عدد الزيارات: 2.7K

إعصار فيه نار (1)


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 28/09/2016 هـ 14-07-1437

النار..

اسم يبث الرعب في القلوب.. ألسنتها تنطق بالرهبة..

الإعصار..

رياح هائلة ..تحبس الأنفاس وتقتلع الحياة من على وجه الأرض..

تخيلوا هذين الهولين.. النار والإعصار يجتمعان معاً في هول مزدوج..

إعصار ونار.. ثنائي مرعب..

ظاهرة طبيعية نادرة جداً..

لم تلفت انتباه العلماء ولم يتم توثيقها إلا في السنوات الأولى من بداية القرن الحادي والعشرين

لقد تفاجأ العالم بأعاصير فيها نيران تضرب بعض غابات أمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية وأستراليا، وتحرق وتلتهم خلال فترة زمنية وجيزة مساحات شاسعة من الأشجار والممتلكات.

هذه الظاهرة تتطلّب ظروف طبيعية محددة وظروف جويّة مناسبة، ولذلك فهي لا تحدث إلا في مناطق  الغابات الكثيفة.

وقد لا يراها سكان هذه المناطق أنفسهم إلا نادرًا جدًّا، ناهيك عن سكان الصحارى الذين أُرسل فيهم سيدنا مُحمَّد صلى الله عليه وسلم!

فكيف تكلّم القرآن عن هذه الظاهرة في مكان وزمان لم يكن أحد من الناس فيهما يعلم شيئًا عن هذا النوع من الأعاصير؟!

وكيف ذكرها ووصفها القرآن بهذا الوصف الدقيق الذي يطابق ما توصل إليه العلماء اليوم؟!

إِعْصَارٌ فِيهِ نَار..

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) البقرة.

إنها الآية الوحيدة التي ورد فيها ذكر الإعصار في القرآن..

فلنتأملوا المفاجأة..

إن مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة إعصار = 43

كما أن هذه الأحرف نفسها تكررت في الآية 43 مرة أيضاً!

الحرف

إ

ع

ص

ر

المجموع

ترتيبه الهجائي

1

18

14

10

43

تكراره في الآية

27

4

3

9

43

 

سبحان الله!

 مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة إعصار هو نفسه مجموع تكرار هذه الأحرف في الآية!

إنه إعجاز.. بل إنه إعجاز مزدوج لأن العرب لم تعرف الترتيب الهجائي للحروف إلا بعد ثمانية عقود من انقطاع الوحي!

ورغم ذلك قد يُعاند البعض ويجادل فيقول: لماذا لا نحسب حرف الألف مرّتين طالما أنه ورد مرّتين في كلمة (إعصار)؟!

حسنًا لنفعل ذلك، فتأمّلوا ماذا سيحدث:

الحرف

إ

ع

ص

ا

ر

المجموع

ترتيبه الهجائي

1

18

14

1

10

44

تكراره في الآية

27

4

3

27

9

70

 

مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة (إعصار) باعتبار حرف الألف المكرّر  = 44

مجموع تكرار أحرف كلمة (إعصار) في الآية نفسها باعتبار حرف الألف المكرّر  = 70

مجموع العددين 44 + 70 يساوي 114

سبحان الله.. إنه عدد سور القرآن الكريم!

 

كذلك من بداية كلمة (نار) حتى نهاية الآية هناك 43 حرفًا:

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) البقرة.

العدد 43 يظهر من جديد في علاقة جديدة مع النار!

كلمة (نار) الواردة في هذه الآية هي التكرار رقم 14 لكلمة (نار) من بداية المصحف!

والعدد 14 يساوي 7 + 7

7 هو عدد أبواب جهنم!

وقد أخبرنا القرآن عن ذلك في آية من 7 كلمات:

لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) الحجر

هذه الآية جاءت بعد 43 آية من بداية سورة الحجر!

وسورة الحجر نفسها جاءت بعد 14 سورة من بداية المصحف!

وأنتم تعلمون أن العدد 43 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 14

سبحان الله!

 

والآن تأملوا معي الكلمة رقم 7 من بداية آية الإعصار:

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)

الكلمة رقم 7 هي  كلمة (مِنْ)..

وتتألّف من حرفين مجموع ترتيبهما في قائمة الحروف الهجائية هو 49، أي   7 × 7

العدد 14 يساوي (7 × 2)، والكلمة  رقم 14 هي كلمة (لَهُ)..

وتتألّف من حرفين مجموع ترتيبهما في قائمة الحروف الهجائية هو 49، أي  7 × 7

سبحان الله!  

النتيجة نفسها والدلالة الرقمية ذاتها!

العدد 21 يساوي (7 × 3)، والكلمة رقم 21 هي كلمة (وَلَهُ)..

سبحان الله.. إنها الكلمة السابقة نفسها مسبوقة بواو العطف!

العدد 28 يساوي (7 × 4)، والكلمة رقم 28 هي كلمة (فَاحْتَرَقَتْ)..

وهذه الكلمة تتألّف من 7 أحرف!

العدد 35 يساوي (7 × 5)، والكلمة رقم 35 هي كلمة (تَتَفَكَّرُونَ)..

هذه الكلمة تتألّف من 7 أحرف أيضًا!

المعنى نفسه والدلالة الرقمية ذاتها!

 

والآن نصل إلى كوكبة من العجائب..

فتأملوا الكلمات التي تتألّف من 7 أحرف في آية الإعصار:

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)

الْأَنْهَارُ - الثَّمَرَاتِ - فَأَصَابَهَا - فَاحْتَرَقَتْ - تَتَفَكَّرُونَ

مجموع حروف هذه الكلمات 35 حرفًا..

والعدد 35 هو عدد كلمات الآية أيضًا!!

توقّفوا قليلًا وتأمّلوا ما تنطق به الآية من كلمات غير مكتوبة ..

حرف القاف ورد في الآية مرّة واحدة.

حرف الراء تكرّر في الآية 9 مرّات.

حرف الألف تكرّر في الآية 27 مرّة.

حرف النون تكرّر في الآية 12 مرّة.

هذه أحرف كلمة (قرآن) تكرّرت في الآية 49 مرّة، وهذا العدد  = 7 × 7

 

تأمّلوا..

حرف الألف تكرّر في الآية 27 مرّة.

حرف اللّام تكرّر في الآية 15 مرّة.

حرف السين لم يرد في هذه الآية!

حرف الميم تكرّر في الآية 7 مرّات

هذه هي أحرف كلمة (الإسلام) تكرّرت في الآية 49 مرّة، وهذا العدد  = 7 × 7

سبحان الله! النتيجة نفسها والدلالة الرقمية ذاتها!

 

فتأملوا روعة النظم القرآني المعجز على مستوى الحرف وترتيبه الهجائي.. بل وتكراره في الآية الواحدة!

هل كان مُحمَّد صلى الله عليه وسلم يقوم بحساب كل هذا؟!

كم استغرق من الوقت ليقوم بحساب الترتيب الهجائي لحروف جميع كلمات القرآن؟!

كيف فعل ذلك ولم يعرف العرب هذا الترتيب إلا بعد ثمانية عقود من انقضاء الوحي ووفاته؟!

هذا النظم..  هل يستطيعه بشر؟!

كلا.. كلا.. إنه كلام الله لا ريب فيه..

----------------------------------------------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.