عدد الزيارات: 68

قصة شريفة


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 09/01/2025 هـ 09-07-1446

للقلب فصاحة.. كما اللسان..

فصاحة القلب.. مشاعر صادقة..

فصاحة اللسان.. كلمات ليست بالضرورة صادقة!!

لا يخدع المرء قلبه..

بينما قد يلعب اللسان بالكلمات..

في النهاية ينتصر القلب.. فالصدق سلطة.. قوة..

فعندما يجعل الله الكيد في الحناجر، وينقلب السحر على الساحر، فهذا يعني انتصارًا للحق..

بطلة قصتنا.. أرادوا توظيف موهبتها لمحاربة الإسلام من خلال تنصير النساء المسلمات وإفسادهن.. درست الإسلام كأداة للتنصير، بناءً على رغبتها، فوجدت نفسها وقد أصبحت من أنصاره، فنطقت بالشهادتين واعتنقت الإسلام.. إنها الأمريكية شريفة كارلو بطلة هذه القصة.. تحكي لنا قصتها مع الإسلام فتقول:

عندما كنت في طور المراهقة كنت أتمتع بفصاحة التعبير، وأتميز عن قريناتي بالنشاط الفاعل والدفاع المستميت عن حقوق المرأة.. صفاتي السابق ذكرها لفتت انتباه مجموعة من الأشخاص الذين يعملون في مراكز حكومية كان لديهم مخطط شرير لتقويض الإسلام.. أذكر أن أحد أعضاء تلك المجموعة وعدني بأن يضمن لي عملًا في السفارة الأمريكية في مصر لو درست "العلاقات الدولية" وتخصصت في قضايا "الشرق الأوسط".. كان ذلك الشخص يهدف إلى أن أستخدم مركزي في السفارة الأمريكية في مصر مستقبلًا وأتواصل مع النساء المصريات المسلمات ومن ثم أشجع حركة حقوق المرأة الناشئة في ذلك البلد المسلم والمسالم.

في البدء حسبت أنها فكرة عظيمة لأنني شاهدت النساء المسلمات على شاشة التلفزيون، ووصل إلى علمي أنهن يعانين الاضطهاد والعنف والظلم والضعف، فقلت هذه فرصة جيّدة لكي أخرجهن من ظلمات قهر العصور القديمة إلى نور حرية القرن العشرين.. ولكي أحقق هذا الهدف كان لا بدّ لي من أن أتعرّف إلى الإسلام؛ فذهبت إلى الجامعة حيث درست القرآن الكريم، والحديث النبوي والتاريخ الإسلامي، كما درست الأساليب الملتوية التي من خلالها أستطيع أن أوظف تلك المعلومات بما يمكنني من تحقيق أهدافي.. على سبيل المثال تعلمت كيف ألوي وألون الكلمات لأجعلها تشير إلى ما أريده أن يصل إلى فهم المتلقي.. بيد أنني وما إن بدأت أدرس الإسلام حتى أخذت رسالته تأسرني وليس ذلك بغريب فقد وجدتها رسالة منطقية وعميقة.

في الحقيقة حرك تأثري بالإسلام مشاعر الخوف والرعب في نفسي.. لذلك وحتى أستطيع مقاومة ذلك التأثير قررت أخذ جرعات وقائية من الديانة المسيحية فبدأت أتلقى دروسًا في هذا الجانب.. لقد اخترت في ذلك أستاذًا واسع الشهرة، ويحمل درجة الدكتوراه في فلسفة اللاهوت من جامعة هارفرد.. نعم اخترته لأتلقى منه ما أنشده من جرعات دينية وقائية.. شعرت مع ذلك الأستاذ بأنني في أيدٍ أمينة لأنه كان مسيحيًّا موحدًا، ولم يكن يؤمن بالتثليث أو ألوهية المسيح، بل كان يؤمن بأن المسيح نبي.. وقد أثبت الأستاذ هذه الحقيقة من خلال تناوله للتوراة والإنجيل في أصولهما اليونانية والعبرية والآرامية، كما بين مواضع التغيير في تلك الأصول.

وفي الحقيقة لقد كان انتهائي من تلك الدروس بداية لتقويض الديانة النصرانية داخل نفسي، وإن لم أكن حتى تلك اللحظة مستعدة لقبول الإسلام.

وعقب ذلك تابعت دراستي لأجل حياتي المهنية المستقبلية، حيث أخذت مني تلك الدراسة نحو ثلاث سنوات.. وبالتوازي مع دراستي الجديدة تواصلت مع عدد من المسلمين لأسألهم عن عقيدتهم الدينية.. وقد تطوع أحد أولئك الأشخاص بتعليمي كل ما له صلة بالإسلام عندما رأى اهتمامي الشديد به.

في أحد الأيام اتصل بي الشخص ذاته، وأفادني بأن مجموعة من المسلمين تزور المدينة ونصحني بأن ألتقيهم.. بالطبع وافقت، وذهبت للقاء تلك المجموعة بعد صلاة العشاء.. فوجدت نفسي في قاعة بها نحو عشرين شخصًا.. أفسحوا لي المكان جميعهم، فجلست قبالة رجل باكستاني مسن.. كان واسع الاطلاع في مواضيع الدين المسيحي.. تناقش معي وتجادل حول أجزاء متنوعة من الإنجيل والتوراة والقرآن.. تواصل النقاش بيننا حتى طلوع الفجر.. وعقب انتهاء النقاش طلب مني الرجل ما لم يطلبه شخص آخر.. لقد دعاني إلى اعتناق الإسلام.. بل قل طرق وترًا حساسًا داخل نفسي لم يطرقه أحد قبله.. أدركت تمامًا أن الأوان قد آن، فقلت بقناعة تامة لا تشوبها شائبة: "نعم، أريد أن أصبح مسلمة".

علمني ذلك الرجل الحكيم كيفية نطق الشهادة بالإنجليزية والعربية فنطقتها.

وما أن نطقت كلمات الشهادة حتى شعرت وكأن حملًا هائًلا أزيح عن صدري.. ولتقريب الصورة أفيدكم بأنني كنت ألهث وكأنني أتنفس للمرة الأولى في حياتي.. الحمد لله تعالى الذي وهبني حياة جديدة، ومنحني فرصة للفوز بالجنة؛ فأسأله سبحانه وتعالى أن أحيا وأموت على دين الإسلام.

هذه هي قصة شريفة كارلو الفتاة الأمريكية الموهوبة المسلمة بالفطرة والتي حاول بنو قومها توظيفها لتنصير نساء الإسلام وإفسادهن حتى يقلّ عددهن فأصبحت واحدة منهن وإن زادت عددهن بأكثر من واحدة.. فهي قد تحولت عقب إسلامها من مجرد فتاة واحدة إلى امرأة بحجم وطن.

"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"..

هذا ما ينطبق من كلام الله على قصة شريفة..

مكروا للإسلام.. فخدموه ونشروه وأضافوا إليه مؤمنين ينشرونه.. بصدق.. لا بفصاحة كاذبة..

أيها السادة.. تعلموا.. كفى.. لا تنطحوا الجبل برؤوسكم.. إنه الإسلام.. دين الله الحق.. وكفى..

اسألوا الله الهداية.. فبالله نهتدي إلى الله.

-----------------------------------

المصادر:

اللولو، هالة صلاح الدين (2005)؛ كيف أسلمت؟ دمشق: دار الفكر.

ابن علي، أبو إسلام أحمد (1429 هـ)؛ عادوا إلى الفطرة: 70 قصة حقيقية مؤثرة؛ مكتبة صيد الفوائد: http://www.saaid.net

 

Carlo, Shariffa (19 Nov 2007). Stories of New Muslims: Shariffa Carlo, Ex-Christian, USA. Retrieved August 10, 2017, from: www.islamreligion.com.

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.