عدد الزيارات: 11.6K

تحريم الجنّة


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 23/12/2017 هـ 04-04-1439

الفطرة السليمة لا تقبل بعقاب من لم يذنب..

الإله العادل لا يحاسب عبدًا على جريمة غيره..

فما بالنا بعقاب البشرية كلها بذنب شخص واحد!!

أين عقول البشر؟! كيف يعتقدون ذلك ويدينون به؟!

كيف يقرنون الظلم بالإله؟!! 

عقيدة الصلب والفداء تعدّ بمنزلة حجر الزاوية في الديانة النصرانية.. وهي عقيدة ظالمة!

يزعمون أن يسوع المسيح صُلب من أجل تكفير خطيئة البشر التي توارثوها عن أبيهم آدم!

يزعمون أن آدم حين عصى ربه وأكل من الشجرة غضب الله عليه وطرده، ومات آدم ولم يكفّر عن خطيئته، وبذلك حملت ذريته من بعده تبعات خطيئته، وهذا ينافي كل الأخلاق، والحس السليم! ذرية آدم لزمهم العقاب جميعًا بسبب خطيئة أبيهم آدم التي لا ذنب لأحد منهم فيها! وبذلك يولد الإنسان بالخطيئة كما يقول بولس الذي بدّل دين المسيح وحرّفه!

المسيح –عليه السلام- لم يتحدّث عن أي خطيئة في أي إنجيل من الأناجيل! ولم يثبت أنه ذكر خطيئة آدم ولا مرّة واحدة! بولس الذي ظهر بعد المسيح –عليه السلام- وادّعى أنه رسول المسيح هو من اخترع فكرة الخطيئة المتوارثة وفكرة اتصال الإله بالأرض عن طريق الابن الكلمة، كما نقل للمسيحيين عقيدة الثالوث من الأفكار اليونانية.

فأين العدل والحب الإلهي حينما يكون الطفل البريء مسؤولًا عن ذنب أسلافه وأجداده؟! وإذا كان يسوع المسيح ابن الله الوحيد فأين كانت عاطفة الأبوة؟ ولماذا يجعل ابنه الوحيد البريء يلاقي صنوف الألم والسخرية والعذاب؟ ألم تكن هناك أي وسيلة أخرى يغفر الله بها للبشر عن خطيئة لا ذنب لهم فيها بدلًا من هذه المأساة؟!

أليس من العدل والرحمة أن يتم التكفير عن خطيئة آدم من دون هذه المأساة الدموية، أو يكون صاحب الخطيئة نفسه (آدم) هو من يتحمّل وزرها؟ وأين كان هذا الابن عندما أكل آدم من الشجرة؟ فلماذا لم يعمل وقتها على العفو عنه لينقذ نفسه من الصلب والتنكيل؟! وما هي المناسبة الزمنية بين خطيئة آدم ونزول المسيح لتحمّل خطايا البشر؟ وما هو مصير من كانوا قبل صلب المسيح؟ وما هو مصير آدم صاحب هذه الخطيئة؟! وماذا عن العقوبة التي نالها آدم وحواء ألم تكن كافية؟ أم أنهما ماتا أيضًا في الخطيئة؟ ثم كيف انتقلت هذه الخطيئة من الأبوين إلى أبنائهما ثم إلى البشرية جمعاء؟ ولماذا لم يرث المسيح الخطيئة أيضًا؟ ألم يولد من أم ورثت الخطيئة بدورها من أبويها؟ أسئلة لا يستطيع النصارى الإجابة عنها إلا بتكلف لا يقبله عقل صبي في السابعة من عمره!

ولكنه التقليد والتعصب الأعمى الذي يجعل من أقوال كهذه دينًا يتمسك به ويدافع عنه!!

كل ذلك لأجل إضفاء نوع من التبرير لقضية صلب الإله وفق معتقدهم!

إذا كانت الخطيئة موروثة فماذا نفهم من هذا النص في سفر التثنية: "لا يقتل الآباء عن الأولاد، ولا يقتل الأولاد عن الآباء. كل إنسان بخطيته يقتل". (سفر التثنية 24: 16).

كلام واضح وصريح: كل إنسان بخطيته يقتل! وكل نفس بما كسبت رهينة!

وغير ذلك عشرات النصوص الصريحة الواضحة من الكتاب المقدّس تنسف عقيدة الصلب والفداء!

ولكن السؤال العجيب: لماذا يسوع هو الابن الوحيد لله؟

أمر عجيب أن يكتفي الإله بابن واحد فقط ويهب لغيره البنين والبنات!!

لقد اقترف آدم خطيئة واحدة فضحى الإله بابنه الوحيد من أجل تكفير تلك الخطيئة!

فماذا لو ارتكب آدم خطيئتين وليس خطيئة واحدة؟!

من كان سيكون الضحية لتكفير الخطيئة الثانية؟!

إذا أراد الابن أمرًا وأراد الآب خلافه فلمن سوف تكون الغلبة؟!

محال أن تكون الغلبة لكليهما فلابد أن تكون الغلبة لأحدهما!

إذا كانت الغلبة للآب فهذا يعني أن يسوع ليس إلهًا!!

وإذا كانت الغلبة ليسوع فهذا يعني أن الآب ليس إلهًا!!

ومن الذي قرّر أن يكون يسوع ضحية لتكفير خطيئة آدم؟!

وماذا لو رفض يسوع الأمر بأن يكون ضحيّة لتكفير خطيئة لم يرتكبها؟

نحن الآن نتحدث عن عقيدة الصلب والفداء فهل صُلب المسيح أصلًا؟!

الإجابة عن هذا السؤال بالنفي، فالمسيح -عليه السلام- لم يوضع على الصليب، ولم يمت كذلك لا على الصليب ولا على غير الصليب. والأدلّة على ذلك من الكتاب المقدّس نفسه متعدّدة ويصعب حصرها. إن أي قول بإمكانية القبض على المسيح –عليه السلام- وصلبه أو قتله يصادم العقل ويتناقض مع الأناجيل المتناقضة أصلًا.

 

هنا شُبهة!!

في كليات اللاهوت النصرانية يتم تدريب المبشرين على كيفية نزع بعض آيات القرآن من سياقها ليحرجوا بها المسلمين! ومن ذلك يقولون إن القرآن يقول إن المسيح مات بدليل (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ) في هذه الآية:

إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) آل عمران

الوفاة في هذه الآية بمعنى الموتة الصغرى، أي النوم!! لأن المسيح بطبيعته البشرية غير مؤهل للارتقاء والصعود إلى السماء، ومن عظمة القرآن أنه قرن الرفع بالوفاة فقال (مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ)، وهذه الحالة تشبه تمامًا حالة النبي مُحمَّد –صلى الله عليه وسلّم- عندما عُرج به إلى السماء، فتوفاه الله ورفعه إلى سدرة المنتهى، ولم يزعم أحد أن روحه فارقت جسده.

في النوم سر من أسرار الله الدالة على قيوميته ووحدانيته..

وأنه سبحانه المتفرد بتدبير شؤون العباد في يقظتهم ومنامهم..

وحتى يكون المعنى أكثر وضوحًا فلنتأمّل هذه الآية من سورة الأنعام..

وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60) الأنعام

تأمّلوا صدر هذه الآية: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ!!

النوم وفاة وموتة صغرى، ومفارقة الروح الجسد وفاة أيضًا ولكنها موتة كبرى!

وحتى يكون المعنى أكثر وضوحًا فتأمّلوا آية أخرى تجمع بينهما..

اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الزمر

بحسب هذه الآية فإن الله يتوفى الأنفس عند نومها، أي إن النوم وفاة!! إن الأنفس يتوفاها الله جميعًا عند نومها، فإذا شاء أن يفسح لبعضها في الأجل، أعادها إلى الحياة مرة أخرى، ومن قدر عليها الوفاة الكبرى أمسكها فلا يقظة بعد هذه النومة، فمن ذا الذي يقدر على هذا سوى الله جلّ جلاله؟! 

يمكننا الآن أن نفهم المقصود بقوله تعالى: "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ".

فبحسب الكتاب المقدّس فإن المسيح –عليه السلام- كان معصومًا من كيد أعدائه، وكان يخرج من بين أيديهم ولا يقدرون على الإمساك به، ولعلكم تذكرون هنا قصّته مع اليهود حينما أرادوا أن يرجموه بالحجارة في الهيكل فخرج من بين أيديهم واختفى: "فرفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى هكذا". (إنجيل يوحنا 8: 58).

ولعلّكم تذكرون أيضًا أن المسيح –عليه السلام- كان قادرًا بإذن الله أن يسحق اليهود بكلمة واحدة منه: "فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه، وقال لهم: من تطلبون؟ أجابوه: يسوع الناصري. قال لهم: أنا هو. وكان يهوذا مسلمه أيضًا واقفًا معهم. فلما قال لهم: إني أنا هو، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض". (إنجيل يوحنا 18: 4- 6).

ولعلّكم تذكرون كذلك أن المسيح –عليه السلام- كان يدخل المناطق المغلقة ويخرج منها من دون أن تمنعه من ذلك الجدران المعتمة أو الأبواب محكمة الإغلاق: "ولما كانت عشية ذلك اليوم، وهو أول الأسبوع، وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط، وقال لهم: سلام لكم!". (يوحنا 20: 19).

العجيب أن النصارى عندما تواجههم بهذه الحقائق يقولون لك لأن ساعة المسيح –عليه السلام- لم تكن قد حانت بعد، ومعنى ذلك أنه لم يكن قد حان الوقت الملائم الذي يرغب أن يُصلب فيه بإرادته ورغبته! وإذا كان المسيح قد صُلب بإرادته ورغبته وفي الوقت الذي اختاره هو، كما تزعم الأناجيل، فلماذا يصرخ ويستغيث ويتألّم وهو على الصليب؟ تأمّلوا كيف يصف إنجيل متّى حاله: "صرخ يسوع بصوت عظيم قائلًا: إيلي، إيلي، لما شبقتني؟ أي: إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟". (إنجيل متّى 27: 46).

هل هذا هو حال إله تجسّد في صورة بشر من أجل التكفير عن خطيئة آدم؟! ولماذا تصبّ الأناجيل غضبها على يهوذا الإسخريوطي وتصفه بالخائن؟! أليس هو من ساعد في تحقيق رغبة يسوع في الصلب؟!

ولماذا يقول يسوع (إلهي، إلهي)؟! فمن هو إلهه؟ أم هل كان يستغيث بنفسه؟!

كان المسيح -عليه السلام- يخشى أن يُقبض عليه، وسجد لله سبحانه وتعالى وصلى لكي ينجيه من أيدى الأشرار، فكيف يُقال إنه جاء ليخلّص العالم من خطيئة آدم بالصلب والقيامة؟ فتأمّلوا ما يرويه إنجيل مرقس عن يسوع المسيح وقد اقتربت ساعة الصفر لتنفيذ المؤامرة: "فقال لهم: نفسي حزينة جدًّا حتى الموت! امكثوا هنا واسهروا. ثم تقدم قليلًا وخر على الأرض، وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن. وقال: يا أبا الآب، كل شيء مستطاع لك، فأجز عني هذه الكأس. ولكن ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت". (إنجيل مرقس 14: 34 – 36).

المتأمّل في نصوص الأناجيل يستنتج بسهولة أن الذي كان على الصليب لا يمكن أن يكون المسيح –عليه السلام- بأي حال من الأحوال. ولذلك يقول المسيح –عليه السلام- لليهود بطريقته المعهودة في التلميح إنهم لن يقدروا على القبض عليه: "قال لهم يسوع أيضًا: أنا أمضي وستطلبونني، وتموتون في خطيتكم. حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا". (إنجيل يوحنا 8: 21).

سيسعى اليهود للقبض على المسيح –عليه السلام- ولكنهم لن يقدروا عليه، وفي قوله لهم: (حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا) إشارة واضحة إلى أنه سوف يصعد إلى السماء ولن يستطيع اليهود أن يصعدوا خلفه ليقبضوا عليه. فهل بعد ذلك عاقل يقول إن اليهود أمسكوا به وصلبوه وقتلوه! ما معنى هذا القول إذًا؟! ولا يمكن تأويل النص على أن المقصود "بالطلب" في هذا النص هو الإيمان، لأنه لم يثبت في أي مصدر أن اليهود قد ندموا على حادثة الصلب، بصرف النظر عن هوية المصلوب.

إذا لم يوضع المسيح –عليه السلام- على الصليب فمن وُضع عليه إذًا؟ يهوذا الإسخريوطي هو من كان على الصليب! ولعلّكم تذكرون قصة هذا الخائن الذي غدر بالمسيح -عليه السلام- وتآمر مع كهنة اليهود لتسليمه لهم مقابل حفنة من المال، واتفق معهم على علامة يعرفونه بها وهي أنه سوف يقبّله، حيث يروي لنا إنجيل متّى: "وفيما هو يتكلم، إذا يهوذا أحد الاثني عشر قد جاء ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب. والذي أسلمه أعطاهم علامة قائلًا: الذي أقبله هو هو. أمسكوه. فللوقت تقدم إلى يسوع وقال: السلام يا سيدي! وقبله". (إنجيل متّى 26: 47 – 49).

لقد تقدّم الخائن وقبّل المسيح –عليه السلام-، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، وفي لحظة تقبيله للمسيح –عليه السلام- ألقى الله عزّ وجلّ عليه شبه المسيح –عليه السلام- فأصبح الدليل هو المدلول عليه، وأصبح الذي قَبَّل يحمل جميع ملامح الذي تم تقبيله، وتقدم جند الرومان بكل ثقة وقبضوا على الخائن ظنًا منهم أنه المسيح –عليه السلام-! وبذلك استطاع المسيح -عليه السلام- بتأييد من الله عزّ وجلّ أن يمكر بهؤلاء الذين سعوا إلى صلبه وقتله، وخُدعوا من حيث أرادوا أن يخدعوا.

قد تسألني: كيف صمت هذا الخائن حتى نفذ فيه حكم الصلب؟! جاء في تفسير البيضاوي أنه أرتج على هذا الخائن، أو أسكته الله فلم يتكلَّم حتى نفذ فيه حكم الصلب. ومعلوم لدى كل من يقرأ قصة محاكمة المسيح، أو بالأحرى شبيه المسيح، أن صمته أثناء الاستجواب كان أمرًا مريبًا أثار تعجّب الوالي بحسب ما يقول إنجيل متّى: "وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء. فقال له بيلاطس: أما تسمع كم يشهدون عليك؟ فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة، حتى تعجب الوالي جدًّا". (إنجيل متّى 27: 12- 14).

ولكن إنجيل لوقا يقول إن الشيطان هو الذي كان يتكلّم على لسان يهوذا الإسخريوطي: "وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقتلونه، لأنهم خافوا الشعب. فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الإسخريوطي، وهو من جملة الاثني عشر. فمضى وتكلم مع رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه إليهم". (إنجيل لوقا 22: 2 -4).

إنجيل برنابا من الأناجيل التي ترفضها الكنيسة، وبرنابا أحد تلاميذ المسيح فاستمعوا لشهادته: "ولما دنَت الجنود مع يهوذا مِن المحلِّ الذي كان فيه يسوع، سمع يسوع دنوَّ جمٍّ غفير، فلذلك انسحب إلى البيت خائفًا، وكان الأحد عشر نيامًا، فلما رأى الله الخطر على عبده، أمر جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل سفراءه أن يأخذوا يسوع مِن العالم، فجاء الملائكة الأطهار وأخذوا يسوع من النافذة المشرفة على الجنوب، فجعلوه ووضعوه في السماء الثالثة في صحبة الملائكة التي تسبِّح الله إلى الأبد، ودخل "يهوذا" بعنف إلى الغرفة التي أُصعد منها يسوع، وكان التلاميذ كلهم نيامًا، فأتى الله العجيب بأمر عجيب، فتغيَّر "يهوذا" في النطق وفي الوجه، فصار شبيهًا بيسوع؛ حتى إننا اعتقدنا أنه يسوع، أما هو فبعد أن استيقظَ أخذ يُفتِّش لينظر أين كان المُعلِّم، لذلك تعجَّبْنا، وأجبْنا أنت يا سيدي مُعلِّمنا، أنسيتنا الآن.... إلخ".

لاحظوا أن برنابا وهو أحد تلاميذ المسيح وكان شاهدًا على هذه الواقعة!

يقول برنابا عندما سألهم يهوذا الإسخريوطي عن المعلم ويقصد به المسيح تعجبّوا من سؤاله!

وقالوا له: أنت يا سيدي مُعلِّمنا، أنسيتنا الآن؟!

وأيًّا كان الصواب من هذه الآراء الثلاثة، فإن الذي تمت محاكمته وإهانته والتنكيل به وصلبه وقتله هو يهوذا الإسخريوطي، وليس المسيح –عليه السلام- بأي حال، والنتيجة لا تختلف باختلاف حاله، إن كان قد ارتج عليه، أو أسكته الله عزّ وجلّ بقدرته، أو تكلّم الشيطان على لسانه.

يؤكد ذلك ما جاء في سفر المزامير، والذي يشير إلى أن الذي سوف يحاكم وتصيبه اللعنة هو يهوذا الإسخريوطي: "فأقم أنت عليه شريرًا، وليقف شيطان عن يمينه. إذا حوكم فليخرج مذنبًا، وصلاته فلتكن خطية. لتكن أيامه قليلة، ووظيفته ليأخذها آخر.. وأحب اللعنة فأتته، ولم يسر بالبركة فتباعدت عنه. ولبس اللعنة مثل ثوبه، فدخلت كمياه في حشاه وكزيت في عظامه". (مزمور 109: 6 – 8، 17، 18).

ومن هذا المزمور يتبين لكل ذي عقل وبصيرة أن يهوذا هو الذي سوف يُحاكم وليس المسيح –عليه السلام- وسوف يثبت عليه الذنب، وسوف يُصلب، وسوف تأتيه اللعنة وتلبسه مثل ثوبه! وهذه اللعنة التي أصابت يهوذا تنقلنا مباشرة إلى سفر التثنية لنتأمّل لعنة أخرى: "وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت، فقتل وعلقته على خشبة، فلا تبت جثته على الخشبة، بل تدفنه في ذلك اليوم، لأن المعلق ملعون من الله. فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا". (سفر التثنية 21: 22، 23).

تأمّلوا ماذا يقول النص: المعلق ملعون من الله! أي إن المصلوب ملعون من الله!

فهل يقبل أي نصراني أو غير نصراني أن يكون المسيح –عليه السلام- ملعونًا من الله؟

إذا لم يقبل أحد ذلك فهذا دليل على أن المعلّق على الخشبة ليس هو المسيح بأي حال!

قد يقول قائل إن لم يكن المسيح قد صُلب وقُتل وقُبر، فكيف استطاع أن يقوم من قبره بعد ثلاثة أيام؟! هذا السؤال بصيغته هذه خطأ، والصيغة الصحيحة: كيف اختفت جثة المصلوب من القبر؟ فالمسيح لم يُصلب ولم يمت ولم يُقبر حتى يقوم أو لا يقوم من قبره! إن اختفاء جثة المصلوب من القبر دليل آخر على أن المصلوب ليس هو المسيح –عليه السلام- بأي حال. وهذا ما نفهمه من الإصحاح السابع والعشرين من إنجيل متّى: "وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس قائلين: يا سيد، قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي: إني بعد ثلاثة أيام أقوم. فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث، لئلا يأتي تلاميذه ليلًا ويسرقوه، ويقولوا للشعب: إنه قام من الأموات، فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى!" (إنجيل متّى 27: 64).

تأمّلوا كيف يحذّر رؤساء الكهنة بيلاطس ويطلبون منه إصدار أوامره بضبط القبر أي حراسته!

لماذا يا رؤساء الكهنة يحرسون القبر؟ لئلا يأتي تلاميذه ليلًا ويسرقوه ويقولوا إنه قام من الأموات!!

بكل أسف إن جثّة المصلوب كانت قد سُرقت بالفعل من القبر قبل أن يصدر بيلاطس أوامره!!

وبذلك فإن "قيامة المسيح" التي تعد أحد أركان العقيدة النصرانية خديعة كبرى!!

هذه الخديعة الكبرى نلتقط طرف خيطها من خاتمة الإصحاح التاسع عشر لإنجيل يوحنا: "ثم إن يوسف الذي من الرامة، وهو تلميذ يسوع، ولكن خفية لسبب الخوف من اليهود، سأل بيلاطس أن يأخذ جسد يسوع، فأذن بيلاطس. فجاء وأخذ جسد يسوع. وجاء أيضًا نيقوديموس، الذي أتى أوّلًا إلى يسوع ليلًا، وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منا. فأخذا جسد يسوع، ولفاه بأكفان مع الأطياب، كما لليهود عادة أن يكفنوا. وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان، وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه أحد قط. فهناك وضعا يسوع لسبب استعداد اليهود، لأن القبر كان قريبًا". (إنجيل يوحنا 19: 38- 42).

انتبهوا جيّدًا إلى هذا النص لأنه على درجة عالية من الأهميّة، حيث يتنكّر أحد تلاميذ يسوع وهو يوسف الرامي ويطلب من الحاكم الروماني بيلاطس أن يأذن له بأخذ جسد يسوع، فيأذن له بذلك، فيأخذ يوسف جسد يسوع، ويتولى هو ورفيقه نيقوديموس وحدهما تكفين جسد يسوع ووضعه داخل قبر جديد مجهّز مسبقًا داخل بستان يملكه يوسف الرامي نفسه! حاولوا أن تتخيّلوا هذا المشهد!! وتذكّروا أن هذا المشهد حدث مساء الجمعة ليلة السبت!

وفي الغد، أي في يوم السبت، ذهب عظماء الكهنة الفريسيون إلى بيلاطس بحجّة أنهم تذكّروا أمرًا مهمًّا، فيا ترى ما هو هذا الأمر المهم الذي تذكّره الكهنة فجأة؟! هذا يضطرّنا إلى العودة إلى إنجيل متّى لنرى المشهد كاملًا وبحسب تسلسل أحداثه: "ولما كان المساء، جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف، وكان هو أيضًا تلميذًا ليسوع. فهذا تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع. فأمر بيلاطس حينئذ أن يُعطى الجسد. فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي، ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة، ثم دحرج حجرًا كبيرًا على باب القبر ومضى. وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر. وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس قائلين: يا سيد، قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي: إني بعد ثلاثة أيام أقوم. فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث، لئلا يأتي تلاميذه ليلًا ويسرقوه، ويقولوا للشعب: إنه قام من الأموات، فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى! فقال لهم بيلاطس: عندكم حراس. اذهبوا واضبطوه كما تعلمون". (إنجيل متّى 27: 57 – 65).

دقّقوا النظر في هذا النص جيِّدًا، وتغافلوا عن الاختلاف والتناقض بين روايتي متّى ويوحنا للحدث نفسه، وتفكّروا في الأمر المهم الذي اضطر عظماء الكهنة اليهود للذهاب في يوم السبت المعظّم إلى دار الحاكم الروماني؟ سألوه أن يأمر بضبط القبر وحراسته حتى لا يأتي تلاميذ يسوع ويسرقوا الجثمان! وتذكّروا أن الذي تولى أمر تكفين الجثمان في كتّان فاخر معطّر بالعطور الثمينة ووضعه في القبر يوم الجمعة كان أحد تلاميذ يسوع الأغنياء! وعندما كسر اليهود راحة السبت المعظّم وذهبوا لحراسة القبر كان القبر خاليًا من أي جسد! وعندما أشرقت شمس يوم الأحد تأكّد للحرس أنهم كانوا يحرسون قبرًا خاويًا فأخبروا كهنة اليهود بالأمر! وحتى لا يصل خبر سرقة الجثة إلى الحاكم سارع كهنة اليهود إلى إعطاء رشوة للحرس من الفضّة الكثيرة بحسب ما جاء في إنجيل متّى: "وفيما هما ذاهبتان إذا قوم من الحراس جاءوا إلى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشيوخ، وتشاوروا، وأعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين: قولوا إن تلاميذه أتوا ليلًا وسرقوه ونحن نيام". (إنجيل متّى 28: 11 – 13).

ولكن كيف اكتشف الحرس سرقة الجثة من القبر؟ تأمّلوا كيف يجيب يوحنا: "وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرًا، والظلام باقٍ. فنظرت الحجر مرفوعًا عن القبر. فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه، وقالت لهما: أخذوا السيد من القبر، ولسنا نعلم أين وضعوه! فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر. وكان الاثنان يركضان معًا. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولًا إلى القبر، وانحنى فنظر الأكفان موضوعة، ولكنه لم يدخل. ثم جاء سمعان بطرس يتبعه، ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة، والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعًا مع الأكفان، بل ملفوفًا في موضع وحده. فحينئذ دخل أيضًا التلميذ الآخر الذي جاء أولًا إلى القبر، ورأى فآمن، لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: أنه ينبغي أن يقوم من الأموات. فمضى التلميذان أيضًا إلى موضعهما. أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي. وفيما هي تبكي انحنت إلى القبر، فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدًا عند الرأس والآخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعًا. فقالا لها: يا امرأة، لماذا تبكين؟ قالت لهما: إنهم أخذوا سيدي، ولست أعلم أين وضعوه!". (إنجيل يوحنا 20: 1 - 13).

السؤال نفسه: كيف اكتشف الحرس سرقة الجثة من القبر؟ تأمّلوا كيف يجيب مرقس: "وبعدما مضى السبت، اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة، حنوطًا ليأتين ويدهنه. وباكرًا جدًّا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس. وكن يقلن فيما بينهن: من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟ فتطلعن ورأين أن الحجر قد دحرج! لأنه كان عظيمًا جدًّا. ولمّا دخلن القبر رأين شابًّا جالسًا عن اليمين لابسًا حلة بيضاء، فاندهشن. فقال لهن: لا تندهشن! أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس: إنه يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم. فخرجن سريعًا وهربن من القبر، لأن الرعدة والحيرة أخذتاهن. ولم يقلن لأحد شيئًا لأنهن كن خائفات". (إنجيل مرقس 16: 1- 8).

السؤال نفسه: كيف اكتشف الحرس سرقة الجثة من القبر؟ تأمّلوا كيف يجيب متّى: "وبعد السبت، عند فجر أول الأسبوع، جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب، وجلس عليه. وكان منظره كالبرق، ولباسه أبيض كالثلج.  فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات. فأجاب الملاك وقال للمرأتين: لا تخافا أنتما، فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا، لأنه قام كما قال! هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعًا فيه. واذهبا سريعًا قولا لتلاميذه: إنه قد قام من الأموات. ها هو يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه. ها أنا قد قلت لكما. فخرجتا سريعا من القبر بخوف وفرح عظيم، راكضتين لتخبرا تلاميذه". (إنجيل متّى 28: 1- 8).

السؤال نفسه: كيف اكتشف الحرس سرقة الجثة من القبر؟ تأمّلوا كيف يجيب لوقا: ثم في أول الأسبوع، أول الفجر، أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه، ومعهن أناس. فوجدن الحجر مدحرجًا عن القبر، فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن محتارات في ذلك، إذا رجلان وقفا بهن بثياب برّاقة. وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض، قالا لهن: لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ ليس هو ههنا، لكنه قام! اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل قائلًا: إنه ينبغي أن يسلم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة، ويصلب، وفي اليوم الثالث يقوم. فتذكرن كلامه، ورجعن من القبر، وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله. وكانت مريم المجدلية ويونا ومريم أم يعقوب والباقيات معهن، اللواتي قلن هذا للرسل". (إنجيل لوقا 24: 1- 10).

الآن قارنوا بين روايات الأناجيل الأربعة للقصّة نفسها! وتذكّروا أن هذه الأناجيل كُتبت بعد ما يزيد على نصف قرن من هذه الحادثة! يوحنا يقول إن مريم المجدلية جاءت إلى القبر وحدها، ومرقس يقول ثلاث نسوة حضرن إلى القبر معًا، ومتّى يقول مريم المجدلية ومريم الأخرى، ولوقا يقول مجموعة من النسوة! يوحنا يقول إن مريم المجدلية وبمجرد أن رأت القبر خاويًا ركضت وجاءت إلى بطرس، أمّا مرقس فيقول إن النسوة الثلاثة دخلن القبر ورأين شابًّا جالسًا عن اليمين لابسًا حلّة بيضاء، ولوقا يقول رأين رجلين بثياب برّاقة! أيّ هذه الأناجيل الأربعة نصدّق الآن! أليست كلها كلام الله؟! أليست كلها وحي روح القدس؟! ولكن لماذا اختلفت واضطربت وتناقضت وتصادمت؟!

بالنسبة إلى متّى فقد حدثت زلزلة عظيمة ونزل ملاك الرب من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب، وجلس عليه، فارتعد الحراس وصاروا كأموات، وطلب من المرأتين أن يذهبا سريعًا إلى التلاميذ وتخبراهم بقيام الرب من الأموات! أما بالنسبة إلى يوحنا فإن مريم المجدلية رأت ملاكين بثياب بيض جالسين، مع الانتباه إلى أن مريم هذه ليست أم المسيح، حتى لا يتوهّم أحد أن رؤيتها للملائكة أمر مقبول، بل هي مريم عصبية المزاج التي روت الأناجيل أن المسيح أخرج منها سبعة شياطين دفعة واحدة. أما مرقس فيقول إن الشاب صاحب الحلّة البيضاء أمر النسوة أن يذهبن إلى التلاميذ وخصّ بطرس دون غيره بالذكر!

إذا دقّقتم في هذه القصة بحسب رواية الأناجيل الأربعة فسوف تلاحظون أنها لم تتفق على أي مشهد من مشاهد القصة، باستثناء الحجر الذي تدحرج أو رُفع عن القبر، وهذا دليل آخر على سرقة الجسد! إذا كان صاحب الجسد هو يسوع كما يزعمون، كان يجب أن يكون الحجر في موضعه وبالختم الذي وُضع عليه! وإذا كان بإمكان المسيح أن يقوم بعد موته فلماذا يحتاج لمن يدحرج له الحجر من فوق القبر، ولماذا لا يقوم والحجر في موضعه، طالما أنه، أي المسيح، كانت لا تمنعه الحواجز المعتمة والأبواب المغلقة؟!  

وهكذا ترى التناقض الغريب في أسطورة القيامة، وإن هذا الاختلاف المخجل في رواية الأناجيل للحدث نفسه يجعل كل ناشد للحقيقة يشك في أقوالهم جملة وتفصيلًا! ويرمي بها عرض الحائط! ومن خلال مقارنة محايدة لهذه القصة بعيدًا عن التعصّب الأعمى، فإنه لا يفوت على عاقل أنها مجرّد شائعات لا أساس لها من الصحة، ولا يمكن لعاقل أن يجعلها من المسلّمات، بل ويجعلها أساسًا لعقيدته! وإن قصة الصلب ليس لها سند صحيح، والأشخاص الذين أطلقوا هذه الشائعات المتضاربة ومنقطعة الإسناد غير معروفين معرفة يقينية. وكما ذكرت لكم قبل قليل فإن هذه الأناجيل كُتبت بعد أكثر من نصف قرن من هذه الحادثة!

هناك العديد من المحقّقين النصارى أصبحوا يميلون اليوم إلى التصديق بأن الذي تم صلبه ليس المسيح –عليه السلام- وأن وقوع الشبه على غيره أقرب إلى العقل!! والذين اعترضوا على قيام المسيح بهذه الطريقة المهينة كان لهم حجّتهم القويّة في ذلك، حيث يرون أنه إذا كان بإمكان المسيح أن يقوم بعد موته فلماذا يخاف ويقوم في الخفاء؟ وما الذي يمنعه أن يقوم أمام الناس جهارًا نهارًا حتى يشاهدوه ويؤمنوا به؟! ولماذا لم يره إلا عدد محدود جدًّا وروايتهم للحدث نفسه متناقضة ومشكوك فيها؟! وما الهدف من القيام إذًا؟! وهل أصبحت مريم المجدلية عصبية المزاج التي أخرج منها يسوع سبعة شياطين هي أهم مرجع للنصارى في تقرير عقيدة "قيامة المسيح"؟!

المخالفات والمعارضات في هذه القصة لا حصر لها، ومنها دفنه يوم الجمعة ليلة السبت وقيامه من القبر قبل طلوع شمس الأحد، أي إنه مكث في القبر يومًا واحدًا فقط وليلتين، مع أن النصارى يزعمون أن البشارة أنه يكون في بطن الأرض ثلاثة أيام بلياليها، وهي مدة يونان في بطن الحوت، أي إن المسيح المزعوم كان ينبغي أن يقوم مساء الاثنين وليس فجر الأحد!

بعض المحقّقين ومن خلال تحليلهم لمضمون هذه القصّة نفسها وكما وردت في جميع المصادر، توصّلوا إلى استنتاج مهم مفاده أن سمعان بطرس هو نفسه من دبّر عملية سرقة جثّة المصلوب من داخل القبر! لن نعلّق على هذا الاستنتاج، لأنه لا يهمّنا من سرق جثّة المصلوب من داخل القبر، ويهمنا فقط صاحب هذه الجثّة!

لقد تنبأ المسيح أنه سيُشبّه لهم وأنه سوف يُرفع..

لقد علم المسيح أنهم سيشكون في كون المصلوب غيره، كان يعلم أنه سوف يُرفع، ولن يتمكن منه أعداؤه، ولذلك قال المسيح لأتباعه قبل حادثة الصلب: "إن كلكم تشكون في هذه الليلة". (مرقس 14: 27)

وهذا ما حدث فعلًا، فقد شك فيه الجميع وحسبوا أنه هو المصلوب!

ويدل على رفع عيسى قوله: "أما الآن فأنا ماضٍ إلى الذي أرسلني، وليس أحد منكم يسألني أين تمضي". (يوحنا 16: 5).

ويدل عليه أيضًا قوله: "خرجت من عند الآب وأيضًا أترك العالم وأذهب إلى الآب". (يوحنا 16: 28).

انتقلوا معي إلى سفر إشعياء لنتأمّل معًا هذه النبوءة: "بالإكراه وبالقضاء أخذ فمن يفكر في مصيره؟ قد انقطع من أرض الأحياء وبسبب معصية شعبي ضُرب حتى الموت فجعل قبره مع الأشرار وضريحه مع الأغنياء". (سفر إشعياء 53: 8، 9).

انتبهوا إلى أن هذه النبوءة تتحدّث بشكل دقيق عن يهوذا الإسخريوطي الخائن، وتقول إنه ضُرب حتى الموت، وكان ضريحه مع الأغنياء، أي الضريح الذي جهّزه الرجل الغني يوسف الرامي في بستانه، ظنًّا منه أن صاحب الجثة هو يسوع، بينما سُرقت الجثة وطُرحت في مقبرة جماعية للمجرمين والأشرار، وبذلك تتحقّق هذه النبوءة بأن هذا الخائن دُفن مرّتين، مرّة في قبر رجل غني ومرّة مع الأشرار! والمفسرون النصارى يعلمون أن هذه النبوءة خاصة بالشخص المصلوب الذي يظنونه المسيح عيسى –عليه السلام-.

العجيب أن كُتّاب الأناجيل حاولوا أن يثبتوا عبثًا أن يهوذا الإسخريوطي الخائن تخلى عنه شيطانه وانتابه تأنيب ضمير مفاجئ فندم وانتحر مباشرة بعدما علم أنهم حكموا على المسيح –عليه السلام- بالموت، وهم بذلك يحاولون طمس معالم الحلقة الأهم في مسرحية صلب المسيح، وهي أن الذي وُضع على الصليب ونكّل به وقتل هو يهوذا الخائن نفسه وليس المسيح –عليه السلام- بأي حال، وإن يهوذا لم ينتحر وإنما صُلب.

ومن هنا اضطربت الأناجيل اضطرابًا مخجلًا، حيث يعود السببَ في هذه التناقضات المخجلة إلى أنّ أيًّا من أصحاب الأناجيل الأربعة لم يشهد عملية الصلب المزعوم، لأنهم جميعًا، وكما يروي إنجيل مرقس، تركوا المسيح وهربوا: "فتركه الجميع وهربوا. وتبعه شاب لابسًا إزارًا على عريه، فأمسكه الشبان، فترك الإزار وهرب منهم عريانًا". (إنجيل مرقس 14: 50 – 52).

ليس العجب في هذا، بل العجب كل العجب في من يحاول إقناعك بأن هذه الأناجيل كلام الله!

يا عُقلاء النصارى، لقد رأيتم كيف أعطى رجال الكنيسة لأنفسهم الحق في اقتحام نصوص الكتاب المقدّس وتفسيرها وفقًا لأهوائهم الشخصية، وادعوا في جرأة غريبة أنكم أنتم العوام لن تفهموها، وأنهم هم فقط الذين لديهم مفاتيح عقولكم لمعرفة الحقيقة وخزائن الأسرار. فلماذا لا تعطوا أنفسكم الحق في اقتحام النصوص ذاتها، وسوف تتفاجؤون بأن المسيح –عليه السلام- لم يُصلب بشهادة العهد القديم والعهد الجديد معًا على السواء. ولقد وهبكم الله العقل ولديكم في العهدين القديم والجديد من الأدلة والبراهين ما يكفي لاكتشاف حقيقة المسيح –عليه السلام-.

ويأتيكم القول الفصل بشأن مصير المسيح –عليه السلام- من القرآن الكريم:

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) النساء

موت المسيح على الصليب هو محور العقيدة النصرانية.. وكل ما يقوله النصارى عن الله، والخلق، والذنب، والموت، يدور حول نقطة محورية هي صلب المسيح، وما يُقال عن الكنيسة، والإيمان والقداسة، والمستقبل، كلّه مستمد من صلب المسيح وموته على الصليب! ونفي الصلب يعني نفيًا للعقيدة النصرانية كلّها، وبذلك جعلوه رمزًا لعقيدتهم يعلقونه في رقابهم ويستميتون في الدفاع عنه! الخلاص في نظرهم يأتي فقط عن طريق دم المسيح الإله، وكل الأعمال الصالحة تعتبر هباءً منثورًا لا فائدة منها!

والمسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- لم يأت للفداء بل كان رسولًا نبيًّا..

فتأمّلوا جيّدًا ماذا يقول لنا المسيح في هذه الآية من سورة المائدة..

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) المائدة

تأمّلوا جيِّدًا: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)!

هذا هو أخطر كلام يرد على لسان المسيح -عليه السلام-!

وفي القرآن كلّه لا توجد كلمات أشد خطرًا على النصارى من هذه الكلمات!

بل هذه الكلمات التسع هي أخطر ما يمكن أن يسمعه أي نصراني في حياته كلّها!

بهذه الكلمات يأتي الحكم قاطعًا وحاسمًا بتحريم الجنة على كل من يشرك بالله عزّ وجلّ!

وأوّل من يدخل في هذا الحكم هم النصارى أنفسهم الذين يقولون إن الله ثالث ثلاثة، وإن المسيح ابن الله!!

ولذلك ومن بين الأنبياء والرسل جميعهم أراد الله عزّ وجلّ أن ينقل هذا الحكم الخطير على لسان المسيح دون غيره!

من يعبد المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- فقد حرّم الله عليه الجنّة!

والله إني لأتعجّب لأمر النصارى وكيف يتساهلون في عقيدتهم واعتقادهم!

يؤمنون بألوهية المسيح ويؤمنون بأنه ابن الله!! هل لأنه ولد من غير أب؟!

فما هو رأيهم إذًا في آدم -عليه السلام- وقد وُلد من غير أب ومن غير أم؟!

وما هو رأيهم في حواء التي ولدت من غير أم؟!

كيف يؤمنون بألوهية المسيح وفي الوقت نفسه يعتقدون أنه قُتل وصُلِب؟!

كيف يعتقدون أنه سوف يخلّصهم وهو لم يستطع أن يخلّص نفسه من شرور أعدائه؟!

سبحان الله!! أين ذهبت العقول؟! أم هو التقليد الأعمى والاستسلام للواقع!!

 

تأمّلوا الحكم..

تأمّلوه من منظور رقمي..

(إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)!

لقد جاء هذا الحكم الحاسم في 9 كلمات و33 حرفًا..

9 هو عدد الآيات التي ورد فيها لقب (المسيح) في القرآن!

33 هو عمر المسيح عيسى -عليه السلام- عندما رفعه الله إليه.

والآن تأمّلوا الآية التي حملت هذا الحكم كاملة..

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) المائدة

هذه الآية عدد كلماتها 34 كلمة!

34 هو تكرار اسم (مريم) في القرآن!

هذه الآية نفسها عدد حروفها 139 حرفًا..

139 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 34

فتأمّلوا كيف يتأكد العدد 34 بأكثر من طريق وهو تكرار اسم (مريم) في القرآن!

وهكذا تقول الأرقام إن المسيح هو ابن مريم وليس إلهًا أو ابن الله كما يزعم النصارى!

 

انتقلوا الآن إلى سورة مريم..

ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مريم

هذه الآية رقمها 34 وعدد حروفها 34 أيضًا!

فتأمّلوا ماذا تقول الآية نفسها: ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ!!

لغة الأرقام واضحة هنا ولا تحتاج إلى مزيد من الشرح!

العجيب أن هذه الآية التي أمامك ترتيبها من بداية المصحف رقم 2284، ويساوي 571 × 4

571 هو عام الفيل الذي ولد فيه مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-.

4 هو تكرار اسم (مُحمَّد) في القرآن!

 

تأمّلوا من جديد..

تأمّلوا الحكم بتحريم الجنة..

(إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)!

جاء هذا الحكم بعد 19 كلمة من بداية الآية!

العجيب أن النقاط على حروف هذه الكلمات عددها 33 نقطة!

19 هو ترتيب سورة مريم في المصحف!

33 هو عدد حروف الحكم نفسه!

33 هو عمر المسيح -عليه السلام- عندما رفعه الله إليه.

 

تأمّلوا من جديد..

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) المائدة

تذكّروا معي..

هذه الآية عدد كلماتها 34 كلمة وعدد حروفها 139 حرفًا..

139 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 34

من زاوية أخرى..

العدد 139 يساوي 114 + 25

114 هو عدد سور القرآن و25 هو تكرار اسم (عيسى) في القرآن!

سبحان الله!! تأمّلوا كيف يحمل العدد الواحد أكثر من مضمون في وقت واحد!

الآن انتقلوا إلى الآية التالية للآية السابقة مباشرة..

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) المائدة

تأمّلوا كيف تشبه هذه الآية أختها تمامًا.. فكلاهما يبدأ بتكفير النصارى!

العجيب أن هذه الآية عدد كلماتها 25 كلمة!

وأنتم تعلمون أن 25 هو تكرار اسم عيسى في القرآن!

تأمّلوا ماذا تقول الآية: وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ!!

وبذلك يأتي رقم هذه الآية 73 ليؤكّد هذا المعنى!

لأن 73 عدد أوّليّ لا يقبل القسمة إلا على نفسه أو على الرقم واحد.

وأهم من ذلك فإن 73 هو مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم الله!

 

تأمّلوا من جديد..

تأمّلوا الحكم بتحريم الجنة..

(إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)!

تأمّلوا الكلمة المفتاحية في هذا الحكم (يُشْرِكْ)..

حرف الياء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 28

حرف الشين ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 13

حرف الراء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 10

حرف الكاف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 22

هذه هي أحرف (يُشْرِكْ) مجموع ترتيبها في قائمة الحروف الهجائية = 73

 

تأمّلوا أحرف اسم (الله)..

حرف الألف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 1

حرف اللام ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 23

حرف اللام ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 23

حرف الهاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 26

هذه هي أحرف اسم (الله) مجموع ترتيبها في قائمة الحروف الهجائية = 73

 

تأمّلوا الأعجب..

حرف الألف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 1

حرف اللام ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 23

حرف الميم ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 24

حرف الشين ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 13

حرف الراء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 10

حرف الكاف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 22

حرف الياء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 28

حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25

هذه هي أحرف (المشركين) مجموع ترتيبها في قائمة الحروف الهجائية 146، ويساوي 73 + 73

 

توقّفوا وتأمّلوا..

اسم (الله) من 4 أحرف مجموع ترتيبها في قائمة الحروف الهجائية = 73

كلمة (يُشْرِكْ) من 4 أحرف مجموع ترتيبها في قائمة الحروف الهجائية = 73

كلمة (المشركين) من 8 أحرف، أي 4 + 4 مجموع ترتيبها في قائمة الحروف الهجائية = 73 + 73

والمشرك هو الذي يجعل لله ندًّا.. ولذلك جاء العدد 73 مضاعفًا، وهو عدد أوّليّ لا يقبل القسمة إلا على نفسه أو على الرقم واحد.

فتأمّلوا كيف تنطق الأرقام!!

 

تأمّلوا من جديد..

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) المائدة

تأمّلوا كيف تكرّرت هذه الحروف..

حرف العين تكرّر في هذه الآية مرّتين اثنتين.

حرف الياء تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

حرف السين تكرّر في هذه الآية 3 مرّات.

الألف المقصورة (ى) لم ترد في هذه الآية.

حرف الألف تكرّر في هذه الآية 27 مرّة.

حرف الباء تكرّر في هذه الآية 6 مرّات.

حرف النون تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

حرف الراء تكرّر في هذه الآية 9 مرّات.

حرف الياء تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

هذه هي حروف (عيسى ابن مريم) تكرّرت في الآية 102 مرّة، وهذا العدد = 34 + 34 + 34

وأنت تعلم أن هذه الآية عدد كلماتها 34 كلمة!

وتعلم أيضًا أن هذه الآية عدد حروفها 139 حرفًا وهذا العدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 34

وفي جميع الأحوال فإن 34 هو تكرار اسم (مريم) في القرآن!

ما رأيك في هذه الحقائق الرقمية الدامغة؟!

وهل يستطيع أحد أن ينكرها أو يدّعي الجهل بمدلولها؟!

 

تأمّلوا هذه الآية..

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) التوبة

هذه الآية من سورة التوبة رقمها 34

والعجيب أن عدد حروف هذه الآية نفسها 139 حرفًا.

والأعجب منه أن حروف (عيسى ابن مريم) تكرّرت في هذه الآية 98 مرّة!

98 هو عدد آيات سورة مريم!

 

تأمّلوا هذه الآية..

يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27) الأعراف

هذه الآية من سورة الأعراف عدد حروفها 139 حرفًا.

والعجيب أن حروف (عيسى ابن مريم) تكرّرت في هذه الآية 114 مرّة!

114 هو عدد سور القرآن!

 

تأمّلوا الأعجب..

تأمّلوا آيتي المائدة من جديد: 72 و73

كلتا الآيتين تبدأ بتكفير النصارى..

وقد ورد (لَقَدْ كَفَرَ) في القرآن ثلاث مرّات في ثلاث آيات..

والعجيب أن الآيات الثلاث وردت في سورة المائدة..

والأعجب منه أن الآيات الثلاث تبدأ بتكفير النصارى..

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) المائدة

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) المائدة

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) المائدة

الآيات الثلاث تبدأ بقوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ).

حرف اللام تكرّر في هذه الآيات الثلاث 59 مرّة.

حرف القاف تكرّر في هذه الآيات الثلاث 12 مرّة.

حرف الدال تكرّر في هذه الآيات الثلاث 8 مرّات.

حرف الكاف تكرّر في هذه الآيات الثلاث 10 مرّات.

حرف الفاء تكرّر في هذه الآيات الثلاث 7 مرّات.

حرف الراء تكرّر في هذه الآيات الثلاث 18 مرّة.

هذه هي أحرف (لَقَدْ كَفَرَ) تكرّرت في الآيات الثلاث 114 مرّة!

114 هو عدد سور القرآن!

ما رأيك في هذه الحقيقة الرقمية الدامغة؟!

 

تأمّلوا الكلمة الأولى..

حرف اللام ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 23

حرف القاف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 21

حرف الدال ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 8

هذه هي أحرف الكلمة الأولى (لقد) ومجموع ترتيبها الهجائي = 52

 

تأمّلوا الكلمة الثانية..

حرف الكاف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 22

حرف الفاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 20

حرف الراء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 10

هذه هي أحرف الكلمة الأولى (كفر) ومجموع ترتيبها الهجائي = 52

 

الآن قف وتأمّل..

مجموع الترتيب الهجائي لأحرف الكلمة الأولى (لقد) = 52

مجموع الترتيب الهجائي لأحرف الكلمة الثانية (كفر) = 52

ومجموع تكرار اسم الله في القرآن هو 2704، وهذا العدد = 52 × 52

 

تأمّلوا هاتين الآيتين..

وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25) النساء

وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُم اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) النور

تأمّلوا تطابق موضوع الآيتين!

أحرف (لَقَدْ كَفَرَ) تكرّرت في الآية الأولى 52 مرّة.

أحرف (لَقَدْ كَفَرَ) تكرّرت في الآية الثانية 52 مرّة.

 

تأمّلوا آية سورة النساء..

وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25) النساء

هذه الآية رقمها 25 وهذا هو تكرار اسم (عيسى) في القرآن..

هذه الآية نفسها عدد حروفها 264 حرفًا، وهذا العدد = 33 × 8

33 هو عمر المسيح -عليه السلام- عندما رفعه الله إليه.

الآن تأمّلوا كيف تكرّرت أحرف لقب (المسيح) في هذه الآية نفسها..

حرف الألف تكرّر في هذه الآية 44 مرّة.

حرف اللام تكرّر في هذه الآية 22 مرّة.

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 33 مرّة.

حرف السين تكرّر في هذه الآية مرّتين اثنتين.

حرف الياء تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

حرف الحاء تكرّر في هذه الآية 9 مرّات.

هذه هي أحرف (المسيح) تكرّرت في الآية 121 مرّة، وهذا العدد = 11 × 11

11 هو تكرار لقب (المسيح) في القرآن!

 

تأمّلوا كيف تكرّرت أحرف (المسيح) في الآية!

حرف الألف تكرّر في هذه الآية 44 مرّة، ويساوي 11 × 4

حرف اللام تكرّر في هذه الآية 22 مرّة، ويساوي 11 × 2

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 33 مرّة، ويساوي 11 × 3

حرف الياء تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

حرف الحاء تكرّر في هذه الآية 9 مرّات.

9 هو عدد آيات القرآن التي ورد فيها لقب (المسيح)!!

 

تأمّلوا الوحي..

حرف الألف تكرّر في هذه الآية 44 مرّة.

حرف اللام تكرّر في هذه الآية 22 مرّة.

حرف الواو تكرّر في هذه الآية 13 مرّة.

حرف الحاء تكرّر في هذه الآية 9 مرّات.

حرف الياء تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

هذه هي أحرف لفظ (الوحي) تكرّرت في الآية 99 مرّة، وهذا العدد = 11 × 9

11 هو تكرار لقب (المسيح) في القرآن!

9 هو عدد آيات القرآن التي ورد فيها لقب (المسيح)!!

 

تأمّلوا الآيتين معًا..

وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25) النساء

وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُم اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) النور

تذكّر معي..

أحرف (لَقَدْ كَفَرَ) تكرّرت في الآية الأولى 52 مرّة.

أحرف (لَقَدْ كَفَرَ) تكرّرت في الآية الثانية 52 مرّة.

مجموع النقاط على حروف هاتين الآيتين 235 نقطة..

وفي القرآن الكريم هناك آية واحدة فقط رقمها 235 وهي..

وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235) البقرة

تأمّلوا موضوع هذه الآية وقارنوه بموضوع آيتي النساء والنور!!

العجب كل العجب أن أحرف (لَقَدْ كَفَرَ) تكرّرت في هذه الآية 52 مرّة أيضًا.

بل إن هذه الآية هي أوّل آية في القرآن تتكرّر فيها أحرف (لَقَدْ كَفَرَ) 52 مرّة!

تأمّلوا هذا التشابك المذهل في النسيج الرقمي القرآني!!

 

والآن تأمّلوا كيف تكرّرت أحرف (المسيح) في هذه الآية نفسها:

الحرف

ترتيبه الهجائي

تكراره في الآية

ا

1

37

ل

23

24

م

24

16

س

12

5

ي

28

7

ح

6

5

المجموع

94

94

 

هذه هي أحرف لقب (المسيح)..

هذه الأحرف تكرّرت في الآية 94 مرّة.

مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف نفسها = 94

وفي الحالتين فإن العدد 94 يساوي 47 + 47

47 هو عدد كلمات هذه الآية نفسها!

لاحظ رقم الآية 235 هذا العدد يساوي 47 × 5

 

وتأمّلوا كيف تكرّرت أحرف (ابن مريم) في الآية نفسها:

الحرف

ترتيبه الهجائي

تكراره في الآية

ا

1

37

ب

2

4

ن

25

16

م

24

16

ر

10

6

ي

28

7

م

24

16

المجموع

114

102

 

هذه هي أحرف لقب (ابن مريم)..

مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف = 114

هذه الأحرف نفسها تكرّرت في الآية 102 مرّة، وهذا العدد = 34 × 3

114 هو عدد سور القرآن و34 هو تكرار اسم (مريم) في القرآن!

 

وتأمّلوا كيف تكرّرت حروف (عيسى ابن مريم) في الآية نفسها:

الحرف

تكراره في الآية

ع

10

ي

7

س

5

ى

1

ا

37

ب

4

ن

16

م

16

ر

6

ي

7

م

16

المجموع

125

 

هذه هي حروف (عيسى ابن مريم) تكرّرت في الآية 125 مرّة، وهذا العدد25 × 5

عدد حروف هذه الآية نفسها 200 حرف، ويساوي 25 × 8

25 هو تكرار اسم عيسى في القرآن!

 

وتأمّلوا كيف تكرّرت أحرف (الرسول) في هذه الآية:

الحرف

تكراره في الآية

ا

37

ل

24

ر

6

س

5

و

18

ل

24

المجموع

114

 

هذه هي أحرف لفظ (الرسول) تكرّرت في الآية 114 مرّة!

114 هو عدد سور القرآن!

ما رأيك في هذه الحقائق الرقمية؟

ليت المسيحيين يفيقون من غفلتهم..

ليتهم يدركون أن المسيح -عليه السلام- رسول قد خلت من قبله الرسل!

ليتهم يتدبّرون هذه الآية من سورة المائدة ذاتها..

مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) المائدة

نعم.. مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ!!

هذا ما تقوله الألفاظ وتؤكده الأرقام بأكثر من طريق!

الآية عدد كلماتها 25 كلمة ورقمها 75، وهذا العدد = 25 × 3

25 هو تكرار اسم عيسى في القرآن!!

هذه الآية عدد حروفها 98 حرفًا وسورة مريم عدد آياتها 98 آية!

مجموع النقاط على حروف هذه الآية 49 نقطة..

وعدد حروف هذه الآية 98 حرفًا، ويساوي 49 + 49

تأمّلوا هذا النظم الرقمي على هذا المستوى من الدقّة والتفصيل!

 

تأمّلوا كيف تبدأ الآية: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ..

وتأمّلوا كيف تكرّرت حروف (المسيح ابن مريم) في الآية نفسها:

الحرف

تكراره في الآية

ا

19

ل

11

م

9

س

3

ي

8

ح

1

ا

19

ب

3

ن

10

م

9

ر

5

ي

8

م

9

المجموع

114

 

هذه هي حروف (المسيح ابن مريم) تكرّرت في الآية 114 مرّة!

114 هو عدد سور القرآن!

فماذا يريد النصارى أكثر من ذلك حتى يعلموا أنه الحق؟!

حتى يعلموا أن المسيح ابن مريم رسول الله وليس إلهًا أو ابن الله كما يزعمون..

وحتى يخرجوا أنفسهم من مستنقع الشرك الآسن الذي هم فيه..

ويعتقوا أنفسهم من اعتقادهم الباطل أن الله ثالث ثلاثة، أو أن المسيح ابن الله!!

إن ذلك إشراك بالله تعالى، والشرك أكبر الكبائر..

والشرك ظلمات متراكمة بعضها فوق بعض..

وحجب متلاطمة لا يقرّ لها قرار..

والشرك يجعل الإنسان عبداً للمخلوق..

وبذلك فإن الذي يشرك بالله إنسان ذليل وظالم..

اختار الذل لنفسه عندما ترك ربّه وخالقه وعبد عبدًا مخلوقًا مثله..

فالمسيح ابن مريم -عليه السلام- بشر مثلكم أيها النصارى لا حول له ولا قوّة..

مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) المائدة

ليتهم يفهمون المعنى الذي أراده القرآن من وصفه للمسيح وأمه بقوله: كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ!!

ومعلوم أن من يأكل الطعام يحتاج إلى أفعال لا تليق بالإله مثل التبوّل والتغوّط!!

والقرآن بأدبه الرفيع وأسلوبه الراقي يترفّع عن ذكر ذلك صراحة في حق رسول كريم.

تفكّروا في هذا يا أصحاب البصيرة والعقول المستنيرة!

تفكروا في ما قرأتم من أدلة الحق في الكتاب الحق..

إنها الأرقام من يخاطبكم.. إنه الصدق الذي لا يتلوّن.

-------------------------------------

أهم المصادر:

أوّلًا: القرآن الكريم؛ مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم.

 

ثانيًا: الكتاب المقدّس:

الكتاب المقدّس- نسخة الملك جيمس؛ الطبعة الأولى، بيروت: دار المشرق، 2015.

الكتاب المقدّس- الترجمة العربية المشتركة؛ بيروت: دار الكتاب المقدّس في الشرق الأوسط.

 

ثالثًا: المصادر العامة:

اسليماني، حفيظ (2015)؛ الأناجيل الأربعة.. دراسة نقدية؛ دمشق: صفحات للدراسات والنشر.

الهندي، رحمة الله بن خليل الرحمن (2009)؛ إظهار الحق؛ الجزآن 1، 2؛ بيروت: المكتبة العلمية.

جبري، عبد المنعم (2014)؛ المسيح عند اليهود والنصارى والمسلمين؛ دمشق: صفحات للدراسات والنشر.

ديدات، أحمد (2009)؛ الاختيار بين الإسلام والنصرانية؛ الجزء الأوّل؛ الرياض: العبيكان للنشر.

ديدات، أحمد (2009)؛ الاختيار بين الإسلام والنصرانية؛ الجزء الثاني؛ الرياض: العبيكان للنشر.

رمزي، أحمد مختار (2008)؛ عقائد أهل الكتاب.. دراسة في نصوص العهدين؛ عمّان: دار الفتح للدراسات والنشر.

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.