لقد شاء اللَّه عزّ وجلّ أن أقرأ أناجيل النصارى، وأنا في مرحلة باكرة من عمري!
كانت هناك العديد من الأمور الغامضة، والألغاز التي كنت أجد صعوبة في فهمها!
ولكنني كنت في كل مرّة أردّها إلى جهلي بالديانة المسيحية!
وكنت أتوهّم أنه عليَّ معرفة المزيد عن الديانة المسيحية، حتى أستطيع أن أفهم كل تلك الألغاز!
ولكنه كان يزداد عندي مع الوقت غموض العقائد المسيحية، وأنها أسرار من الصعب فهمها.
ومن هذه الأسرار قضية الثالوث الأقدس، وهو أمر بالغ الأهميّة في العقيدة المسيحية.
إن ألوهية المسيح والثالوث الأقدس هما الركن الأهم في عقائد المسيحيين!
في اعتقادهم أن المسيح هو اللَّه وهو ابن اللَّه، وأنهم ثلاثة شركاء (الآب – الابن - الروح القدس)!
ولعلكم تسمعون هذه العبارة من المسيحيين كثيرًا: باسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد!
هذه هي كلمة الافتتاح والبسملة عند المسيحيين!
يقولون إن الأب إله، والابن إله، والروح القدس إله، ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة، بل إله واحد!
الأب هو العظيم، والابن هو العظيم، والروح القدس هو العظيم، ولكنهم ليسوا ثلاثة عظماء بل العظيم الواحد!
الأب شخص، والابن شخص، والروح القدس شخص، ولكنهم ليسوا ثلاثة أشخاص، بل هو شخص واحد!
إله وإله وإله، ولكنهم ليسوا ثلاثة، وإنما إله واحد!
عظيم وعظيم وعظيم، ولكنهم ليسوا ثلاثة، وإنما عظيم واحد!
شخص وشخص وشخص، ولكنهم ليسوا ثلاثة، وإنما شخص واحد!
وهكذا فإن مفهوم عقيدة التثليث غير واضح بالنسبة إلى المسيحيين أنفسهم!
فهناك إله واحد في ثالوث، وثالوث في إله واحد!
ولدى كل شخص يؤمن بالديانة المسيحية ثلاث صور ذهنية مختلفة عن الإله!
وعندما تحاورهم يقولون إن هذه الصور الثلاث متطابقة، وأنهم لا يرون إلا صورة واحدة!
وعلى منوال هذا المنطق، وبما أننا نتحدّث بلغة الأرقام دعوني أقول لكم إن: 1 + 1 + 1 = 1
فهل تقبلون ذلك مني؟ بكل تأكيد لن يقبل ذلك عاقل!
ولكن مع الأسف هذا هو المنطق الذي يحاول المسيحيون إقناع الناس به!
انتهوا خيرًا لكم!
من أكثر العقائد خلطًا وتعقيدًا عند النصارى، عقيدة التثليث، فتأمّل معي الآية التالية التي تفنِّد هذه العقيدة:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِيْنِكُمْ وَلَا تَقُوْلُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيْحُ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُوْلُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوْحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُوْلُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا33 خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيْلًا (171) النساء
تأمّلوا هذه الكلمة جيّدًا: انتَهُوا!
ترتيبها من بداية الآية رقم 33
عن أي شيء ينتهون؟! ينتهون عن الثالوث والتثليث (الأب والابن والروح القدس)!
أحرف هذا النص (انْتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ) تكرّرت في الآية 177 مرّة، وهذا العدد = 111 + 33 + 33
تأمّل كيف تعبّر الأرقام عن الثالوث (111)، وتأمّل العدد 33
المسيحيون يزعمون أن المسيح عيسى عليه السلام قُتل وصُلب وعمره 33 عامًا!
المسلمون يؤمنون بأن اللَّه عزّ وجلّ رفع عيسى إليه، وعمره 33 عامًا!
والعدد 33 في ذاته صورة رقمية للثالوث!
أحرف (الْمَسِيْحُ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ) تكرّرت في الآية 148 مرّة، وهذا العدد = 114 + 34
114 هو عدد سور القرآن، و34 تكرار اسم مريم في القرآن!
هكذا تقول الأرقام إن الْمَسِيْحُ عِيْسَى عليه السلام هو ابن مريم، وليس ابن اللَّه!
لقد جاء الأمر من اللَّه عزّ وجلّ بالانتهاء عن الثالوث في 3 كلمات!
بل إذا تأمّلت الآية جيّدًا تجدها تهدم عقيدة الثالوث والتثليث في 9 كلمات فقط، فتأمّل:
(إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ وَلَدٌ)
ليس هناك أب، وليس هناك ابن وليس هناك روح قدس وإنما هو إله واحد أحد هو اللَّه سبحانه وتعالى!
جاء هذا النص من 9 كلمات، وهذا العدد يساوي 3 × 3
عدد حروف هذا النص 32 حرفًا فإذا أضفت إليه (وَاحِدٌ) كما جاء في النص يكون الناتج 33
بل إذا تأمّلت عدد كلمات الآية تجدها 54 كلمة، وهذا العدد يساوي 3 × 3 × 3 + 3 × 3 × 3
وإذا تأمّلت رقم الآية 171، تجده يساوي 3 × 3 × 19
سورة النساء التي وردت فيها هذه الآية عدد كلماتها 3762 كلمة، وهذا العدد يساوي 33 × 114
أعيد للأهميّة: كلمة انْتَهُوْا ترتيبها من بداية الآية رقم 33
الآن عد إلى الآية وتأمّل جيّدًا:
حرف الألف تكرّر في الآية 46 مرّة.
حرف النون تكرّر في الآية 10 مرّات.
حرف التاء تكرّر في الآية 7 مرّات.
حرف الهاء تكرّر في الآية 15 مرّة.
حرف الواو تكرّر في الآية 21 مرّة.
تكرّرت أحرف (انتَهُوا) في الآية 99 مرّة، وهذا العدد يساوي 33 + 33 + 33
تأمّل جيّدًا!
يقول القرآن الكريم للنصارى انتهوا عن الثالوث!
الأمر بالانتهاء عن الثالوث (انتَهُوا) جاء في ترتيب الكلمة رقم 33
أحرف كلمة (انتَهُوا) تكرّرت في الآية نفسها 99 مرّة، وهذا العدد يساوي 33 + 33 + 33
ليس هناك ثالوث وإنما هو إله واحد!
فتأمّل ماذا تقول لك الأرقام عن ذلك:
حرف الألف تكرّر في الآية 46 مرّة.
حرف اللام تكرّر في الآية 36 مرّة.
حرف الهاء تكرّر في الآية 15 مرّة.
هذه الأحرف الثلاثة هي أحرف اسم اللَّه وقد تكرّرت في الآية 97 مرّة!
وهذا العدد أوّليّ أصم، لا يقبل القسمة إلا على نفسه أو على الرقم واحد!
وهذا ما ينسجم تمامًا مع المعنى الذي نصَّت عليه الآية: (إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ)!
تأمّل أحرف (انْتَهُوا) جميعها بما فيها حرف الألف المكرّر:
حرف الألف تكرّر في الآية 46 مرّة.
حرف النون تكرّر في الآية 10 مرّات.
حرف التاء تكرّر في الآية 7 مرّات.
حرف الهاء تكرّر في الآية 15 مرّة.
حرف الواو تكرّر في الآية 21 مرّة.
حرف الألف تكرّر في الآية 46 مرّة.
هذه هي أحرف (انْتَهُوا) الستة تكرّرت في الآية 145 مرّة!
وقد ورد ذكر الرقم 1 في القرآن 145 مرّة!
هكذا تقول الأرقام (انتَهُوا) إنما هو إله واحد!
تأمّل كلمة (انتَهُوا) ذاتها تبدأ بحرف الألف، وتنتهي بحرف الألف!
الحرف رقم واحد في قائمة الحروف الهجائية!
يؤكد ذلك حقائق أخرى..
فتأمّل أحرف (انتَهُوا) في أوّل سور القرآن:
حرف الألف تكرّر في سورة الفاتحة 26 مرّة.
حرف النون تكرّر في سورة الفاتحة 11 مرّة.
حرف التاء تكرّر في سورة الفاتحة 3 مرّات.
حرف الهاء تكرّر في سورة الفاتحة 5 مرّات.
حرف الواو تكرّر في سورة الفاتحة 4 مرّات.
حرف الألف تكرّر في سورة الفاتحة 26 مرّة.
هذه هي أحرف (انْتَهُوا) الستة تكرّرت في سورة الفاتحة 75 مرّة، وهذا العدد = 25 + 25 + 25
25 هو تكرار اسم عيسى في القرآن!
25 هو تكرار لفظ (واحد) في القرآن!
ولا تنسَ أن تتأمّل هذه الآية من سورة المائدة:
مَا الْمَسِيْحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُوْلٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيْقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُوْنَ (75) المائدة
هذه الآية التي تتحدّث عن حقيقة المسيح رقمها 75، وعدد كلماتها 25 كلمة!
إذا أسقطّت حرف الألف المكرّر في (انْتَهُوا)، فإن الأحرف الخمسة المتبقّية تتكرّر في سورة الفاتحة 49 مرّة!
تأمّل سورة الفاتحة وهي السبع المثاني، والعدد 49 يساوي 7 × 7
بل إذا أضفت إلى هذا العدد عدد أحرف (انْتَهُوا) غير المكرّرة يكون الناتج 54
54 هو عدد كلمات الآية التي ورد فيها الأمر بالانتهاء عن التثليث!
ننتقل الآن إلى أوّل سورة نزلت من القرآن لنرى:
حرف الألف تكرّر في سورة العلق 62 مرّة.
حرف النون تكرّر في سورة العلق 24 مرّة.
حرف التاء تكرّر في سورة العلق 9 مرّات.
حرف الهاء تكرّر في سورة العلق 7 مرّات.
حرف الواو تكرّر في سورة العلق 7 مرّات.
حرف الألف تكرّر في سورة الفاتحة 62 مرّة.
هذه هي أحرف (انْتَهُوا) الستة، تكرّرت في سورة العلق 171 مرّة!
والآن تأمّل رقم الآية فإنه العدد 171 نفسه:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِيْنِكُمْ وَلَا تَقُوْلُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيْحُ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُوْلُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوْحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُوْلُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا33 خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيْلًا (171) النساء
إذا أسقطّت حرف الألف المكرّر في (انْتَهُوا)، فإن الأحرف الخمسة المتبقّية تتكرّر في سورة العلق 109 مرّات!
109 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 29، وهذا الأخير أوّليّ أيضًا!
والأعداد الأوّليّة لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو الواحد!
بل إذا أضفت إلى هذا العدد عدد أحرف (انْتَهُوا) غير المكرّرة يكون الناتج 114 بعدد سور القرآن!
جميع سور القرآن تتفاعل مع هذه الكلمة (انْتَهُوا)!
أنتقل بك الآن إلى آخر سورة في ترتيب المصحف لترى:
حرف الألف تكرّر في سورة الناس 18 مرّة.
حرف النون تكرّر في سورة الناس 9 مرّات.
حرف التاء لم يرد في سورة الناس مطلقًا.
حرف الهاء ورد في سورة الناس مرّة واحدة.
حرف الواو تكرّر في سورة الناس 7 مرّات.
حرف الألف تكرّر في سورة الناس 18 مرّة.
هذه هي أحرف (انْتَهُوا) الستة تكرّرت في سورة الناس 53 مرّة!
53 هو تكرار أحرف اسم اللَّه في سورة الفاتحة أولى سور القرآن!
إذا أسقطّت حرف الألف المكرّر في (انْتَهُوا)، فإن الأحرف الخمسة المتبقّية تتكرّر في سورة الناس 35 مرّة!
الآن لاحظ التعاكس الرقمي ما بين العددين 53 و35
بم يذكرك هذا؟ تأمّل هذه الآية من سورة مريم:
مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُوْلُ لَهُ كُنْ فَيَكُوْنُ (35) مريم
هذه الآية رقمها 35، وعدد حروفها 53 حرفًا!
ولا تنسَ أن تتدبّر معنى الآية جيِّدًا!
هذه بيّنات رقمية واضحة لا يستطيع أحد أن يدّعي الجهل بمدلولها!
ومن لم تقنعه من بيّنات فلينتقل إلى سورة البيّنة ليرى:
حرف الألف تكرّر في سورة البيّنة 72 مرّة.
حرف النون تكرّر في سورة البيّنة 34 مرّات.
حرف التاء تكرّر في سورة البيّنة 17 مرّة.
حرف الهاء ورد في سورة البيّنة 22 مرّة.
حرف الواو تكرّر في سورة البيّنة 24 مرّة.
حرف الألف تكرّر في سورة البيّنة 72 مرّة.
هذه هي أحرف (انْتَهُوا) الستة تكرّرت في سورة البيّنة 241 مرّة!
241 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 53
53 هو تكرار أحرف اسم اللَّه في سورة الفاتحة أولى سور القرآن!
تحذير ووعيد!
لقد تضمَّنت آية سورة النساء أمرًا زاجرًا بانتهاء الاعتقاد بالثالوث.
وها هي آية سورة المائدة تحمل تحذيرًا ووعيدًا، فتأمّل:
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِيْنَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُوْلُوْنَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ (73) المائدة
من هو هذا الإله الواحد؟
يجيبك رقم الآية بأنه اللَّه الذي مجموع الترتيب الهجائي لحروفه 73
وهذا العدد أوّليّ، لا يمكن تقسيمه وصفته تنسجم مع مفهوم وحدانية اللَّه عزّ وجلّ!
والمعنى نفسه يتكرّر في الآية التالية:
اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُوْنِ اللَّهِ وَالْمَسِيْحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُوْنَ (31) التوبة
ولذلك جاء رقم الآية 31، وهو عدد أوّليّ!
وجاء عدد كلمات الآية 23 كلمة، وهذا العدد أوّليّ أيضًا!
وإذا تأمّلت النص نفسه (إِلَهًا وَاحِدًا لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) تجده يتكوّن من 6 كلمات، و19 حرفًا!
وحاصل ضرب 6 × 19 = 114
القسمة الرُباعية
سؤال إلى كل مسيحي يعتقد بألوهية المسيح لأنه وُلد من غير أب:
هل سألت نفسك يومًا: لماذا وُلد المسيح عليه السلام من غير أب؟!
إذا فكّرت في هذا الكون المرئي من حولك تلاحظ أن المخلوقات فيه لا تعدو أن تكون واحدة من أربع: إما إنسانًا أو حيوانًا أو نباتًا أو جمادًا، وهذا ما يُعرف عند العلماء بالقسمة الرباعية. وإذا فكّرت في النوع الإنساني نفسه تجده يخضع لهذه القسمة الرباعية، حيث يهب اللَّهُ عز وجل لمن يشاء إناثاً فقط، ويهب لمن يشاء الذكور فقط، أو يجمع لمن يشاء بين الذكور والإناث، ويجعل من يشاء عقيماً. وكذلك هي القسمة الرباعية في أصل هذا النوع الإنساني، حيث خلق اللَّهُ عز وجل أبانا آدم عليه السلام بلا ذكر ولا أنثى، وخلق أمنا حواء من ذكر بلا أنثى، وخلق بقية البشر من ذكر وأنثى، ثم لتكتمل هذه القسمة الرباعية كان لا بد أن يكون من البشر ما هو مخلوق من أنثى بلا ذكر، وكان ذلك هو المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، الذي أراد اللَّهُ أن يكون في خلقه بهذه الطريقة آيةً للناس على كمال قدرته سبحانه وتعالى. ولو تفكر أهل الكتاب في هذه الحكمة من خلق عيسى عليه السلام ، لما تشتتت بهم الأهواء، حتى أنزله اليهود إلى حضيض الجُناة، ورفعه النصارى إلى مقام الألوهية، وكلاهما على باطل.
----------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).