هل وقفت يوماً موقف الواعظ دون أن تخاف في قول الحقِّ لومة لائم؟! وهل أمرت يومًا بمعروف، أو نهيت عن منكر؟ إن لم تفعل ذلك فاعلم أنَّ الأرقام قد سبقتك وفعلت ذلك.. لتعرف كيف، تجوَّل معنا بين أرجاء هذا المشهد.
وردت "يا ليت" 13 مرّة في القرآن في 13 موضعًا.
منها 8 حالات عن ندم الكفار والعصاة يوم القيامة!
تأمّل هذه الآيات الثماني:
- وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ (27) الأنعام
- وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُوْلُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُوْلِ سَبِيْلًا (27) الفرقان
- يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوْهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُوْلُوْنَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُوْلَا (66) الأحزاب
- حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِيْنُ (38) الزُخْرُف
- وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُوْلُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوْتَ كِتَابِيَهْ (25) الحاقة
- يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) الحاقة
- إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيْبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُوْلُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40) النبأ
- يَقُوْلُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) الفجر
تأمّل..
مجموع أرقام هذه الآيات الثماني = 114 + 114 + 23 + 23
114 هو عدد سور القرآن الكريم، و23 هو عدد أعوام الوحي!
من هذه الآيات الثماني هناك 3 آيات أرقامها 27، وهذا العدد نفسه يساوي 3 × 3 × 3
تأمّل هذه الآيات الثلاث:
وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُوْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ (27) الأنعام
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُوْلُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُوْلِ سَبِيْلًا (27) الفرقان
يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) الحاقة
مجموع كلمات الآيات الثلاث + مجموع أرقامها = 114 عدد سور القرآن!
مجموع أرقام الآيات الثماني 274، وهذا العدد = 114 + 114 + 23 + 23
مجموع أرقام الآيات الثلاث: 27 + 27 + 27 = 81
تأمّل إلى ماذا يشير العدد 81:
الحرف |
ا |
ل |
ق |
ر |
ا |
ن |
المجموع |
ترتيبه الهجائي |
1 |
23 |
21 |
10 |
1 |
25 |
81 |
هذه الآيات الثلاث تصّور حالات ندم الكفار يوم القيامة، من حيث لا ينفع الندم!
العدد 81 يقول لكم لماذا لن ينفع الندم، فأنصت إليه:
بسبب الإساءة إلى النفس، والاغتراف من الخطايا والسيئات:
بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيْهَا خَالِدُوْنَ (81) البقرة
بسبب الإعراض عن الحق:
وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِيْنَ (81) الحجر
بسبب الإشراك باللَّه:
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُوْنِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُوْنُوا لَهُمْ عِزًّا (81) مريم
بسبب السير على درب الأسلاف من غير هدى:
بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُوْنَ (81) المؤمنون
بسبب المعاندة والاستكبار ورفض سماع صوت الحق:
وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُوْنَ (81) النمل
بسبب إنكار آيات اللَّه الباهرة في كونه، وفي النفس:
وَيُرِيْكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُوْنَ (81) غافر
بسبب التجرؤ على اللَّه عزّ وجلّ وادّعاء الولد له:
قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أوّلُ الْعَابِدِيْنَ (81) الزُخْرُف
بسبب تكذيب القرآن:
أَفَبِهَذَا الْحَدِيْثِ أَنْتُم مُّدْهِنُوْنَ (81) الواقعة
بسبب التكذيب بالبعث والنشور:
أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيْمُ (81) يس
أرأيت كيف يعظك العدد 81؟!
فلتعمل بنصحه حتى لا تقول: "يا ليت" وتندم.. وقت لا ينفع الندم!
من الممكن أن يفوتك عَرَض من الدنيا وتتحسر عليه، فتتذكّر حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم- (لأن أقول: سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلّا اللَّه واللَّه أكبر أحبّ إلي مما طلعت عليه الشمس) فتكثر من هذا الذكر فيتبدّد ندمك ويتحوَّل إلى نعمة. ومن الممكن وأنت في حالة ضعف أن تقترف معصية، فتندم عليها فتتذكّر قول الغفور الرحيم سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِيْنَ (114) هود؛ فتهرع إلى الصلاة تستغفر لذنبك وتتوب إلى ربك. وهكذا.. فما دمت أنت لا تزال على قيد الحياة، فيمكنك أن تدرك ما فاتك وأن تصوِّب أخطاءك وأن تقوِّم اعوجاجك، وبذلك، وطالما أن باب التوبة لا يزال مفتوحًا، فإن الندم في جميع المواقف يمكنك جبره إلَّا في لحظة واحدة فقط! إنها لحظة الوداع.. لحظة الموت حيث لا ينفع الندم ولا يُجبر الكسر ولا يُرقع الفتق! فاجعل هدفك من الآن هو ألّا تندم في تلك اللَّحظة على شيء، واجعل كل تفكيرك فيها ووجّه كل عملك إليها، فهي المفترق الذي يتحدّد عنده مصيرك الأبدي.. ولا أفلح من نَدِم في تلك اللّحظة!
-------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).