زيد بن حارثة - رضي الله عنه - من أوائل مَن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلّم، وكان أمينًا لسرِّه صلى الله عليه وسلّم، وقائدًا لبُعوثه وسراياه، وأحَدَ خلفائِه على المدينة إذا غادرها، وقد أحبَّه النبي صلى الله عليه وسلّم وخلطَه بأهله وبنيه، وكان يشتاق إليه إذا غاب عنه، ويفرح بقدومه إذا عاد إليه، ولما شاع أمر حبِّ النبي صلى الله عليه وسلّم له، أطلق المسلمون عليه لقب "حبّ رسول اللَّه"، وهو اللَّقب الذي لم يتشرَّف به أحد غيره.
وحينما كان زيد غلاماً صغيراً تمَّ اختطافه وبِيع في سوق عكاظ، فاشتراه حكيم بن حزام لعمَّته السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها -، فلمَّا تزوَّجها مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم وهبته له. وروي أنَّ أباه وعمَّه جاءا إلى مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم قبل أن يتبنَّاه، وطالبا به، فقال له صلى الله عليه وسلّم: "اخترني أو اخترهما"، فقال زيد: "ما أنا بالذي اختار عليك أحدًا، أنت مِني مكان الأب والعم"، فقالا له: "ويحك! أتختار العبوديَّة على الحرِّية، وعلى أبيك وعمِّك وأهل بيتك؟"، فقال لهما: "ما أنا بالذي أختار عليه أحدًا"! لو كان أحدكم مكان زيد هل سيفكِّر في الخيار البديل وأمامه سيد المرسلين؟!
ورد اسم زيد في القرآن مرّة واحدة، في الآية الآتية من سورة الأحزاب:
وَإِذْ تَقُوْلُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيْهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُوْنَ عَلَى الْمُؤْمِنِيْنَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُوْلًا (37) الأحزاب
أوّل ما يلفت نظرك هو أن رقم الآية 37، وعدد آيات سورة الأحزاب 73 آية!
تعاكس رقمي يوضح حالة من التوازن العام..
هذه الآية تتوسَّط سورة الأحزاب تمامًا 36 آية قبلها و36 آية بعدها!
أوّل كلمة في هذه الآية (وَإِذْ) تنصِّف السورة نصفين متساويين تمامًا 651 كلمة قبلها، و651 كلمة بعدها!
نستعرض بعض ملامحها في المحطات التالية على مستويات عدّة!
سبب نزول هذه الآية أن زيدًا اشتكى إلى النبي صلى الله عليه وسلّم زوجه زينب بنت جحش، لمكانتهما منه؛ فإنه مولاه ومتبنّاه، وزينب بنت عمة الرسول صلى الله عليه وسلّم وكأن زيدًا عرَّض بطلاقها، فأمره بإمساكها، والصبر عليها، مع علمه صلى الله عليه وسلّم بوحي من اللَّه أن زيدًا سيطلقها، وستكون زوجة له، وهذا هو الذي أخفى في نفسه، ولم يُرد أن يأمره بالطلاق؛ لما علم أنه سيتزوجها، وخشي أن يلحقه قول الناس أنه تزوّج زينب بعد زيد، وهو مولاه، وقد أمره بطلاقها، حيث كان ممنوعًا في الجاهلية أن يتزوج الرجل امرأة ابنه من التبنّي، فعاتبه ربّه على هذا القدْر من أن خشي الناس في شيء قد أباحه له، بأن قال: "أمسك" مع علمه بأنه يطلِّق.
وأما ما يرويه بعض الجهلة من رؤية النبي صلى الله عليه وسلّم زينب من وراء الستار، وأنها وقعت في قلبه ففُتن بها وعشقها، وعلم بذلك زيد، فكرهها، وآثر النبي صلى الله عليه وسلّم بها، فطلقها ليتزوجها بعده، فكلّه افتراء وتلفيق لا يصدر إلَّا عن مستخف بحرمة النبي صلى الله عليه وسلّم، جاهل بعصمته عن مثل هذه الأمور، وأنه صلى الله عليه وسلّم أعظم شأنًا، وأعفّ نفسًا، وأكرم أخلاقًا، وأعلى منزلةً وشرفًا من أن يحصل منه شيء من ذلك، وهو الذي قال اللَّه عزّ وجلّ في شأنه (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
والثابت في السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلّم هو الذي تولّى أمر زواج زيد بزينب، لكونه مولاه ومُتبنّاه، فخطبها من نفسها على زيد، فاستنكفت وقالت: أنا خير منه حسبًا، فروي أن اللَّه أنزل في ذلك: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُوْنَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُوْلَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِيْنًا)، فاستجابت طاعةً اللَّه ورسوله؛ ولو كانت نفسه متعلقة بها لاستأثر بها من أوّل الأمر، خاصة أنها استنكفت أن تتزوج زيدًا، ولم ترض به حتى نزلت الآية فرضيت.
نعود إلى الآية.. ونتأمّل:
حرف الياء يتوسط اسم (زَيْدٌ) تمامًا!
حرف الياء تكرّر من بداية السورة حتى اسم (زَيْدٌ) 203 مرّات
حرف الياء تكرّر من نهاية السورة حتى اسم (زَيْدٌ) 203 مرّات أيضًا!
ماذا يعني هذا؟
هذا يعني أن حرف الياء الذي يتوسط اسم (زَيْدٌ) ترتيبه رقم 204 من بداية السورة، ورقم 204 أيضًا من نهاية السورة، أي أن حرف الياء في اسم (زَيْدٌ)، كما أنه يتوسط الاسم، فإنه يتوسط تكرارات حرف الياء في السورة تمامًا!
ماذا يعني ذلك؟
حرف الياء.. الحرف الأخير في قائمة الحروف الهجائية صاحب الترتيب رقم 28 في هذه القائمة تكرّر في سورة الأحزاب 407 مرّات!
وباستثناء حرف الياء الذي يتوسط اسم (زَيْدٌ) يكون الناتج 406، وهذا العدد هو مجموع ترتيب الحروف الهجائية (1 + 2 + 3 + .. + 28)!
وتأكيدًا على ذلك فإن اسم (زَيْدٌ) يأتي في ترتيب الكلمة رقم 28 من بداية الآية!
ليس هذا فحسب!
الآية التي ورد فيها اسم زيد تتوسَّط آيات سورة الأحزاب تمامًا.. 36 آية قبلها، و36 آية بعدها!
ولذلك جاء رقم الآية 37، وعدد آيات سورة الأحزاب 73 آية بشكل متعاكس!
تكرّر أوّل أحرف اسم (زَيْدٌ)، وهو حرف الزاي 20 مرّة من بداية السورة حتى اسم (زَيْدٌ).
وجاء موقع اسم (زَيْدٌ) في الآية قبل 20 كلمة من نهايتها!
بمعنى آخر..
حرف الزاي في اسم (زَيْدٌ) هو التكرار رقم 21 لحرف الزاي من بداية السورة!
وأن اسم (زَيْدٌ) هو الكلمة التي ترتيبها رقم 21 من نهاية الآية!
حرف الزاي تكرّر من نهاية السورة حتى اسم (زَيْدٌ) 11 مرّة!
ترتيب حرف الزاي في قائمة الحروف الهجائية هو 11
تأمّل..
حرف الزاي في اسم (زَيْدٌ) هو التكرار رقم 21 لحرف الزاي من بداية السورة، والتكرار رقم 12 لحرف الزاي من نهاية السورة!
تأمّل التعاكس بين العددين 21 و12 ومجموعهما = 33.. هذا هو ترتيب سورة الأحزاب في المصحف!
الآن اقرأ الرقمين 21 و12 رقمًا واحدًا هكذا 1221، وهو رقم يمكنك أن تقرأه من اليمين والشمال والنتيجة واحدة!
هذا الرقم 1221 = 33 × 37 أي ترتيب سورة الأحزاب × رقم الآية التي ورد فيها اسم (زَيْدٌ)!
تذكَّر..
حرف الياء تكرّر في سورة الأحزاب 407 مرّات، وباستثناء حرف الياء في اسم (زَيْدٌ) يكون الناتج 406
وهذا العدد هو مجموع ترتيب الحروف الهجائية (1 + 2 + 3 + .. + 28)!
منتهى الدقة
الآن سوف نقوم بعملية مشابهة وعلى مستوى الاسم كلّه لنتأكد من دقة هذا الاستنتاج.
تأمّل أحرف زيد الثلاثة على مستوى سورة الأحزاب:
حرف الزاي تكرّر 32 مرّة، وحرف الياء 407 مرّات، وحرف الدال 105 مرّات، وبذلك تكون أحرف اسم (زَيْدٌ) الثلاثة قد تكرّرت في سورة الأحزاب 544 مرّة!
هذا العدد قد لا تجد له أي مدلول واضح إذا نظرت إليه بصفة مستقلة! أما إذا نظرت إليه من خلال منظومة السورة بشكل عام، فإنك تقف أمام إحدى أعجب عجائب القرآن الكريم العظيم!
زيد حالة استثنائية!
مجموع حروف سورة الأحزاب بحسب قواعد الإملاء الحديثة = 5788 حرفًا.
أحرف اسم (زَيْدٌ) الثلاثة (ز ي د) تكرّرت في سورة الأحزاب 544 مرّة.
تأمّلوا هذه المشاهد
المشهد الأول: الحرف الذي يتوسَّط اسم (زَيْدٌ) هو حرف الياء، وهو الحرف الأخير في قائمة الحروف الهجائية، وترتيبه رقم 28 أي بعدد الحروف الهجائية نفسها، وهذا الحرف تكرّر في سورة الأحزاب 407 مرّات! وعندما يتم استثناء حرف الياء في اسم زيد يصبح مجموع تكرار حرف الياء في سورة الأحزاب هو 406، وهذا هو بالفعل مجموع ترتيب الحروف الهجائية، أي إن البناء الإحصائي استقام واتزن تمامًا باستبعاد حرف الياء الذي يتوسط اسم (زَيْدٌ)، وقد يقول قائل يمكن لهذا البناء الإحصائي أن يتوازن ويستقيم إذا استبعدنا حرف الياء من أي موضع في سورة الأحزاب، وهذا غير صحيح لأن حرف الياء الذي يتوسط اسم (زَيْدٌ) هو الميزان الذي يقسم تكرار حروف الياء في السورة بأكملها إلى نصفين متساويين تمامًا 203 تكرارات قبله و203 تكرارات بعده!
المشهد الثاني: أحرف اسم (زَيْدٌ) الثلاثة (ز ي د) تكرّرت في سورة الأحزاب 544 مرّة، ومجموع حروف سورة الأحزاب 5788 حرفًا، وعندما يتم استثناء مجموع تكرار أحرف اسم (زَيْدٌ) من مجمل حروف السورة يكون الناتج 5244 حرفًا، وهذا العدد يساوي 114 × 23 + 114 × 23 .. فتأمّل!
الأوّل هو عدد سور القرآن والثاني هو عدد أعوام نزول القرآن!
ماذا تعني هذه المشاهد؟
تعني أن ذكر اسم (زَيْدٌ) في سورة الأحزاب، بل وفي القرآن كلّه، إنما جاء حالة استثنائية لم تتكرّر لزيد نفسه، ولا لأحد غيره من الصحابة -رضوان اللَّه عليهم أجمعين- ولذلك عندما يتم استثناء اسم زيد يستقيم البناء الإحصائي تمامًا، وهذه رسالة واضحة لكل الذين يدّعون أن أحدًا غيره قد ورد اسمه في القرآن!
المشهد الثالث:
عدد حروف سورة الأحزاب بحسب الرسم العثماني هو 5675 حرفًا، وهذا العدد يساوي 227 × 25، والعدد 227 هو أكبر عدد أوّليّ مستخدم في الدلالة على عدد آيات سور القرآن، وهو على وجه التحديد عدد آيات سورة الشعراء، وهي السورة التي يأتي ترتيبها بعد 25 سورة من بداية المصحف!
وعدد حروف سورة الأحزاب بحسب قواعد الإملاء الحديثة هو 5788 حرفًا، وهذا العدد يزيد 113 حرفًا على عدد حروف سورة الأحزاب، بحسب الرسم العثماني، والعدد 113 هو أكبر عدد أوّليّ مستخدم في الدلالة على ترتيب سور القرآن الكريم، وهو على وجه التحديد ترتيب سورة الفلق! مع الانتباه إلى أن عدد حروف سورة الفلق بحسب قواعد الإملاء الحديثة 73 حرفًا، وهذا هو عدد آيات سورة الأحزاب!
المشهد الرابع:
هل تذكر العلاقة الرقمية بين سورتي الأحزاب والشعراء في المشهد السابق؟
الآن ما هو ترتيب الآية 37 من سورة الأحزاب، أي الآية التي ورد فيها اسم (زَيْدٌ)، من بداية المصحف؟
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 3570، وهذا العدد = 7 × 510
إلى ماذا يشير الرقم 7، وماذا يعني لك العدد 510؟
حرف الزاي تكرّر في سورة الشعراء 40 مرّة، وحرف الياء 419 مرّة، وحرف الدال 51 مرّة، وهذه الأحرف الثلاثة هي أحرف اسم (زَيْدٌ) تكرّرت في سورة الشعراء 510 مرّات!
ترتيب سورة الأحزاب في المصحف رقم 33، وسورة الشعراء ترتيبها رقم 26، والفرق بينهما = 7
عدد آيات سورة الشعراء 227 آية وعدد آيات سورة الأحزاب 73 آية، والفرق بينهما = 77 + 77
ورد اسم اللَّه في سورة الأحزاب 90 مرّة، وورد في سورة الشعراء 13 مرّة، والفرق بينهما = 77
مجموع الكلمات من بداية الشعراء حتى نهاية الأحزاب 7938 كلمة، وهذا العدد = 7 × 7 × 162
حقائق وعجائب!
حرف الخاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 7، وقد ورد هذا الحرف في السورتين معًا 77 مرّة!
حرف الظاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 17
وهذا الحرف ورد 17 مرّة في سورة الأحزاب، وورد 17 مرّة في سورة الشعراء!
العدد 17 أوّليّ، ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 7
حرف الغين يأتي ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية بعد 18 حرفًا، وهذا الحرف ورد في سورة الأحزاب 18 مرّة، وورد في سورة الشعراء 18 مرّة أيضًا!
أوّل أحرف اسم "مُحمَّد" هو حرف الميم..
وهذا الحرف تكرّر في سورة الشعراء 481 مرّة، وفي سورة الأحزاب 418 مرّة، والفرق بينهما = 63
وهو عدد مماثل لعدد أعوام عمره صلى الله عليه وسلّم!
مزيد من الحقائق
أحرف اسم "مُحمَّد" تكرّرت في سورة الشعراء 591 مرّة، وفي سورة الأحزاب 589 مرّة، ومجموعهما = 1180
أحرف اسم "زيد" تكرّرت في سورة الشعراء 510 مرّات، وفي سورة الأحزاب 544 مرّة، ومجموعهما = 1054
الفرق بين مجموع تكرار أحرف "مُحمَّد" و"زيد" = 126، وهذا العدد يساوي 63 + 63 .. فتأمّل!
مزيد من التأكيد..
من بعد سورة الشعراء مباشرة حتى آخر سورة الأحزاب هناك 6618 كلمة، وهذا العدد = 6555 + 63
العدد 6555 هو مجموع تراتيب سور القرآن الكريم (1 + 2 + 3 + .. + 114)!
هناك 6 سور محصورة بين الشعراء والأحزاب، ومجموع ترتيب هذه السور الست هو 177
وهذا العدد = 114 + 63
أحرف "مُحمَّد"
أحرف اسم "مُحمَّد" تكرّرت في سورة الشعراء 591 مرّة، وفي سورة الأحزاب 589 مرّة، ومجموعهما = 1180
العدد 1180 = 1140 + 40 .. فتأمّل!
العدد 1140 هو 114 × 10 والعدد 40 هو عمر النبي صلى الله عليه وسلّم عندما نزل عليه الوحي!
أحرف "زيد"
من أحرف "زيد" الثلاثة هناك حرف واحد فقط ضمن الحروف المقطَّعة وهو الحرف الأوسط، أي حرف الياء!
أوّل أحرف "زيد"، وهو حرف الزاي تكرّر في سورتي الشعراء والأحزاب 72 مرّة.
آخر أحرف "زيد"، وهو حرف الدال تكرّر في سورتي الشعراء والأحزاب 156 مرّة.
مجموع تكرار الحرفين في السورتين = 114 + 114 .. فتأمّل!
أحرف "زيد" الثلاثة وموقعها في قائمة الحروف الهجائية
حرف الزاي ترتيبه رقم 11، وحرف الياء ترتيبه رقم 28، وحرف الدال ترتيبه رقم 8، ومجموع الترتيب الهجائي لأحرف "زيد" الثلاثة = 47، وهذا هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!
سورة الأحزاب مرّة أخرى
حتى لا نضل الطريق في متاهات الأرقام نعود إلى سورة الأحزاب مرّة أخرى، وإلى الآية:
وَإِذْ تَقُوْلُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيْهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُوْنَ عَلَى الْمُؤْمِنِيْنَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُوْلًا (37) الأحزاب
من بداية المصحف حتى اسم (زَيْدٌ) هناك 54677 كلمة، وهذا العدد = 7 × 73 × 107
تأمّل.. العدد 73 هو عدد آيات سورة الأحزاب، وجاء اسم (زَيْدٌ) بعد 107 أحرف من بداية الآية!
ومجموع العددين 7 + 107 = 114 .. عدد سور القرآن!
انتبه!!
للذين يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلّم افترى هذا القرآن من عنده، أو أتى به من كتب السابقين، فليتوقفوا كثيرًا عند هذه الآية! ففيها الرّد الشافي والجواب الكافي لمن يعي ويفهم! فقد ورد عن أنس بن مالك وعائشة -رضي اللَّه عنهما- في البخاري ومسلم، ما يبيّن شدّة هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلّم ومن فقهما -رضي اللَّه عنهما- أنهما أخبرا أنه صلى الله عليه وسلّم لو كان كاتمًا شيئًا من الوحي لكتم هذه الآية!
تأمّل..
من اسم (زَيْدٌ) حتى نهاية المصحف هناك 23121 كلمة، وهذا العدد = 7 × 3303
الفرق بين العددين 54677 – 23121 = 31556، وهذا العدد = 7 × 7 × 7 × 92
عدد حروف الآية 37 من سورة الأحزاب، أي الآية التي ورد فيها اسم (زَيْدٌ) هو 196 حرفًا،
وهذا العدد = 7 × 7 × 4
تأمّل..
ترتيب الآية 37 من سورة الأحزاب من بداية المصحف هو 3570، وهذا العدد = 7 × 510
ترتيب الآية 37 من سورة الأحزاب من نهاية المصحف هو 2667، وهذا العدد = 7 × 381
مجموع العددين 3570 + 2667 = 6237، وهذا العدد = 99 × 63
مجموع العددين 510 + 381 = 891، وهذا العدد = 99 × 9
99 عدد مماثل لعدد أسماء اللَّه الحسنى، و63 عدد مماثل لعدد أعوام عمر النبي صلى الله عليه وسلّم!
وهكذا من خلال نظمه الرقمي المحكم يدافع القرآن عن نفسه، وعن قدرة الرحمن على حفظه!
ومن خلال هذا النظم الرقمي المحكم يتأكد للناس جُرم الذين يحاربون أي حديث عن الأرقام في القرآن..
الذين يحاولون أن يوصدوا بابًا لهداية البشرية، أذن اللَّه له أن ينفتح على مصراعيه..
الذين يحاولون أن يحجبوا شمسًا أذن اللَّه لها في هذا العصر أن تشرق لتبهر الناس بأشعتها، أبى من أبى ورضي من رضي! وعلينا أن نتذكّر أن الذين حاربوا تنقيط القرآن وترقيم آياته وتحزيبه كانوا أشد ضراوة في حربهم على القرآن من الذين يحاربون اليوم أي حديث عن أعجب عجائبه، وهو بناؤه الإحصائي المعجز! وهؤلاء نسوا وتناسوا قول اللَّه عزّ وجلّ في كتابه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، وهل بعد حفظ اللَّه حفظ؟!
-----------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).