يقول الله تعالى في محكم تنزيله:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) آل عمران
يبيّن الله تعالى لنا أن الأنبياء جميعًا مع اختلاف زمانهم ومكانهم، متفقون جميعًا على توحيد الله عزّ وجلّ وعبادته، وإبراهيم أبو الأنبياء -عليهم السلام- يدعو إلى التوحيد، إذ إن ملّته ملّة الإسلام، ولم يكن يهوديًّا ولا نصرانيًّا.
فهذه الآيات حجّة على اليهود والنصارى الذين ادعوا أن إبراهيم كان على دين كل منهم وآية "يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ" فهي تكذبهم بأن اليهودية والنصرانية إنما كانتا من بعده، وذلك قوله "وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ" فكيف يكون إبراهيم منسوبًا إلى ملّة حادثة بعده؟ هذا فضلًا عن أن اليهودية ملّة محرّفة عن ملّة موسى -عليه السلام- والنصرانية ملّة محرفة عن شريعة عيسى -عليه السلام-.
فقد أخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال "اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فتنازعوا عنده، فقالت الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهوديًّا، وقالت النصارى: ما كان إلا نصرانيًّا، فأنزل الله الآية".
ودلّت الآية على المنع من الجدال لمن لا علم له، فأنتم يا معشر أهل الكتاب جادلتم وبادلتم الحجّة سواء أكانت صحيحة أم فاسدة في أمر لكم به علم في الجملة، كجدالكم فيما وجدتموه في كتبكم من أمر موسى وعيسى -عليهما السلام-، أو كجدالكم فيما جاء في التوراة والإنجيل من أحكام، ولكن كيف أبحتم لأنفسكم أن تجادلوا في أمر ليس لكم به علم أصلًا، وهو جدالكم في دين إبراهيم وشريعته؟
لأنه من البديهي أن إبراهيم ما كان يهوديًّا ولا نصرانيًّا، لأن وجوده سابق على وجودهما بزمن طويل، وإذًا فجدالكم في شأن إبراهيم هو لون من ألوان جهلكم ومخالفتكم لكل ما تقتضيه العقول السليمة، والنفوس المستقيمة.
إن إبراهيم هو أبو الأنبياء، ولو لم تكن اليهودية قد حرّفت وبدّلت، وكذلك النصرانية لكان من المقبول أن يكون اليهود والنصارى على ملّة إبراهيم؛ لأن الأديان لا تختلف في أصولها، ولكن قد تختلف في بعض التشريعات المناسبة للعصور، ولذلك فسيدنا إبراهيم -عليه السلام- لا يمكن أن يكون يهوديًّا باعتبار التحريف الذي حدث منهم، فلا يكون موافقًا لهم في عقيدتهم، وكذلك لا يمكن أن يكون نصرانيًّا للأسباب نفسها، لكنه "كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ المشركين"، أي أنه مائل عن طريق الاعوجاج.
ولذلك فإنّ أحقّ الناس بإبراهيم ونصرته وولايته الذين سلكوا طريقَه ومنهاجه، فوحَّدوا الله مخلصين له الدين، وسنُّوا سُنته، وشرَعوا شرائعه، وكانوا لله حنفاء مسلمين غير مشركين به، وأوّلى الناس بإبراهيم عليه السلام هو مُحمَّد صلى الله عليه وسلم، والمصدِّقين له في نبوّته والمؤمنون بما جاءهم به من عند الله عزّ وجل.
وهذا هو المعنى نفسه الذي نقلته لنا الآية التالية لتلك الآيات مباشرة:
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) آل عمران
تأمّلوا جيدًا معنى هذه الآية..
لم يرد اسم مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم صريحًا في هذه الآية..
بل جاءت الإشارة إليه بلفظ (هَذَا النَّبِيُّ)..
الحرف |
تكراره في الآية |
هـ |
4 |
ذ |
3 |
ا |
14 |
ا |
14 |
ل |
10 |
ن |
8 |
ب |
4 |
ي |
6 |
المجموع |
63 |
تأمّلوا كيف تكرّرت أحرف (هَذَا النَّبِيُّ) في الآية 63 مرّة!
63 هو بالفعل عدد أعوام عمر هذا النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم!
تأمّلوا الترتيب الهجائي لأحرف (هَذَا النَّبِيُّ)..
الحرف |
تكراره في الآية |
هـ |
26 |
ذ |
9 |
ا |
1 |
ا |
1 |
ل |
23 |
ن |
25 |
ب |
2 |
ي |
28 |
المجموع |
115 |
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف (هَذَا النَّبِيُّ) = 115، أي 5 × 23
عدد أركان الإسلام × عدد أعوام الوحي!
وإذا أسقطت حرف الألف المكرّر فإن الترتيب الهجائي لأحرف (هَذَا النَّبِيُّ) = 114
وهو عدد سور القرآن الكريم!
العجيب أن أحرف اسم (إبراهيم) تكرّرت في الآية نفسها 47 مرّة!
كما أن أحرف لفظ (القرآن) تكرّرت في الآية نفسها 47 مرّة أيضًا!
47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!
تأمّلوا كيف يتوافق النظام الرقمي للآيات مع المعنى اللفظي!
إليكم الأعجب..
تأمّلوا الآية من جديد..
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) آل عمران
أحرف (هَذَا النَّبِيُّ) تكرّرت في هذه الآية 63 مرّة أيضًا!
وتأمّلوا هذه الآية من سورة آل عمران أيضًا..
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) آل عمران
أحرف (هَذَا النَّبِيُّ) تكرّرت في هذه الآية 63 مرّة أيضًا!
وتأمّلوا هذه الآية من سورة آل عمران أيضًا..
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) آل عمران
أحرف (هَذَا النَّبِيُّ) تكرّرت في هذه الآية 63 مرّة أيضًا!
إذًا هناك ثلاث آيات في سورة آل عمران تكرّرت أحرف (هَذَا النَّبِيُّ) في كلٌ منها 63 مرّة!
الآيات عددها 3 وسورة آل عمران ترتيبها في المصحف رقم 3
ولا يوجد آية في سورة آل عمران تكرّرت أحرف (هَذَا النَّبِيُّ) فيها 63 مرّة باستثناء هذه الآيات.
الأمر العجيب حقًّا أن مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث = 313
313 هو عدد رسل الله عزّ وجل إلى البشرية وآخرهم مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم!
وقد روى الحافظ أبو حاتم ابن حبان البستي في كتابه: "الأنواع والتقاسيم" عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء؟ قال: (مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًا)، قلت: يا رسول الله، كم الرسل منهم؟ قال: (ثلاثمائة وثلاثة عشر جَمّ غَفِير)، قلت: يا رسول الله، من كان أولهم؟ قال: (آدم). وقد وسَم ابن حبان هذا الحديث بالصحة، وإن كان معظم أئمة الجرح والتعديل قد خالفوه، لأن في سنده إبراهيم بن هشام الغسَّاني.
العجيب أن مجموع كلمات هذه الايات الثلاث 47 كلمة!
47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!
الآن انتقلوا معي إلى سورة الحج لنتأمّل هذه الآية..
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14)
أحرف (هَذَا النَّبِيُّ) تكرّرت في هذه الآية 63 مرّة أيضًا!
وتأمّلوا هذه الآية من سورة الحج أيضًا..
مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)
أحرف (هَذَا النَّبِيُّ) تكرّرت في هذه الآية 63 مرّة أيضًا!
وتأمّلوا هذه الآية من سورة الحج أيضًا..
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)
أحرف (هَذَا النَّبِيُّ) تكرّرت في هذه الآية 63 مرّة أيضًا!
إذًا هناك ثلاث آيات في سورة الحج تكرّرت أحرف (هَذَا النَّبِيُّ) في كلٌ منها 63 مرّة!
ولا يوجد آية أخرى في سورة الحج تكرّرت أحرف (هَذَا النَّبِيُّ) فيها 63 مرّة باستثناء هذه الآيات.
والأمر العجيب والمذهل أن مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث = 63 أيضًا.
نظم رقمي قرآني عجيب!
ابتعدنا كثيرًا..
نعد إلى سورة آل عمران لنتأمّل هذا الإيقاع الثُلاثي العجيب مع إبراهيم..
نبدأ بهذه الاية العجيبة..
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) آل عمران
هذه الآية رقمها 18 وعدد كلماتها 18 كلمة، وعدد حروفها 72 حرفًا، أي 18 × 4
أحرف اسم (إبراهيم) تكرّرت في هذه الآية 52 مرّة!
انتقلوا إلى الآية رقم 72 من سورة آل عمران نفسها..
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) آل عمران
أحرف اسم (إبراهيم) تكرّرت في هذه الآية 52 مرّة أيضًا!
انتقلوا إلى الآية رقم 178 من سورة آل عمران نفسها..
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) آل عمران
أحرف اسم (إبراهيم) تكرّرت في هذه الآية 52 مرّة أيضًا!
إذًا هناك ثلاث آيات في سورة آل عمران تكرّرت أحرف (إبراهيم) في كلٌ منها 52 مرّة!
الآيات عددها 3 وسورة آل عمران ترتيبها في المصحف رقم 3
ولا يوجد آية في سورة آل عمران تكرّرت أحرف (إبراهيم) فيها 52 مرّة باستثناء هذه الآيات.
العجيب أن مجموع كلمات هذه الآيات الثلاث 52 كلمة!
والأعجب من ذلك كله أن 52 هو عدد آيات سورة إبراهيم!
ما رأيكم في هذا النظم الرقمي القرآني على مستوى الحرف والكلمة والآية والسورة!
إنه الوحي ولا شيء غير الوحي!
وكل من يقول بخلاف ذلك فهو جاهل بلا عقل.
تأمّلوا الوحي..
حرف الألف تكرّر في هذه الآيات الثلاث 49 مرّة.
حرف اللّام تكرّر في هذه الآيات الثلاث 35 مرّة.
حرف الواو تكرّر في هذه الآيات الثلاث 17 مرّة.
حرف الحاء تكرّر في هذه الآيات الثلاث مرّتين اثنتين.
حرف الياء تكرّر في هذه الآيات الثلاث 12 مرّة.
هذه هي أحرف لفظ (الوحي) تكرّرت في الآيات الثلاث 115 مرّة، وهذا العدد = 23 × 5
عدد أعوام الوحي × عدد أركان الإسلام!
مزيدًا من التأكيد..
انتقلوا معي إلى السورة التالية إلى سورة آل عمران.. سورة النساء.
تأمّلوا معي هذه الآية من سورة النساء..
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (37) النساء
أحرف اسم (إبراهيم) تكرّرت في هذه الآية 52 مرّة!
تأمّلوا هذه الآية من سورة النساء أيضًا..
وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا (39) النساء
أحرف اسم (إبراهيم) تكرّرت في هذه الآية 52 مرّة أيضًا!
وتأمّلوا هذه الآية من سورة النساء أيضًا..
فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88) النساء
أحرف اسم (إبراهيم) تكرّرت في هذه الآية 52 مرّة أيضًا!
إذًا هناك ثلاث آيات في سورة النساء تكرّرت أحرف (إبراهيم) في كلٌ منها 52 مرّة!
ولا يوجد آية في سورة النساء تكرّرت أحرف (إبراهيم) فيها 52 مرّة باستثناء هذه الآيات.
العجيب أن مجموع كلمات هذه الآيات الثلاث 52 كلمة!
والأعجب من ذلك أن 52 هو عدد آيات سورة إبراهيم!
تأملوا هذه..
سورة إبراهيم عدد آياتها 52 آية.
هناك ثلاث آيات في سورة آل عمران تكرّرت أحرف اسم (إبراهيم) في كلٌ منها 52 مرّة!
مجموع كلمات هذه الآيات الثلاث = 52 كلمة.
هناك ثلاث آيات في سورة النساء تكرّرت أحرف اسم (إبراهيم) في كلٌ منها 52 مرّة!
مجموع كلمات هذه الآيات الثلاث = 52 كلمة أيضًا.
مجموع أرقام آيات سورة آل عمران الثلاث = 268
مجموع أرقام آيات سورة النساء الثلاث = 164
الفرق بين مجموع أرقام المجموعتين 268 – 164 يساوي 52 + 52
تأمّلوا هذه..
ورد اسم إبراهيم في القرآن 69 مرّة.
السورة رقم 69 هي سورة الحاقة عدد آياتها 52 آية!
العجيب أن سورة الحاقّة نفسها عدد كلماتها 260 كلمة، ويساوي 52 × 5
الآية الوحيدة في القرآن كله التي لم يرد فيها أي حرف من أحرف اسم (إبراهيم) هي الآية الأولى من سورة الشورى! لماذ؟ سورة الشورى عدد آياتها 53 آية، وباستبعاد الآية الأولى يكون عدد الآيات المتبقية 52 آية، وهو عدد آيات سورة إبراهيم!
ابتعدنا كثيرًا..
نعد إلى سورة آل عمران لنتأمّل هذا الإيقاع الثُلاثي العجيب مع إبراهيم..
نبدأ بهذه الاية العجيبة..
قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13) آل عمران
أحرف اسم (إبراهيم) تكرّرت في هذه الآية 69 مرّة!
تأمّلوا هذه الآية من سورة آل عمران أيضًا..
قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) آل عمران
أحرف اسم (إبراهيم) تكرّرت في هذه الآية 69 مرّة أيضًا!
تأمّلوا هذه الآية من سورة آل عمران أيضًا..
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) آل عمران
أحرف اسم (إبراهيم) تكرّرت في هذه الآية 69 مرّة أيضًا!
ولا يوجد آية في سورة آل عمران تكرّرت أحرف (إبراهيم) فيها 69 مرّة باستثناء هذه الآيات.
العجيب أن 69 مجموع تكرار اسم إبراهيم في القرآن الكريم!
والأعجب من ذلك أن الآية الثالثة في المجموعة هي آخر آية يرد فيها اسم إبراهيم في السورة!
مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث = 125
إلى ماذا يشير هذا العدد وما هي علاقته بإبراهيم؟
العجيب أن 125 هو رقم أوّل آية يتكرّر فيها اسم (إبراهيم)..
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) البقرة
والعجيب أن هذه الآية رقمها 125 أيضًا وتكرّر فيها اسم (إبراهيم)..
وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125) النساء
وهذه الآية رقمها 114 وتكرّر فيها اسم (إبراهيم)..
وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيْمَ لِأَبِيْهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيْمٌ (114) التوبة
مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث 364، وهذا العدد = 52 × 7
52 هو عدد آيات سورة إبراهيم!
مجموع حروف هذه الآيات الثلاث 276 حرفًا، وهذا العدد = 69 × 4
69 هو تكرار اسم إبراهيم في القرآن الكريم!
الآية الأولى عدد كلماتها 22 كلمة والآية الأخيرة عدد كلماتها 22 كلمة!
ما رأيكم أن ننتقل إلى الآية رقم 22 في سورة إبراهيم..
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) إبراهيم
هذه الآية رقمها 22 وعدد كلماتها 44، أي 22 + 22
والعجيب أن هذه الآية هي الوحيدة في القرآن كله التي تكرّرت فيها أحرف اسم براهيم 114 مرّة!
فهل هي مصادفة أن تأتي هذه الآية الوحيدة في سورة إبراهيم دون غيرها من السور؟!
ابتعدنا كثيرًا..
نعد إلى سورة آل عمران لنتأمّل جميع الآيات التي ورد فيها اسم إبراهيم..
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65)
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)
قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84)
قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95)
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)
هذه هي آيات سورة آل عمران التي ورد فيها اسم إبراهيم.
ورد اسم إبراهيم في سورة آل عمران 7 مرّات في 7 آيات وهي الآيات التي أمامكم الآن.
مجموع كلمات هذه الآيات السبع 119 كلمة، وهذا العدد = 7 × 17
17 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 7
اسم إبراهيم في الآية الأولى هو الكلمة رقم 7
اسم إبراهيم في الآية الثانية هو الكلمة رقم 7
تأمّلوا كيف يتأكد الرقم 7 بأكثر من طريق لأنه ببساطة تكرار اسم إبراهيم في السورة!
مجموع أرقام هذه الآيات السبع = 509
وهذا أمر عجيب! لماذا؟
لأن هذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 97
97 هو رقم آخر آية يرد فيها اسم إبراهيم في سورة آل عمران..
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) آل عمران
العجيب أن العدد 97 نفسه عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 25
وهذا أمر عجيب أيضًا! لماذا؟
لأن 25 هو عدد كلمات هذه الآية نفسها!
أحرف اسم إبراهيم تكرّرت في هذه الآية 69 مرّة!
69 هو تكرار اسم إبراهيم في القرآن الكريم!
هذه الآية عدد حروفها 99 حرفًا واسم إبراهيم فيها هو التكرار رقم 15 من بداية المصحف!
والسورة التي تأتي بعد سورة إبراهيم مباشرة وهي الحجر رقمها 15 وعدد آياتها 99 آية!
ومجموع العددين 99 + 15 يساوي 114 وهو عدد سور القرآن!
نكتفي بهذا القدر ولا يزال للموضوع بقية..
تأمّلوا هذا التشابك المذهل في النسيج الرقمي القرآني!!
حقًّا.. لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا.
-----------------------------------------------------------
المصادر:
أوّلًا: القرآن الكريم؛ مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).
ثانيًا: المصادر الأخرى:
السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (2014)؛ لباب النقول في أسباب النزول؛ بيروت: دار الكتاب العربي.
القرطبي، أبو عبد اللَّه مُحمَّد (1988)؛ الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي)؛ بيروت: دار الكتب العلمية.
الواحدي، أبي الحسن علي بن أحمد (2013)؛ أسباب النزول؛ بيروت: المكتبة العصرية.