عدد الزيارات: 5.3K

الحروف الساجدة (2)


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 12/10/2017 هـ 25-05-1438

ما يشهد بصدق القرآن الكريم لا يستطيع البشرُ حصره..

فرسم الحرف وحظُّه من علامات التشكيل يأتي في القرآن وفق ميزان دقيق..

تأملوا عظمة القرآن على مستوى حركة الحرف..

على مستوى الكسرة تحت الحرف..

تأمّلوا كيف تقوم الكسرة مقام السجود..

في القرآن هناك 15 سورة تحديدًا بدأت بحرف مكسور!

والعجيب أن 15 هو عدد سجدات التلاوة في القرآن على أصح الروايات!

وقد تكرّر اسم اللَّه في هذه السور التي بدأت بحروف مكسورة 68 مرّة، أي 34 + 34

34 هو عدد السجدات المفروضة في اليوم واللَّيلة!

قد يعاند البعض ويتوهّم أن العدد 34 أتى في هذا الموضع من دون تدبير إلهي مُحكم..

 

إذًا تأمّلوا..

مجموع ترتيب السور التي بدأت بحرف مكسور هو 1156، وهذا العدد يساوي 34 × 34

سورة

ترتيبها 

عدد آياتها

تكرار اسم اللَّه

الفاتحة

1

7

2

الفتح

48

29

39

القمر

54

55

0

الواقعة

56

96

0

المنافقون

63

11

14

نوح

71

28

7

التكوير

81

29

1

الانفطار

82

19

1

الانشقاق

84

25

1

العلق

96

19

1

القدر

97

5

0

الزلزلة

99

8

0

قريش

106

4

0

الكوثر

108

3

0

النصر

110

3

2

المجموع

1156

341

68

 

أليس في ذلك إشارة واضحة إلى عدد السجدات المفروضة في اليوم واللَّيلة، وهي 34 سجدة!
 

ويؤكد ذلك حقيقة أخرى في غاية الأهميّة..

فتأمّلوا أين ورد الأمر بالسجود لأوّل مرّة في المصحف:

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِيْنَ (34) البقرة

نعم.. لقد ورد في أوّل آية رقمها 34 في المصحف!

أليس هو نفسه عدد السجدات المفروضة في اليوم واللَّيلة 34 سجدة!

تدبّروا معنى الآية جيِّدًا، وكيف تكبّر إبليس، ورفض أمر ربه بالسجود لآدم!

وتأمّلوا كيف تفاعل النظام الرقمي للآية مع ذلك، فجاء اسم إبليس بعد 34 حرفًا تحديدًا من بداية الآية:

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيْسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِيْنَ (34) البقرة

وتأمّلوا أين جاء القرار بطرده من الجنّة:

قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيْمٌ (34) الحجر

تأمّلوا رقم الآية جيِّدًا!

أليس هو نفسه عدد السجدات المفروضة في اليوم واللَّيلة 34 سجدة!

أليس هو من تكبّر ورفض أمر ربّه بالسجود؟!

 

وتأمّلوا أين جاءت الآية نفسها:

قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيْمٌ (34) الحجر

لقد جاءت في سورة الحجر، وهي السورة رقم 15 في ترتيب المصحف!

أليس رقم ترتيب السورة هو نفسه عدد سجدات التلاوة في المصحف 15 سجدة؟!

عجيب!

 

عودوا مرّة أخرى إلى أوّل آية يرد فيها الأمر بالسجود..

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) البقرة.

تأمّلوا الكلمة التي جاءت بعد اسم إبليس مباشرة في هذه الآية..

نعم.. إنها كلمة (أَبَى)..

كلمة (أَبَى) في هذه الآية هي الكلمة رقم 510 من بداية سورة البقرة، وهذا العدد = 34 × 15

تأمّلوا جيِّدًا العدد 34 مضروب في العدد 15

الأرقام تتحدّث إليكم بوضوح!

 

ولكن رغم ذلك كله قد يعاند البعض ويجادل..

إذًا اذهبوا معي إلى أوّل آية في المصحف رقمها 15

اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) البقرة

هذه الآية من سورة البقرة هي أوّل آية رقمها 15

والأمر العجيب والمذهل حقًّا أنها هي نفسها أوّل آية عدد حروفها 34 حرفًا.

أليس رقم الآية هو نفسه عدد سجدات التلاوة في المصحف 15 سجدة؟!

أليس عدد حروف الآية هو نفسه عدد السجدات المفروضة في اليوم واللَّيلة 34 سجدة!

بل وعدد كلمات هذه الآية نفسها 7 كلمات..

7 هو عدد مواضع السجود عند الإنسان!

 

مزيد من التأكيد..

انتقلوا معي الآن إلى السورة رقم 7 في المصحف.. سورة الأعراف..

سورة الأعراف هي السورة التي اختتمت بأوّل سجدة تلاوة في القرآن..

ورد لفظ السجود والساجدين في هذه السورة 7 مرّات في خمس آيات هي هذه الآيات التي أمامكم..

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (11) الأعراف

قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) الأعراف

وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) الأعراف

وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) الأعراف

إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206) الأعراف

مجموع أراقام هذه الآيات 510، وهذا العدد = 34 × 15

تأمّلوا جيِّدًا العدد 34 وهو عدد السجدات المفروضة مضروب في العدد 15 وهو عدد سجدات التلاوة!

إذًا هل تستطيع الأرقام أن تحسم الجدل حول عدد سجدات التلاوة في القرآن؟!

نعم.. إنها تستطيع ذلك بجدارة بإذن الله!

لتعرفوا كيف.. تابعوا معنا الحلقة الثالثة من سلسلة الحروف الساجدة..

حقاً.. إنه كلام الله لا ريب.

------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.