عدد الزيارات: 3.0K

لعلهم يتفكرون (105)


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 01/01/2023 هـ 08-06-1444

ما الحكمة من تحريم القرآن للحم الخنزير؟!

هذا السؤال طالما طرحه غير المسلمين على المسلمين..

فغير المسلمين يأكلون لحم الخنزير بشراهة عجيبة..

بل ويفضلونه على معظم أنواع اللحوم الأخرى..

ولا تكاد تجد مطعمًا عندهم يخلو من لحم الخنزير..

لذا يعجبون من المسلمين ويسألونهم بإلحاح..

القرآن يجيبهم عن سؤالهم هذا قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان..

قُل لَا أَجِدُ فِيْ مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُوْنَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيْرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ ولَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُوْرٌ رَّحِيْمٌ (145) الأنعام

الآية تجيب عن السؤال بكلمة واحدة: فَإِنَّهُ رِجْسٌ!!

ولحم الخنزير ينفرد من بين جميع اللحوم المذكورة في هذه الآية بأنه حرام لذاته، أي لعلة مستقرة فيه!

وقد توصل العلم الحديث إلى أن جسم الخنزير يحتوي على أكثر من 400 نوع من مسببات الأمراض، من الفيروسات، والفطريات، والطفيليات، والبكتيريا، والديدان، وغيرها.

وكمية السموم في لحم الخنزير ودهنه تعادل 30 ضعف كمية السموم في اللحم البقري أو لحم الغزال!

وفي ذلك كله معجزة تشريعية بعد أن اتضحت المضار التي يسببها تناول لحم الخنزير..

نعود إلى الآية السابقة ونتأمّلها من منظور رقمي:

قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145)

انتبهوا جيدًا إلى ما تقوله الآية!

في الآية ثلاثة أطعمة محرّمة:

الميتة التي ماتت بغير تذكية..

الدم المسفوح أي المُنْصَبّ..

ولحم الخنزير فإنه رجس..

وجاءت في الآية على هذا النحو: "مَيْتَةً" أَوْ "دَمًا مَسْفُوحًا" أَوْ "لَحْمَ خِنْزِيرٍ"..

تأكّدوا من هذه الحقيقة الآن لأنه سوف تترتّب عليها حقائق في غاية الأهميّة..

تأمّلوا أحرف (ميتة)..

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

حرف الياء تكرّر في هذه الآية 10 مرّات.

حرف التاء ورد في هذه الآية مرّة واحدة.

التاء المربوطة (ة) وردت في هذه الآية مرّة واحدة.

هذه هي أحرف (ميتة) تكرّرت في الآية 23 مرّة.. احتفظوا بهذا العدد.

 

تأمّلوا أحرف (دمًا مسفوحًا)..

حرف الدال تكرّر في هذه الآية 3 مرّات.

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

حرف الألف تكرّر في هذه الآية 24 مرّة.

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

حرف السين تكرّر في هذه الآية 3 مرّات.

حرف الفاء تكرّر في هذه الآية 7 مرّات.

حرف الواو تكرّر في هذه الآية 8 مرّات.

حرف الحاء تكرّر في هذه الآية 5 مرّات.

حرف الألف تكرّر في هذه الآية 24 مرّة.

هذه هي أحرف (دمًا مسفوحًا) تكرّرت في الآية 96 مرّة.. احتفظوا بهذا العدد أيضًا..

 

تأمّلوا أحرف (لحم خنزير)..

حرف اللام تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

حرف الحاء تكرّر في هذه الآية 5 مرّات.

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

حرف الخاء ورد في هذه الآية مرّة واحدة.

حرف النون تكرّر في هذه الآية 6 مرّات.

حرف الزاي ورد في هذه الآية مرّة واحدة.

حرف الياء تكرّر في هذه الآية 10 مرّات.

حرف الراء تكرّر في هذه الآية 9 مرّات.

هذه هي أحرف لفظ (لحم خنزير) تكرّرت في الآية 54 مرّة.

 

الآن تأمّلوا..

الآية تحرّم ثلاثة أطعمة: ميتة - دمًا مسفوحًا - لحم خنزير..

أحرف لفظ (ميتة) تكرّرت في الآية 23 مرّة.

أحرف لفظ (دمًا مسفوحًا) تكرّرت في الآية 96 مرّة.

أحرف لفظ (لحم خنزير) تكرّرت في الآية 54 مرّة.

مجموع هذه الأعداد الثلاثة يساوي 173

انتبهوا جيِّدًا إلى هذا العدد فماذا يعني لكم؟!

ما هي علاقة هذا العدد بهذه المحرّمات الثلاثة؟!

لتعرفوا الإجابة انتقلوا الآن إلى أوّل آية رقمها 173 في المصحف..

إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) البقرة

سبحان الله! تأمّلوا كيف تبدأ الآية:

إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ!!

إنها تبدأ بتحريم الأطعمة الثلاثة نفسها!

حقًّا.. لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا!!

العجيب أن هذه الآية هي أوّل آية يرد فيها لفظ (ميتة)!

العجيب أن هذه الآية هي أوّل آية يرد فيها لفظ (دمًا مسفوحًا)!

العجيب أن هذه الآية هي أوّل آية يرد فيها لفظ (لحم خنزير)!

تأمّلوا كيف يأتي النظم القرآني وفق نسيج رقمي مذهل يستحيل أن يدرك البشر كل أبعاده!

وكما رأيتم عبر هذا المشهد فإن آيات القرآن وكلماته وحروفه ليست لبنات مستقلَّة.

بل إن جذورها المتشعبة ضاربة في أعماق القرآن كلّه إلى مستويات لا يمكن إدراكها.

إنه كلام الله لا ريب.

--------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.