عدد الزيارات: 12.4K

ركوع الصلاة وسجودها


إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
آخر تحديث: 22/04/2016 هـ 27-01-1437

ليتنا نعلم أهمية الصلاة وفوائدها، فإذا صلحت صلاة العبد وأحسن الوقوف بين يدي خالقه عزّ وجلّ استقامت أموره كلها دينًا ودنيا. ففي الصلاة تفرح القلوب الخاشعة بقربها من ربها، وفي الصلاة تتلذذ النفوس بمناجاة حبيبها وخالقها، وفي الصلاة هروب من هموم الدنيا ومشاكلها، وفي الصلاة ينعم الإنسان بالهدوء والسكينة والاطمئنان ويتزود منها بطاقة روحية عظيمة تبعث فيه الحيوية والنشاط في أموره كلها، ولا عجب في ذلك فهي الركن الركين، وهي عماد الدين، وإن كل عبادة أو تكليف جاء بواسطة الوحي إلا الصلاة فقد تلقاها النبي -صلى الله عليه وسلّم- من ربه مباشرةً ليلة الإسراء من دون واسطة أمين الوحي جبريل .

وإذا تأمّلت في عمدة الأركان وهي الصلاة تجدها اشتملت على أركان الإسلام الخمسة جميعها، ففي خاتمة كل صلاة وقبل السلام نجدَّد إيماننا فنشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه؛ وهذا هو أوّل الأركان، وكل صلاة فيها زكاة بالوقت الذي هو أصل العمل الذي هو مصدر المال، وفي الصلاة صوم لأن الذي يصلي مهما طالت صلاته فهو يمتنع عمّا يمتنع عنه الصائم، بل العبد في صلاته يكون في أسمى وأرفع مراتب الصيام، وفي صلاته يتحرّى العبد القبلة ويتوجه إلى بيت اللَّه الحرام، وهو مكان الحج الركن الخامس من أركان الإسلام!

الأمر: أقم الصلاة (بالمفرد) ورد في القرآن في 5 آيات، بعدد الصلوات المفروضة، وفي 5 سور أيضًا:

وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِيْنَ (114) هود

أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوْكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوْدًا (78) الإسراء

إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) طه

اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُوْنَ (45) العنكبوت

يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوْفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُوْرِ (17) لقمان

 

الأمر الأوّل (أَقِمِ الصَّلَاةَ):

وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِيْنَ (114) هود

لاحظ رقم الآية 114

أليس هذا هو عدد سور القرآن، ولا تصح إقامة الصلاة إلا به!

عدد حروف الآية 68 حرفًا، وهو عدد مماثل لمجموع تكرار لفظ "القرآن" في القرآن!

العدد 68 = 34 × 2، ويساوي أيضًا 17 × 4

34 هو عدد الركعات المفروضة في اليوم واللَّيلة!

17 هو عدد الركعات المفروضة في اليوم واللَّيلة!

2 هو الحد الأدنى لعدد ركعات الصلاة (صلاة الفجر)!

4 هو الحد الأقصى لعدد ركعات الصلاة (صلاة الظهر/ العصر/ العشاء)!

 

الأمر الثاني (أقم الصلاة):

أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوْكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوْدًا (78) الإسراء

هذه الآية جاءت في سورة الإسراء وقد فُرضت الصلاة ليلة الإسراء!

تأمّل كيف تكرّر لفظ (قُرْآنَ الْفَجْرِ) في الآية مرّتين، بعدد ركعات صلاة الفجر!

 سورة الإسراء ترتيبها في المصحف رقم 17 (بعدد الركعات المفروضة)!

من هذه الآية حتى نهاية سورة الإسراء 34 آية (بعدد السجدات المفروضة)!

عدد كلمات الآية 14 كلمة، وهو عدد مماثل لعدد الحروف المقطّعة في القرآن!

رقم الآية 78، وهو عدد مماثل لمجموع تكرار الحروف المقطّعة في القرآن!

ولا ننسى أن سورة الإسراء هي السورة التي تضمنت أكبر تكرار للفظ "قرآن"!

 

الأمر الثالث (أقم الصلاة):

إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) طه

لاحظ أن الأمر بإقامة الصلاة للمرة الثالثة جاء في الآية رقم 14

والأمر بإقامة الصلاة جاء للمرة الأولى في 14 كلمة!

والأمر بإقامة الصلاة جاء للمرة الثانية في 14 كلمة!

لاحظ أن كلمة (الصلاة) اتخذت الترتيب رقم 10 في الآية (5 + 5)!

الأمر (أَقِمِ الصَّلَاةَ) جاء قبل 5 أحرف من نهاية الآية بعدد الصوات المفروضة!

الأمر (أَقِمِ الصَّلَاةَ) جاء بعد 30 حرفًا من بداية الآية وهذا العدد = 5 × 5 + 5

 

الأمر الرابع (أقم الصلاة):

اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُوْنَ (45) العنكبوت

الآية ترتيبها من نهاية سورة العنكبوت رقم 25، وهذا العدد = 5 × 5

لاحظ أن كلمة (الصلاة) في المرّة الثانية اتخذت الترتيب رقم 10 في الآية (5 + 5)!

الأمر (أَقِمِ الصَّلَاةَ) جاء بعد 22 حرفًا من بداية الآية، وهذا العدد = 5 + 17

الصلوات المفروضة + عدد ركعاتها!

 

الأمر الخامس (أقم الصلاة):

ورد الأمر بإقامة الصلاة في القرآن 5 مرّات، بعدد الصلوات المفروضة!

وقد جاء في الموضع الأخير في خطاب لقمان الحكيم لابنه في هذه الآية:

يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوْفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُوْرِ (17) لقمان

رقم الآية هو 17

تتألف هذه الآية من 17 حرفًا من الحروف الهجائية!

ترتيب سورة لقمان رقم 17 ضمن السور التي تبدأ بالحروف المقطّعة!

عدد آيات سورة لقمان 34 آية أي 17 + 17

مجموع الآيات بعد الآية 17 من سورة لقمان حتى نهاية السورة 17 آية!

عدد الآيات بعد الآية 17 من سورة لقمان حتى نهاية المصحف 2750 آية!

وهذا العدد هو 5 × 5 × 5 × 22

العدد الأخير (22) هو في حقيقته = 5 + 17، أي عدد الصلوات المفروضة + عدد ركعاتها!

وكما ترى فإن الأمر (أَقِمِ الصَّلَاةَ) جاء بعد 5 أحرف من بداية الآية، بعدد الصلوات المفروضة!

 

تأمّل تكرار حروف الآية..

حرف الألف تكرّر في الآية 15 مرّة.

حرف اللام تكرّر في الآية 7 مرّات.

حرف الصاد تكرّر في الآية 3 مرّات.

حرف التاء المربوطة تكرّر في الآية مرّة واحدة.

أتعرف أن تكرار هذه الحروف بهذه الطريقة يرسم لنا حركات الصلاة! وأن كل حرف من هذه الأحرف الأربعة يؤدي حركة من حركات الصلاة الأربع، وهي القيام والركوع والجلوس والسجود! الآن سوف نقوم برسم المدرج التكراري الذي يتضمن تكرار أحرف كلمة (الصلاة) في الآية، لنرى كيف يمثل هذا المدرج حركات الصلاة، فتأمّل:

الصلاة

تأمّل هذا التناسق العجيب في تدرُّج الأرقام: 15 – 7 – 3 – 1

إنه يتوافق تمامًا مع قياسات وضع الإنسان في هيئات الصلاة الأربع!

كلما تعمّقنا في مشاهد المنظومة الإحصائية القرآنية، ازددنا يقينًا بأن هذا القرآن من عند اللَّه، وتأكدنا أن عقول البشر لا تستطيع نظمه أو حتى الإحاطة بجوانب عظمته كافة.. فتأمّل كيف ترسم لنا الأرقام صورة الصلاة وكأنها تركع وتسجد للَّه!

 

الأعجب من ذلك!

هيئة الحروف نفسها التي تمثل هيئات الصلاة الأربع!

فإذا تأمّلت كل حرف من هذه الأحرف الأربعة تجده يشبه في هيئته الحالة التي يرمز إليها في هذا الشكل.

حرف الألف هو الحرف الوحيد من بين جميع الحروف يشبه في هيئته حالة القيام!

وحرف اللام هو الحرف الوحيد من بين جميع الحروف يشبه في هيئته حالة الركوع!

وحرف الصاد يشبه في هيئته حالة الجلوس، بينما يشبه شكل التاء المربوطة حالة السجود!

 

لا تبتعد كثيرًا..

اسمح لي أن أعود بك إلى آيات (أقم الصلاة) الخمس مرّة أخرى:

وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِيْنَ (114) هود

أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوْكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوْدًا (78) الإسراء

إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) طه

اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُوْنَ (45) العنكبوت

يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوْفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُوْرِ (17) لقمان

 

فتأمّل..

تكرّر حرف الألف في هذه الآيات الخمس 74 مرّة!

تكرّر حرف القاف في هذه الآيات الخمس 8 مرّات!

تكرّر حرف الميم في هذه الآيات الخمس 20 مرّة!

تكرّر حرف الصاد في هذه الآيات الخمس 9 مرّات!

تكرّر حرف اللام في هذه الآيات الخمس 53 مرّة!

تكرّر الشكل (ة) في هذه الآيات الخمس 6 مرّات!

هذه الأحرف الستة هي أحرف (أَقِمِ الصَّلَاةَ) التي وردت حصريًّا في هذه الآيات الخمس!

مجموع تكرار أحرف (أَقِمِ الصَّلَاةَ) في هذه الآيات الخمس = 170

العدد 170 يساوي 34 × 5

العدد 170 يساوي 17 × 5 × 2

5 هو عدد الصلوات المفروضة!

17 هو عدد ركعاتها!

34 هو عدد سجداتها!

 

لاحظ أحرف كلمة (أقم) الثلاثة تكرّرت في الآيات الخمس 102 مرّة وهذا العدد = 34 × 3

وهذا العدد يساوي أيضًا 17 × 6

 

الأمر لا يتوقف على الصلاة وحدها!

فتأمّل..

تكرّر حرف الألف في هذه الآيات الخمس 74 مرّة!

تكرّر حرف اللام في هذه الآيات الخمس 53 مرّة!

تكرّر حرف الهاء في هذه الآيات الخمس 9 مرّات!

هذه الأحرف الثلاثة هي أحرف اسم (اللَّه)، وقد تكرّرت في الآيات الخمس 136 مرّة!

العدد 136 يساوي 34 × 4، ويساوي أيضًا 17 × 8

وإذا نظرت إلى العدد 136 من زاوية أخرى تجده يساوي أيضًا 114 + 5 + 17

عدد سور القرآن + عدد الصلوات المفروضة + عدد ركعاتها!

 

الأمر الأوّل بإقامة الصلاة

أين جاء الأمر بإقامة الصلاة لأول مرّة في المصحف؟

إن أوّل آية ورد فيها الأمر بإقامة الصلاة هي هذه الآية:

وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) البقرة

وبما أن عدد آيات سورة الفاتحة 7 آيات، فمن السهولة أن تستنتج أن أوّل آية وردت بإقامة الصلاة ترتيبها رقم 50 من بداية المصحف!

والعدد 50 هو 5 × 10

 

تأمّل..

ورد الأمر بإقامة الصلاة لأوّل مرّة في الآية رقم 50 من بداية المصحف!

وأوّل ما فرض الله عزّ وجلّ على هذه الأمة الصلاة فرضها 50 صلاة في اليوم واللَّيلة!

وبرغم أنها خُفّضت إلى 5 صلوات فقط، فإنها خمس في العمل وخمسون في الأجر.. الحسنة بعشر أمثالها.

ليس ذلك فحسب!

رقم الآية 43، وعدد كلماتها 7 كلمات، ومجموعهما 50

تكرّرت أحرف كلمة "الصلاة" في سورة الفاتحة 50 مرّة، والصلاة لا تصح إلا بالفاتحة!

 

إقامة الصلاة في بداية 5 آيات

من جملة الآيات التي ورد فيها لفظ (الصلاة)، هناك 5 آيات تبدأ مباشرة بالأمر بإقامة الصلاة، وهي:

  1. وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِيْنَ (43) البقرة
  2. وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوْا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوْهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُوْنَ بَصِيْرٌ (110) البقرة
  3. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِيْنَ (114) هود
  4. أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوْدًا (78) الإسراء
  5. وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيْعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُوْنَ (56) النور

 

الإيقاع الخماسي

من جملة آيات الصلاة هناك 5 آيات ورد بها لفظ (صَلَاتِهِمْ/ صَلَوَاتِهِمْ):

  1. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُوْنَ (2) المؤمنون
  2. وَالَّذِيْنَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُوْنَ (9) المؤمنون
  3. الَّذِيْنَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُوْنَ (23) المعارج
  4. وَالَّذِيْنَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُوْنَ (34) المعارج
  5. الَّذِيْنَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُوْنَ (5) الماعون

لاحظ رقم الآية الأخيرة على نطاق الآيات وعلى نطاق السور!

 

الصلوات المفروضة

ورد لفظ (صَلَاتِهِمْ) ومقصود بها الصلوات الخمس المفروضة في القرآن 5 مرّات:

  1. وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِيْنَ يُؤْمِنُوْنَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُوْنَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُوْنَ (92) الأنعام
  2. الَّذِيْنَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُوْنَ (2) المؤمنون
  3. الَّذِيْنَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُوْنَ (23) المعارج
  4. وَالَّذِيْنَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُوْنَ (34) المعارج
  5. الَّذِيْنَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُوْنَ (5) الماعون

تأمّل دقة البناء الإحصائي القرآني، إذ إن هناك حالة سادسة لا تدخل ضمن هذه الحالات الخمس، ورد فيها لفظ (صَلَاتِهِمْ) ولكن مقصود بها صلاة المشركين التي ذمّها الله عزّ وجلّ، وذلك في قوله تعالى:

وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوْقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُوْنَ (35) الأنفال

 

الصلاة بصيغة المفرد

وردت الصلاة بصيغة المفرد (الصلاة) في القرآن 67 مرّة!

وبذلك يكون التكرار الذي يتوسط مجموع تكرار لفظ (الصلاة) في القرآن هو التكرار رقم 34

والصلاة في هذه الآية هي التكرار رقم 34 للفظ الصلاة في المصحف:

وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِيْنَ (114) هود

تأمّل..

التكرار رقم 34 للصلاة من بداية المصحف جاء في الآية رقم 114

التكرار رقم 34 للصلاة من نهاية المصحف جاء في الآية رقم 114

114 هو عدد سور القرآن!

34 هو عدد السجدات المفروضة!

 

للتأكيد..

هذه الحقيقة تؤكدها الملاحظة الآتية:

من جملة الآيات التي ورد فيها لفظ (الصلاة) في القرآن، هناك 5 آيات تبدأ مباشرة بإقامة الصلاة:

وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِيْنَ (43) البقرة

وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوْا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوْهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُوْنَ بَصِيْرٌ (110) البقرة

وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِيْنَ (114) هود

أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوْكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوْدًا (78) الإسراء

وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيْعُوا الرَّسُوْلَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُوْنَ (56) النور

تأمّل الآية التي تتوسط هذه الآيات الخمس!

 

نصفان متساويان

الصلاة والمصلون اسمًا وفعلًا تكرّرت في القرآن 85 مرّة!

والعدد 43 ينصِّف هذه التكرارات نصفين متساويين.. 42 قبله، و42 بعده.

لفظ (صلاة/ الصلاة) بالمفرد تكرّر في القرآن 67 مرّة.

والعدد 34 ينصِّف هذه التكرارات نصفين متساويين 33 قبله و33 بعده.

تأمّل الأعداد المنصِّفة للمجموعتين 43 و34 كل واحد منهما معكوس الآخر، ومجموعهما = 77

العددان معًا يشيران إلى آية بعينها!

فهل هناك في القرآن آية ورد فيها لفظ (الصلاة) ورقمها 77؟

نعم هذه الآية في سورة النساء وهي:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِيْنَ قِيْلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيْقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيْبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُوْنَ فَتِيْلًا (77) النساء

العجيب في هذه الآية أن ترتيبها من بداية المصحف رقم 570، وهذا العدد = 5 × 114.. فتأمّل!

عدد الصلوات المفروضة × عدد سور القرآن!

 

لا تتعجَّل وابق مع نفسك!

أنت على يقين بأنك سوف تغادر هذه الدنيا لا محالة عاجلًا أم آجلًا.

وأنت على علم بأنك لن تأخذ معك منها إلّا عملك الصالح!

وأنت تعلم أنه مهما بلغت ثروتك وجاهك فلن تستطيع أن تشتري يومًا واحدًا مضى من عمرك!

لقد مضى وانطوى بما فيه من الخير والشر.. من الهناء والشقاء.. من الحسنات والسيئات!

انقضى كل شيء في وقته كأن لم يكن شيئًا!

ولذلك وأنت ما زلت على قيد الحياة فليكن لك في كل يوم ورد من الذكر والاستغفار لا تتركه أبدًا.

وليكن لك في كل يوم ورد من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلّم- تلتزم به تحت أي ظرف.

وليكن لك في كل يوم ورد من القرآن تحرص عليه ولا تنقص منه شيئًا.

وليكن لك في كل يوم ورد من الدعاء لنفسك ولوالديك ولذريتك ولأهلك ولأحبائك ولعامة المسلمين.

حتى إذا انقضى يوم من عمرك ثم تذكرت هذه الأعمال التي عَمّرتَ بها آخرتك طابت نفسك وطمعت في المزيد.

وتذكَّر دائمًا أن أهل الجنة لن يتحسّروا على شيء كحسرتهم على ساعة لم يذكروا الله فيها!

وليكن لك مع نهاية كل يوم وقفة مع نفسك للمحاسبة، وجلد الذات وتأنيب الضمير!

فعندما تصلي الوتر مساء كل يوم، فلا تتعجَّل بل انتظر، وابق مع نفسك قليلًا لتراجع معها حساباتها لذلك اليوم!

ما كان من خير فاحمد الله عليه، وما كان من شر فتب واستغفر الله منه، واعزم على ألّا تعود إليه!

وتفحَّص قلبك جيدًا، وتأكد من أنه سليم من أمراض الشرك والنفاق والكبر والرياء والغل والحقد والحسد.

حتى إذا أويت إلى فراشك بتَّ على نيَّة صالحة، وكنت زكي النفس طاهر القلب.

------------------------------------------------------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.