عدد الزيارات: 18.2K

موقع الكلمة القرآنية


إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
آخر تحديث: 28/09/2016 هـ 26-01-1437

لهذا الكون خالق يدبّر شؤونه وكل شيء بعلمه وإرادته. وما تحرّك شيء وما سكن ساكن إلا بقدره ومشيئته. وإن سقوط ورقة شجر في أعماق غابات الأمازون لا يكون إلا بعلمه وإرادته. وإن أصغر حبّة رمل في ظلمات الصحراء الكبرى لا تستطيع أن تحركها الرياح إلا بقدره ومشيئته. وهكذا فإن كل الأمور صغيرها وكبيرها تأتي وفق تدبير مسبق وتقدير محكم من اللَّه عزّ وجلّ. فـتأمّل قوله تعالى:

وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِيْنٍ (59) الأنعام

وهكذا فإن الأمور كلّها، من أصغر ذرّة في هذا الكون الشاسع إلى أكبر مجرَّة فيه، تسير بقضاء اللَّه وقدره. وهو وحده سبحانه وتعالى في تسيير خلقه وتدبيره كما يشاء. وليس هناك شيء اسمه "صدفة" أبدًا في هذا الكون الفسيح. فكل شيء يسير وفق تدبير محكم، وله حكمة من حدوثه، علمناها أو جهلناها. وإن أيّ اعتقاد أن هناك أمرًا ما يمكن أن يحدث "صدفة"، أيًّا كان هذا الأمر صغيرًا أو كبيرًا، فإن ذلك يتعارض مع أبسط مقتضيات الإيمان باللَّه عزّ وجلّ وبأسمائه الحسنى ويتناقض معها. فما بالك إذًا بهذا القرآن العظيم كلام اللَّه ووحيه ونوره وهداه!

إن الذي خلق هذا الكون الفسيح فأحسن وأتقن كل شيء فيه، بنظام دقيق بديع هو الذي أنزل هذا القرآن العظيم- المعجزة الخالدة- للناس كافة في كل زمان ومكان. وإن كل كلمة في هذا القرآن تأتي وفق تدبير محكم وفي موضع محدَّد لا تتقدّم عنه ولا تتأخّر، بحيث لا يمكن أن تسد أية كلمة أخرى مكانها، ولا أن تعطي نفس الأبعاد البيانية والرقمية التي كانت تعطيها تلك الكلمة. وإن موضع كل كلمة في القرآن له سبب ومبرِّر وحجَّة ومدلول. قد نجهل جانبًا كبيرًا منه ولكن يجب ألَّا يكون جهلنا به مبرِّرًا لإنكاره.

إن ترتيب كل كلمة من كلمات القرآن وحي من عند اللَّه عزّ وجلّ، ويأتي وفق ميزان دقيق ونظام محكم على مستوى الآية والموضوع والسورة والقرآن ككل. وفي هذا المشهد القرآني سوف نتوقَّف عند المواضع التي ورد فيها لفظ "كلمة" نفسها.

 

الكلمة

لقد ورد لفظ "كلمة" بالمفرد 28 مرّة في القرآن، بما يعادل عدد الحروف الهجائية!

وورد لفظ "كلمة" بالجمع 14 مرّة في القرآن، بما يعادل عدد الحروف المقطَّعة!

ورد لفظ "كلمة" بالمفرد في 27 آية من آيات القرآن.

آخر آية يرد فيها لفظ "كلمة" بالمفرد هي هذه الآية:

إِذْ جَعَلَ الَّذِيْنَ كَفَرُوا فِي قُلُوْبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِيْنَتَهُ عَلَى رَسُوْلِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِيْنَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيْمًا (26) الفتح

لاحظ رقم الآية 26 .. إنه عدد الآيات التي ورد فيها لفظ "كلمة" بالمفرد باستثناء هذه الآية!

عدد كلمات الآية 28 كلمة! إنه عدد تكرار لفظ "كلمة" بالمفرد في القرآن!

سبحان اللَّه! كل شيء محسوب بدقَّة!

ورد لفظ "كلمة" بالمفرد في 27 آية من آيات القرآن، فكم تتوقع أن يكون مجموع كلمات هذه الآيات؟!

مجموع كلمات الآيات التي ورد فيها لفظ "كلمة" بالمفرد هو 557، وهذا العدد = 23 × 23 + 28

23 هو عدد أعوام الوحي التي تنزّلت خلالها كلمات القرآن!

28 هو تكرار لفظ "كلمة" بالمفرد في القرآن!

وكم تتوقع أن يكون مجموع أرقام هذه الآيات؟!

مجموع أرقام الآيات التي ورد فيها لفظ "كلمة" بالمفرد هو 1747

هذا العدد أوّلي ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّلية رقم 272، وهذا الأخير = 68 × 4

68 هو مجموع تكرار لفظ "قرآن" في القرآن الكريم!

4 هو عدد أحرف لفظ "قرآن" نفسه!

مع العلم أن متوسط حجم الكلمة القرآنية هو 4 أحرف!

اسم "اللَّه" يتشكَّل من 4 أحرف، وكذلك لفظ "قرآن"!

وأوّل ما نزل من القرآن كلمة من 4 أحرف "اقرأ"!

وهذا موضوع آخر متشعِّب، لا نريد أن نبحر فيه من هذا المرفأ!

 

ورد لفظ "كلمة" بالمفرد مرتين في آية واحدة هي:

إِلَّا تَنْصُرُوْهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُوْلُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِيْنَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُوْدٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِيْنَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيْزٌ حَكِيْمٌ (40) التوبة

لاحظ رقم الآية 40، فإذا أضفت إليه 2 يكون الناتج 42

42 هو مجموع تكرار لفظ "كلمة" بالمفرد والجمع في القرآن!!

تأمّل وتعجَّب!!

لفظ "كلمة" بالمفرد لم يرد في القرآن كلّه مرتين اثنتين إلا في هذه الآية فقط!

ولفظ "ثَانِيَ اثْنَيْنِ" لم يرد في القرآن الكريم كلّه إلا في هذه الآية فقط!!

إذا أحصيت عدد الكلمات من "ثَانِيَ"، فإن "كَلِمَةَ" الثانية في الآية ترتيبها رقم 28

وإذا أحصيت عدد الكلمات من "اثْنَيْنِ"، فإن "كَلِمَةَ" الثانية في الآية ترتيبها رقم 27

28 هو تكرار لفظ "كلمة" بالمفرد في القرآن!

27 هو عدد الآيات التي ورد فيها لفظ "كلمة" بالمفرد في القرآن!

 

ورد لفظ "كلمة" بالجمع مرتين في آية واحدة فقط هي:

قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) الكهف

تأمّل هذا الميزان العجيب!!

لفظ "لِكَلِمَاتِ" ترتيبه الكلمة رقم 6 من بداية الآية!

لفظ "كَلِمَاتُ" ترتيبه الكلمة رقم 6 من نهاية الآية!

ما بين "لِكَلِمَاتِ" و"كَلِمَاتُ" هناك 6 كلمات!

وهذا يعني أن عدد كلمات هذه الآية 18 كلمة!!

18 هو ترتيب سورة الكهف نفسها في المصحف!

لا تعتقد أن هذا الميزان على نطاق الآية وحدها!

بل هو على امتداد الآيات التي ورد فيها لفظ "كلمات" في القرآن!

هناك 5 آيات حصريًّا ورد فيها لفظ "كَلِمَاتُ" في ترتيب الكلمة رقم 6 من نهاية الآية..

وهذه هي الآيات الخمس بحسب ترتيبها في المصحف:

لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيْلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيْمُ (64) يونس

وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُوْنِهِ مُلْتَحَدًا (27) الكهف

قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) الكهف

وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيْزٌ حَكِيْمٌ (27) لقمان

وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيْهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِيْنَ (12) التحريم

لاحظ أن لفظ "كلمات" تكرّر في هذه الآيات 6 مرّات!

لاحظ كيف احتل لفظ "كلمات" الترتيب رقم 6 من نهاية جميع الآيات!

لاحظ آية الوسط فقد ورد فيها لفظ "كلمات" مرّتين، الأولى رقم 6 من بداية الآية، والثانية رقم 6 من نهايتها!!

لاحظ الآية الأخيرة هي الآية الوحيدة التي رقمها من مضاعفات الرقم 6

في هذه الآية دون غيرها، ورد لفظ "كلمات"، في ترتيب الكلمة رقم 12 من بدايتها، ورقم 6 من نهايتها!

12 هو رقم الآية نفسها، وهو يساوي 6 + 6

الآيتان قبل آية الوسط مجموع أرقامهما 91، وهذا العدد = 13 × 7

الآيتان بعد آية الوسط مجموع أرقامهما 39، وهذا العدد = 13 × 3

13 هو العدد الأوّليّ الذي ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 6

لاحظ آية الوسط فهي الآية الوحيدة التي ترتيبها عدد أوّليّ!!

ولاحظ كيف جاء رقم الآية السابقة لآية الوسط 27

وكيف جاء رقم الآية التالية لآية الوسط 27 أيضًا!

وأن العدد 27 يساوي 3 × 3 × 3

لاحظ كيف جاء ترتيب آية الوسط رقم 3 من بداية القائمة، ورقم 3 من نهايتها!

 

لا تبتعد كثيرًا.. وتأمّل:

حرف الكاف تكرّر في هذه الآيات الخمس 14 مرّة.

حرف اللَّام تكرّر في هذه الآيات الخمس 45 مرّة.

حرف الميم تكرّر في هذه الآيات الخمس 28 مرّة.

حرف الألف تكرّر في هذه الآيات الخمس 55 مرّة.

حرف التاء تكرّر في هذه الآيات الخمس 20 مرّة.

هذه الأحرف الخمسة هي أحرف لفظ "كلمات"، وقد تكرّرت في الآيات الخمس 162 مرّة!

وهذا العدد = 27 × 6

مرّة أخرى لاحظ كيف جاءت آية الوسط محصورة بين آيتين أرقامهما 27

ولا تنسَ أن لفظ "كلمات" تكرّر في هذه الآيات 6 مرّات!!

 

ألق نظرة أخرى على آية الوسط .. 109

لماذا جاء رقم هذه الآية 109 تحديدًا دون غيره؟!

لأن عدد هذه الآيات 5، فإذا أضفته إلى العدد 109 يكون الناتج 114، وهذا هو عدد سور القرآن!

 

تأمّل جيّدًا السياق الذي ورد فيه لفظ "كَلِمَاتُ"!

أودّ أن أتوقّف معك عند "كَلِمَاتُ اللَّهِ" و"كلماته"

فتأمّل:

حرف الكاف هو الحرف رقم 22 في قائمة الحروف الهجائية.

حرف اللَّام هو الحرف رقم 23 في قائمة الحروف الهجائية.

حرف الميم هو الحرف رقم 24 في قائمة الحروف الهجائية.

حرف الألف هو الحرف رقم 1 في قائمة الحروف الهجائية.

حرف التاء هو الحرف رقم 3 في قائمة الحروف الهجائية.

هذه الأحرف الخمسة هي أحرف لفظ "كلمات"، ومجموع ترتيبها الهجائي = 73

73 هو نفسه مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم اللَّه!

حرف الهاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 26، وبذلك يمكنك أن تستنتج الآتي..

مجموع الترتيب الهجائي لأحرف لفظ "كلماته" = 99، وهذا هو عدد أسماء اللَّه الحسنى!

 

نعود إلى آية الميزان في سورة الكهف:

قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) الكهف

كم تتوقع أن يكون عدد حروف هذه الآية؟! 68 حرفًا.. يمكنك أن تتأكَّد الآن!

68 هو مجموع تكرار لفظ "قرآن" في القرآن الكريم!

العجيب أنك إذا أحصيت عدد الكلمات من بداية هذه الآية، حتى نهاية سورة الكهف تجدها 42 كلمة!!

42 هو مجموع تكرار لفظ "كلمة" بالمفرد والجمع في القرآن!!

الأعجب من ذلك هو ترتيب لفظ "كَلِمَاتُ" في الآية!

لفظ "كَلِمَاتُ" في هذه الآية هو الكلمة رقم 1554 من بداية سورة الكهف، وهذا العدد = 42 × 37

مرّة أخرى.. 42 هو مجموع تكرار لفظ "كلمة" بالمفرد والجمع في القرآن!!

ولكن إلى ماذا يشير العدد 37؟

لقد ورد لفظ "كلمات" لأوّل مرّة في المصحف في أوّل آية رقمها 37

فتأمّل:

فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيْمُ (37) البقرة

أرأيت كيف يكون لأي رقم أو عدد في القرآن منطق ومدلول واضح!

إننا في أغلب الحالات نجهل هذا المنطق ولكن يجب علينا ألا ننكره!

 

أوّل 114 كلمة

هل سألت نفسك يومًا ما هي الكلمة رقم 114 من بداية المصحف؟

وهل سألت نفسك يومًا ما هي الكلمة رقم 114 من بداية سورة البقرة؟

الكلمة رقم 114 من بداية المصحف هي اسم اللَّه في هذه الآية من سورة البقرة:

فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُوْنَ (10) البقرة

والكلمة رقم 114 من بداية سورة البقرة هي كلمة "آمِنُواْ" في هذه الآية:

وَإِذَا قِيْلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُوْنَ (13) البقرة

لاحظ مجموع رقمي الآيتين 10 + 13 = 23 بعدد أعوام الوحي!

 

الأرقام تتكلّم بوضوح!

عدد سور القرآن 114 سورة.

الأمر بالإيمان "آمِنُواْ" يرد لأوّل مرّة في المصحف في ترتيب الكلمة رقم 114 من بداية السورة!

أركان الإيمان ستَّة، واسم "اللَّه" يرد للمرّة السادسة في ترتيب الكلمة رقم 114 من بداية المصحف!

اسم اللَّه جاء في الآية رقم 10، والأمر بالإيمان "آمِنُواْ" جاء في الآية رقم 13، ومجموعهما = 23

ومعلوم أن عدد أعوام نزول القرآن 23 عامًا، 13 منها في مكّة، و10 منها في المدينة!

من بداية سورة البقرة: اسم اللَّه هو الكلمة رقم 85، وهذا هو عدد السور التي ورد فيها اسم اللَّه!

للأرقام لغة واضحة لمن أراد أن يصغي إليها!

هذه حقائق ومعطيات واضحة وليست اجتهادًا أو تكلُّفًا.

كأنَّ الأرقام تنادينا وتقول: آمنوا باللَّه الذي أنزل 114 سورة في 23 عامًا!

بل إذا تأمّلت أوّل موضع يرد فيه اسم اللَّه في سورة البقرة تجده جاء في الكلمة رقم 49 من بداية السورة، وفي الموضع الثاني، جاء في ترتيب الكلمة رقم 65 من بداية السورة، وحاصل جمع 49 + 65 يساوي 114

 

ميزان الحرف

إن الأمر أكثر تشابكًا مما يتوقع..

إن مواقع وحدات بناء القرآن منضبطة بميزان الوحي!

هذه الوحدات تبدأ من السورة كأكبر وحدة بناءً، ثم تتنزَّل إلى مستوى الموضوع والآية والكلمة والحرف!

والحرف القرآني نفسه يدور في فلكه عدد من المتغيّرات.. رسمه وحظُّه من علامات التشكيل والتنقيط!

كل ذلك وفق ترتيب محكم وميزان دقيق!

لقد رأينا في المشهد السابق بعض ملامح ترتيب أوّل 114 كلمة في سورة البقرة.

فيما يلي نتأمّل أوّل 114 كلمة في السورة التالية لها، وهي سورة آل عمران.

ماذا تتوقع أن تكون الكلمة رقم 114 من بداية السورة؟!

إنها كلمة "هديتنا" في هذه الآية:

رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) آل عمران

ولا شكّ في أن القرآن 114 سورة هو مصدر الهداية الأوّل للبشرية!

 

كلمة "هَدَيْتَنَا" ترتيبها رقم 7 بين الكلمات التي تبدأ بحرف الهاء من بداية سورة آل عمران.

كلمة "هَدَيْتَنَا" ترتيبها رقم 22 بين الكلمات التي تنتهي بحرف الألف من بداية سورة آل عمران.

مجموع الرقمين = 29 وهذا هو عدد كلمات سورة الفاتحة!

أوّل ما جاءت كلمة الهداية في القرآن جاءت في سورة الفاتحة في هذه الآية:

اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيْمَ (6) الفاتحة

عدد حروف هذه الآية 19 حرفًا، ورقمها 6، وحاصل ضرب 19 × 6 يساوي 114

عدد كلمات هذه الآية 3 كلمات، ورقمها 6، وحاصل ضرب 3 × 6 يساوي 18

18 هو ترتيب أوّل كلمات الآية (اهدنا) من بداية السورة!

وهكذا.. ما عادت الحروف مجرد رموز صمَّاء تكبِّلها أغلال التجريد!

لقد حرَّرها القرآن العظيم من إسارها لتتحدَّث للناس جميعًا عن عظمته!

-------------------------------------------------------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.