أدعوك إلى رحلة قصيرة عبر عجائب إحصاء القرآن الكريم، نستعرض من خلالها عددًا من الآيات التي تتحدّث صراحة عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- والوحي والقرآن، لنرى كيف يتكامل عدد الكلمات مع رقم الآية، فيتبلور من خلالهما عدد سور القرآن الكريم وهو 114 سورة!
تأمّل..
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيْثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِيْنَ (81) آل عمران
عدد كلمات الآية 33 كلمة، ورقمها 81، ومجموعهما 114 وهو عدد سور القرآن!
تأمّل..
أَيْنَمَا تَكُوْنُوا يُدْرِكْكُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوْجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُوْلُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُوْلُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَا لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُوْنَ يَفْقَهُوْنَ حَدِيْثًا (78) النساء
عدد كلمات الآية 36 كلمة، ورقمها 78، ومجموعهما 114 وهو عدد سور القرآن!
تأمّل..
وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِيْنَ يُؤْمِنُوْنَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُوْنَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُوْنَ (92) الأنعام
عدد كلمات الآية 22 كلمة، ورقمها 92، ومجموعهما 114 وهو عدد سور القرآن!
تأمّل..
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيْعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُوْنُوا مُؤْمِنِيْنَ (99) يونس
عدد كلمات الآية 15 كلمة، ورقمها 99، ومجموعهما 114 وهو عدد سور القرآن!
تأمّل..
وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّيْنِ حَنِيْفًا وَلَا تَكُوْنَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ (105) يونس
عدد كلمات الآية 9 كلمات، ورقمها 105، ومجموعهما 114 وهو عدد سور القرآن!
تأمّل..
وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِيْنَ (104) يوسف
عدد كلمات الآية 10 كلمات، ورقمها 104، ومجموعهما 114 وهو عدد سور القرآن!
تأمّل..
وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيْرًا (105) الإسراء
عدد كلمات الآية 9 كلمات، ورقمها 105، ومجموعهما 114 وهو عدد سور القرآن!
انقضاء الوحي والأجل
تأمّل هذه الآية من سورة طه:
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) طه
تأمّل رقم الآية!
وتأمّل النص الذي تحته خط في الآية: وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ!
آخر كلمة في هذا النص وهي كلمة (وَحْيُهُ) ترتيبها من بداية المصحف رقم 41382
وهذا العدد = 114 × 33 × 11
كلمة (وَحْيُهُ) نفسها ترتيبها من بداية سورة طه رقم 1091
1091 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 182، وهذا العدد = 114 + 68
عدد سور القرآن + تكرار لفظ "قرآن" في القرآن!
حقيقة في غاية الأهميّة!
تأمّل الآية مرّة أخرى وتدبّر معناها جيِّدًا:
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) طه
آخر كلمة في هذا النص الذي تحته خط وهي كلمة (وَحْيُهُ)، ترتيبها من بداية سورة طه رقم 1091
آخر كلمة في هذا النص الذي تحته خط وهي كلمة (وَحْيُهُ)، ترتيبها من نهاية سورة طه رقم 263
العدد 1091 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 182
العدد 263 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 56
الفرق بين ترتيب العددين في قائمة الأعداد الأوّليّة 126، وهذا العدد = 63 + 63
اقرأ من جديد!
ارجع إلى النص واقرأه مرّة أخرى: وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ!
معلوم أن 63 هو عدد أعوام عمر النبي -صلى الله عليه وسلّم-، ومعلوم أن الوحي انقضى بوفاته -صلى الله عليه وسلّم-!
ولا تنسَ أن تتأمّل رقم الآية نفسها وهو 114 بعدد سور القرآن!
وفي ذلك إشارة واضحة إلى أن القرآن سيكتمل وحيه بتمام 114 سورة!
مع العلم أن هذه الآية نزلت في مكة المكرَّمة وفي بدايات الدعوة إلى اللَّه.
فكيف علم مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- أن عدد سور القرآن سوف يكون 114 سورة؟
وكيف علم أن انقضاء الوحي سوف يكون باكتمال 114 سورة ولذلك وضع هذا العدد رقمًا لهذه الآية؟!
هذا السؤال موجَّه إلى الذين يكذّبون بهذا القرآن العظيم ويتشكَّكون في مصدره!
عد إلى الآية مرّة أخرى وتأمّل النص: مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ!
هذا النص من 6 كلمات و19 حرفًا، ومعلوم أن 6 × 19 = 114، وهذا هو عدد سور القرآن!
ليس ذلك فحسب!
بل إن أوّل كلمة في هذا النص ترتيبها رقم 41377 من بداية المصحف، وهذا العدد = 23 × 1799
يهمني في هذا النمط ليس العدد 23 وهو عدد أعوام الوحي، وإنما مضروبه وهو العدد 1799
انظر إليه هكذا: 99 17، واذهب إلى الآية رقم 99 في السورة رقم 17 وهي سورة الإسراء:
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيْهِ فَأَبَى الظَّالِمُوْنَ إِلَّا كُفُوْرًا (99) الإسراء
ما هو العجيب في هذه الآية؟! عدد كلماتها 23 كلمة تمامًا!
وأكثر من ذلك فإن عدد حروفها 92 حرفًا، وهذا العدد = 23 × 4
اقرأ مرّة أخرى!
ارجع إلى النص واقرأه مرّة أخرى: وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ!
كلمة (وَحْيُهُ) نفسها ترتيبها من نهاية سورة طه رقم 263
وهذا العدد أوّليّ أصم، ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 56
الآن يمكنك أن تذهب إلى أوّل آية في المصحف رقمها 56.. فتأمّل:
ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوْنَ (56) القرة
ما العجيب في هذه الآية؟
لفظ "مَوْتِكُمْ" لم يرد في القرآن إلا مرّة واحدة، وفي هذا الموضع فقط!
هذه الآية التي تضمنت لفظ "مَوْتِكُمْ" ترتيبها من بداية المصحف رقم 63
هذه الآية عدد كلماتها 7 كلمات، ورقمها 56، ومجموع الرقمين = 63
معلوم أن موت النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- كان بعد انقضاء أجله في 63 عام!
تجاهل تمامًا الحيثية التي وردت فيها الآية، وانظر إلى ظاهر اللفظ فقط.
وتأمّل كيف يتعامل القرآن مع اللفظ (مَوْتِكُمْ) بشكل مستقل وبمعزل عن الحيثية التي ورد فيها!
وفي الوقت نفسه يتعامل مع اللفظ (مَوْتِكُمْ) نفسه في نطاق المعنى المحيط به!
وهذا موضوع آخر سوف نتطرّق إليه في مشهد مستقل إن شاء اللَّه.
تأمّل وتعجّب!
ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوْنَ (56) البقرة
الآية الوحيدة التي ورد فيها لفظ (مَوْتِكُمْ) ترتيبها من بداية المصحف رقم 63
وترتيبها من نهاية المصحف رقم 6174، وهذا العدد يساوي 63 × 7 × 7 × 2
الآية عدد كلماتها 7، ورقمها 56، ومجموعهما يساوي 63
ترتيب آخر كلمة في هذه الآية هو رقم 798 من بداية سورة البقرة!
العدد 798 يساوي 114 × 7 (عدد سور القرآن × عدد كلمات الآية نفسها)!
اقرأ مرّة أخرى!
ارجع إلى النص واقرأه مرّة أخرى: وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ!
العودة إلى "موتكم"!
عد إلى الآية التي ترتيبها رقم 63 من بداية المصحف:
ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوْنَ (56) القرة
رقم الآية 56.. فانتقل إلى الآية التي تحمل هذا الرقم نفسه في سورة الأحزاب..
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيمًا (56) الأحزاب
ما العجيب في هذه الآية؟ عدد حروفها 63 حرفًا!
لقد ورد النداء الرّباني "يا أيها الذين آمنوا" في القرآن العظيم 89 مرّة.
وفي جميع المرّات ورد هذا النداء في بداية الآية باستثناء آية الأمر بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلّم-!
العجيب أنك إذا قمت بتتبّع نداء اللَّه لعباده المؤمنين "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا" من بداية المصحف، فستجد أن النداء المميز في صلب آية الأمر بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلّم- جاء مباشرة بعد النداء رقم 63
تأمّل يا رعاك اللَّه..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف الأمر الإلهي (صَلُّوا عَلَيْه) = 137
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف (مُحمَّد رسول اللَّه) = 137
والعدد 137 يساوي 114 + 23
وهذا هو عدد سور القرآن + عدد أعوام نزول القرآن!
اقرأ مرّة أخرى!
ارجع إلى النص واقرأه مرّة أخرى: وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ!
ورطة حقيقية!
أيها المكذّبون بهذا القرآن.. أنتم الآن في ورطة حقيقية كيف ستخرجون منها؟!
إن قلتم إنَّ هذه الإحصاءات غير دقيقة، عرضناها عليكم بكل تفاصيلها لتحسبوا وتتحققوا بأنفسكم!
وإن قلتم إن النبي مُحمَّدًا -صلى الله عليه وسلّم- كان بارعًا في الأعداد الأوّليّة، وإنه كان سابقًا للبشر في عصره بآلاف السنين، ولذلك قام بترتيب كلمات القرآن وآياته وفق نظام محكم من الأعداد الأوّليّة، واجهناكم بأسئلة حاسمة:
إذا كان الأمر كذلك؛ فهل كان النبي -صلى الله عليه وسلّم- يعلم أجله، وأنه سوف يعيش 63 عامًا؟!
وهل كان يعلم أن الوحي سوف ينقضي في 23 عامًا؟!
وهل كان يعلم أن الحروف العربية سوف يتم ترتيبها بعد ثمانية عقود من موته بالطريقة التي عليها الآن؟!
وكيف تفسّرون هذه الحقائق والقرآن نزل منجّمًا حسب الوقائع والأحداث؟
وكيف تفسّرون اعتماد النظم القرآني على ترتيب الحروف الهجائية؟
ولماذا يتجلَّى العدد 23 بشكل لافت للنظر ولماذا يتبلور العدد 63 في مواضع محددة دون غيرها؟!
أجيبوا! نحن نترقَّب كيف ستخرجون من هذه الورطة!
-----------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).