الصلاة عماد الدين، وآكد أركانه بعد الشهادتين، وأوّل عبادة فُرِضت في الإسلام، وأعظم الطاعات، والفريضة التي لا تسقط أبدًا، لا في السفر، ولا في المرض، ولا في الخوف، ولا في الحرب، وهي بمثابة القلب من الجسد، وإليها يرجع أصل صلاح العمل كله، فمن صلحت صلاته صلح سائر عمله، وهي العلامة الفارقة التي تميز المسلم من الكافر، ولا دين لمن لا صلاة له، وهي آخر ما يبقى من دين الإسلام، وأوّل ما يُحاسب به العبد من عمله يوم القيامة، ولذلك كله كانت الصلاة من آخر وصايا النبي -صلى الله عليه وسلّم-.
وإذا تأمّلت في عمدة الأركان، وهي الصلاة تجدها اشتملت على أركان الإسلام الخمسة جميعها، ففي خاتمة كل صلاة وقبل السلام نجدَّد إيماننا فنشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه؛ وهذا هو أوّل الأركان، وكل صلاة فيها زكاة بالوقت الذي هو أصل العمل الذي هو مصدر المال، وفي الصلاة صوم لأن الذي يصلي مهما طالت صلاته فهو يمتنع عمّا يمتنع عنه الصائم، بل العبد في صلاته يكون في أسمى وأرفع مراتب الصيام، وفي صلاته يتحرّى العبد القبلة ويتوجه إلى بيت اللَّه الحرام، وهو مكان الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام!
وبهذه الأهمية كان للصلاة حضور مميّز في القرآن!
فهل تعلم أين ورد لفظ "الصلاة" للمرّة الأولى في المصحف؟
إذ لا بدّ من أن يكون لهذا الموضع أهميّة خاصة..
الَّذِيْنَ يُؤْمِنُوْنَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيْمُوْنَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُوْنَ (3) البقرة
تأمّل..
ترتيب كلمة الصلاة رقم 5 من بداية الآية.. بعدد الصلوات المفروضة في اليوم واللَّيلة!
أوّل أحرف كلمة "الصلاة" في هذه الآية هو حرف الألف، وترتيبه رقم 25 من بداية الآية، أي 5 × 5
وبما أن عدد آيات سورة الفاتحة 7 آيات، فيمكنك أن تستنتج أن هذه الآية ترتيبها رقم 10 من بداية المصحف!
العدد 10 = 5 × 2، أي عدد الصلوات المفروضة × ترتيب سورة البقرة!
بعد كلمة الصلاة حتى نهاية الآية هناك 17 حرفًا، بعدد الركعات المفروضة!
ترتيب كلمة الصلاة من بداية المصحف رقم 42، وهذا العدد = 5 × 5 + 17
عدد حروف الآية 47 حرفًا، وهذا العدد هو 17 + 5 × 6، والرقم 6 هو عدد أحرف كلمة الصلاة!
رقم الآية 3، ورقم السورة 2، ومجموع الرقمين 5
ترتيب أحرف كلمة الصلاة الستة من بداية الآية هي: 25، 26، 27، 28، 29، 30
ومجموع هذه الأعداد 165، وهذا العدد = 114 + 17 + 34
من مجموع الحروف الهجائية تضمَّنت الآية 15 حرفًا، وهذا العدد هو 5 × 3
أكثر الحروف تكرارًا في الآية هو النون، وتكرّر 7 مرّات، والترتيب الهجائي لهذا الحرف هو 25، أي 5 × 5
هناك حرفان تكرّر كل منهما 5 مرّات وهما الميم والواو!
الترتيب الهجائي لحرف الميم هو 24، والترتيب الهجائي لحرف الواو هو 27، ومجموعهما 51
وهذا العدد يساوي 17 × 3 أو 17 + 34
حرف الألف تكرّر في الآية 6 مرّات، وحرف اللام تكرّر 4 مرّات، وحرف الصاد ورد مرّة واحدة، وكذلك التاء المربوطة وردت مرّة واحدة. وبذلك يكون مجموع تكرار أحرف كلمة الصلاة الستة على النحو الآتي:
6 + 4 + 1 + 4 + 6 + 1 = 22
وهذا العدد = 5 + 17، أي عدد الصلوات المفروضة + عدد ركعاتها!
حرف القاف تكرّر في الآية 3 مرّات، وحرف الراء ورد مرّة واحدة، وحرف الألف تكرّر 6 مرّات، وحرف النون تكرّر 7 مرّات، وهذه الأحرف الأربعة هي أحرف كلمة "قرآن" مجموعها = 17، بعدد الركعات المفروضة!
أحرف كلمة "القرآن" معرَّفة بالألف واللام تكرّرت في الآية 27 مرّة، أي 17 + 5 + 5
تضمَّنت الآية 15 حرفًا من الحروف الهجائية مجموع ترتيبها الهجائي = 260
هناك 13 حرفًا من الحروف الهجائية لم تتضمَّنها الآية، ومجموع الترتيب الهجائي لهذه الحروف = 146
تأمّل..
العدد الأول وهو 260 = 114 + 114 + 32
العدد الثاني وهو 146 = 114 + 32
وبذلك يكون الفرق بين مجموع الترتيب الهجائي للحروف التي تضمَّنتها الآية، والتي تجاهلتها = 114
هناك 5 من الحروف المقطّعة لم تتضمَّنها الآية، ومجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الخمسة = 74
وهذا العدد هو 17 + 17 + 5 × 8
تضمَّنت الآية 6 من الحروف غير المقطّعة، مجموع ترتيبها الهجائي = 88
وهذا العدد = 17 + 17 + 17 + 17 + 5 + 5 + 5 + 5
هناك 8 من الحروف غير المقطّعة لم تتضمَّنها الآية، ومجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الثمانية = 72
وهذا العدد هو 17 + 55
أوّل الحروف الهجائية، وهو الألف تكرّر في الآية 6 مرّات، وآخر الحروف الهجائية تكرّر في الآية 6 مرّات!
وكلمة "الصلاة" من 6 أحرف!
الذكر الثاني للصلاة في القرآن
وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِيْنَ (43) البقرة
لكل ذكر للصلاة في القرآن عجائب إحصائية، فبعد سيل الحقائق الإحصائية السابقة عن الذكر الأوّل للصلاة في القرآن، أدعوك لتتأمّل معي الذكر الثاني، والوارد في الآية 43 من سورة البقرة، وأعدك بمزيد من الانبهار والتعجُّب من دقة النظم الرقمي القرآني.
تأمّل..
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 50، وقد تضمّنت أوّل أمر بإقامة الصلاة في القرآن!
وكذلك الصلاة عندما فُرضت أوّل مرّة فُرضت 50 صلاة في اليوم واللّيلة!
من بداية الآية الأولى حتى نهاية هذه الآية هناك 629 كلمة، وهذا العدد هو 17 × 37
عدد حروف الآية الأولى 47 حرفًا، وعدد حروف الآية الثانية 41 حرفًا، ومجموع حروف الآيتين = 88 حرفًا!
وهذا العدد هو: 17 + 17 + 17 + 17 + 5 + 5 + 5 + 5
كلمة الصلاة في الآية الأولى جاءت في ترتيب الكلمة رقم 5 من بداية الآية!
كلمة الصلاة في الآية الثانية جاءت قبل 5 كلمات من نهاية الآية!
مجموع رقم الآية الأولى ورقم السورة = 5
مجموع رقم الآية الثانية ورقم السورة = 5 × 3 × 3
مجموع رقم الآية الثانية ورقم السورة = 45
وهذا هو رقم الآية الثالثة التي وردت فيها كلمة الصلاة:
وَاسْتَعِيْنُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيْرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِيْنَ (45) البقرة
أوجه الشبه بين الآيتين
الَّذِيْنَ يُؤْمِنُوْنَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُوْنَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُوْنَ (3) البقرة
وَاسْتَعِيْنُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيْرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِيْنَ (45) البقرة
عدد كلمات الآية الأولى 8 كلمات، وعدد كلمات الآية الثانية 8 كلمات أيضًا!
عدد حروف الآية الأولى 47 حرفًا، وعدد حروف الآية الثانية 47 حرفًا أيضًا!
أوّل أحرف كلمة الصلاة، وهو حرف الألف، ترتيبه رقم 25 من بداية الآية الأولى، أي 5 × 5
أوّل أحرف كلمة الصلاة، وهو حرف الألف، ترتيبه رقم 17 من بداية الآية الثانية!
كلمة الصلاة في الآية الأولى جاءت قبل 17 حرفًا من نهاية الآية!
كلمة الصلاة في الآية الثانية جاءت قبل 25 حرفًا من نهاية الآية، أي 5 × 5
من مجموع الحروف الهجائية تضمَّنت الآية الأولى 15 حرفًا، وهذا العدد هو 5 × 3
من مجموع الحروف الهجائية تضمَّنت الآية الثانية 15 حرفًا، وهذا العدد هو 5 × 3
الصورة الكاملة للآيتين
الآن أعرض عليك المقطع الكامل للآيتين 43 و45 الذي يتضمّن الذكر الثاني والثالث للصلاة:
وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِيْنَ (43) أَتَأْمُرُوْنَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُوْنَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُوْنَ (44) وَاسْتَعِيْنُوْا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيْرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِيْنَ (45)
إذا أحصيت عدد الكلمات بين الصلاة في الآية 43، والصلاة في الآية 45، تجدها 17 كلمة تحديدًا!
إذا أحصيت عدد الكلمات من بداية الآية 43 حتى نهاية الآية 45 تجدها 25 كلمة تحديدًا! أي 5 × 5
الذكر الرابع للصلاة
نواصل معًا هذه الرحلة حول ذكر الصلاة في القرآن، لنصل إلى المشهد الرابع، ونتأمّل أين وردت كلمة الصلاة للمرة الرابعة:
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيْثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيْلَ لَا تَعْبُدُوْنَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِيْنِ وَقُوْلُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيْلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُم مِعْرِضُوْنَ (83) البقرة
وردت الصلاة في ترتيب الكلمة رقم 20 من بداية الآية، ورقم 10 من نهايتها!
بين كلمة الصلاة في الآية رقم 45، وكلمة الصلاة في الآية رقم 83، هناك 676 كلمة!
هذا العدد هو 13 × 13 × 4
لاحظ التشابه الكبير بين هذا العدد وتكرار اسم اللَّه في القرآن: 13 × 13 × 4 × 4
جاءت كلمة الصلاة في الآية بعد 102 حرف، وهذا العدد هو 17 × 6
جاءت كلمة الصلاة في الآية قبل 42 حرفًا من نهاية الآية، وهذا العدد هو 17 + 5 × 5
عدد حروف الآية 150 حرفًا، وهذا العدد هو 5 × 5 × 6
عدد حروف الآية 150 حرفًا، وهذا العدد هو 114 + 6 × 6
عدد كلمات الآية 29 كلمة، وهذا العدد هو 17 + 6 + 6
انتبه!
الرقم 6 هو عدد أحرف كلمة الصلاة!
جاءت كلمة الصلاة بعد 19 كلمة من بداية الآية، وإذا أضفنا هذا العدد إلى رقم الآية يكون الناتج 102
وهو عدد حروف التي جاءت قبل كلمة الصلاة من بداية الآية، وهذا العدد = 17 × 6 وهو أيضًا 34 × 3
إذا أحصيت عدد الكلمات من بداية السورة، فستجد أن كلمة الصلاة جاءت بعد 1327 كلمة تحديدًا!
وهذا العدد هو 6 × 13 × 17
الذكر الخامس للصلاة
وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوْا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوْهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُوْنَ بَصِيْرٌ (110) البقرة
عدد كلمات الآية 17 كلمة!
عدد حروف الآية 76 حرفًا، وهذا العدد هو 17 × 3 + 5 × 5
رقم الآية 110، وهذا العدد هو 55 + 55، وهو أيضًا 17 × 5 + 5 × 5
بين كلمة الصلاة في الآية رقم 83، وكلمة الصلاة في الآية رقم 110، هناك 580 كلمة تحديدًا!
وهذا العدد هو 5 × 114 + 5 + 5
وهكذا يأتي ذكر الصلاة في القرآن مرتبطًا بمعطيات رقمية محدّدة، حيث تشير هذه المعطيات إلى عدد الصلوات المفروضة، وعدد ركعاتها، وعدد سجداتها!
-------------------------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).