رُباعيات الدخان 
إن من الأمور المهمَّة جدًّا التي لم ينتبه إليها أحد حتى الآن أن جميع ألفاظ القرآن الكريم من دون استثناء تتكرّر وفق ميزان رقمي دقيق جدًّا يقوم على حركة الحرف! وإذا نظرت إلى مرادفات الألفاظ وأضدادها في القرآن الكريم من خلال حركة حروفها ترى في ذلك عجبًا. ومن فوائد معاجم ألفاظ القرآن أنك ترى من خلالها بسهولة التماثل والتناظر العجيب بين الألفاظ، عندما تتأمّل نمط تكرارها، بحسب رسمها الوارد في هذه المعاجم، تماثل وتناظر يتفاعلان مع المعنى في أدق تفاصيله. وحتى لا يكون هذا الكلام نظريًّا دعني أقدّم لك هذه الأمثلة، وأودّ منك أن تركِّز بصفة خاصة في رسم الكلمة وحركة أحرفها:
رُسُلِي تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
اصْطَفَى تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
مُحمَّد تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
رَسُولِنَا تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
أُرْسِلَ تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
سِرَاجًا تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
إِمَامًا تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
بَشِيرًا تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
مُبَارَكٌ تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
مُبَارَكًا تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
نُوحِي تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
يُوحِي تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
صَدَقَ تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
كَذَبُوا تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
يَدْعُوكُم تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
يَعِظُكُم تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
اسْمَعُوا تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
اهْتَدَوْا تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
اسْتَجَبْنَا تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
الإِسْلَام تكرّرت 4 مرّات في القرآن!
هذه الكلمات ليست حصرية وإنما هناك مئات مثلها يمكنك أن تستخرجها أنت بنفسك من معاجم ألفاظ القرآن! فتأمّل هذه اللوحة التي أمامك والتي تبيّن نموذجًا لعظمة نظم ألفاظ القرآن، ولك أن تتخيل فداحة الجرم الذي ارتكبه الذين عارضوا تشكيل حروف القرآن في بادئ الأمر! والذين عارضوا ترقيم آيات القرآن من بعدهم، والذين يعارضون الحديث عن النظام الرقمي القرآني في عصرنا هذا العصر الرقمي! والمعارضون في كل زمان ينطلقون من قاعدة واحدة هي: الإنسان عدو ما يجهله!
دعك من المعارضين، واعلم أن الميزان الرقمي القرآني لا يتوقَّف عند التطابق العددي بين الألفاظ المترادفة أو المتضادة، بل يتسع لأكثر من ذلك ليستوعب الحروف والكلمات والآيات والسور، وفق نسيج رقمي معجز، وفوق ذلك كلّه فللأرقام في القرآن فصاحتها وبلاغتها تمامًا كما للألفاظ!
------------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
