هذا هو شعار المسلم في كل عمل يقوم به.. "بسم اللَّه"، وقد أرشدنا النبيّ صلى الله عليه وسلّم إلى أنَّ: كل أمر ذي بال لم يذكر فيه "اسم اللَّه" أو "بسم اللَّه" فهو أبتر، وقد ورد الافتتاح "بسم اللَّه" في القرآن في مواضع تاريخية حاسمة، منها في أوّل ما نزل من القرآن العظيم.. (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِيْ خَلَقَ)، وعندما همَّ نوح بإنقاذ المؤمنين في سفينته.. (ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا)، وعندما كتب سليمان عليه السلام إلى بلقيس ملكة سبأ حرص أن يكون في مقدمة كتابه (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
فعندما نقول "بسم اللَّه" قبل شروعنا في أيِّ عمل نود الشروع فيه، فيعني هذا أنَّنا نبدأ عملنا مستعينين بـ (اسم اللَّه)، وملتمسين البركة والعون منه لأنَّه سبحانه وتعالى الإله المعبود الذي تتوجَّه إليه القلوب بالمحبة الصادقة، والتعظيم غير المتناهي والطاعة المطلقة. والابتداء بـ"اسم اللَّه"، شرف لنا، يعلّمنا ألا يكون الاسم وحده معظّمًا ومقدّمًا في كلامنا، بل معظّمًا ومقدّمًا في قلوبنا، فلا يكون في قلوبنا ما هو أعظم ولا أجّل ولا أحب من اللَّه تبارك وتعالى، فاسمه مقدَّم على كل اسم وحبّه وتعظيمه مقدّم على كل حبّ وتعظيم. فإذا قلنا "بسم اللَّه" فإننا ندخل على الأشياء لا بقدرتنا، ولا بحيلتنا، بل بقدرة اللَّه عزّ وجلّ ونعمته وفضله، ولذلك إذا تعاملنا مع هذه الأشياء ينبغي أن نتعامل بها وفق منهج اللَّه سبحانه وتعالى.
الافتتاح والتعظيم للَّه
وردت (بِسْمِ اللَّهِ) في ثلاثة مواضع في القرآن، هي:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ (1) الفاتحة
وَقَالَ ارْكَبُوا فِيْهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُوْرٌ رَّحِيْمٌ (41) هود
إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ (30) النمل
عدد الآيات 3، ومجموع أرقامها 72، ومجموع ترتيب سورها 39، ومجموع الأعداد الثلاثة = 114
عدد كلمات هذه الآيات الثلاث = 23 كلمة.. عدد أعوام الوحي!
الآية الوسطى..
وَقَالَ ارْكَبُوا فِيْهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُوْرٌ رَّحِيْمٌ (41) هود
عدد كلماتها 11 كلمة، وترتيب السورة التي وردت بها في المصحف رقم 11.. سورة هود!
رقمها 41 وهو مجموع تكرار أحرف اسم اللَّه ضمن الحروف المقطَّعة!
ورد فيها النصف الأوّل فقط من (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ)، ولم تتضمَّن النصف الثاني.
إذا تأمّلت الآية الثالثة تجد نصفها الأوّل 4 كلمات، ونصفها الآخر (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ) وهي 4 كلمات.
إذا تأمّلت نمط تكرار حروف الآية الوسطى فسوف تلاحظ أن هناك ظاهرة رقمية عجيبة.
نتأمّل تكرار حروف (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ) كاملة في الآية الوسطى:
الحرف |
ب |
س |
م |
ا |
ل |
هـ |
ر |
ح |
ن |
ي |
المجموع |
التكرار |
3 |
2 |
4 |
10 |
4 |
4 |
6 |
1 |
1 |
3 |
38 |
تأمّل..
لقد جاءت (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ) كاملة في الآية الأولى، وعدد حروفها 19 حرفًا.
وجاءت (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ) كاملة في الآية الأخيرة، وعدد حروفها 19 حرفًا.
في الآية الوسطى لم ترد (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ) كاملة، ولكن حروفها تكرّرت في الآية نفسها 38 مرّة!
وهذا العدد = 19 + 19 مرّة!
هناك ما هو أعجب من ذلك!
إذا تأمّلت حروف الآية الوسطى فسوف تلاحظ أنها تضمّنت 6 أحرف ليست من حروف (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ)..
وهذه الأحرف هي ( ج – غ – ف – ق – ك – و). وما هو العجيب في ذلك؟
نتأمّل معًا الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الستة:
الحرف |
ج |
غ |
ف |
ق |
ك |
و |
المجموع |
ترتيبه الهجائي |
5 |
19 |
20 |
21 |
22 |
27 |
114 |
مجموع الترتيب الهجائي للأحرف الستة = 114، وهذا هو عدد سور القرآن الكريم!
لقد وردت هذه الآيات الثلاث في ثلاث سور.. الفاتحة وترتيبها في المصحف رقم 1، وهود وترتيبها رقم 11، والنمل وترتيبها رقم 27، وقد توزّعت بشكل مذهل من خلال نظام دقيق جدًّا وعلى مستوى الكلمة.
تأمّل..
تأمّل كيف توزعت عبارة (بِسْمِ اللَّهِ) على امتداد القرآن من خلال هذا المخطط:
تأمّل كيف يتجلى العدد 113 في جميع الحالات!
ببساطة لأن 113 هو عدد سور القرآن التي تفتتح قراءتها بالبسملة!
تأمّل..
قبل مغادرة هذه المحطة توقف عند الآية الأخيرة:
إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ (30) النمل
جاءت الآية من 8 كلمات، نصفها الثاني البسملة كاملة، ونصفها الأوّل (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ)، وهذا النصف يبدأ بكلمة (إِنَّهُ)، ويختتم بالكلمة نفسها (إِنَّهُ)..
الآن نتأمّل الترتيب الهجائي لحروف هذه الكلمة (إِنَّهُ):
حرف الألف ترتيبه الهجائي رقم 1، وحرف النون رقم 25، وحرف الهاء رقم 26
مجموع الترتيب الهجائي لحروف الكلمة = 52
تكرّرت هذه الكلمة مرتين، وبذلك فإن عملية ضرب هذا العدد في نفسه ينتج منه 52 × 52 = 2704
وهذا هو مجموع تكرار اسم الله في القرآن الكريم!
تأمّل أين جاء لفظ (إِنَّهُ) لأوّل مرّة في سورة النمل..
يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) النمل
تأمّل جيِّدًا قوله تعالى في الآية: أَنَا اللَّهُ!!
لفظ (أَنَا) يتألّف من ثلاث أحرف مجموع ترتيبها في قائمة الحروف الهجائية = 27
27 هو بالفعل تكرار اسم الله في سورة النمل نفسها!
بل تأمّل الآية الوحيدة التي تبدأ باسم الله في سورة النمل..
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) النمل
عدد حروفها 27 حرفًا..
قوله تعالى في الآية: (أَنَا اللَّهُ) يأتي مباشرة بعد 333 حرفًا من بداية سورة النمل!
العجيب أن 333 هو تكرار حرف الواو في سورة النمل!
وحرف الواو هو الحرف رقم 27 في قائمة الحروف الهجائية!
روابط رقمية قرآنية عجيبة!
تأمّل النصف الأوّل من بسملة النمل.. (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ)!
تأمّل (مِنْ سُلَيْمَانَ)، فإنه يتوسط كلمتي (إِنَّهُ).
وتأمّل مجموع الترتيب الهجائي لأحرف (مِنْ سُلَيْمَانَ):
الحرف |
م |
ن |
س |
ل |
ي |
ا |
المجموع |
الترتيب الهجائي |
24 |
25 |
12 |
23 |
28 |
1 |
113 |
أحرف (مِنْ سُلَيْمَانَ) هي نفسها أحرف (سُلَيْمَانَ).
ومجموع الترتيب الهجائي لأحرف (مِنْ سُلَيْمَانَ) = 113
وهذا هو عدد سور القرآن التي تفتتح قراءتها بالبسملة!
الترتيب الهجائي للحروف العربية لم يعرفه المسلمون إلا بعد 80 عامًا من انقضاء الوحي!
وبرغم ذلك فإن البناء الإحصائي لحروف القرآن العظيم يستند بشكل أساسي إلى ترتيبها الهجائي!
وفي ذلك الدليل الحاسم على أن الذي نظم رتّب هذا القرآن هو عالم الغيب وحده سبحانه وتعالى.
البسملة كاملة..
البسملة كاملة لم ترد كآية إلا في موضعين اثنين فقط في القرآن كله..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الفاتحة
إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) النمل
مجموع رقمي الآيتين = 31
تأمّل الآيتين جيِّدًا إحداهما في سورة الفاتحة والثانية في سورة النمل!
سورة النمل عدد آياتها 93 آية، وهذا العدد = 31 + 31 + 31
تأمّل هاتين الآيتين من سورة النمل..
أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) النمل
أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) النمل
الآية الأولى رقمها 31
والآية الثانية رقمها 62، ويساوي 31 + 31
مجموع أرقام الآيتين = 93
مجموع حروف الآيتين = 93 أيضًا!!
والعجيب حقًّا أن 93 هو عدد آيات سورة النمل نفسها، وهذا العدد يساوي 31 + 31 + 31
أما بالنسبة لسورة الفاتحة وارتباطها بالعدد 31 فتأمّل العجب العجاب..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
مجموع حروف الكلمات التي احتلت الترتيب الأوّل في آيات سورة الفاتحة = 31
ومجموع حروف الكلمات التي احتلت الترتيب الثاني في آيات سورة الفاتحة = 31 أيضًا!
ومجموع حروف الكلمات التي احتلت الترتيب الثالث في آيات سورة الفاتحة = 31 أيضًا!
ومجموع النقاط على حروف الكلمات التي احتلت الترتيب (الأوّل – الثاني – الثالث) في آيات سورة الفاتحة = 31 نقطة!
ومجموع حروف أسماء الله الحسنى الستة التي وردت في سورة الفاتحة نفسها = 31 أيضًا!
ما رأيك في هذه الحقائق الرقمية المذهلة؟
تأمّل آيتي البسملة معًا..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الفاتحة
إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) النمل
تأمّل هويّة الحروف في الآيتين!
هل لا حظت شيئًا؟
تأمّل آية البسملة في سورة الفاتحة..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
تتضمن ثلاثة أحرف منقوطة هي: النون والباء والياء.
وتأمّل آية البسملة في سورة النمل..
إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)
تتضمن ثلاثة أحرف منقوطة أيضًا هي: النون والباء والياء!
سبحان الله.. الحروف المنقوطة في الآيتين هي نفسها: النون والباء والياء!
نعم.. إنها أحرف لفظ (نبي)!
تأمّل آيتي البسملة من جديد..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الفاتحة
إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) النمل
مجموع حروف الآيتين = 53 حرفًا!! لماذا؟
لأن أحرف اسم الله تكرّرت في سورة الفاتحة أولى سور القرآن 53 مرّة!
ولأن اسم الله ورد في ترتيب الكلمة رقم 53 في أوّل سورة نزلت من القرآن وهي العلق!
ولأن اسم الله ورد للمرّة الأخيرة في المصحف قبل 53 كلمة من نهايته!
ولأن أوّل 53 سورة في المصحف تضمّنت جميعها اسم الله من دون انقطاع!
ولأن أوّل سورة لم يرد فيها اسم الله يأتي ترتيبها بعد 53 سورة من بداية المصحف!
ولأن.. ولأن.. ولأنّ..
نكتفي بهذا القدر من عجائب البسملة ولا يزال للموضوع بقيّة..
ولكن من وضع هذا النظام الرقمي المحكم في القرآن الكريم؟!
أسأل المعاندين لأنفسهم المكذّبين بهذا القرآن!
-----------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).