هناك صنف عنيد من الناس لا يعجبه شيء، كلما طرحت له دليلًا من الأدلة كابر وعاند، همّه أن يجد مخرجًا ليهرب! لا يريد أن يرى الحقيقة ماثلة بين يديه! ولكن لن نترك له هذه المرّة منفذًا للهروب، سوف نحاصره ونسدّ أمامه كل الثغرات والمنافذ. الآن سوف أعرض أمامكم إحدى أعجب عجائب القرآن التي لا تنقضي! سوف أعرض أمامكم عددًا من الأدلة الدامغة على أن نظم هذا القرآن لا يمكن إلا أن يكون وحيًا من عند اللَّه عزّ وجل، وأن عدد حروف وكلمات كل سورة من سورة القرآن محسوب بميزان!
إن هذا القرآن هو من عند اللَّه رب العالمين.. هكذا تقول آية التحدّي، فتأمّل:
قُلْ لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُوْنَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) الإسراء
تأمّلوا تكرار أحرف (اللَّه رب العالمين) في آية التحدّي:
الحرف |
ا |
ل |
ل |
ه |
ر |
ب |
ا |
ل |
ع |
ا |
ل |
م |
ي |
ن |
المجموع |
تكراره في آية التحدّي |
14 |
11 |
11 |
4 |
2 |
4 |
14 |
11 |
4 |
14 |
11 |
4 |
3 |
7 |
114 |
تأمّلوا كيف تكرّرت حروف (اللَّه رب العالمين) في آية التحدّي!
مجموع تكرار حروف (اللَّه رب العالمين) في آية التحدّي = 114 وهذا هو عدد سور القرآن!
فهل يستطيع أحد أن ينكر هذه الحقيقة الباهرة، أو يدعي الجهل بمدلولها؟!
حسنًا.. دعني أعرض عليكم فيما يلي مجموع الترتيب الهجائي لحروف (اللَّه رب العالمين)، فتأمّلوا:
الحرف |
ا |
ل |
ل |
ه |
ر |
ب |
ا |
ل |
ع |
ا |
ل |
م |
ي |
ن |
المجموع |
ترتيبه الهجائي |
1 |
23 |
23 |
26 |
10 |
2 |
1 |
23 |
18 |
1 |
23 |
24 |
28 |
25 |
228 |
والآن تأمّلوا مجموع الترتيب الهجائي لحروف (اللَّه رب العالمين)!
مجموع الترتيب الهجائي لحروف (اللَّه رب العالمين) هو 228 وهذا العدد = 114 + 114
مرّة أخرى يتجلّى عدد سور القرآن 114
تأمّلوا كيف جاء التأكيد على العدد 114 دون غيره لأنه يمثل عدد سور القرآن!
أليس في ذلك الدليل الرقمي الحاسم على أن هذا القرآن هو من عند (اللَّه رب العالمين)؟!
حسنًا.. دعوني أعرض عليكم ما هو أعجب من ذلك كله!
تأمّلوا أوّل سور القرآن الكريم:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِيْنُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيْمَ (6) صِرَاطَ الَّذِيْنَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوْبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضَّالِّينَ (7)
لاحظوا كيف جاء لفظ (اللَّه رب العالمين) لأوّل مرّة في المصحف!
لقد جاء من دون ألف هكذا: لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ!
الآن تأمّلوا كيف تكرّرت حروف (لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) في سورة الفاتحة:
الحرف |
ل |
ل |
ه |
ر |
ب |
ا |
ل |
ع |
ا |
ل |
م |
ي |
ن |
المجموع |
تكراره في الفاتحة |
22 |
22 |
5 |
8 |
4 |
26 |
22 |
6 |
26 |
22 |
15 |
14 |
11 |
203 |
تأمّلوا كيف تكرّرت حروف (لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) في سورة الفاتحة!
لقد تكرّرت حروف (لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) في سورة الفاتحة 203 مرّة وهذا العدد = 7 × 29
7 هو عدد آيات سورة الفاتحة، و29 هو عدد كلماتها!
تأمّلوا دقة القرآن في التمييز ما بين (اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ) و(لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)!
ماذا يحدث إذا أضفنا حرف الألف، وتأمّلنا كيف تكرّرت حروف (اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ) في سورة الفاتحة!
تكرّرت حروف (اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ) في سورة الفاتحة 229 مرّة، وهذا العدد أوّليّ!
والآن تأمّلوا هذه المقارنة:
الحرف |
ا |
ل |
ل |
ه |
ر |
ب |
ا |
ل |
ع |
ا |
ل |
م |
ي |
ن |
المجموع |
تكراره في الفاتحة |
26 |
22 |
22 |
5 |
8 |
4 |
26 |
22 |
6 |
26 |
22 |
15 |
14 |
11 |
229 |
ترتيبه الهجائي |
1 |
23 |
23 |
26 |
10 |
2 |
1 |
23 |
18 |
1 |
23 |
24 |
28 |
25 |
228 |
تأمّلوا وتعجّبوا!
مجموع الترتيب الهجائي لحروف (اللَّه رب العالمين) = 228
مجموع تكرار حروف (اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ) في سورة الفاتحة = 229 مرّة!
الفرق بين العددين = 1
ولا ننسى أن الفاتحة هي السورة رقم 1 في ترتيب المصحف!
كما أن الرقم 1 الذي تجلّى هنا يشير إلى وحدانيته سبحانه وتعالى!!
تأمّلوا.. الْعَالَمِينَ!
تكرّرت أحرف كلمة (الْعَالَمِينَ) في سورة الفاتحة 142 مرّة!
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة (الْعَالَمِينَ) = 143، وهذا هو عدد حروف سورة الفاتحة!
مرّة أخرى.. الفرق بين العددين = 1
آيات "اللَّه رب العالمِين"
ماذا يعني لك أن حروف (اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ) تكرّرت في سورة الفاتحة 229 مرّة؟!
ورد لفظ (لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) في القرآن 8 مرّات، وورد لفظ (اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ) في القرآن 7 مرّات.
وفيما يلي الآيات التي ورد بها لفظ (اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ):
لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِيْنَ (28) المائدة
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيْثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِيْنَ (54) الأعراف
فَلَمَّا جَاءَهَا نُوْدِيَ أَنْ بُوْرِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ (8) النمل
فَلَمَّا أَتَاهَا نُوْدِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوْسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِيْنَ (30) القصص
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِيْنَ (64) غافر
كمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيْءٌ مِّنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِيْنَ (16) الحشر
وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِيْنَ (29) التكوير
سوف تتعجّبون كثيرًا إذا علمتم أن مجموع أرقام آيات (اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ) = 229
عجيب!
مجموع تكرار حروف (اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ) في سورة الفاتحة = 229 مرّة!
ورد لفظ (اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ) في القرآن في سبع آيات مجموع أرقامها = 229
والفاتحة هي السبع المثاني لأنها تتضمّن سبع آيات!
تأمّلوا..
ورد لفظ (لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) في ثماني آيات مجموع كلماتها 99 كلمة!
99 هو عدد أسماء اللَّه الحسنى!
ورد لفظ (اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ) في سبع آيات مجموع كلماتها 128 كلمة!
مجموع العددين = 227، وهذا هو أكبر عدد أوّلي مستخدم في الدلالة على عدد آيات سور القرآن!
الفرق بين العددين = 29، وهذا هو عدد السور التي لم يرد بها اسم اللَّه!
تأمّلوا..
ورد لفظ (اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ) في سبع آيات مجموع كلماتها 128 كلمة!
العدد 128 = 64 + 64
والعدد 64 = 8 × 8
والعدد 16 = 8 + 8
من بين آيات (اللَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ) السبع هناك ثلاث آيات أرقامها: 8 – 16 - 64
فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُوْرِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ (8) النمل
اللَّهُ الَّذِيْ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِيْنَ (64) غافر
كمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيْءٌ مِّنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِيْنَ (16) الحشر
مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث = 88
هذه الآيات الثلاث وردت في ثلاث سور هي:
السورة |
ترتيبها |
آياتها |
كلماتها |
اسم اللَّه |
ضمير الجلالة "هو" |
النمل |
27 |
93 |
1160 |
27 |
2 |
غافر |
40 |
85 |
1226 |
53 |
9 |
الحشر |
59 |
24 |
447 |
29 |
9 |
المجموع |
126 |
202 |
2833 |
109 |
20 |
هناك أمر عجيب قد لا تنتبهون له من الوهلة الأولى!
لاحظوا مجموع كلمات هذه السور الثلاث 2833، وهذا العدد أوّلي.
لاحظوا مجموع تكرار اسم اللَّه في السور الثلاث 109
ولاحظوا مجموع تكرار ضمير الجلالة "هو" في السور الثلاث 20
ماذا يحدث إذا طرحنا مجموع تكرار اسم اللَّه وضمير الجلالة "هو" من مجموع كلمات هذه السور؟!
تأمّلوا.. 2833 – 109 – 20 = 2704
هل تعرفون إلى ماذا يشير هذا العدد 2704؟!
إنه مجموع تكرار اسم اللَّه في القرآن الكريم!
تأمّلوا..
مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث = 88
ومجموع آيات هذه السور الثلاث في المصحف هو 202، وهذا العدد = 114 + 88
تأمّلوا العدد 88 وهو يتجلّى على مستوى الآيات وعلى مستوى السور!
وفي الحالتين، فإن العدد 88 يشير إلى آية التحدّي الكُبرى!
ويؤكد ذلك حقيقة أخرى هي:
مجموع آيات هذه السور الثلاث في المصحف هو 202
مجموع تراتيب هذه السور الثلاث في المصحف هو 126
الفرق بين العددين = 76، وهذا هو عدد حروف آية التحدّي!!
وهكذا كما بدأنا المشهد بآية التحدّي فإننا نختمه بها!!
والآن يمكنكم أن تعيدوا قراءة آية التحدّي من جديد وبمفهوم جديد:
قُلْ لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُوْنَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) الإسراء
السهل الممتنع
وهكذا.. فإن القرآن هو السهل الممتنع بكل ما تحمل هذه المقولة من معانٍ، فهو السهل الذي يسّره اللَّه للذكر، وانتقى حروفه وألفاظه ومعانيه لتوافق أفهام الناس جميعًا، فهو لصفوتهم كما أنه لعامّتهم، وهو لكل زمان كما أنه لكل مكان، وفي الوقت نفسه هو الممتنع الذي تحدَّى اللَّه به الإنس والجن.
وما نراه من معطيات عجيبة ليست اجتهادًا أو افتراضًا أو تكلُّفًا، وإنما حقائق استقرائية دامغة، لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يرفضها أو يدّعي الجهل بمدلولها، وكل من ينتابه الشك في صحتها عليه أن يعدّ ويحسب ويتأكّد بنفسه، ولا يتطلّب ذلك مهارات أو برامج خاصة، بل يمكنه أن يستخدم في ذلك أصابع يديه.
إن هذه الأرقام وغيرها من الحقائق التي استعرضناها في هذا المشهد توضّح بجلاء ملامح نظام رقمي متشابك جدًّا وعلى مستوى الحرف، ولا يمكن للعقل البشري، مهما أوتي من أدوات المعرفة والعلم، أن يحيط بجميع جوانبه! لأنّه يربط الحروف والكلمات والآيات والسور بعضها ببعض، ويتشعَّب إلى آفاق وأعماق داخل القرآن.. لا يعلمها إلا اللَّه وحده جلّ وعلا.
--------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).