عدد الزيارات: 3.1K

النسيج الرقمي القرآني (3)


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 12/10/2017 هـ 13-12-1438

ما بين النجم والكلمة خيط رفيع اسمه الدهشة..

تنعقد ألسنتنا بالدهشة عادة كلما تأمَّلنا مواقع النجوم التي أقسم الله بها في كتابه..

والتي لم يتوصَّل العلم إلى حقيقتها إلا بعد عشرات القرون من انقضاء الوحي..

ولكن هل تدبَّرنا ولو للحظات مواقع الكلمات في كتاب الله العزيز؟!

إذًا تابع معنا هذا المشهد الرقمي القرآني العجيب..

هذه هي الآيات الثماني الأولى من سورة مريم..

كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوْبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُوْنُ لِيْ غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8)

لقد وضعت أمامك هذه الآيات كلها من أجل كلمة واحدة فقط

أتدري ما هي هذه الكلمة؟

إنها الكلمة رقم 67 من بداية سورة مريم..

كلمة (امْرَأَتِي) هي الكلمة رقم 67 من بداية سورة مريم..

ولكن ما العجيب في ذلك؟

تأمّل الترتيب الهجائي لأحرف هذه الكلمة نفسها..

الحرف

ا

م

ر

أ

ت

ي

المجموع

ترتيبه الهجائي

1

24

10

1

3

28

67

 
عجيب!

ترتيب كلمة (امْرَأَتِي) من بداية سورة مريم = 67

مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة (امْرَأَتِي) = 67

والعدد 67 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 19

19 عدد أوّليّ أيضًا، وهو ترتيب سورة مريم نفسها في المصحف!

 

ولكن رغم ذلك قد يظل البعض يعاند ويجادل ويظن أن ذلك يمكن أن يحدث مصادفة!

إذا كان الأمر كذلك فتأمل عدد آيات سورة مريم نفسها.. إنها 98 آية..

إذًا تأمّل معي كيف تكرّرت أحرف الكلمة نفسها (امْرَأَتِي) في الآية رقم 98 من بداية المصحف..

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) البقرة

هذه الآية التي أمامك هي الآية رقم 98 من بداية المصحف..

والآن تأمّل كيف تكرّرت أحرف (امْرَأَتِي) في هذه الآية..

الحرف

ا

م

ر

أ

ت

ي

المجموع

ترتيبه الهجائي

21

15

2

21

3

5

67

 

عجيب!! تكرّرت أحرف (امْرَأَتِي) في الآية 67 مرّة!

العدد نفسه والدلالة الرقمية ذاتها!

 

ولكن رغم ذلك قد يظل البعض يعاند ويجادل ويظن أن ذلك كله يمكن أن يحدث مصادفة!

إذا كان الأمر كذلك فتأمل عدد سور القرآن الكريم.. 114 سورة..

إذًا تأمّل معي أوّل آية في القرآن رقمها 114

إنها هذه الآية من سورة البقرة أيضًا..

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) البقرة

تأمّل كيف تكرّرت أحرف (امْرَأَتِي) في هذه الآية..

الحرف

ا

م

ر

أ

ت

ي

المجموع

ترتيبه الهجائي

21

12

3

21

0

10

67

 

عجيب!! تكرّرت أحرف (امْرَأَتِي) في الآية 67 مرّة أيضًا!

العدد نفسه يتأكّد عبر أكثر من طريق!

 

تأمّل من جديد..

الكلمة رقم 67 من بداية سورة مريم هي كلمة (امْرَأَتِي)!

67 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 19

19 عدد أوّليّ أيضًا، وهو ترتيب سورة مريم في المصحف!

ولكن ما هي علاقة كلمة (امْرَأَتِي) بالأعداد الأوّليّة؟

الأمر لا يتعلق بكلمة (امْرَأَتِي) في ذاتها، ولكن في الصفة التي أُصبغت عليها!

تأمّل الكلمة التي جاءت بعد كلمة (امْرَأَتِي) مباشرة..

قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُوْنُ لِيْ غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8)

سبحان الله.. وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا..

نعم.. إنها صفة (عَاقِرًا)!

ومعلوم أن المرأة العاقر هي التي لا تلد!

ومعلوم أن الأعداد الأوّليّة هي التي لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو الواحد!

لاحظ وجه الشبه ما بين خصائص الأعداد الأوّليّة والمرأة العاقر!

وتأمّل كيف تنطق الأرقام وتتحدّث قبل الحروف والألفاظ!

قبل أن تُصبغ صفة عاقر على المرأة صُبغت الكلمة نفسها بثوب من الأعداد الأوّليّة الصماء!

وهكذا يتجذَّر النسيج الرقمي القرآني في أعماق سحيقة جدًّا، يستحيل أن يدرك العقل البشري جميع أبعادها..

وهكذا يقف القرآن العظيم عزيزًا شامخًا، يتحدّى المكابرين والمعاندين في كل زمان ومكان!

إنه كلام الله لا ريب..

----------------

المصدر:

مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.