في عام 90 هجرية، الموافق 708 ميلادية، وبعد ثمانية عقود من وفاة النبي مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم وانقضاء وحي القرآن الكريم، رتّب العرب الحروف العربية ترتيبًا شكليًّا يعتمد "الأشباه والنظائر"، أي تشابه الحروف من حيث رسمها وشكلها، وهو الترتيب الهجائي المعروف لنا اليوم والموضح في هذا الجدول:
الحرف |
ترتيبه |
الحرف |
ترتيبه |
ا |
1 |
ض |
15 |
ب |
2 |
ط |
16 |
ت |
3 |
ظ |
17 |
ث |
4 |
ع |
18 |
ج |
5 |
غ |
19 |
ح |
6 |
ف |
20 |
خ |
7 |
ق |
21 |
د |
8 |
ك |
22 |
ذ |
9 |
ل |
23 |
ر |
10 |
م |
24 |
ز |
11 |
ن |
25 |
س |
12 |
هـ |
26 |
ش |
13 |
و |
27 |
ص |
14 |
ي |
28 |
وهذا الترتيب يعرف بالترتيب الهجائي وهو الأكثر تواترًا في الاستعمال اليوم..
الترتيب الذي رُتّبت بمقتضاه المادة اللغوية في المعاجم القديمة والحديثة..
الترتيب الذي يُستخدم في تنظيم المصنفات والمصادر والمراجع وكل مادة يُحتاج فيها إلى فهرسة..
العجيب أن القرآن الكريم يأخذ بهذا الترتيب ويبني عليه منظومته الرقمية المعجزة..
رغم أن القرآن نزل وانتهى وحيه قبل اكتشاف هذا الترتيب الهجائي بثمانية عقود كاملة!
وللتدليل على ذلك.. تأمّلوا معي دليلًا نجمع لكم فيه المصحف من أوّله وآخره..
تأمّلوا أوّل ثلاثة حروف من بداية المصحف..
فهذه هي أوّل آية في المصحف أمامكم الآن..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
وهذه هي أوّل ثلاثة أحرف في المصحف..
حرف الباء وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 2
حرف السين وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 12
حرف الميم وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 24
مجموع الترتيب الهجائي لأوّل ثلاثة أحرف في المصحف = 38
انتقلوا الآن إلى آخر آية في المصحف وهي أمامكم الآن..
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
وهذه هي آخر ثلاثة أحرف في المصحف..
حرف النون وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25
حرف الألف وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 1
حرف السين وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 12
مجموع الترتيب الهجائي لآخر ثلاثة أحرف في المصحف = 38 أيضًا!
والآن تأمّلوا هذه الأحرف الثلاثة أيضًا..
حرف الميم وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 24
حرف الحاء وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 6
حرف الدال وترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 8
هذه الأحرف الثلاثة هي التي يتألّف منها اسم (مُحمَّد)..
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الثلاثة = 38 أيضًا!
العجيب أن السورة التي تحمل اسم "مُحمَّد" هي السورة الوحيدة التي عدد آياتها 38 آية!
الآن تأمّلوا هذه الحقائق..
مجموع الترتيب الهجائي لأوّل ثلاثة أحرف في المصحف (ب س م) = 38
مجموع الترتيب الهجائي لآخر ثلاثة أحرف في المصحف (ن ا س) = 38
مجموع الترتيب الهجائي للأحرف الثلاثة التي يتألّف منها اسم مُحمَّد (م ح د) = 38
مجموع الأعداد الثلاثة 38 + 38 + 38 يساوي 114
وهذا هو عدد سور القرآن الكريم.
ما رأيكم في هذه الحقائق الرقمية الدامغة؟
هل يستطيع أحد أن ينكرها أو يدعي الجهل بمدلولها؟
بل سأريكم أعجب من ذلك بكثير..
سأريكم روابط رقمية مذهلة بين سورة مُحمَّد والعدد 38 من زوايا مختلفة..
السورة التي تحمل اسم "مُحمَّد" هي السورة الوحيدة التي عدد آياتها 38 آية!
وسورة مُحمَّد تبدأ بهذه الآية..
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (1) مُحمَّد
الآن تأمّلوا الكلمة رقم 38 من بداية المصحف..
إنها كلمة (الَّذِينَ) في بداية الآية الثالثة من سورة البقرة..
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) البقرة
والعجيب أن سورة مُحمَّد هي السورة الوحيدة في القرآن التي تبدأ بهذه الكلمة (الَّذِينَ)!
والعجيب حقًّا أن هذه الآية التي أمامكم عدد حروفها 47 حرفًا..
47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!
أتريدون مزيدًا من التأكيد..
إذاً تأمّلوا الكلمة رقم 38 أيضًا من بداية سورة البقرة نفسها..
إنها كلمة (الَّذِينَ) أيضًا في الآية السادسة من سورة البقرة..
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) البقرة
كلمة (الَّذِينَ) هي الكلمة التي تبدأ بها سورة مُحمَّد فقط..
والأمر العجيب والمذهل حقًّا هو أن عدد حروف هذه الآية 47 حرفًا.. أيضًا!
47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!
المعنى نفسه والدلالة الرقمية ذاتها!
تذكّروا معي..
مجموع الترتيب الهجائي لأوّل ثلاثة أحرف في المصحف (ب س م) = 38
مجموع الترتيب الهجائي لآخر ثلاثة أحرف في المصحف (ن ا س) = 38
مجموع الترتيب الهجائي للأحرف الثلاثة التي يتألّف منها اسم مُحمَّد (م ح د) = 38
الآن تأمّلوا أوّل آية في المصحف..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الفاتحة
أوّل ثلاثة أحرف في المصحف (ب س م) تكرّرت في هذه الآية 5 مرّات.
آخر ثلاثة أحرف في المصحف (ن ا س) تكرّرت في هذه الآية 5 مرّات.
الأحرف الثلاثة التي يتألّف منها اسم مُحمَّد (م ح د) تكرّرت في هذه الآية 5 مرّات.
تفكّروا في هذا يا أولي الألباب..
من وضع هذا النظام الرقمي المحكم في القرآن الكريم؟
هل كان مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم يهتم بكل هذه التفاصيل لاختيار حروف القرآن وألفاظه؟
وكيف فعل ذلك والقرآن الكريم لم ينزل دفعة واحدة بل نزل متفرقًا في 23 عامًا؟!
وهل هناك عاقل يكذب بهذا القرآن في ظل هذه الحقائق والثوابت الرقمية الدامغة؟
------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).