عدد الزيارات: 3.2K

خاتم النبيين (4)


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 12/10/2017 هـ 10-09-1438

مُحمَّد.. -صلى الله عليه وسلم-..

رسول مكارم الأخلاق..

والأخلاق.. هي الرقي البشري في أسمى صوره..

هي أعلى مراتب العلاقة بين الإنسان وربه.. بين الإنسان والإنسان..

بل إنها ضابط علاقته حتى بالحيوان..

دعت إليها الديانات السماوية..

وحثت عليها الأوامر الإلهية..

حاجة البشر إلى التحلي بها أكبر من حاجتهم إلى الطعام والشراب..

هي مقياس تقدّم المجتمعات والأمم..

وخير من يمثل مكارم الأخلاق هو خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلّم-.

وما اجتمعت محاسن الأخلاق لأحد من البشر مثلما اجتمعت لسيد ولد آدم محمد -صلى الله عليه وسلّم-.

بلغ من حسن خلقه أن مدحه ربه سبحانه وتعالى بقوله..

وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيْمٍ (4) القلم

تخيّلوا.. العظيم سبحانه.. يصف خُلق إنسان بأنه خلق عظيم.

وتذكروا قول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وهي تصف خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- فتقول: (كان خُلقه القرآن)..

والآن.. سأريكم كيف تشهد الأرقام بصحة قول الصديقة بنت الصديق -رضي الله عنهما-..

تأمّلوا هاتين الآيتين من مطلع سورة محمد..

الَّذِيْنَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيْلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) وَالَّذِيْنَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ17 وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) مُحمَّد

الكلمة رقم 17 من بداية سورة مُحمَّد، هي اسم (مُحمَّد) نفسه..

 

وتأمّلوا هذه الآيات من مطلع سورة القلم..

ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُوْنَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُوْنٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُوْنٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ17 عَظِيْمٍ (4) القلم

الكلمة رقم 17 من بداية سورة القلم هي كلمة (خُلُق)..

 

وتأمّلوا هذه الآيات من مطلع سورة المزمّل..

يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّل (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيْلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيْلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ17 تَرْتِيْلًا (4) المزمل

الكلمة رقم 17 من بداية سورة المزَّمِّل، هي كلمة (الْقُرْآنَ)..

إذًا.. الكلمات رقم 17 من بداية السور الثلاث هي: مُحمَّد – خُلُقٍ – الْقُرْآنَ.

قارنوا هذا بقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-.. (كان خلقه القرآن).

أرأيتم كيف تتحدّث الأرقام؟

سبحان الله!

 

تأمّلوا الأعجب..

هذه الكلمات وردت في ثلاث سور هي: مُحمَّد والقلم والمزمل.

مجموع تراتيب هذه السور الثلاث في المصحف هو 188، وهذا العدد = 47 × 4

47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف و4 هو تكرار اسم (مُحمَّد) في القرآن

 

لا تتعجبوا.. هناك ما هو أعجب من ذلك!

تأمّلوا آية (مُحمَّد) في سورة مُحمَّد..

وَالَّذِيْنَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) مُحمَّد

اسم (مُحمَّد) جاء قبل 37 حرفًا من نهاية الآية..

 

وتأمّلوا آية (خُلُقٍ) في سورة القلم..

وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيْمٍ (4) القلم

لفظ (خُلق) جاء قبل 4 أحرف من نهاية الآية.

 

وتأمّلوا آية (القرآن) في سورة المزمّل..

أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيْلًا (4) المزمل

لفظ (القرآن) جاء قبل 6 أحرف من نهاية الآية

 

مجموع هذه الأعداد الثلاثة: 37 + 4 + 6 يساوي 47

47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف

سبحان من هذا نظم كلامه..

 

إليكم مسك الختام..

اجمعوا الآيات الثلاث..

وَالَّذِيْنَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) مُحمَّد

وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيْمٍ (4) القلم

أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيْلًا (4) المزمل

أحرف اسم (محمد) الأربعة تكرّرت في هذه الآيات 30 مرّة.

أحرف لفظ (خلق) الثلاثة تكرّرت في هذه الآيات 20 مرّة.

أحرف لفظ (القرآن) الستة تكرّرت في هذه الآيات 70 مرّة.

الآن اجمعوا هذه الأعداد الثلاثة 30 + 20 + 70 ويساوي 120

إذًا مجموع تكرار حروف هذه الكلمات الثلاث (محمد – خُلق – القرآن) في الآيات الثلاث = 120

هل تعلمون إلى ماذا يشير هذا العدد؟

إنه مجموع حروف هذه الآيات الثلاث نفسها.

نعم.. مجموع حروف هذه الآيات الثلاث 120 حرفًا لا تزيد ولا تنقص حرفًا واحدًا..

تأمّلوا هذا التناسق الرقمي العجيب فلا يمكن لبشر أن يحدثه!

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي نزل عليه القرآن..

ليس هو من جعل الكلمات الثلاث (محمد وخلق والقرآن) في الترتيب رقم 17

وليس هو من جعل مجموع تكرار حروف هذه الكلمات الثلاث يعادل تمامًا مجموع حروف الآيات الثلاث نفسها!

وليس هو من جعل السورة التي تحمل اسمه في الترتيب رقم 47

إنه كلام الله لا ريب.

-----------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.