عدد الزيارات: 2.1K

الفروق الثلاثة


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 20/03/2019 هـ 29-08-1439

أسرع المجتمعات التي ينتشر فيها الإسلام برغم الهجوم عليه.. المجتمع الغربي..

الأسباب التي تقف وراء إسلام الغربيين تتباين من إنسان لآخر.. من دولة لأخرى..

تتفق في أمر جوهري واحد..

الإسلام هو الدين الوحيد الذي فيه سعادة البشرية وفيه حل لكل مشكلاتها منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة..

فعدد كبير من الشباب الغربي ضائع يعيش حياة لا قيمة لها..

بل هي أشبه بحياة البهائم أو أسوأ!!

قليل منهم من ينتبه إلى واقعه ويبدأ البحث عن الطريق الحق..

نشأ بطل هذه القصة وترعرع في بيئة نصرانية، لكنه كان على موعد مع لطف الله تعالى الذي أيقظ فكره ودفعه إلى التفكير في حقيقة اعتقاده فهيأ له الأسباب التي غيّرت حياته واستنقذه بها من العذاب الأبدي، فهداه إلى الإسلام بعد رحلة من البحث ليست بالقصيرة.

في هذه القصة يحدثنا الأوروبي يعقوب ريموند عن الأسباب الحقيقية التي دفعته لترك النصرانية دين آبائه وأجداده واعتناق الإسلام.

وجد يعقوب ريموند ثلاثة فروق جذرية وجوهرية بين النصرانية والإسلام جعلته يوقن تمامًا بأن الإسلام هو الدين الحق الذي يجب أن يعتنقه كل من ينشد السعادة الحقيقية.. فيما يلي الفروق الجوهرية بين الإسلام والنصرانية التي توصل لها بطل هذه القصة فكانت سببًا في اعتناقه الإسلام:

يتمثل الفارق الأول في أن النصرانية التي تقر وتعترف بالأنبياء كافة قبلها ترفع عيسى إلى مرتبة الألوهية، مع إنكارها التام لنبوة محمد –صلى الله عليه وسلّم-.. في المقابل يؤمن سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلّم- بجميع الأنبياء والرسل السابقين له، ويؤكد أن رسالة الإسلام التي أنزلت إليه هي الرسالة السماوية الوحيدة التي لا تزال وسوف تظل حتى قيام الساعة محفوظة من أي تحريف أو تغيير، بعكس الديانات السماوية الأخرى التي طالها التحريف والتشويه من قبل مضلين استخدموها لمصالحهم الشخصية.

ويتمثل الفارق الثاني في مناداة النصرانية بالنظرية التي تزعم أن عيسى إله وأنه ابن الله في الوقت ذاته!! بالطبع هذا أمر يستعصي على الفهم فضلًا عن أنه يناقض التعاليم التي نادى بها موسى وإبراهيم -عليهما السلام- إذ علم كلاهما الناس أن يعبدوا إلهًا واحدًا لا شريك له.. كما أن زعم هذه النظرية يجعل منها نظرية مجحفة تقيم الفوارق بين الأنبياء وتقسمهم إلى بشر وآلهة! وهذا لا يستقيم مع ديانة سماوية نقية.

أما الفارق الثالث فيتمثل في أن النصرانية تنصِّب الكنيسة وتجعل منها وسيطًا بين الناس وربهم وخالقهم.. أي إن بإمكان الناس ارتكاب ما تشتهيه أنفسهم من المعاصي والآثام دون خوف من العقاب لأن الكنيسة سوف تعفو عنهم بكل بساطة وتضمن لهم الخلاص والنجاة.. في المقابل يبيّن الدين الإسلامي أن الله تعالى وحده لا شريك له هو الذي يغفر الذنوب، وهو وحده يقضي يوم القيامة في الأعمال التي اكتسبها الناس في حياتهم الدنيا دون تدخّل من أي أحد.

من جهة ثانية انتقد يعقوب ريموند النصرانية ووصفها بأنها دين يفتقر إلى الاستقرار والثبات لأن تعاليمها تظل عرضة للتعديلات المستمرة بحسب ما تقتضيه العادات المتغيرة والأمزجة المتقلبة، وهنا يشير إلى مجلس الفاتيكان الثاني كآخر الأمثلة لهذه التعديلات، فالنصرانية دين تتطور عقيدته وتتبدّل عبر العصور، ما بين كل تطور وتبديل مئات السنين!

الملاحظ أن الديانة النصرانية تقدم عادات البشر وتقاليدهم وتضعها في منزلة أسمى من إرادة الله تعالى على عكس الدين الإسلامي الذي يجعل من كلمة الله العظمى هي الأسمى.

بالإضافة إلى ما سبق هناك أسباب أخرى دفعت بطل قصتنا إلى التخلي عن النصرانية.. من هذه الأسباب القيم الإنسانية التي لاحظ تحطم أبسطها في المجتمعات الغربية نتيجة لانتشار أساليب الحياة المادية البحتة.. الجشع والسباق المادي المحموم الذي نتجت منه شريعة الغاب حيث البقاء للأقوى وحيث انعدم تمامًا الإحساس بالأخوة، إذ انحصر اهتمام الناس في الأقطار الأوروبية والأمريكية في الحصول على المزيد من وسائل الراحة المادية عبر المنهج الميكافيللي الذي تبرر فيه الغاية الوسيلة فأصبح الخواء الروحي هو المهيمن على نفوس الجميع.. في المقابل وجد بطل قصتنا في الإسلام كل معاني الأخوة الإنسانية ما جعله يدعو الله من كل قلبه أن يصبح الإسلام هو الدين الوحيد في أرجاء العالم كافة حتى تنعم البشرية كلها بنعمة الأخوة الصادقة وليس ذلك على الله ببعيد.

أسباب عديدة دفعت كثيرًا من النصارى إلى ترك ديانة آبائهم وأجدادهم، ومن بينهم الأوروبي يعقوب ريموند..

وتبقى عظمة الإسلام هي المعين الطيب الذي يشرب منه كل من أنار الله بصيرته وهداه إلى اعتناق الحنيفية السمحة..

إنها الإسلام.. دين الأنبياء جميعًا.. من لدن آدم -عليه السلام- إلى خاتم الأنبياء محمد -عليه الصلاة والسلام-..

فمن يرتضي دينًا غير دين الأنبياء جميعًا؟!! الدين الذي لن يقبل الله منا غيره.. إن ابتغينا غيره..

ولمَ نبتغِ غير الإسلام دينًا وفيه كل الخير؟!

ألم يشهد المنصفون من علماء الأديان الأخرى بتحريفها؟!

فلمَ نؤمن الآن بدين محرف لم ينزل هكذا على أنبياء الله؟! أندين لله بما لم يوحِ به؟!!

وحده الإسلام الذي حفظه الله كما نزل على محمد -صلى الله عليه وسلّم-..

لذا.. اسألوا الله الهداية.. فبالله نهتدي إلى الله.

--------------------------------------

المصادر:

العشّي، عرفات كامل (2001)؛ رجال ونساء أسلموا؛ القاهرة: المكتب المصري الحديث.

المدرس، علاء الدين شمس الدين (2009)؛ القرآن يقوم وحده؛ بغداد: مكتبة أنوار دجلة.

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.