عدد الزيارات: 1.2K

قارب النجاة


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 14/01/2024 هـ 03-07-1445

يجتهد الحاقدون على الإسلام في طمس أي طريق يهدي الناس إلى الإسلام..

العجيب.. أنهم كلما طمسوا الطريق.. أو اعتقدوا ذلك.. ازداد عدد المهتدين إلى طريق الإسلام!!

يعتقدون أنهم يهتدون إلى الطريق بأبصارهم.. فيعمونها!!

إنها البصيرة أيها الغافلون!!.. فكيف لكم بطمسها؟!!

بطلة قصتنا.. أتاحوا أمامها الأديان كافة.. ما عدا الإسلام.. فأسلمت!!

إنها السيدة الأمريكية "فرجينيا جراي هنري" ندعوكم للتعرّف إلى قصة إسلامها..

نشأت فرجينيا في مدينة "لويفيل كنتاكي" وتخرجت في جامعة "كولومبيا".. لم تكن راضية عن حياتها برغم رغد العيش، فقد كانت تبحث دونما جدوى عن الاستقرار الروحي والطمأنينة النفسية كما ظلت تنشد في يأس نعمة الاقتناع بدينها، على الرغم من أنها كانت ترتاد الكنيسة بانتظام، وهي كما تقول: "كنت منذ صغري متدينة، أذهب دائمًا إلى الكنيسة البروتستانتية التي أنتمي إليها.. وكان من تعاليم هذه الكنيسة أن أؤمن بالحياة الآخرة.... ولكن أي حياة هذه ومعظم الناس لا يفكرون في الموت إلا عندما يتقدمون في السن؟! وقد حدث في صغري أن شاهدت كثيرًا من قريباتي وأقراني يموتون في بعض الحوادث، فبدأت أفكر في مصيرهم، وماذا سوف يحدث لهم بعد موتهم؟! كما أن طريقة الحياة الأمريكية تجعل المرء يشعر أنه سيموت عندما يبلغ الستين، فعليه أن ينتهز فرصة هذه الحياة لينفقها في المتعة والملذات قبل أن ينتهي كل شيء!!".

لم تكن فرجينيا راضية عن حياتها ألبتة فبدأت تبحث في استماتة عن الاستقرار الروحي.. خلال رحلة بحثها عن الحقيقة التقت حركة كبيرة تؤمن بالحياة بعد الموت تطلق على نفسها اسم "الروحية".. يمتلك بعض أفراد تلك الحركة –كما يزعمون– المقدرة على التواصل مع عالم الأموات.. وهؤلاء يعتبرهم بقية أفراد الحركة من الموهوبين!! لكن ما أن يبدؤوا اتصالهم بعالم الأموات الذي يقولون عنه إنه عالم روحي حتى تتفاجأ بهم يسألونهم فقط عن النواحي المادية التي لا صلة لها بالدين والروح، ولا علاقة لهم بالحياة الطيبة الصالحة! ويعتقد أفراد تلك الجماعة أن كل شيء له تعليل في حياتهم المادية بالضرورة أن يكون من عالم الأرواح.

وعندما توصلت فيرجينيا أن دراستها لعالم الأرواح لا تمكنها من الوصول إلى بغيتها المنشودة المتمثلة في الاستقرار الروحي تركتها جانبًا، واتجهت إلى دراسة الأديان فدرستها جميعها في الجامعة ما عدا الدين الإسلامي، لسبب تذكره في حديثها وهي تقول: درست في الجامعة مقارنة الأديان لمدة أربع سنوات، باستثناء الدين الإسلامي الذي لم يكن يدرّس لنا، لأن رئيس القسم كان أستاذًا يهوديًّا يدعى "موريس فريدمان".

لم تقتنع فيرجينيا بما درسته عن الأديان فقد شعرت بأن كل ما حولها بعيد عن الحقيقة والموضوعية، وينطبق ذلك حتى على الكتب التي تتحدث عن الأديان.. فعلى سبيل المثال لاحظت أن مجلة "لايف" التي تشرف عليها هيئة يهودية تنشر كتبًا عن الأديان الأخرى مثل البوذية والهندوكية والإسلام وتتحدث عنها وكأنها أديان أثرية لا تمتّ للحياة بصلة وبالتالي كان اطلاعها على الإسلام يتسم بالضعف الشديد.. وجدت نفسها غارقة وسط دوامة من الحيرة وأمواج من القلق.. لكن وقبيل أن تغرق في يم الضياع أسلم زوجها وكان لها بمنزلة قارب النجاة.. وهنا تتحدث بطلة قصتنا قائلة وعلى محياها تبدو ملامح الرضا وتتجلى مظاهر الراحة النفسية كمن أنزلت من على أكتافها أطنانًا من الحديد: "لم أشعر بوجود الإسلام في نفسي إلا بعد أن أسلم زوجي، فبدأت أقرأ الكتب الإسلامية وأسأل المسلمين عن تعاليمه، حتى وجدت فيه الهداية والإقناع النفسي والعقلي، والعثور على الحقيقة التي أبحث عنها".

اعتنقت بطلة قصتنا الإسلام عقب إسلام زوجها فوجدت فيه إجابات شافية عن كل الأسئلة التي كانت تقلقها منذ صغرها والتي من بينها تلك الأسئلة المتعلقة بحقيقة الحياة والموت.. وشعرت بالاستقرار الروحي الذي كانت تبحث عنه، والطمأنينة النفسية التي كم افتقدتها في حياتها.. أسلمت بعد أن اقتنعت بالإسلام كدين قويم استطاع أن يغير نظرتها إلى الحياة.. عندها فقط شعرت بأن الله تعالى أنعم عليها بأعظم نعمة في حياتها بأن هداها إلى الإسلام..

إنها النعمة الأعظم.. أم النعم.. وكفى بها نعمة..

النعمة التي تنال بها كل النعم.. كيف لا وهي مفتاح دخولك الجنة بإذن الله..

فاطرق الباب.. ولا أقول لك "افتح الباب".. فالمفتاح ليس معك..

فقط اطرق الباب.. كن لحوحًا في الطرق..

غيرك ظل يطرق الباب سنوات وسنوات حتى فتح الله عليه..

اسأل الله الهداية.. فبالله نهتدي إلى الله.

-------------

المصادر:

عثمان، محمد عثمان (2004)؛ لمَ أسلم هؤلاء الأجانب؟ (ثلاثة أجزاء)؛ سوريا: حلب: دار الرضوان.

عبد الصمد، محمد كامل (1995)؛ الجانب الخفي وراء إسلام هؤلاء؛ ثلاثة أجزاء؛ القاهرة: الدار المصرية اللبنانية للنشر.    

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.