عجيب أنت أيها الإنسان..
تبدأ الكذب بلا احتياج.. وتصدقه بلا فائدة..
تعرف الحق.. وتتجاهله بلا هدف.. سوى السراب..
تحيك تفاصيل الجنون على مغزل الدّين!!
كيف يبسط الجهل سطوته على عقلك يا هذا؟!
تتوج من لا يرى نفسه سوى عبد ضعيف.. إلهًا..
يقول المسيح –عليه السلام- عن نفسه: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ!
وتقول أنت: كلا.. بل أنت ابن الله! بل أنت هو الله!
فتعالى الله عما تقول علوًا كبيرًا..
فلا نزال بصدد الحديث عن تكرار لفظ (عبد الله) في القرآن..
لقد رأينا في الحلقة الرابعة أن أحرف (عبد الله) تكرّرت 114 مرّة في ثلاث آيات تحديدًا..
وهذه هي الآيات أمامنا الآن..
الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) البقرة
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25) النساء
لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) النساء
أحرف لقب (عبد الله) تكرّرت في الآية الأولى 114 مرّة.
أحرف لقب (عبد الله) تكرّرت في الآية الثانية 114 مرّة.
أحرف لقب (عبد الله) تكرّرت في الآية الثالثة 114 مرّة.
ولا توجد أي آية أخرى في القرآن تكرّرت أحرف (عبد الله) فيها 114 مرّة!
العجيب أن مجموع النقاط على حروف هذه الآيات الثلاث 275 نقطة، أي 25 × 11
تأمّلوا العدد 25 مضروبًا في العدد 11
25 هو تكرار اسم (عيسى) في القرآن!
11 هو تكرار لقب (المسيح) في القرآن!
والمسيح عيسى ابن مريم هو الشخص الوحيد الذي نقل القرآن قوله: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ!
بل هي أوّل ثلاث كلمات نطق بها وهو في المهد!
الآن ركّزوا معي على عدد كلمات هذه الآيات الثلاث..
مجموع كلمات هذه الآيات الثلاث 137 كلمة..
137 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 33
الآية الأخيرة من هذه الآيات الثلاث عدد كلماتها 33 كلمة!
33 هو عمر المسيح –عليه السلام- عندما رفعه الله إلى السماء!
الآية الأولى من هذه الآيات الثلاث عدد كلماتها 46 كلمة!
عجيب! هل تعلمون إلى ماذا يشير هذا العدد؟
إنه يشير إلى هذه الآية من سورة آل عمران..
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) آل عمران
هذه الآية تتحدّث عن المسيح –عليه السلام-!
العجيب أن عدد حروف هذه الآية 33 حرفًا من دون زيادة ولا نقصان!
33 هو عمر المسيح –عليه السلام- عندما رفعه الله إلى السماء!
تأمّلوا هذا النسيج الرقمي القرآني المذهل!
تأمّلوا من جديد..
ورد (عبد الله) في القرآن مرّتين اثنتين..
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) مريم
وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) الجن
لفظ (عبد) في الآية الأولى هو الكلمة رقم 295 من بداية سورة مريم.
لفظ (عبد) في الآية الثانية هو الكلمة رقم 181 من بداية سورة الجن.
الفرق بين العددين 295 – 181 يساوي 114
وهذا هو عدد سور القرآن الكريم!
ومجموع العددين 476، ويساوي 34 × 14
تأمّلوا العدد 34 مضروبًا في العدد 14
34 هو تكرار اسم (مريم) في القرآن!
14 هو رقم آخر آية يرد فيها اسم عيسى ابن مريم في القرآن:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) الصف
تأمّلوا الأعجب..
في هذه الآية يقول المسيح (إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ)..
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) مريم
وفي هذه الآية يقول الله عزّ وجلّ (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ)..
لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) النساء
الآية الأولى عدد حروفها 34 حرفًا..
فتأمّلوا صفة المسيح في الآية الثانية: (عَبْدًا).
حرف العين تكرّر في الآيتين 6 مرّات.
حرف الباء تكرّر في الآيتين 7 مرّات.
حرف الدال تكرّر في الآيتين 3 مرّات.
حرف الألف تكرّر في الآيتين 18 مرّة.
هذه هي أحرف لفظ (عَبْدًا) تكرّرت في الآيتين 34 مرّة!
العدد 34 يتأكّد عبر أكثر من طريق!
لأنه ببساطة تكرار اسم (مريم) في القرآن!
أحرف لقب (عبد الله) تكرّرت في الآيتين 67 مرّة.
أحرف لقب (عبدًا لله) تكرّرت في الآيتين 67 مرّة.
67 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 19
19 هو ترتيب سورة مريم في المصحف!
العجيب أن مجموع حروف الآيتين 121 حرفًا، ويساوي 11 × 11
11 هو تكرار لقب (المسيح) في القرآن!
لغة الأرقام واضحة هنا بذاتها ولا تحتاج إلى أي شرح!
تفكّروا في هذا يا أصحاب البصيرة والعقول المستنيرة!
تفكروا في ما رأيتم من أدلة الحق في الكتاب الحق..
إنها الأرقام من يخاطبكم.. إنه الصدق الذي لا يتلوّن.
وإنه كلام الله لا ريب.
-----------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).