عدد الزيارات: 6.3K

لعلهم يتفكرون (66)


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 08/09/2019 هـ 27-05-1439

مريم ابنة عمران..

اصطفاها الله على نساء العالمين..

المرأة الوحيدة التي ذُكر اسمُها صريحًا في القرآن..

القرآن يكرّمها ويكرّم ابنها -عليه السلام- تكريمًا خاصًّا..

تكريم لا يقتصر على الألفاظ فقط.. بل يتعدى ذلك إلى الأرقام أيضًا..

فتأمّلوا احتفاء النظم الرقمي في القرآن بهما..

احتفاء بالألفاظ ذلك أمر معروف.. فكيف يكون الاحتفاء بالأرقام؟

تأمّلوا ماذا يقول القرآن الكريم عن المسيح -عليه السلام-..

وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) آل عمران

الآية تتحدّث عن عيسى -عليه السلام- من الطفولة إلى الكهولة..

من المهد إلى السماء حيث رفعه الله عزّ وجلّ إليه..

ولأن 33 هو بالفعل عدد الأعوام التي عاشها عيسى -عليه السلام- في الأرض..

فإن عدد حروف هذه الآية 33 حرفًا تحديدًا..

سبحان الله!

تذكروا العدد 33 جيِّدًا وعلاقته بالمسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام-..

وانتقلوا معي إلى سورة مريم في مهمّة خاصّة جدًّا..

سنستخرج من سورة مريم جميع الآيات التي عدد حروفها 33 حرفًا..

إنها أربع آيات.. تأمّلوا..

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) مريم

تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63) مريم

وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) مريم

كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82) مريم

مجموع كلمات هذه الآيات 31 كلمة..

 والعجيب أن 31 هو عدد آيات القرآن التي ورد فيها اسم مريم!

كما أن 31 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 11

و11 هو تكرار اسم المسيح في القرآن!

روابط رقمية مذهلة!

 

تأمّلوا الأعجب..

مجموع أرقام هذه الآيات الأربع يساوي 282

العجيب في ذلك أن العدد 282 هو أكبر تكرار لاسم الله في سور القرآن!

وقد جاء في سورة البقرة حيث تكرّر فيها لفظ الجلالة 282 مرّة.

 

انتبهوا جيدًا..

رُفع المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- إلى السماء وعمره 33 عامًا.

وفي سورة مريم هناك أربع آيات عدد حروف كل منها 33 حرفًا ومجموع أرقام هذه الآيات = 282

282 هو أكبر تكرار لاسم الله في سور القرآن الكريم..

العجيب أن أكبر تكرار لاسم الله في سور القرآن جاء في أطول سور القرآن وهي سورة البقرة..

والأعجب من ذلك أن أكبر تكرار لاسم الله في سورة البقرة جاء في أطول آية في سورة البقرة نفسها!!

بل جاء في الآية التي رقمها 282 تحديدًا من سورة البقرة نفسها!

يا الله! ألا تتأمّلوا هذا النظم الرقمي المحكم؟!

 

أعيد للأهمية..

تكرّر اسم الله في سورة البقرة 282 مرّة وهذا هو أكبر تكرار لاسم الله في سور القرآن..

الآية رقم 282 هي أطول آيات سورة البقرة وهي التي تضمّنت أكبر تكرار لاسم الله في سورة البقرة نفسها..

وهذه هي الآية رقم 282 من سورة البقرة حيث ورد فيها اسم الله 6 مرّات:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ منْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) البقرة

تأمّلوا رقم الآية 282 وهو يساوي 6 × 47

6 هو تكرار اسم الله في الآية نفسها.

47 هو عدد حروف سورة الإخلاص حيث ورد اسم الله للمرّة الأخيرة في القرآن:

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)

تأمّلوا عظمة النسيج الرقمي القرآني..

تأمّلوا هذه السورة 15 كلمة و47 حرفًا.. ولكنها تهدم العقيدة المسيحية كلها.

 

تأمّلوا ماذا تقول سورة الإخلاص: .. اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)

تأمّلوا كيف ترد الأرقام على من يزعمون أن المسيح ابن الله!

وتأمّلوا ماذا تقول لهم "مريم":

وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) مريم

كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82) مريم

قارنوا بين ما تقوله "مريم" وما تقوله سورة "الإخلاص"..

 

والآن..

عودوا إلى آيات مريم الأربع وتأمّلوا آخر آيتين:

وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) مريم

كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82) مريم

لا تعليق! لغة الأرقام واضحة وضوح الشمس في كبد السماء!

تأمّلوا كيف تستنكر آية "مريم" اعتقاد النصارى في ابنها: (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا).

وتأمّلوا كيف جاء الرد حاسمًا في الآية التالية مباشرة: (كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا).

العجيب أن الاستنكار والرد كلاهما جاء في 33 حرفًا..

ومعلوم أن عدد الأعوام التي قضاها المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- في الأرض 33 عامًا

باتفاق المسلمين والمسيحيين!

والآن.. هل يستطيع أحد أن يزعم أن العدد 33 تكرّر في هذه الآيات بهذه الطرق المتقنة.. عشوائيًّا! أم هل يستطيع أحد أن يزعم أن محمدًا -صلى الله عليه وسلّم- كان يحرص على عدّ حروف القرآن وكلماته وآياته حتى تتوافق الأعداد مع مضمون النص؟! 

---------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.