عدد الزيارات: 14.6K

العدد 53 يتحدّى المُكذّبين


إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
آخر تحديث: 28/09/2016 هـ 26-01-1437

ما أجلَّها آيات اللَّه الكونيَّة، وما أقدرها على إقناع كلِّ صاحب عقل سديد غير مكابر، وما أعظمها كلمات اللَّه التي تصدِّع الجبل الأصمِّ، فيخرُّ خاشعاً للَّه تعالى! في الآية الآتية يقول الحق جلَّ وعلا: إنه سوف يُري المشركين والمكذِّبين وسيُظهر لهم الدلالات والبراهين القوية على أن هذا القرآن مُنزّل حقًا من عنده سبحانه وتعالى:

سَنُرِيْهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيٌدٌ (53) فصلت

ومن دقة القرآن أنه قال "سنريهم" ولم يقل "سنريكم"، لأن أكثر من يرى آيات اللَّه في كونه هم من غير المسلمين، وهذه الكلمة في حدّ ذاتها تحمل إعجازًا غيبيًّا، وهي دلالة واضحة على أن التحدِّي في القرآن ومُعجزاته ليس للعرب وحدهم.. بل للعالم أجمع.. ومن هنا فقد كان إعجاز القرآن اللُّغوي هو تحدٍّ للعرب فيما نبغوا فيه، ولكن التحدِّي لم يأتِ للعرب وحدهم، والقرآن جاء لكل الأجناس، ولكل الألسنة، فأين التحدِّي لغير العرب؟! ثم هذا الكتاب سيبقى إلى أن تقوم الساعة، فلا بدّ من أن يتضمَّن مُعجزات متجدِّدة للعالم في كل زمان ومكان، ومن هنا كانت هناك مُعجزات للقرآن وقت نزوله، وخلال فترة نزوله، وبعد نزوله، وهي مستمرّة حتى يومنا هذا، وسوف تستمر إلى قيام الساعة.

وقد أطلق اللَّه عزّ وجلّ القول "سنريهم" من غير أن يحصر ذلك على وقت دون آخر، فلكل نبأ ولكل حقيقة في القرآن زمن تتحقَّق فيه، فإذا تجلّى الحدث ماثلًا للعيان أشرقت المعاني وتألَّقت، وتطابقت دلالات الألفاظ والتراكيب مع الحقائق التي أصبحت ماثلة للناس عيانًا بيانًا، وهكذا تتجدَّد مُعجزات القرآن وعجائبه على طول الزمان جيلًا بعد جيل.

لقد بدأت الآية بحرف السين وهو للاستقبال!

أي سوف نظهر للمكذبين بهذا القرآن دلالاتنا وحججنا بأنه الحق، وأنه منزّل من عند اللَّه عزّ وجلّ!

وكلما تقدّم العلم في الآفاق وعلوم الفضاء وفي النفس البشرية، فإننا سنريهم وجهًا جديدًا من وجوه القرآن المعجزة!

وهكذا يظل القرآن العظيم معجزة خالدة ومتجدِّدة إلى يوم القيامة، ولا يزال المكذّبون به هم الذين يكتشفون بأنفسهم ومن حيث لا يشعرون حقائق علميّة مذهلة، سبقهم لها القرآن بقرون عدّة! ولذلك ينبغي لنا ألا نمدح القرآن إذا وافق العلم؛ بل يجب أن نمدح العلم والعلماء إذا وافقوا القرآن! فالسبق للقرآن وليس لهم!

 

نعود إلى الآية مرّة أخرى لنتأمّل:

سَنُرِيْهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيٌدٌ (53) فصلت

هناك لفته لطيفة في هذه الآية قد لا ينتبه لها كثير من الناس!

إن متغيرات هذه الآية جميعها ترتبط بالأعداد الأوّليّة، وهي الأعداد الصحيحة التي تكون أكبر من واحد، ولكنها لا تقبل القسمة إلا على نفسها وعلى الرقم 1 فقط! وقد ظلت هذه الأعداد الأوّليّة عبر القرون سرًّا يؤرّق البشرية، ولغزًا يحيِّر العالم قبل نزول القرآن وبعده، وما زالت كذلك حتى يومنا هذا، وبرغم ملايين المحاولات المضنية، فلم يتوصّل العالم إلى أي نتائج ملموسة لفهم سلوك الأعداد الأوّليّة أو ترويضها، لأن هذه الأعداد تتحرك بخطوات يصعب فهمها أو التنبؤ بها، فهي تتباطأ أحيانًا، وتسارع الخطى أحيانًا أخرى. والقرآن العظيم يستخدم خصائص الأعداد الأوّليّة ومراتبها في تعزيز المعنى المراد، ولذلك فهي تتجلّى بوضوح في مواضع الإعجاز والتحدِّي!

هذه الآية التي بين أيدينا رقمها 53، وهذا العدد أوّليّ!

سورة فصلت التي وردت فيها هذه الآية رقمها 41، وهذا العدد أوّليّ!

هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 4271، وهذا العدد أوّليّ!

الآية عدد كلماتها 19 كلمة، وهذا العدد أوّليّ!

الآية عدد حروفها 73 حرفًا، وهذا العدد أوّليّ!

اسم اللَّه ورد في سورة فصلت 11 مرّة، وهذا العدد أوّليّ!

مجموع أرقام هذه الآيات التي ورد فيها اسم اللَّه 307، وهذا العدد أوّليّ!

أوّل آية ورد فيها اسم اللَّه في سورة فصلت عدد كلماتها 23 كلمة، وهذا العدد أوّليّ!

آخر آية ورد فيها اسم اللَّه في سورة فصلت عدد كلماتها 17 كلمة، وهذا العدد أوّليّ!

 وهكذا ارتبطت الآية ارتباطًا وثيقًا بالأعداد الأوّليّة، لأنها في مقام تحدٍّ وإعجاز!

توقَّف عند أوّل كلمة في الآية "سَنُرِيهِمْ"!

المتحدث هنا هو رب العزّة سبحانه وتعالى، ولذلك جاء رقم الآية 53

 

الحق واحد والباطل متعدِّد.. وبما أن الأعداد الأوّليّة لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو على الرقم واحد، فتجد أنه أينما وردت كلمة "الحق" في القرآن ترتبط بشكل واضح بالأعداد الأوّليّة. ولذلك جاء ترتيب كلمة "الحق" رقم 11 من بداية الآية، وهذا العدد أوّليّ!

 

عبقرية العدد 53

تأمّل أوّل سورة نزلت من القرآن.. العلق:

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِيْ خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِيْ عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِيْ يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)

والآن تأمّل..

لاحظ أين وضع اللَّه عزّ وجلّ اسمه في أوّل سورة نزلت من القرآن!

لقد ورد اسم اللَّه في سورة العلق مرّة واحدة فقط، وجاء في ترتيب الكلمة رقم 53 من بداية السورة!

أوّل ما نزل من الوحي أوّل 20 كلمة من سورة العلق، ومن نهاية السورة حتى اسم اللَّه 20 كلمة!

ترتيب اسم اللَّه من بداية السورة رقم 53، ومن نهاية السورة رقم 20، ومجموع العددين = 73

العدد 73 أوّليّ، وهو مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم اللَّه!

السورة التي ترتيبها رقم 73 من بداية المصحف هي سورة المزمل، وعدد آياتها 20 آية!

السورة التي ترتيبها رقم 73 من نهاية المصحف هي سورة الشورى، وعدد آياتها 53 آية!

مجموع آيات السورتين 20 + 53 = 73

 

أعظم سورة والعدد 53

تأمّل مجموع تكرار أحرف اسم اللَّه في سورة الفاتحة:

الحرف

ا

ل

ه

المجموع

تكراره في سورة الفاتحة

26

22

5

53

 
تكرّرت أحرف اسم اللَّه في سورة الفاتحة 53 مرَّة.

تكرّرت حروف (اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) في سورة الفاتحة 106 مرّة، وهذا العدد = 53 + 53

تكرّرت أحرف (رب العالمين) في سورة الفاتحة 106 مرّة، وهذا العدد = 53 + 53

 

أعظم آية والعدد 53

بعد أن رأينا علاقة أعظم سور القرآن وهي سورة الفاتحة بالعدد 53

الآن ما هي علاقة آية الكرسي وهي أعظم آيات القرآن بالعدد 53؟

هناك 5 من أسماء اللَّه الحسنى وردت في آية الكرسي.

عدد كلمات آية الكرسي 50 كلمة، وهذا العدد = 5 × 5 + 5 × 5

رقم آية الكرسي هو 255، وهذا العدد = 5 × 5 × 5 + 5 × 5 × 5 + 5

هناك 5 من الحروف الهجائية لم ترد مطلقًا في آية الكرسي!

تأمّل الترتيب الهجائي للأحرف الخمسة التي لم ترد في آية الكرسي:

الحرف

ث

ج

ز

ص

غ

المجموع

ترتيبه الهجائي

4

5

11

14

19

53

 
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الخمسة = 53

 

نموذج عجيب!

سوف انتقل معك سريعًا إلى سورة لنشهد معًا أحد النماذج ونعود بعدها لنواصل. سوف نترك أوّل 53 آية من بداية سورة هود، ونتأمّل أوّل آية بعدها، ثم ننتقل إلى نهاية السورة ونتأمّل آخر آية فيها، أي علينا أن نتأمّل هاتين الآيتين من سورة هود:

إِنْ نَقُوْلُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوْءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيْءٌ مِمَّا تُشْرِكُوْنَ (54) هود

وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُوْنَ (123) هود

حرف الباء ترتيبه الهجائي رقم 2، وتكرّر في الآيتين 7 مرّات.

حرف الراء ترتيبه الهجائي رقم 10، وتكرّر في الآيتين 7 مرّات.

حرف العين ترتيبه الهجائي رقم 18، وتكرّر في الآيتين 7 مرّات.

حرف الميم ترتيبه الهجائي رقم 24، وتكرّر في الآيتين 7 مرّات.

حرف النون ترتيبه الهجائي رقم 25، وتكرّر في الآيتين 7 مرّات.

حرف الياء ترتيبه الهجائي رقم 28، وتكرّر في الآيتين 7 مرّات.

مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف 107 وهذا العدد = 114 – 7

تأمّل هذا الإيقاع السُباعي العجيب!

فما هي علاقته بسورة الفاتحة (السبع المثاني)؟

حرف الألف تكرّر في الآيتين 27 مرّة، وتكرّر في سورة الفاتحة 26 مرّة.

حرف اللّام تكرّر في الآيتين 17 مرّة، وتكرّر في سورة الفاتحة 22 مرّة.

حرف الهاء تكرّر في الآيتين 9 مرّات، وتكرّر في سورة الفاتحة 5 مرّات.

هذه هي أحرف اسم الله تكرّرت في الآيتين 53 مرّة وتكرّرت في سورة الفاتحة 53 مرّة!

53 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 16

16 هو عدد كلمات الآية الأولى وهو عدد كلمات الآية الثانية أيضًا!

العجيب أن عدد كلمات الآية رقم 53 من سورة هود نفسها 16 كلمة:

قَالُوْا يَا هُوْدُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِيْنَ (53)

والأعجب من ذلك أن هذه الآية تتضمّن من الحروف الهجائية 16 حرفًا!

عدد حروفها 61 حرفًا ورقمها 53 ومجموعهما 114 وهو عدد سور القرآن!

هذه الآية تجاهلت من الحروف الهجائية 12 حرفًا وهذه الحروف هي:

(ث، خ، ذ، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، غ، ف) ومجموع ترتيبها الهجائي 157

157 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 37

37 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 12 وهذا هو عدد الحروف!

 

العبادة والعدد 53

نعود إلى سورة الفاتحة، أعظم سور القرآن.

تكرّرت أحرف اسم اللَّه في سورة الفاتحة 53 مرّة!

سورة الفاتحة هي ملخَّص القرآن كلّه، وكلمة "نعبد" هي ملخَّص الفاتحة!

فمن أجل هذه الكلمة (نعبد) نزل القرآن.. ومن أجلها خلق اللَّه الجن والإنس!

لقد جاءت كلمة (نعبد) في قلب الفاتحة تمامًا!

لقد جاءت بعد 14 كلمة من بداية الفاتحة، وقبل 14 كلمة من نهايتها!

والعدد 14 يساوي 7 × 2

وبذلك تجسدت السبع المثاني (7 × 2) عن يمينها وعن شمالها!

كلمة بهذه الأهميّة، وبهذا الوزن ماذا تتوقع أن يكون مجموع الترتيب الهجائي لأحرفها؟

تأمّل الترتيب الهجائي لأحرف كلمة "نعبد":

الحروف

ن

ع

ب

د

المجموع

تكرارها في الفاتحة

11

6

4

4

25

ترتيبها الهجائي

25

18

2

8

53

 
تأمّل كيف تكرَّرت هذه الأحرف في سورة الفاتحة!

مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة "نعبد" = 53

لاحظ مجموع تكرار أحرف اسم اللَّه في سورة الفاتحة = 53

تأمّل مجموع تكرار كلمة نعبد 25 أي 5 × 5، ومعلوم أن أركان الإسلام 5

 

تأمّل..

كلمة (نعبد) مركزية في موقعها، ومركزية في مضمونها أيضًا!

مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة (نعبد) يساوي 53

مجموع تكرار أحرف اسم "اللَّه" في سورة الفاتحة يساوي 53 مرّة!

مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم (الفاتحة) يساوي 53 أيضًا!

ورد اسم اللَّه في أوّل سورة نزلت من القرآن في ترتيب الكلمة رقم 53

ورد اسم اللَّه في أوّل 53 سورة من بداية المصحف من دون انقطاع!

أوّل سورة لم يرد فيها اسم اللَّه جاءت مباشرة بعد 53 سورة من بداية المصحف!

ورد اسم اللَّه في آخر موضع له في القرآن قبل 53 كلمة من نهاية المصحف!

 

لا تبتعد كثيرًا.. دعني أعرض عليك هذا الأمر:

تأمّل هذه السلسلة من الأعداد الأوّليّة تبدأ بالرقم 5، وتنتهي بالرقم 17

            المجموع

أعداد أولية متسلسلة

5

7

11

13

17

53

ترتيبها في قائمة الأعداد الأوّليّة

3

4

5

6

7

25

 

قارن بين هذا الجدول والجدول السابق!

مجموع هذه الأعداد الأوّليّة المتسلسلة = 53

مجموع ترتيب هذه الأعداد في قائمة الأعداد الأوّليّة = 25

 

لا تبتعد كثيرًا، وتأمّل هذه الآية، وهذه الغاية التي أرسل من أجلها الرسل:

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُوْلٍ إِلَّا نُوْحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُوْنِ (25) الأنبياء

هذه الآية رقمها 25، وعدد حروف هذه الآية 53 حرفًا!

ولا تنسَ أن الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن عددهم 25

 

تأمّل النداء الأوّل للعبادة!

ورد النداء من اللَّه في القرآن كثيرًا، إلَّا أن النداء في الآية التالية مميز!

إنه أوّل نداء مباشر من اللَّه عزّ وجلّ إلى الناس كافة:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُوْنَ (21) البقرة

هذه الآية التي أمامك عدد حروفها 53 حرفا! يمكنك أن تتأكد الآن!

كلمة (اعْبُدُوا) في هذه الآية هي الكلمة التي ترتيبها رقم 263 من بداية المصحف!

والعدد 263 أوّليّ في إشارة لطيفة إلى إفراد اللَّه عزّ وجلّ بالعبودية!

ولكن الأهم من ذلك هو ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة!

ترتيب العدد 263 في قائمة الأعداد الأوّليّة هو 56

تأمّل إذًا هذه الآية التي تحمل الرقم 56 في المصحف:

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات

نكتفي بهذا القدر هنا ولنا وقفات مع العدد 53 في مواضع أخرى.

 

التركيب الهندسي لحروف الآية

إذا أمعنا النظر في الآية نفسها نجد أن حروفها تتكرر بشكل عجيب!

سَنُرِيْهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيٌدٌ (53) فصلت

الآية تبدأ بحرف السين، وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 12، أي 6 + 6

الكلمة الأولى (سَنُرِيهِمْ) عدد حروفها 6 أحرف تكرَّرت في الآية 29 مرَّة، وهذا العدد أوَّليّ!

الكلمة الثانية (آيَاتِنَا) عدد حروفها 6 أحرف تكرَّرت في الآية 29 مرَّة، وهذا العدد أوَّليّ!

أوّل 6 كلمات في الآية: (سَنُرِيْهِمْ آيَاتِنَا فِيْ الْآفَاقِ وَفِيْ أَنْفُسِهِمْ) عدد حروفها 29 حرفًا!

مجموع حروف الكلمتين معًا (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا) تكرَّرت في الآية 43 مرَّة، وهذا العدد أوَّليّ!

حروف (فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ) تكرَّرت في الآية 53 مرَّة، وهذا العدد أوَّليّ!

حروف (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ) تكرَّرت في الآية 41 مرَّة، وهذا العدد أوَّليّ!

53 هو رقم الآية نفسها، و41 هو ترتيب سورة فصلت التي وردت بها الآية!

 

نظرة أخيرة إلى آية الآفاق..

سَنُرِيْهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيٌدٌ (53) فصلت

حرف الحاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 6، وتكرّر هذا الحرف في هذه الآية مرّتين!

حرف الراء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 10، وتكرّر هذا الحرف في هذه الآية مرّتين!

حرف السين ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 12، وتكرّر هذا الحرف في هذه الآية مرّتين!

حرف الشين ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 13، وتكرّر هذا الحرف في هذه الآية مرّتين!

حرف القاف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 21، وتكرّر هذا الحرف في هذه الآية مرّتين!

حرف الواو ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 27، وتكرّر هذا الحرف في هذه الآية مرّتين!

هذه الأحرف عددها 6 وتكرّر كل منها في الآية مرّتين اثنين تحديدًا!!

مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف هو 89، وهذا العدد أوّليّ!

89 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 24، وهذا العدد = 6 × 2 × 2

تأمّل أوّل 6 كلمات في الآية: (سَنُرِيْهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ)!

من بين هذه الكلمات الست هناك 4 كلمات، أي 2 × 2 عدد حروف كلّ منها 6 أحرف!

فيما عدا هذه الكلمات الأربع لا توجد أي كلمة أخرى في هذه الآية عدد حروفها 6 أحرف!

فتأمّل كيف انحصرت الكلمات التي عدد حروفها 6 أحرف جميعها في أوّل 6 كلمات من الآية!!

 

أسئلة لا تحتاج إلى إجابة!

يا من تكفرون بهذا القرآن العظيم! ما هو تفسيركم لهذه الحقائق الرقمية الباهرة؟!

هل كان مُحمَّد  يعلم سر الأعداد الأوّليّة ولذلك وظّفها في نظم القرآن بهذه الطريقة المحكمة؟!

وهل كان مُحمَّد  يهتم بنظم القرآن رقميًا بهذه الدقة؟!

كيف تفسرون اختيار الترتيب رقم 53 لاسم اللَّه في أوّل سورة نزلت من القرآن، وهي سورة العلق؟!

واختيار العدد 53 نفسه ليمثّل مجموع تكرار أحرف اسم اللَّه في أولى سور القرآن، وهي سورة الفاتحة؟!

واختيار آخر 53 كلمة من نهاية المصحف، ليأتي قبلها مباشرة اسم اللَّه للمرّة الأخيرة في القرآن؟!

واختيار أوّل 53 سورة في ترتيب المصحف، ليأتي في كل منها اسم اللَّه دون انقطاع؟!

ثم تأتي بعد ذلك ثلاث سور متتالية خالية من اسم اللَّه هي: القمر والرحمن والواقعة!

ويكون عدد كلمات أولى هذه السور، وهي سورة القمر 342 كلمة، لأن هذا العدد = 114 × 3

ثم يأتي بعد هذه السور مباشرة سورة الحديد، وعدد آياتها 29 آية!

لماذا؟ لأن عدد سور القرآن التي لم يرد في أي منها اسم اللَّه 29 سورة!

ما رأيكم في هذه الحقائق؟! هل تنكرون منها شيئًا؟!

وهل ما زلتم تتوهّمون أن الذي نظم هذا القرآن هو مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-؟!

وهل في كتب اليهود والنصارى بصيص من ملامح هذا النظم الرقمي المحكم؟!

إن كنتم لا تؤمنون بالنقل فاستخدموا العقل، وتأمَّلوا في كون اللَّه المنظور، وفي كتابه المسطور!

----------------------------------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.