عدد الزيارات: 4.7K

إشارات المرور


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 20/03/2019 هـ 11-03-1438

الإنسان في حياته كقائد السيارة في الطريق..

حياة واحدة.. لا نعبرها إلا مرة واحدة..

اللوحات الإرشادية وإشارات المرور "تهدينا" للوصول إلى وجهتنا الصحيحة..

عندما يريد الله بالإنسان خيرًا.. يضع في طريقه ما أو من يلعب هذا الدور..

دور اللوحة والإشارة!!

وحده قائد السيارة من يتبعها فيهتدي.. أو يخالفها فيضلّ..

سلمى بوافير.. بطلة قصتنا.. بحثت عن اللوحة الإرشادية.. اتبعت إشارة المرور.. فوصلت..

ولدت لعائلة كاثوليكية متدينة.. اعتادت الذهاب إلى الكنيسة منذ صغرها.. وعندما بلغت الرابعة عشرة من عمرها بدأت تراودها تساؤلات عقدية كثيرة.. امتلأ قلبها بالشك في مدى صدقية الكنيسة.. قاطعت الأخيرة ثم بدأت رحلتها في البحث عن الأجوبة الشافية.. وجدت ضالتها المنشودة عند زميلها الجامعي المسلم.. اعتنقت الإسلام على يديه وتزوجت به.. فازت بالحسنيين.

إنها العالمة الكندية المعروفة صوفي بوافير (سلمى بوافير) بطلة هذه القصة..

تحدثنا العالمة سلمى بوافير عن قصة إسلامها فتقول في فخر واعتزاز: "ولدت في مونتريال بكندا عام 1971م.. درجت على ارتياد الكنيسة بانتظام بسبب انتمائي لعائلة كاثوليكية متدينة.. وعندما بلغت الرابعة عشرة من عمري بدأت تراودني تساؤلات كثيرة وكبيرة حول الخالق والأديان.. لم تكن تساؤلاتي صعبة أو بعيدة عن المنطق بيد أن بني طائفتي كانوا عاجزين عن الإجابة عنها.

ومن الأسئلة التي أقضّت مضجعي وأصابتني بالحيرة: إن كان الله تعالى هو الذي بيده الضرر والنفع، وهو الذي يملك العطاء والمنع، فلماذا لا نسأله مباشرة؟! ولماذا نتخذ من الكهنة وسطاء بيننا وبين خالقنا؟! أليس الله تعالى هو القادر على كل شيء؟! وإن كان ذلك أليس هو الأولى بالسؤال؟

أسئلة كثيرة محيّرة ظلت تحاصرني بإلحاح.. وعندما لم أجد لها إجابات مقنعة قررت التوقف عن ارتياد الكنيسة.. لم أعد أستمع إلى قصص الرهبان الساذجة ولم أعد أهتم بمضامينها الخاوية.. إيماني بالله تعالى دفعني إلى دراسة أديان أخرى بيد أنني لم أجد فيها إجابات شافية عن تساؤلاتي الكبيرة.. ظللت أعيش في حيرة فكرية حتى بدأت دراستي الجامعية.. تعرّفت في الجامعة إلى زميل مسلم عرّفني بالإسلام.. اندهشت بشدة عندما وجدت في الإسلام الأجوبة المقنعة الشافية عن تساؤلاتي الكبرى التي أصابتني بالحيرة لفترة طويلة!

عندما تعرفت إلى الإسلام توصلت إلى حقيقة جليّة مفادها أن الدين الإسلامي جاء ليجيب عن أسئلة ثلاثة احتارت في الإجابة عنها عقول بني البشر في مختلف الأزمنة والأمكنة، ألا وهي:

من أنا؟؟

ولماذا خُلقت؟؟

وما هو مصيري؟؟

 استغرقت مني دراسة الإسلام هذا الدين العظيم سنة بأكملها.. رويدًا رويدًا استولى حب الإسلام على قلبي، ومن الأشياء التي جذبتني إليه منظر المسلمين وهم خاشعون في صلاتهم بين يدي الله.. حقيقة كانت تبهرني كثيرًا تلك الحركات التي شعرت بمدى تعبيرها عن السكينة والأدب وكمال العبودية لله عزّ وجلّ.. دفعني ذلك إلى البدء بارتياد المسجد.. بينما شجعني هذا الأمر الأخير على المضي قدمًا في الطريق إلى الإسلام.. ارتديت الحجاب أولًا بغرض اختبار إرادتي.. بعد مرور أسبوعين هلّت لحظة الانعطاف الكبير في حياتي حيث نطقت الشهادتين (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله)، تأشيرة دخولي إلى الإسلام.

تنهدت صوفي بوافير بعمق ثم اختتمت قصتها بقولها: "إن الإسلام الذي جمعني مع زميلي المسلم بالجامعة، هو نفسه الذي جمعنا من بعد لنكون زوجين مسلمين في الحياة.. نعم شاء الله تعالى أن يكون رفيقي في كلٍّ من رحلة الإيمان ورحلة الحياة".

سبحان الله !! فتاة كندية.. ولدت ونشأت وسط أسرة كاثوليكية.. اعتادت ارتياد الكنيسة منذ طفولتها.. وفي طور مراهقتها راودتها تساؤلات عقدية كثيرة وكبيرة.. لم تجد لتساؤلاتها إجابات شافية من بني جلدتها أو من ديانتهم المحرّفة.. وجدت ضالتها المنشودة في الإسلام عبر زميل مسلم سخّره لها الله ليكون سببًا في اعتناقها الإسلام وليصبح زوجها في الحياة..

إلهي ما أعظم شأنك الذي لا يدانيه شأن وما أجلّ رحمتك التي وسعت كل شيء..

نعم.. العبد في التفكير والرّب في التدبير..

انشغل فكر بطلة قصتنا بالبحث عن الحق فهداها الله تعالى إلى طريقه..

أرسل الله لها زميلًا فزوجًا كان بمنزلة الإشارة إلى الطريق.. اتبعت الإشارة.. قادت حياتها إلى الوجهة السليمة.. إلى الله..

أنعم الله عليها بإشارة فاتبعتها.. وغيرها ينعم الله عليهم ليلًا ونهارًا بالإشارات فيأبون إلا أن يسيروا في أأأمتاهة..

اسألوا الله الهداية.. فبالله نهتدي إلى الله.

--------------------------------------

المصادر:

المدرس، علاء الدين شمس الدين (2009)؛ القرآن يقوم وحده؛ بغداد: مكتبة أنوار دجلة.

فارس، نايف منير (2010)؛ علماء ومشاهير أسلموا؛ الكويت: دار ابن حزم.

محمود، عبد الرحمن (2005)؛ رحلة إيمانية مع رجال ونساء أسلموا؛ المكتبة الإسلامية الشاملة.

معدِّي، الحسيني الحسيني (2009)؛ الإنجيل قادني إلى الإسلام؛ حلب: دار الكتاب العربي.

           


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.