عدد الزيارات: 7.5K

خطاب الأنبياء والصالحين


إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
آخر تحديث: 06/05/2016 هـ 09-02-1437

الأنبياء والصالحون هم خير الخلق وأفضلهم، وأقرب الخلق إلى اللَّه وسيلة، وأرفعهم عنده درجة، وأحبهم إليه وأكملهم سيرة وخُلقًا، وفيهم المثل الأعلى، والقدوة الحسنة، التي تهدف إلى تربية الناس على الخير الخالص بما تقول وبما تفعل. نتأمّل فيما يأتي جانبًا من أدب الأنبياء والصالحين في مخاطبة آباءهم وأبناءهم:

 

يوسف وأبوه

انتقل إلى سورة يوسف، وتأمّل كيف خاطب يوسف أباه- عليهما السلام- (يَا أَبَتِ):

إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)

ولاحظ كيف خاطب يعقوب ابنه يوسف -عليهما السلام- (يَا بُنَيَّ):

قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5)

 

لقمان لابنه

انتقل إلى سورة لقمان لترى كيف خاطب لقمان الحكيم ابنه (يَا بُنَيَّ):

وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)

 

نوح لابنه

انتقل إلى سورة هود لترى كيف خاطب نوح -عليه السلام- ابنه برغم أنه كان على ملّة الكفر (يَا بُنَيَّ):

وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوْحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَّعَ الْكَافِرِيْنَ (42)

 

إبراهيم وأبوه

انتقل إلى سورة مريم، وتأمّل هذا الحوار بين إبراهيم -عليه السلام- وأبيه، ولاحظ كيف خاطب إبراهيم -عليه السلام- أباه (يَا أَبَتِ):

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيْمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيْقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيْهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُوْنَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)

 

وفي المقابل، لاحظ مضمون الخطاب، وكيف ردّ الوالد على ابنه (يَا إِبْراهِيمُ):

قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46)

 

إبراهيم وابنه

أنقلك إلى سورة الصَّافَّات لترى لوحة أخرى رائعة، وكيف خاطب إبراهيم ابنه إسماعيل وإسماعيل أباه إبراهيم -عليهما السلام- (يَا بُنَيَّ) و(يَا أَبَتِ):

فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِيْ الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِيْنَ (102)

يَا أَبَتِ! قالها في أحلك المواقف! يقول له أريد أن أذبحك، فيرد عليه (يا أبت)!

عجبًا من أخلاق الأنبياء! فلهذا استخلصهم اللَّه، واصطفاهم من سائر البشر!

------------------------------------------------------------------------

المصدر:

مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.