عدد الزيارات: 14.7K

مفهوم جديد للصلاة الوسطى


إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
آخر تحديث: 02/04/2016 هـ 02-02-1437

ما هي الصَّلاة الوسطى؟! سؤال قديم متجدد..

إن تحديد الصَّلاة الوسطى من المسائل الخلافية المشهورة بين العلماء، التي تنوعت فيها الأقوال إلى نحو عشرين قولًا، وإن كان هناك من الأقوال ما هو أرجح من الآخر، تمامًا كما تنوعت الأقوال في شأن تحديد ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، وكما تنوّعت الأقوال أيضًا في شأن ساعة الإجابة يوم الجمعة. وخلاصة الأمر، علينا أن نحافظ على جميع الصلوات، وكما أن النبيّ صلى الله عليه وسلّم استحيا أن يراجع فيها ربه في حادثة المعراج، فعلينا أن نستحيي أن نسأل عن الصَّلاة الوسطى، وهي خمس صلوات فقط في اليوم واللَّيلة، فما بالنا لو كانت خمسين كما فُرضت في بادئ الأمر!

 

ولكن للأرقام رأي آخر!

وكقاعدة عامة في النسيج الرقمي القرآني أن كل ما سكتت عنه الألفاظ أفصحت عنه الأرقام..

ولذلك سوف تقول لنا الأرقام بعد قليل ما هي الصلاة الوسطى!

والعجيب أن الصلاة الوسطى بمنطق الأرقام ليست واحدة من الصلوات الخمس المفروضة!

 

ورد لفظ الصَّلاة في سورة البقرة في 9 آيات هي:

الَّذِيْنَ يُؤْمِنُوْنَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيْمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُوْنَ (3)

وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِيْنَ (43)

وَاسْتَعِيْنُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيْرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِيْنَ (45)

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيْثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيْلَ لَا تَعْبُدُوْنَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِيْنِ وَقُوْلُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيْلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُوْنَ (83)

وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوْهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُوْنَ بَصِيْرٌ (110)

يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِيْنَ (153)

لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوْهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّيْنَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِيْنَ وَابْنَ السَّبِيْلِ وَالسَّائِلِيْنَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوْفُوْنَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِيْنَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِيْنَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُوْنَ (177)

حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُوْمُوا لِلَّهِ قَانِتِيْنَ (238)

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُوْنَ (277)

حرصنا على أن نورد لك الآيات التسع حتى تتأكد بنفسك مما سوف نعرضه عليك من حقائق رقميّة.

 

تأمّل..

مجموع أرقام هذه الآيات التسع = 1129، وهذا العدد هو 114 × 9 + 103

114 هو مجموع سور القرآن!

9 هو عدد آيات سورة البقرة التي ورد فيها لفظ الصَّلاة!

فإلى ماذا يشير العدد 103؟

هذا العدد يحمل مفاجأة كبرى سوف نبيّنها في المحطة التالية!

وهذا العدد يعدّ واحدًا من آلاف الأدلَّة التي تؤكد صعوبة الإحاطة بجميع مدلولات البناء الإحصائي للقرآن!

 

لقد وردت (الصَّلَاةِ الْوُسْطَى) في القرآن في موضع واحد فقط هو:

حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِيْنَ (238) البقرة

لفظ الصلاة (بصيغة المفرد) وردت 7 مرّات من بداية المصحف حتى هذه الآية!

تأمّل رقم الآية 238، وهذا العدد هو 7 × 17 × 2، وهو أيضًا 7 × 34

17 هو عدد الركعات المفروضة في اليوم واللَّيلة!

34 هو عدد السجدات المفروضة في اليوم واللَّيلة!

 2 هو ترتيب سورة البقرة!

هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 245، وهذا العدد يساوي 7 × 7 × 5

أُذكِّر مرّة أخرى أن كلمة الصلاة جاءت قبل هذه الآية 7 مرّات من بداية المصحف.

والآن سوف نقوم بإحصاء تكرار كلمة الصلاة من بعد هذه الآية حتى نصل التكرار رقم 7

فماذا تتوقع؟

 

إحدى عجائب القرآن

كلمة الصلاة الثانية في الآية التالية تمثل التكرار رقم 7 من بعد الآية 238 البقرة:

فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُوْدًا وَعَلَى جُنُوْبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِيْنَ كِتَابًا مَوْقُوْتًا (103) النساء

الآن تفحَّص هذه الآية جيّدًا حتى تقف شاهدًا على إحدى عجائب القرآن!!

 

كلمة الصلاة في هذه الآية وردت ثلاث مرّات!

وهذه هي الآية الوحيدة في القرآن كلّه التي ترد فيها الصلاة ثلاث مرّات!

وكلمة الصلاة الثانية التي ترتيبها رقم 15 من بداية المصحف تأتي في الوسط بين كلمات الصلاة الثلاث!

ما رأيك؟

جاءت الآية من 20 كلمة، وإذا استبعدت كلمات الصلاة الثلاث تكون الكلمات الباقية 17 كلمة!

كلمة الصلاة في الموضع الأخير جاءت قبل 5 كلمات من نهاية الآية!

عدد الكلمات التي جاءت بعد الصَّلَاة الْوُسْطَى في هذه الآية 7 كلمات!

الآن أذكّرك بالعدد 103 .. رقم الآية نفسها!

مجموع أرقام الآيات التسع التي وردت فيها كلمة الصلاة في سورة البقرة = 1129

وهذا العدد هو 114 × 9 + 103

الآن علمت إلى ماذا يشير العدد 103؟ إنه يشير إلى رقم آية سورة النساء؟

 

تذكَّر

لفظ الصلاة ورد 7 مرّات من بداية المصحف حتى الآية رقم 238، وبذلك فإن لفظ الصلاة في آية (الصَّلَاةِ الْوُسْطَى) هو التكرار رقم 8 للفظ الصلاة من بداية المصحف، ويؤكد هذه الحقيقة أن عدد كلمات الآية نفسها 8 كلمات!

والآن تأمّل هذا المخطط العجيب:

الصلاة الوسطى

وسطى في كل شيء!

تأمّل المخطط السابق، فلماذا يتجلّى العدد 8 بكثافة، وما هي علاقته بالصَّلَاةِ الْوُسْطَى؟

من جملة الآيات التي ورد فيها لفظ (الصلاة) في القرآن، هناك 5 آيات عدد كلمات كل منها 8 كلمات!

وهذه الآيات هي:

الَّذِيْنَ يُؤْمِنُوْنَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيْمُوْنَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُوْنَ (3) البقرة

وَاسْتَعِيْنُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيْرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِيْنَ (45) البقرة

حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُوْمُوا لِلَّهِ قَانِتِيْنَ (238) البقرة

وَأَنْ أَقِيْمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوْهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُوْنَ (72) الأنعام

وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيْعُوا الرَّسُوْلَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُوْنَ (56) النور

لاحظ كيف توسَّطت آية الصلاة الوسطى هذه الآيات الخمس!

وتأمّل كيف جاءت (والصَّلَاةِ الْوُسْطَى) في الوسط تمامًا من حيث عدد الكلمات!

جاءت (والصَّلَاةِ الْوُسْطَى) بعد 19 كلمة من بداية الآية الأولى، وقبل 19 كلمة من نهاية الآية الأخيرة.

هناك آيتان قبل الآية الوسطى مجموع رقميهما = 48، وهذا العدد = 8 × 6

وهناك آيتان بعد الآية الوسطى مجموع رقميهما = 128، وهذا العدد = 8 × 16

تأمّل مجموع أرقام الآيات الخمس تجده يساوي 414، وهذا العدد = 17 × 17 + 5 × 5 × 5

مجموع أرقام هذه الآيات = 414، وهذا العدد هو 114 × 3 + 72

انظر إلى رقم الآية الرابعة!

 

هل الصَّلَاةِ الْوُسْطَى هي صلاة الجمعة؟!

أعلم أنه سؤال مفاجئ وغير متوقّع! يرى بعض أهل الفقه أن الصَّلَاةِ الْوُسْطَى هي صلاة الفجر، مستندين إلى ما ورد عن السيدة عائشة - رضي الله عنها في هذا الشأن! ويرى بعض أهل الحديث أن الصَّلَاةِ الْوُسْطَى هي صلاة العصر، مستندين في ذلك إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- في غزوة بني قريظة: "شغلونا عن الصَّلَاةِ الْوُسْطَى"! والرأي الأكثر شيوعًا بين أهل العلم أن الصَّلَاةِ الْوُسْطَى هي صلاة العصر، لأن قبلها صلاتي نهار وبعدها صلاتي ليل.

إلا أن هناك قولًا نادرًا قاله بعض التابعين بشأن الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، ولم يأبه أحد لقولهم هذا!

ماذا قالوا؟ قالوا إن الصَّلَاةِ الْوُسْطَى هي صلاة الجمعة!

ما رأيكم أن نخضع هذا القول للمسطرة الرقمية القرآنية لنرى ماذا تقول الأرقام في ذلك!

 

السبت هو اليوم الأول

قبل أن نشدّ الرحال إلى سورة الجمعة علينا أن نشير إلى خطأ شائع بين الناس، حول ترتيب أيام الأسبوع، فالقرآن الكريم لم يسم من أيام الأسبوع إلا يومين اثنين فقط، هما السبت والجمعة، ولذلك عمد الناس إلى إكمال تسمية أيام الأسبوع الخمسة المتبقية بحسب الأرقام من واحد إلى خمسة (أحد – اثنين – ثلاثاء – أربعاء – خميس)، ومن هنا ظن كثير من الناس أن "الأحد" هو أوّل أيام الأسبوع، وهذا غير صحيح، وهذا ما توهَّمه النصارى أيضًا.

إن أوّل أيام الأسبوع هو يوم السبت، وهو الراجح عند علماء الحديث، واستدل له الإمام النووي بحديث: "خلق الله التربة يوم السبت" والذي رواه الإمام مسلم في صحيحه. والمشهور عند علماء الأمة أن ابتداء الخلق كان يوم السبت، وانتهاءه يوم الخميس، فهذه ستة أيام خلق الله فيها السماوات والأرض، ثم يأتي الجمعة كآخر أيام الأسبوع، أي اليوم السابع، وبذلك يطلق الجمعة أيضًا على الأسبوع بأسره لاكتماله بذلك اليوم.

 

سورة الجمعة

تأمّل هذه الآية من سورة الجمعة:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوْا إِذَا نُوْدِيْ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوْا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ (9) الجمعة

الصلاة المذكورة في هذه الآية هي صلاة الجمعة، وهذا الأمر متفق عليه!

وتأكيدًا على ذلك فإن لفظ الصلاة جاء في ترتيب الكلمة رقم 7 في الآية!

هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف هو 5186

وهذا العدد يساوي 114 × 9 × 5 + 5 + 17 + 34

114 هو عدد سور القرآن!

9 هو رقم آية الجمعة!

5 هو عدد الصلوات المفروضة!

17 هو عدد ركعاتها!

34 هو عدد سجداتها!

 

تأمّل أيضًا..

يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا إِذَا نُوْدِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ (9) الجمعة

وردت كلمة (الْجُمُعَةِ) بعد 34 حرفًا من بداية الآية! لماذا؟

بما أن الحديث عن الصلاة فقد يظن بعضهم أن العدد 34 يشير إلى عدد السجدات اليومية المفروضة!

الأمر في هذا الموضع مختلف تمامًا!

عدد الصلوات المفروضة خلال الأسبوع 34 صلاة تكملها صلاة الجمعة، فتصبح 35 صلاة في الأسبوع!

ولذلك فإن أوّل حرف من أحرف كلمة (الْجُمُعَةِ) ترتيبه من بداية الآية رقم 35

وآخر حرف من أحرف كلمة (الْجُمُعَةِ) ترتيبه من نهاية الآية رقم 49 أي 7 × 7

 

تأمّل!

من بداية الآية يتحدَّد ترتيب صلاة الجمعة بين الصلوات المفروضة فهي الصلاة رقم 35

ومن نهاية الآية يتحدَّد ترتيب يوم الجمعة بين أيام الأسبوع فهو اليوم رقم 7

 

آية الجمعة مرّة أخرى

وردت الْجُمُعَة في القرآن مرّة واحدة!

يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا إِذَا نُوْدِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ (9) الجمعة

هذه الآية التي أمامك ترتيبها من نهاية المصحف هو 1051

أي أنك إذا بدأت عدّ آيات المصحف من آخر آية فيه فستجد أن ترتيب هذه الآية رقم 1051

هذه حقيقة ثابتة غير خاضعة للنقاش!

العدد 1051 عدد أوَّليّ وترتيبه في قائمة الأعداد الأوَّليّة رقم 177

وهذه حقيقة علميّة ثابتة لا خلاف حولها!

 

أعيد للأهميّة!

آية الجمعة ترتيبها من نهاية المصحف هو 1051، وهذا العدد أوَّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوَّليّة رقم 177

الآن يمكنك أن تفتح المصحف لتتأكد من أن عدد كلمات سورة الجمعة 177 كلمة!

ولا تنسَ أن (يَا أَيُّهَا) التي وردت مرّتين في سورة الجمعة تُحسب كلمتين وليس كلمة واحدة!

عدد كلمات سورة الجمعة 177 كلمة!

ما رأيك أن ننتقل الآن إلى أوّل آية في المصحف رقمها 177؟!

 

وهذه هي الآية المعنية بين يديك فتأمّل:

لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوْهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّيْنَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِيْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِيْنَ وَابْنَ السَّبِيْلِ وَالسَّائِلِيْنَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوْفُوْنَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوْا وَالصَّابِرِيْنَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِيْنَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُوْنَ (177) البقرة

تأمّل جيّدًا (وَأَقَامَ الصَّلاةَ)!

كلمتان جاءتا بعد 31 كلمة من بداية الآية!

هذه الآية جاءت في سورة البقرة، وهي السورة رقم 2 في ترتيب المصحف!

حاصل ضرب 31 × 2 يساوي 62، وهذا هو ترتيب سورة الجمعة في المصحف!

وبما أن ترتيب سورة الجمعة في المصحف رقم 62، فإننا سنبدأ من هذه الآية نفسها 62 آية إلى الأمام!

أي أننا سنبدأ من الآية رقم 177 نفسها ونحصي 62 آية، ونتوقف ونرى موقعنا!

فماذا تتوقَّع أن تكون الآية التي تبعد 62 آية عن هذه الآية؟!

وهذا يعني أنه علينا أن نتوجه مباشرة إلى الآية التي تحمل الرقم 238

فتأمّل يا رعاك اللَّه ماذا تكون هذه الآية:

حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلّهِ قَانِتِيْنَ (238) البقرة

عجيب!! إنها الآية الوحيدة التي تتحدث عن الصَّلَاةِ الْوُسْطَى في القرآن كله!

 

للتأكيد..

سورة الجمعة عدد كلماتها 177 كلمة، وترتيبها في المصحف رقم 62

إذا بدأت العدّ من الآية رقم 177 من سورة البقرة، فإن آية الصلاة الوسطى يكون ترتيبها رقم 62

 

السؤال مرّة أخرى:

هل الصَّلَاةِ الْوُسْطَى هي صلاة الجمعة؟!

لا تتعجّل في الحكم، دعنا نقترب من آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى لنرى:

حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُوْمُوا لِلّهِ قَانِتِيْنَ (238) البقرة

رقم الآية 238، وهذا العدد يساوي 34 × 7

هذه الآية ترتيبها من نهاية سورة البقرة رقم 49، وهذا العدد يساوي 7 × 7

هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 245، وهذا العدد يساوي 7 × 7 × 5

هذه الآية ترتيبها من نهاية المصحف رقم 5992، وهذا العدد يساوي 7 × 856

تأمّل كيف يتجلّى الرقم 7 في جميع متغيّرات الآية!

فهل يا ترى يشير الرقم 7 هنا إلى ترتيب يوم الجمعة بين أيام الأسبوع؟!

 

تأمّل رقم الآية جيّدًا: 238 فهو يساوي 34 × 7

يوم الجمعة هو اليوم رقم 7 في الأسبوع!

وعدد الصلوات في الأسبوع من دون صلاة الجمعة 34 صلاة!

ننتقل الآن إلى سورة الجمعة ونحضر منها آخر ثلاث آيات، فتأمّل:

يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا إِذَا نُوْدِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيْرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُوْنَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوْا إِلَيْهَا وَتَرَكُوْكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِيْنَ (11)

آخر حرف من أحرف كلمة (الْجُمُعَةِ) ترتيبه رقم 49 أي 7 × 7 من نهاية الآية!

كلمة (الْجُمُعَةِ) نفسها ترتيبها رقم 49، أي 7 × 7 من نهاية السورة!

 

ننتقل إلى آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى:

حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُوْمُوا لِلَّهِ قَانِتِيْنَ (238) البقرة

هذه الآية ترتيبها من نهاية سورة البقرة رقم 49، وهذا العدد يساوي 7 × 7

مجموع أرقام الآيات من بداية المصحف إلى آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى = 28469

والعدد 28469 يساوي 7 × 7 × 7 × 83

مجموع أرقام الآيات من نهاية سورة البقرة إلى آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى = 12838

والعدد 12838 يساوي 7 × 7 × 262

والجمعة هو اليوم السابع والأخير من أيام الأسبوع!

 

تأمّل العدد 262 وانظر إليه هكذا 62 2

ترتيب سورة البقرة في المصحف هو 2

ترتيب سورة الجمعة في المصحف هو 62

 

الآن ما رأيك؟!

هل الصَّلَاةِ الْوُسْطَى هي صلاة الجمعة؟!

لا تتعجَّل.. انتظر حتى أريك مزيدًا من العجائب!

إن تحديد موقع الآيات وحي من عند اللَّه عزّ وجلّ، فهمنا العلَّة من ذلك أم لم نفهمها!

لقد تاه المفسّرون في أمر الصَّلَاةِ الْوُسْطَى وفي موقعها العجيب وسط آيات الطلاق!

تأمّل جيّدًا أين جاءت آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى:

لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوْهُنُّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيْضَةً وَمَتِّعُوْهُنَّ عَلَى الْمُوْسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوْفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِيْنَ (236) وَإِنْ طَلَّقْتُمُوْهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوْهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيْضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُوْنَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوْا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُوْنَ بَصِيْرٌ (237) حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُوْمُوا لِلَّهِ قَانِتِيْنَ (238) فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُوْنُوا تَعْلَمُوْنَ (239) وَالَّذِيْنَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُوْنَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوْفٍ وَاللَّهُ عَزِيْزٌ حَكِيْمٌ (240) وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوْفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِيْنَ (241)

لقد جاءت في وسط آيات الطلاق تمامًا!

آيتان عن الطلاق قبلها، وآيتان عن الطلاق بعدها!

قد تتساءل ولك الحق أن تتساءل: لماذا جاءت آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى وسط آيات الطلاق هكذا؟!

إذا كنت تعتقد أن القرآن نظم لغوي فقط، فلن تجد إجابة عن سؤالك هذا أبدًا!

ولن تجد أحدًا من المفسّرين الأوَّلين منهم والمعاصرين يقدّم لك إجابة مقنعة عن سؤالك هذا!

أما إذا كنت ترى أن القرآن نظم رقمي، كما أنه نظم لغوي أيضًا، فيمكننا أن نوضّح لك العلَّة من ذلك!

إن تحديد مواقع الآيات يقوم على نظام رقمي محكم، فكل آية وبحسب موضوعها، لها موقع محدَّد لا تتقدم عنه ولا تتأخَّر، وبناءً عليه فإن رقم آية الصلاة الوسطى ينبغي ألا يكون أي رقم آخر غير الرقم 238

نعم! حتى لو اقتضى النظام الرقمي أن يتوقف الحديث عن الطلاق ثم يستأنف فيما بعد!

 

فتأمّل..

رقم آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى 238، وهو يساوي 114 + 62 × 2

114 هو عدد سور القرآن!

62 هو ترتيب سورة الجمعة في المصحف!

2 هو ترتيب سورة البقرة في المصحف!

سورة الجمعة عدد كلماتها 177 كلمة، وترتيبها في المصحف رقم 62

إذا بدأنا العدّ من الآية 177 من سورة البقرة، فإن الآية 238 هي التي يكون ترتيبها رقم 62

 

ليس ذلك فحسب!

تأمّل آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى جيّدًا، لأنني سوف أعرض عليك أمرًا مهمًّا!

حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُوْمُوا لِلَّهِ قَانِتِيْنَ (238) البقرة

آخر كلمة في آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، وهي كلمة (قَانِتِينَ) ترتيبها من بداية المصحف رقم 4774

تأمّل هذا الرقم العجيب قبل أن أقول لك ماذا يعني! تستطيع أن تقرأه من اليمين ومن الشمال!

آخر كلمة في آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى ترتيبها من بداية المصحف رقم 4774

وهذا العدد يساوي 62 × 11 × 7

62 هو ترتيب سورة الجمعة في المصحف!

11 هو عدد آيات سورة الجمعة!

7 هو ترتيب يوم الجمعة بين أيام الأسبوع!

 

إذا بدأت عدّ الكلمات من نهاية سورة البقرة فإن ترتيب هذه الكلمة نفسها (قَانِتِينَ) رقم 1397

وهذا العدد يساوي 114 × 11 + 143

114 هو عدد سور القرآن!

11 هو عدد آيات سورة الجمعة!

143 هو عدد حروف أوّل سور القرآن وهي سورة الفاتحة التي لا تصح الصلاة إلا بها!

143 هو تكرار أوّل الحروف الهجائية، وهو حرف الألف في سورة الجمعة نفسها!

بل هناك إشارة لطيفة تتجلَّى من خلال العدد 143

بما أن عدد آيات سورة البقرة 286 آية، فإن العدد 143 = 286 ÷ 2

وهو بذلك يجسِّد الوسطية!

وتأكيدًا على ذلك يمكنك أن تنتقل الآن وعلى الفور إلى الآية رقم 143 من سورة البقرة:

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُوْنُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُوْنَ الرَّسُوْلُ عَلَيْكُمْ شَهِيْدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِيْ كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُوْلَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيْرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِيْنَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيْعَ إِيْمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوْفٌ رَحِيْمٌ (143) البقرة

 ماذا ترى؟ إنها الآية الوحيدة في القرآن كلّه التي تتحدَّث عن وسطيَّة هذه الأمَّة!

لقد جاءت في وسط سورة البقرة تمامًا!

رقمها 143، وعدد آيات سورة البقرة 143 × 2

والآية 238 من سورة البقرة نفسها هي الآية الوحيدة في القرآن كلّه التي تتحدَّث عن الصلاة الوسطى!

بل هناك ما هو أعجب من ذلك!

تأمّل أين ورد لفظ (وسط) للمرّة الأخيرة في المصحف:

فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) العاديات

هذه الآية من 11 حرفًا لم يتكرّر أيّ منها!

هذه الآية جاءت في سورة العاديات، وعدد آيات هذه السورة 11 آية!

ولا تنسَ أن سورة الجمعة عدد آياتها 11 آية أيضًا!

سورة العاديات ترتيبها في المصحف رقم 100، وهذا العدد = 10 × 10

في سورة العاديات هناك 3 أحرف تكرّر كل منها 10 مرّات، وهي:

حرف الراء ترتيبه الهجائي رقم 10، وتكرّر في سورة العاديات 10 مرّات.

حرف النون ترتيبه الهجائي رقم 25، وتكرّر في سورة العاديات 10 مرّات.

حرف الواو ترتيبه الهجائي رقم 27، وتكرّر في سورة العاديات 10 مرّات.

مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الثلاثة = 62، وهذا هو ترتيب سورة الجمعة في المصحف!

الآن قارن ما بين آخر كلمة في الآية (جَمْعًا) وكلمة (الْجُمُعَةِ)!

ذكرت لك أن الآية (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا) لم يتكرّر أي حرف من حروفها!

فتأمّل فيما يلي الترتيب الهجائي لهذه الأحرف:

السورة

ف

و

س

ط

ن

ب

هـ

ج

م

ع

ا

المجموع

ترتيبه الهجائي

20

27

12

16

25

2

26

5

24

18

1

176

 

وكما ترى فإن مجموع الترتيب الهجائي لأحرف (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا) هو 176، وهذا العدد = 114 + 62

114 هو عدد سور القرآن و62 هو ترتيب سورة الجمعة في المصحف!

 

تأمّل فيما يلي كيف تكرّرت أحرف هذه الآية في سورتي الجمعة والعاديات:

السورة

ف

و

س

ط

ن

ب

هـ

ج

م

ع

ا

المجموع

الجمعة

18

60

8

0

48

17

35

3

71

16

143

419

العاديات

7

10

2

1

10

11

8

1

9

6

29

94

المجموع

25

70

10

1

58

28

43

4

80

22

172

513

 

مجموع تكرار أحرف (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا) في سورتي الجمعة والعاديات هو 513، وهذا العدد = 27 × 19

مجموع ترتيب سورتي الجمعة والعاديات (62 + 100) يساوي 162، وهذا العدد هو 27 × 6

أحرف (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا) تكرّرت في سورة الجمعة 419 مرّة!

419 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّلية رقم 81، وهذا العدد = 27 × 3

نتأمّل الآن الترتيب الهجائي لأحرف كلمة (العديات):

الحرف

ا

ل

ع

د

ي

ت

المجموع

ترتيبه الهجائي

1

23

18

8

28

3

81

 
وكما ترى فإن مجموع الترتيب الهجائي لأحرف لفظ (العاديات) هو 81، وهذا العدد = 27 × 3

جميع الحروف الهجائية وردت في سورة العاديات باستثناء حرفي الزاي والظاء!

مجموع الترتيب الهجائي لحرفي الزاي والظاء هو 28، وهذا هو عدد الحروف الهجائية!

سورة العاديات تضمّنت 26 حرفًا من الحروف الهجائية، مجموع ترتيبها 378، وهذا العدد = 27 × 14

والآن ما رأيك في هذه الحقائق الباهرة!

هل أتت هكذا عرضًا من دون تدبير محكم؟!

والآن تأمّل كيف تكرّرت أحرف الجلال في سورتي الجمعة والعاديات:

حرف الألف تكرّر في سورتي الجمعة والعاديات 172 مرّة.

حرف اللَّام تكرّر في سورتي الجمعة والعاديات 128 مرّة.

حرف الهاء تكرّر في سورتي الجمعة والعاديات 43 مرّة.

هذه هي أحرف اسم اللَّه تكرّرت في سورتي الجمعة والعاديات 343 مرّة، وهذا العدد = 7 × 7 × 7

 

نعود ونتابع مع الجمعة والصلاة الوسطى..

كلمة (الجمعة) وردت في القرآن مرّة واحدة وكذلك (الصَّلَاةِ الْوُسْطَى)!

آخر حرف من أحرف كلمة (الْجُمُعَةِ) ترتيبه رقم 49 من نهاية الآية، وهذا العدد = 7 × 7

كلمة (الْجُمُعَةِ) نفسها ترتيبها رقم 49 من نهاية سورة الجمعة، وهذا العدد = 7 × 7

آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى ترتيبها رقم 49 من نهاية سورة البقرة، وهذا العدد = 7 × 7

آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى ترتيبها رقم 245 من بداية المصحف، وهذا العدد = 7 × 7 × 5

مجموع أرقام الآيات من بداية المصحف إلى آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى هو 28469

وهذا العدد = 7 × 7 × 7 × 83

مجموع أرقام الآيات من نهاية سورة البقرة إلى آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى هو 12838

وهذا العدد = 7 × 7 × 262

والجمعة هو اليوم رقم 7 والأخير من أيام الأسبوع!

الآن علمت لماذا جاءت آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى وسط آيات الطلاق؟!

إذا لم تتخذ آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى الرقم 238، ولم تتخذ آخر كلماتها الترتيب رقم 4774 من بداية المصحف، وتتخذ الكلمة نفسها الترتيب رقم 1397 من نهاية السورة، فإن هذا النظام السباعي المحكم الذي تراه ماثلًا أمامك يتلاشى تمامًا! ومن ثم تنقطع العلاقة الرقميّة بين الآية الوسطى وآية الجمعة في سورة الجمعة!

 

الآن ما رأيك؟

هل الصَّلَاةِ الْوُسْطَى هي صلاة الجمعة؟!

انتظر.. لقد تذكَّرت أمرًا مهمًّا دعني أعرضه عليك!

حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُوْمُوا لِلَّهِ قَانِتِيْنَ (238) البقرة

تأمّل رقم الآية جيّدًا إنه العدد 238، فماذا يعني لك؟

العدد 238 يساوي 117 + 11 × 11

هل تعلم إلى ماذا تشير هذه الأعداد؟ دعني أوضّح لك:

11 هو عدد آيات سورة الجمعة!

117 هو عدد ركعات الصلوات المفروضة خلال الأسبوع!

بمعنى أن الركعة الأخيرة من صلاة الجمعة هي الركعة رقم 117 من بداية أوّل فريضة بعد الجمعة!

عدد الركعات المفروضة في كل يوم 17 ركعة إلا يوم الجمعة فإنها 15 ركعة!

 

للنساء رأي آخر!

قد يقول قائل إن صلاة الجمعة غير واجبة على النساء!

حسنًا.. إن المنظومة الإحصائية القرآنية من المرونة بحيث تستوعب جميع الوجوه!

قبل أن أوضَّح لك هذا الأمر بشيء من التفصيل دعني أعرض عليك الآتي:

عدد السجدات المفروضة في اليوم واللَّيلة 34 سجدة!

وهذا يعني أن مجموع عدد السجدات في الأسبوع هو 7 × 34 والنتيجة 238

انظر إلى رقم آية الصلاة الوسطى!

رقم آية الصلاة الوسطى 238، وهذا العدد يساوي 119 + 119

عدد الركعات المفروضة على النساء في الأسبوع هو 7 × 17 والنتيجة 119

تأمّل العدد 119 جيدًا فهو يساوي 114 + 5

عدد سور القرآن + عدد الصلوات المفروضة!

الآن علمت لماذا جاءت آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى وسط آيات الطلاق؟!

 

الآن.. ضع الأرقام جانبًا!

وتأمّل آية الصَّلَاةِ الْوُسْطَى جيّدًا بعيدًا عن لغة الأرقام:

حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُوْمُوا لِلَّهِ قَانِتِيْنَ (238) البقرة

الصَّلَوَاتِ المفروضة شيء والصَّلَاةِ الْوُسْطَى شيء آخر مختلف ليس من جنسها! تأمّل جيّدًا!

(الصَّلَوَاتِ) هي الصلوات اليومية المفروضة!

ويؤكد ذلك أن لفظ (الصَّلَوَاتِ) بالجمع ورد في القرآن 5 مرّات بعدد الصلوات المفروضة!

أما (الصَّلَاةِ الْوُسْطَى) فهي صلاة الجمعة!

الصلوات اليومية المفروضة لا تسقط عن العبد أبدًا، وعليه أن يؤديها تحت أي ظرف، وإذا فاتته فهو ملزم أن يأتي بها، أما صلاة الجمعة فإن وقتها محدَّد ومكانها محدَّد، ولا تصح إلا مع عدد محدَّد من الجماعة لا تقل عنه! ولذلك كان من شروط صحة صلاة الجمعة الوقت، أي أنها لا تصح قبل دخول الوقت ولا بعد فواته! ولكل ذلك لزم التنبيه على المحافظة على صلاة الجمعة، وهي الصلاة الوسطى دون غيرها من الصلوات! أما الصلوات الخمس فنحن مطالبون بالمحافظة عليها جميعها، بأمر القرآن! فتأمّل:

وَالَّذِيْنَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُوْنَ (9) المؤمنون

وَالَّذِيْنَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُوْنَ (34) المعارج

وهنا لا فرق بين الصلوات الخمس، إذ إن المحافظة عليها مطلوبة لها جميعها!

ولذلك جاءت كل من الآيتين عدد كلماتها 5 كلمات بعدد الصلوات المفروضة!

 

أعد قراءة آية الصلاة الوسطى مرّة أخرى:

حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُوْمُوا لِلَّهِ قَانِتِيْنَ (238) البقرة

المعنى الآن أصبح واضحًا:

حافظوا على الصلوات الخمس المفروضة وصلاة الجمعة! واللَّه أعلم.

 

صلاة الجمعة تنادي

صلاة الجمعة هي الصلاة التي تكمل عدد الصلوات 35 صلاة في الأسبوع، لذا فإن لها وضعًا خاصًّا، في أيام الأسبوع وفي الصلوات.. وكذلك في المنظومة الإحصائية القرآنية.. تأمّل معي آية الجمعة:

يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا إِذَا نُوْدِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ (9) الجمعة

وردت كلمة الصلاة في الآية بعد 125 كلمة من بداية السورة، وهذا العدد = 5 × 5 × 5

والكلمة نفسها جاءت قبل 51 كلمة من نهاية السورة، وهذا العدد = 17 + 34

عدد الركعات + عدد السجدات المفروضة!

تأمّل هذه الدقة..

من بداية السورة يتحدد عدد الصلوات المفروضة، ومن نهايتها تحدد عدد الركعات والسجدات المفروضة!

عدد كلمات آية الجمعة نفسها 22 كلمة، وهذا العدد = 5 + 17

عدد الصلوات + عدد الركعات المفروضة!

ليس ذلك فحسب!

قم بإحصاء الكلمات من بعد كلمة (لِلصَّلَاةِ) وعندما تصل إلى العدد 17 فسوف تجد نفسك أمام كلمة أخرى فما هي؟

هي كلمة الصَّلَاةُ أيضًا في الآية رقم 10 أي 5 + 5

يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا إِذَا نُوْدِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِيْ الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيْرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُوْنَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوْكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِيْنَ (11)

تأمّل..

ما بين الصلاة في الآية رقم 9 والصلاة في الآية رقم 10 هناك 17 كلمة، وهذا هو عدد الركعات المفروضة!

من كلمة الصلاة في الآية رقم 10 حتى نهاية السورة هناك 34 كلمة، وهذا هو عدد السجدات المفروضة!

كلمة الصلاة في الآية رقم 10 هي الكلمة رقم 3 وعدد كلمات الآية 15 كلمة، وهذا العدد = 5 × 3

 

لا تقديم ولا تأخير!!

ماذا يعني ذلك؟ إن موقع الكلمة محدَّد بدقة لا يمكن أن تتأخر عنه ولا تتقدّم!

وهذا الأمر ليس خاصًّا بالصلاة وحدها بل هو شأن جميع كلمات القرآن الكريم!

ويجب التنبيه هنا على أن هذه الإحصاءات لا تنضبط بهذا الوجه وفقًا للرسم العثماني للمصحف، لأنك إذا تأمّلت الآية رقم 6 من سورة الجمعة تجدها تبدأ بقوله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا) وهذه بحسب الرسم العثماني أربع كلمات وليست خمسًا، وكذلك بداية الآية التاسعة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فهي بحسب الرسم العثماني ثلاث كلمات وليست أربعًا، وبذلك تقدم هذه المعطيات دليلًا حاسمًا يدحض ظنون وأوهام الذين يتوهّمون أن البناء الإحصائي للقرآن الكريم معجز بوجه واحد فقط هو الرسم العثماني!

وكون نظم القرآن مُعجزًا بحسب قواعد الإملاء الحديثة أبلغ حجّة من كونه مُعجزًا بحسب الرسم العثماني، لأن هذه القواعد جاءت في عصور متأخرة بعد انقطاع الوحي، وهي أحدث ما توصّل إليه علماء اللَّغة في رسم الكلمة العربية. والقرآن الكريم ليس لجيل دون آخر، وإنما هو لكل زمان، ولذلك جاء منسجمًا مع قواعد الإملاء الحديثة ومتفوّقًا عليها في كل الوجوه، ومع ذلك ظلّ ارتباطه بالرسم العُثماني الذي كُتب به لم يتغيَّر! والقرآن الكريم لم ينزل مكتوبًا كما نزلت التوراة، وإنما نزل ملفوظًا حتى يكون مُعجزًا في لفظه ونظمه لكل الأزمنة والأجيال، وحتى يتفوَّق على أفضل ما توصل إليه البشر، في كل عصر، في المجال اللُّغوي، وفي مجال العلوم، وفي مجالات التربية والتشريع، وفي كل شيء. ولذلك تجد القرآن الكريم يخاطب كل جيل كأنه الجيل الذي نزل عليه الوحي! ومن هنا تتجلى عظمة القرآن الذي أنزله الله بعلمه، وكفى بالله عليمًا!

-----------------------------------------------------------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.