أتوقّف معك قليلًا هنا مع الآية الأولى فقط:
فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) الروم
هناك 5 أحرف هجائية ورد كل منها في هذه الآية مرّة واحدة، هي: ر- س- ض- ع – ف.
وهناك 5 أحرف هجائية ورد كل منها في هذه الآية مرّتين اثنتين، هي: د – غ - ه- و – ي.
وهناك 5 أحرف هجائية ورد كل منها في هذه الآية ثلاث مرّات، هي: أ- ب- ل- م – ن.
تأمّل..
مجموع الترتيب الهجائي للأحرف التي ورد كلٌ منها مرّة واحدة هو 75، وهذا العدد = 5 × 5 × 3
مجموع الترتيب الهجائي للأحرف التي ورد كلٌ منها ثلاث مرّات هو 75، وهذا العدد = 5 × 5 × 3
والعجيب أن الحروف الهجائية التي تضمّنتها الآية 15 حرفًا، وهذا العدد = 5 × 3
سبحانك ربي.. أم يقولون افتراه!!
تأمّل كيف يتعامل القرآن مع الترتيب الهجائي للحروف العربية!
مع الانتباه إلى أن العرب لم تعرف الترتيب الهجائي للحروف العربية إلا في عام 90 هجرية!
أي بعد 80 عامًا من انقطاع الوحي!!
فتأمّل يا رعاك اللَّه كيف يضع القرآن المكذّبين به في موقف لا يحسدون عليه!
يا ترى ماذا سوف يقولون عن هذه الحقائق الرقمية الواضحة؟!
مطلع الروم..
اسمح لي أن أتوقّف معك قيلًا عند مطلع سورة الروم:
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)
تأمّل كيف تبدأ السورة.. إنها تبدأ بالأحرف المقطّعة (الم)..
الآن تأمّل أين وردت الأحرف المقطّعة (الم) لأوّل مرّة في القرآن..
الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة
مجموع حروف هاتين الآيتين 30 حرفًا!
العجيب أن (الم) وردت للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 30 من بداية المصحف!
والأعجب من ذلك أن الحروف المقطّعة في القرآن جاءت في 30 كلمة وفي 30 آية!
وأقصر السور التي تبدأ بالحروف المقطّعة هي سورة السجدة وعدد آياتها 30 آية!
أطول سورة تبدأ بالحروف المقطّعة هي سورة البقرة وترتيبها في المصحف رقم 2
وأقصر سورة تبدأ بالحروف المقطّعة هي سورة السجدة وترتيبها في المصحف رقم 32
الفرق بين ترتيب السورتين يساوي 30 أيضًا!
أوّل سورة تبدأ بالأحرف المقطّعة (الم) هي سورة البقرة وآخر سورة تبدأ بهذه الأحرف هي سورة السجدة!
سورة البقرة عدد آياتها 286 آية وسورة السجدة عدد آياتها 30 آية.
الفرق بين عدد آيات السورتين هو 256، وهذا العدد يساوي 114 + 114 + 14 + 14
114 هو عدد سور القرآن و14 هو عدد الحروف المقطّعة في القرآن!
ولكن ما علاقة ذلك كله بسورة الروم!
سورة الروم تبدأ بالحروف المقطّعة (الم) وترتيبها في المصحف رقم 30
والعجيب أن عدد آيات سورة الروم 60 آية، وهذا العدد يساوي 30 + 30
ما رأيك في هذه الحقائق الرقمية الدامغة؟!
هل يتجرأ أحد أن ينكرها أو يدعي الجهل بمدلولها؟!
أم هل يتوهّم أنها جاءت من تلقاء نفسها من دون تدبير إلهي محكم؟
أم يزعم أن مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلّم هو من أحكم نظمها بهذه الدقّة؟!
مزيدًا من التأكيد..
سورة الروم تبدأ بالأحرف المقطّعة (الم)..
ترتيبها في المصحف رقم 30 وعدد آياتها 60 آية..
الآن تأمّل هذه الآية من سورة يونس..
وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60) يونس
حرف الألف تكرّر في هذه الآية 12 مرّة.
حرف اللّام تكرّر في هذه الآية 14 مرّة.
حرف الميم تكرّر في هذه الآية 4 مرّات.
هذه هي أحرف (الم) تكرّرت في الآية 30 مرّة!
30 هو ترتيب سورة الروم في المصحف!
الآية رقمها 60 وهو عدد آيات سورة الروم نفسها!
مثال آخر..
تأمّل هذه الآية من سورة النور..
وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60) النور
حرف الألف تكرّر في هذه الآية 15 مرّة.
حرف اللّام تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.
حرف الميم تكرّر في هذه الآية 4 مرّات.
هذه هي أحرف (الم) تكرّرت في الآية 30 مرّة!
30 هو ترتيب سورة الروم في المصحف!
الآية رقمها 60 وهو عدد آيات سورة الروم نفسها!
ما رأيك في هذه الحقائق الرقمية الدامغة؟!
إليك المزيد..
تأمّل مطلع سورة الروم من جديد:
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)
تأمّل الآية الثانية.. إنها تبدأ بحرف الغين!
العجيب أن هذه الآية هي أوّل آية في القرآن كله تبدأ بحرف الغين!
تأمّل أولى كلمات الآية (غُلِبَتِ)!
العجيب أن كلمة (غلب) ومشتقاتها وردت في القرآن 30 مرّة!
وأنت تعلم أن 30 هو ترتيب سورة الروم في المصحف!
هل هذه الحقائق مدهشة بالنسبة لك؟
بل سوف أزيد من دهشتك.. فتأمّل معي أين ورد لفظ غلب لأوّل مرّة في القرآن..
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنْوْدِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) البقرة
ما العجيب في هذه الآية؟
العجيب في هذه الآية أن عدد كلماتها 60 كلمة!
والأعجب منه أن عدد حروفها 240 حرفًا!
بل هذه الآية هي الوحيدة في القرآن كله عدد حروفها 240 حرفًا، وهذا العدد = 60 × 4
والعجيب حقًّا أن هذه الآية تأتي بعد 4980 كلمة من بداية سورة البقرة، وهذا العدد = 60 × 83
وعليك أن تنتبه إلى أن الآية نفسها رقمها 249، وهذا العدد = 83 × 3
روابط رقمية قرآنية مذهلة!
هل أدّلك إلى ما هو أعجب منها؟!
إذًا تأمّل الآية جيِّدًا.. تأمّل الكلمة الأولى منها.. بل الحرف الأوّل فيها..
أوّل كلمة في الآية هي كلمة (فَلَمَّا) وأوّل أحرفها هو حرف الفاء..
العجيب أن النقطة على حرف الفاء في بداية هذه الآية هي النقطة رقم 10000 من بداية سورة البقرة!
هذه الحقيقة الرقمية الدامغة هل يجرأ أحد على إنكارها؟ هيهات هيهات!!
نعم.. النقطة على حرف الفاء في بداية هذه الآية هي النقطة رقم 10000 من بداية سورة البقرة!
والعدد 10000 يساوي 20 × 20 × 25
20 هو ترتيب حرف الفاء نفسه في قائمة الحروف الهجائية!
ما رأيك في هذا النسيج الرقمي القرآني؟!
العجب ليس في هذا النسيج الرقمي المحكم..
بل العجب كل العجب فيمن يزعم أن مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلّم هو من نظم حروف القرآن بهذه الدقة والاتقان!
سبحانك ربّي!! كيف فعل ذلك ولم يتم تنقيط حروف القرآن إلا بعد عقود من وفاته؟!
وكيف فعل ذلك ولم تعرف العرب الترتيب الهجائي للحروف إلا بعد عقود من وفاته؟!
إليك المزيد..
تأمّل الآية من جديد..
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنْوْدِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) البقرة
الآية تبدأ بحرف الفاء..
حرف الفاء ورد في هذه الآية 11 مرّة في 11 كلمة..
جاء حرف الفاء للمرّة الأولى في كلمة (فَلَمَّا) وترتيب هذه الكلمة من بداية الآية رقم 1
جاء حرف الفاء للمرّة الثانية في كلمة (فَصَلَ) وترتيب هذه الكلمة من بداية الآية رقم 2
جاء حرف الفاء للمرّة الثالثة في كلمة (فَمَنْ) وترتيب هذه الكلمة من بداية الآية رقم 10
جاء حرف الفاء للمرّة الرابعة في كلمة (فَلَيْسَ) وترتيب هذه الكلمة من بداية الآية رقم 13
جاء حرف الفاء للمرّة الخامسة في كلمة (فَإِنَّهُ) وترتيب هذه الكلمة من بداية الآية رقم 18
جاء حرف الفاء للمرّة السادسة في كلمة (اغْتَرَفَ) وترتيب هذه الكلمة من بداية الآية رقم 22
جاء حرف الفاء للمرّة السابعة في كلمة (غُرْفَةً) وترتيب هذه الكلمة من بداية الآية رقم 23
جاء حرف الفاء للمرّة الثامنة في كلمة (فَشَرِبُوا) وترتيب هذه الكلمة من بداية الآية رقم 25
جاء حرف الفاء للمرّة التاسعة في كلمة (فَلَمَّا) وترتيب هذه الكلمة من بداية الآية رقم 30
جاء حرف الفاء للمرّة العاشرة في كلمة (فِئَةٍ) وترتيب هذه الكلمة من بداية الآية رقم 51
جاء حرف الفاء للمرّة الحادية عشر في كلمة (فِئَةً) وترتيب هذه الكلمة من بداية الآية رقم 54
مجموع المراتب التي احتلتها هذه الكلمات من بداية الآية = 249
انظر إلى رقم الآية!! أليس هذا هو رقم الآية نفسها؟!
ما تفسيرك لهذه الحقيقة الرقمية الدامغة؟ هل يستطيع أحد أن ينكرها!
لقد قصدت أن أضع كل شيء كما هو حتى أغلق الباب أمام المتشككين!
هذه الآية التي أمامك من أعجب الآيات نظمًا في القرآن الكريم!
اسمح لي أن أعرض عليك مثالًا واحدًا على ذلك..
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 256، وهذا العدد = 16 × 16
والعجب أن هذه الآية تضمّنت حرفين تكرّر كل واحد منهما 16 مرّة، وهما:
حرف الهاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 26 وتكرّر في هذه الآية 16 مرّة.
حرف الواو ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 27 وتكرّر في هذه الآية 16 مرّة.
مجموع ترتيب الحرفين في قائمة الحروف الهجائية 26 + 27 يساوي 53
والعجيب حقًّا أن العدد 53 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 16
والعجب كل العجب أن كلمة (غَلَبَتْ) هي الكلمة رقم 53 من بداية الآية!
ما رأيك في هذه الحقائق الرقمية الدامغة؟
هل ما زال هناك من يتوّهم أن مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلّم هو من نظم هذا القرآن؟!
هناك أمر مهم..
سوف أحضر لك الآية من جديد..
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنْوْدِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) البقرة
هذه الآية وكما تعلم فإن عدد كلماتها 60 كلمة وعدد حروفها 240 حرفًا..
وسوف استخرج لك منها جميع الكلمات التي احتضنت حرف الفاء..
فَلَمَّا - فَصَلَ - فَمَنْ - فَلَيْسَ - فَإِنَّهُ – اغْتَرَفَ - غُرْفَةً - فَشَرِبُوا - فَلَمَّا - فِئَةٍ - فِئَةً
هذه الكلمات عددها 11
هذه الكلمات مجموع حروفها 43
ما رأيك أن نستبعد هذه الكلمات من الآية تمامًا؟!
ماذا سوف يتبقّى لنا؟
سوف يصبح عدد حروف الآية 206 حرفًا..
وسوف يصبح عدد كلمات الآية 49 كلمة، وهذا العدد = 7 × 7
206 هو عدد آيات سورة الأعراف و7 هو ترتيبها في المصحف!
ولكن هذه الآية من سورة البقرة! فما هي علاقة سورة الأعراف بسورة البقرة وبحرف الفاء؟
انتبه جيِّدًا..
سورة الأعراف ترتيبها في المصحف رقم 7
أوّل آية في القرآن يتكرّر فيها حرف الفاء 7 مرّات هي هذه الآية من سورة البقرة..
إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26) البقرة
هذه الآية عدد حروفها 155 حرفًا..
الآن سوف أنتقل بك إلى الآية رقم 155 من سورة الأعراف..
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) الأعراف
ما العجيب في هذه الآية؟
هذه هي الآية التي تضمّنت أكبر تكرار لحرف الفاء في سورة الأعراف!
ورد حرف الفاء في هذه الآية 8 مرّات ولم يرد بأكثر من 7 مرّات في أي آية أخرى من آيات سورة الأعراف!
العجيب أن عدد حروف هذه الآية نفسها 170 حرفًا..
170 هو عدد آيات سورة الأعراف التي ورد فيها حرف الفاء!
تأمّل هذا النسيج الرقمي القرآني المذهل! هل يستطيعه بشر!
تأمّل آية الأعراف من جديد وهي أمامك الآن..
مجموع حروف هذه الآية 170 حرفًا، وهذا العدد = 34 × 5
مجموع النقاط على حروف هذه الآية 102 نقطة، وهذا العدد = 34 × 3
مجموع الحروف غير المنقوطة في هذه الآية 102 حرفًا، وهذا العدد = 34 × 3
مجموع الحروف المنقوطة في هذه الآية 68 حرفًا، وهذا العدد = 34 × 2
ولكن إلى ماذا يشير العدد 34 هنا؟
هذا ما سوف نجيب عنه في مشهد آخر مستقل إن شاء الله..
ترقّبوا مفاجآت طريق القرآن.. الموقع الذي يقدّم الدليل المادي الحاسم على أن هذا القرآن هو كلام الله لا ريب.
--------------------------------------------------------------------------
المصادر:
أوّلًا: القرآن الكريم.
ثانيًا: المصادر الأخرى:
- ابن كثير، أبي الفداء إسماعيل بن عمر (2012)، تفسير القرآن العظيم؛ بيروت: دار الكتب العلمية.
- الألوسي، شهاب الدين (1994)؛ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني؛ بيروت: دار إحياء التراث العربي.
- الزمخشري، جاد اللَّه محمود بن عمر (1983)؛ الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل؛ بيروت: دار الفكر.
- الصعيدي، عادل (22 يناير 2013)؛ بحث بعنوان: "أدنى الأرض"، أُسترجع في تاريخ 22 ديسمبر، 2015 من موقع جامعة الإيمان (http://www.jameataleman.org).
- المنّاوي، أحمد مُحمَّد زين (2015)؛ قطوف الإيمان من عجائب إحصاء القرآن؛ طريق القرآن للنشر.
- النجار، زغلول راغب مُحمَّد (2010)؛ مختارات من تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم، الجزء الثاني، الطبعة الأولى؛ القاهرة: مكتبة الشروق الدولية.