أربعة عشر قرنًا من الزمان.. مرت على بدء نزول القرآن..
أجيال وأجيال.. يبهرها القرآن.. يخاطب كل جيل كأنه الجيل الذي نزل الوحي في زمانه..
الكتاب المعجز في كل شيء فيه..
الكتاب الوحيد الذي يشهد بفضله الجميع.. حتى من لا يؤمنون به..
الكتاب الوحيد الذي يأتي كل حرف وكل كلمة فيه وفق ميزان رقمي دقيق..
نتأمّل في هذا المشهد كلمة واحدة من كلمات القرآن..
لقد ورد لفظ (أنعام) في القرآن 32 مرّة..
وورد للمرّة الأخيرة في القرآن في الآية رقم 32 من سورة عبس..
مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) عبس
العدد 32 يتأكّد عبر أكثر من طريق!!
ما شأن الأنعام وهذا العدد دون غيره؟!
ببساطة لأن الأنعام 4 أصناف و8 أزواج..
الأنعام هي: الإبل والبقر والضأن والمعز.
من الإبل زوجين اثنين (ذكر وأنثى)، ومن البقر والضأن والمعز مثل ذلك..
وحاصل ضرب 4 × 8 يساوي 32
وقد جاء تفصيل ذلك في الآيتين رقم 143 ورقم 144 من سورة الأنعام..
وبعد 8 كلمات من بداية هذه الآية من سورة الزمر جاء قوله تعالى: وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ..
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) الزمر
تأمّلوا قوله تعالى: (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ) يتألّف من 6 كلمات.
الآية نفسها رقمها 6 وعدد كلماتها 36، وهذا العدد يساوي 6 × 6
وعدد حروف الآية نفسها 138 حرفًا، وهذا العدد يساوي 6 × 23
تأمّلوا كيف يتجلّى الرقم 6 بوضوح.. لماذ؟!
ببساطة لأن هناك سورة اسمها (الأنعام) ترتيبها في المصحف رقم 6
والأعجب من ذلك أن لفظ (أنعام) ورد في سورة الأنعام نفسها 6 مرّات.
سورة الأنعام نفسها تأتي قبل 108 سور من نهاية المصحف، وهذا العدد = 6 × 6 × 3
ورد لفظ (أنعام) في 30 آية من آيات القرآن، وهذا العدد = 6 × 5
أنتم تعلمون أن 6 هو ترتيب سورة الأنعام في المصحف، ولكن هل تعلمون إلى ماذا يشر الرقم 5 هنا؟!
5 هو ترتيب سورة المائدة وهي السورة الوحيدة التي ورد ذكر الأنعام في آيتها الأولى..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) المائدة
هذه الآية عدد حروفها 97 حرفًا..
97 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 25، ويساوي 5 × 5
5 هو ترتيب سورة المائدة نفسها في المصحف!
ولكن لماذا جاء عدد كلمات هذه الآية 24 كلمة تحديدًا؟
وما علاقة العدد 24 بتكرار لفظ (أنعام) في القرآن؟
24 هو عدد كلمات أوّل آية يرد فيها لفظ (أنعام) في القرآن وهي هذه الآية من سورة آل عمران..
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) آل عمران
العجيب أن عدد حروف هذه الآية 125 حرفًا، وهذا العدد = 5 × 5 × 5
الآن اجمعوا الآيتين..
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) آل عمران
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) المائدة
في آية آل عمران ورد لفظ (الأنعام) في ترتيب الكلمة رقم 15 من بداية الآية.
وفي آية المائدة ورد لفظ (الأنعام) في ترتيب الكلمة رقم 15 من نهاية الآية.
والعجيب أن مجموع رقمي الآيتين يساوي 15، أي 3 × 5
3 هو ترتيب سورة آل عمران في المصحف!
5 هو ترتيب سورة المائدة في المصحف!
تأمّلوا هذا النظم الرقمي القرآني العجيب!
تذكّروا معي..
آية سورة آل عمران عدد كلماتها 24 كلمة..
وآية سورة المائدة عدد كلماتها 24 كلمة أيضًا..
مجموع كلمات سورتي آل عمران والمائدة 6336 كلمة، وهذا العدد = 24 × 24 × 11
تأمّلوا بأبصاركم وبصائركم هذا النظم الرقمي القرآني المحكم!
هل تعجّبتم من ذلك؟
إذًا سوف أعرض عليكم ما هو أعجب من ذلك بكثير..
تأمّلوا من جديد مجموع كلمات سورتي آل عمران والمائدة 6336 كلمة، ويساوي 24 × 24 × 11
تأمّلوا العدد 24 مضروبًا في نفسه مرّتين ومضروبًا في العدد 11
وهذا هو التكرار رقم 11 للفظ (أنعام) من بداية المصحف وقد جاء في هذه الآية من سورة يونس..
إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) يونس
تأمّلوا جيِّدًا رقم الآية.. أليس هو العدد 24 نفسه؟!
وهذه الآية نفسها هي أطول آية يرد فيها لفظ (الأنعام) في القرآن!
أتريدون ما هو أعجب من ذلك كلّه؟
تفضَّلوا..
تأمّلوا هاتين الآيتين من سورتي الحج والشورى..
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الحج
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) الشورى
لفظ (الأنعام) ورد في الآيتين..
الآية الأولى عدد حروفها 89 حرفًا..
والآية الثانية عدد حروفها 89 حرفًا..
89 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 24
تأمّلوا كيف عدنا إلى العدد 24 من طريق الأعداد الأوّليّة!
تأمّلوا مجموع رقمي الآيتين وهو 45، ويساوي 15 × 3
سبحان الله!
وتأمّلوا كيف تكرّرت أحرف لفظ (الأنعام) في الآيتين..
حرف الألف تكرّر في الآيتين 34 مرّة.
حرف اللام تكرّر في الآيتين 22 مرّة.
حرف الألف تكرّر في الآيتين 34 مرّة.
حرف النون تكرّر في الآيتين 9 مرّات.
حرف العين تكرّر في الآيتين 6 مرّات.
حرف الألف تكرّر في الآيتين 34 مرّة.
حرف الميم تكرّر في الآيتين 20 مرّة.
هذه هي أحرف لفظ (الأنعام) تكرّرت في الآيتين 159 مرّة، وهذا العدد = 114 + 45
114 هو عدد سور القرآن!
45 هو مجموع رقمي الآيتين!
حقًّا.. لو كان من عند غير الله لوجدوا في اختلافًا كثيرًا.
الأسئلة التي تفرض نفسها بإلحاح هنا ولكل مكابر ومكذَّب بهذا القرآن العظيم:
هل كان مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- يهتمّ بكل هذه التفاصيل لاختيار حروف القرآن؟!
وهل كان مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- يحصي تكرار الحروف ومواقعها؟!
وهل كان يتحرّى كل هذه الدقة في الربط بين آيات القرآن مهما تباعدت المسافة بينها؟!
وكيف فعل ذلك ولم يعرف العرب قواعد الإملاء الحديثة إلا بعد قرون من انقطاع الوحي؟!
-----------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).