الإسلام.. دين الوسطية..
دينٌ.. جاء بأقوم المناهج وأكمل الشرائع وأوضح السبل..
دينٌ.. لا حرج فيه ولا غلو ولا تضييق..
وضع منهجًا بعيدًا عن التشدّد والتكلّف والتطرّف..
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. خير من طبق مبدأ الوسطية في أحواله وأفعاله..
كيف لا وهو نبي الأمة التي جعلها الله أمة وسطًا بين الأمم..
تأملوا معي كيف تنطق الأرقام بالوسطية في القرآن..
نبدأ بما بدأ به القرآن الكريم..
هذه هي أولى سور القرآن الكريم.. سورة الفاتحة..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
هذه هي سورة الفاتحة أوّل سورة في المصحف وعدد حروفها 143 حرفًا..
السورة التالية لسورة الفاتحة مباشرة هي سورة البقرة وعدد آياتها 286 آية، وهذا العدد = 143 × 2
وهذا يعني أن الآية رقم 143 تتوسط سورة البقرة.. أليس كذلك؟
هذه هي الآية رقم 143 من سورة البقرة..
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ (143) البقرة
العجيب أن كلمة (وسطًا) لم ترد في القرآن كله إلا في هذه الآية فقط.
الآية التي تتوسّط آيات سورة البقرة!
الآية تتوسط سورة البقرة وكلمة (الرسول) تقع في وسط الآية تمامًا..
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ (143) البقرة
لفظ (الرَّسُولَ) هو الكلمة رقم 23 من بداية الآية ورقم 23 من نهاية الآية أيضًا!
23 هو عدد أعوام الرسالة والوحي التي تنزل خلالها القرآن الكريم!
ورد اسم الله في هذه الآية 3 مرّات..
جاء للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 35 من بداية الآية.
وجاء للمرّة الثانية في ترتيب الكلمة رقم 38 من بداية الآية.
وجاء للمرّة الثالثة في ترتيب الكلمة رقم 42 من بداية الآية.
مجموع المراتب الثلاث التي احتلها اسم الله من بداية الآية هو 115، ويساوي 23 × 5
والآن المراتب التي احتلها اسم الله من نهاية الآية..
جاء للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 4 من نهاية الآية.
جاء للمرّة الثانية في ترتيب الكلمة رقم 8 من نهاية الآية.
جاء للمرّة الثالثة في ترتيب الكلمة رقم 11 من نهاية الآية.
مجموع المراتب الثلاث التي احتلها اسم الله من نهاية الآية = 23
تأمّلوا هذا الميزان الرقمي المحكم!
العدد 23 يتأكد بأكثر من طريق!
وفي جميع الحالات فإن العدد 23 هو ترتيب لفظ (الرَّسُولَ) من بداية الآية ومن نهايتها أيضًا.
وهو أيضًا عدد أعوام الرسالة والوحي التي تنزل خلالها القرآن الكريم!
مزيدًا من التأكيد..
حرف الألف تكرّر في آية الوسطية 32 مرّة.
حرف اللّام تكرّر في آية الوسطية 33 مرّة.
حرف الهاء تكرّر في آية الوسطية 8 مرّات.
هذه هي أحرف اسم الله الثلاثة تكرّرت في آية الوسطية 73 مرّة.
تأمّلوا أحرف لفظ (الرسول)..
حرف الألف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 1
حرف اللّام ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 23
حرف الراء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 10
حرف السين ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 12
حرف الواو ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 27
هذه هي أحرف لفظ (الرَّسُولَ) مجموع ترتيبها في قائمة الحروف الهجائية = 73
وتأمّلوا أحرف اسم الله..
حرف الألف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 1
حرف اللّام ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 23
حرف اللّام ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 23
حرف الهاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 26
هذه هي أحرف اسم الله الأربعة مجموع ترتيبها في قائمة الحروف الهجائية = 73
تأمّلوا هذا المنطق الرقمي العجيب!
انتبهوا جيِّدًا إلى أن العرب لم يعرفون الترتيب الهجائي للحروف إلا بعد ثمانية عقود من انقضاء الوحي!
تأملوا أيضا..
أحرف لفظ (قرآن) وكيف تكرّرت في آية الوسطيَّة..
الحرف |
ق |
ر |
ا |
ن |
المجموع |
ترتيبه الهجائي |
21 |
10 |
1 |
25 |
57 |
تكراره في الآية |
3 |
5 |
32 |
17 |
57 |
المجموع |
24 |
15 |
33 |
42 |
114 |
أحرف لفظ (قرآن) تكرّرت في آية الوسطيَّة 57 مرّة..
ومجموع الترتيب الهجائي لأحرف لفظ (قرآن) يساوي 57 أيضاً..
مجموع العددين 57 + 57 يساوي 114، وهذا هو عدد سور القرآن الكريم!
بل الأمر أدقّ من ذلك..
تأمّلوا آية الوسطية من جديد..
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ (143) البقرة
الكلمة التي تتوسّط الآية هي كلمة (الرسول)..
أحرف اسم اللَّه تكرّرت 35 مرّة على يمين كلمة (الرَّسُولَ).
أحرف اسم اللَّه تكرّرت 35 مرّة على شمال كلمة (الرَّسُولَ).
والعجيب أن الكلمة رقم 35 من بداية الآية هي اسم الله!
تأملوا الأعجب..
من بعد اسم اللَّه في الموضع الأوّل حتى نهاية سورة البقرة ورد اسم اللَّه 196 مرّة.
196 هو عدد حروف آية الوسطية نفسها..
هناك آية أخرى عدد حروفها 196 حرفًا في سورة البقرة..
إنها الآية الأخيرة من سورة البقرة ورقمها 286
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة
والعدد 286 يساوي 143 + 143 وهو رقم آية الوسطية!
تأمّلوا هذا النظم العجيب لحروف القرآن..
في سورة البقرة هناك آيتان تحديدًا عدد حروف كلٌ منهما 196 حرفًا..
الأولى جاءت في وسط السورة ورقمها 143 والآية الثانية جاءت في خاتمة السورة ورقمها 286، أي 143 + 143
وفي جميع الأحوال فإن 143 هو عدد حروف سورة الفاتحة أولى سور القرآن..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
سورة الفاتحة عدد آياتها 7 آيات وعدد حروفها 143 حرفًا..
الآية الوسطى من سورة البقرة رقمها 143 وعدد حروفها 196 حرفًا، وهذا العدد = 7 × 7 × 2 × 2
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ (143) البقرة
الآية الأخيرة من سورة البقرة رقمها 286، أي 143 + 143، وعدد حروفها 196 حرفًا، وهذا العدد = 7 × 7 × 2 × 2
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة
هذه الآية عدد حروفها 196 حرفًا أيضًا، ويساوي 7 × 7 × 2 × 2
هذه الآية نفسها عدد كلماتها 49 كلمة، ويساوي 7 × 7
بل أعجب من ذلك كله فإن مجموع النقاط على حروف هذه الآية 77 نقطة!
تفكّروا في هذا يا أولي الألباب..
هل مُحمَّد صلى الله عليه وسلم هو من نظم هذه الآيات بهذه الطريقة المحكمة؟
هل هو من وضع الآية التي تضمّنت كلمة (وسطا) الوحيدة في القرآن في وسط سورة البقرة؟
هل هو من جعل عدد حروف الآية الوسطى 196 حرفًا تحديدًا؟
وهل هو من جعل عدد حروف الآية الأخيرة 196 حرفًا تحديدًا؟
وهل هو من جعل عدد كلمات الآية الأخيرة (7 × 7) وعدد حروفها (7 × 7 × 4) و مجموع النقاط على حروفها (77)؟!
كيف فعل ذلك ولم يتم تنقيط حروف القرآن إلا بعد وفاته؟!
وكيف فعل ذلك ولم تنزل آيات سورة البقرة دفعة واحدة بل نزلت متفرّقة!
تفكّروا في هذا يا أولي الألباب!!
---------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).