لا يملك الناظر إلى دين الإسلام نظرة إنصاف إلا أن يعلن بملء فيه أنه الدين الكامل، والشرع الوافي، والمنهج المساير لكل العصور والأزمان، والمشبع لحاجات البشرية كلها، والراعي لحاجة الفرد والأمة، والقاطع للنزاع إذا تنازع الناس. إنه دين يعطي ولا يأخذ، ويمنح ولا يمنع، يعز الفرد ولا يذله، فمن يعبد حجرًا أو شجرًا أو يتعلق قلبه بغير اللَّه؛ يتعب كثيرًا ولا يرتاح قليلًا، هذا بالنسبة إلى الفرد، أما بالنسبة إلى المجتمع صغيرًا كان أو كبيرًا فإنه يدفع الثمن باهظًا إن هو ابتعد وترك وأعرض عن منهج ربه ودينه الحق.
يا أهل الكتاب.. ها هو القرآن يدعوكم!
بالرقم الثابت الذي لا إحساس فيه ولا انحياز، والعدد المجرَّد الذي لا حسّ فيه ولا عاطفة.
بالبراهين الساطعة والأدلة القاطعة والشواهد الحاسمة، التي لا جدال فيها ولا سجال.
بالحجج الدامغة والبيِّنات الراسخة، التي لا يمكن معها إلَّا التصديق بالقرآن أنه من عند اللَّه.
فهيئوا أنفسكم، وانتبهوا وترقَّبوا وتأهَّبوا واستعدوا..
ورد النداء المباشر "يا أهل الكتاب" في القرآن الكريم 6 مرّات!
ورد النداء غير المباشر "قل يا أهل الكتاب" في القرآن الكريم 6 مرّات!
ورد النداء المباشر وغير المباشر لأهل الكتاب في سورة آل عمران 6 مرّات!
ورد النداء المباشر لأهل الكتاب في هذه الآيات:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّوْنَ فِي إِبْرَاهِيْمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّورَاةُ وَالْإنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُوْنَ (65) آل عمران
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُوْنَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُوْنَ (70) آل عمران
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُوْنَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوْنَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ (71) آل عمران
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوْا فِي دِيْنِكُمْ وَلَا تَقُوْلُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيْحُ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُوْلُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوْحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُوْلُوا ثَلاَثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيْلًا (171) النساء
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيْرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُوْنَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُوْ عَنْ كَثِيْرٍ قَدْ جَاءَكُم مِنَ اللَّهِ نُوْرٌ وَكِتَابٌ مُبِيْنٌ (15) المائدة
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُوْلُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيْرٍ وَلَا نَذِيْرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيْرٌ وَنَذِيْرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ (19) المائدة
تأمّل..
مجموع كلمات هذه الآيات 143 كلمة!
أولى سور القرآن، وهي الفاتحة عدد حروفها 143 حرفًا!
الآيات الخمس الأولى مجموع كلماتها 114 كلمة بعدد سور القرآن!
هذه الآيات الست بدأت بياء الناء (يا)!
حرف الياء تكرّر في هذه الآيات الست 35 مرّة، وحرف الألف تكرّر 108 مرّات!
وهذا يعني أن حرفي ياء الناء (يا) تكرّرا في الآيات الست 143 مرّة!
حرف الياء هو آخر الحروف الهجائية وحرف الألف هو أوّلها!
حرف الألف تكرّر في الآيات الست 108 مرّات وحرف الياء تكرّر 35 مرّة.
مجموع العددين = 143 والفرق بينهما = 73
73 هو مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم اللّه!
تأمّل الناء: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ!
حرفا الكلمة الأولى (يَا) تكرّرا في الآيات الست 143 مرّة!
أحرف الكلمة الثانية (أَهْلَ) تكرّرت في الآيات الست 214 مرّة!
أحرف الكلمة الثالثة (الْكِتَابِ) تكرّرت في الآيات الست 268 مرّة!
مجموع هذه الأعداد الثلاثة 625، وهذا العدد = 5 × 5 × 5 × 5
تأمّل.. فهل ترى غير الرقم 5، وهو عدد أركان الإسلام!
تأمّل العدد 625 من زاوية أخرى، فهو يساوي 114 × 5 + 55
لِمَ..
تأمّل أوّل كلمة تأتي بعد النداء (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ) في الآيات الثلاث الأولى.
إنها كلمة (لِمَ)، وتتشكّل من حرفين فقط اللّام والميم!
حرف اللّام تكرّر في الآيات الست 80 مرّة، وحرف الميم تكرّر 40 مرّة!
مجموع تكرار حرفي (لِمَ) في الآيات الست 120، وهذا العدد = 114 + 6
114 هو عدد سور القرآن و6 هو عدد الآيات!
ولا تنسَ أن 120 هو أيضًا عدد آيات سورة المائدة، حيث ورد النداء المباشر الأخير لأهل الكتاب!
انْتَهُوْا..
تأمّل قوله تعالى في سورة النساء: وَلَا تَقُوْلُوْا ثَلاَثَةٌ انْتَهُوْا خَيْرًا لَكُمْ!
تأمّل كلمة (انْتَهُوْا):
حرف الألف تكرّر في الآيات الست 108 مرّات.
حرف النون تكرّر في الآيات الست 39 مرّة.
حرف التاء تكرّر في الآيات الست 31 مرّة.
حرف الهاء تكرّر في الآيات الست 26 مرّة.
حرف الواو تكرّر في الآيات الست 46 مرّة.
هذه هي آخر كلمة (انْتَهُوْا) تكرّرت في الآيات الست 250 مرّة، وهذا العدد = 25 × 10
25 هو تكرار اسم "عيسى" في القرآن!
كلمة (انْتَهُوْا) هي الكلمة رقم 33 من بداية الآية!
33 هو عدد الأعوام التي عاشها عيسى عليه السلام في الأرض!
فتأمّل كيف تخاطب الأرقام النصارى بلغة واضحة صريحة! ليتهم يفهمونها!
كلمة سواء
في موضع آخر يأتي هذا النداء غير المباشر:
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ)
أحرف "كلمة سواء" تكرّرت في الآيات الست 319 مرّة!
319 هو الفرق ما بين مجموع تراتيب سور القرآن، ومجموع آياتها!
تأمّل..
أطول هذه الآيات الست هي الآية رقم 171 من سورة آل عمران.
هذه الآية عدد كلماتها 54 كلمة، وهذا العدد = 6 × 9
هذه الآية نفسها عدد حروفها 216 حرفًا، وهذا العدد = 6 × 6 × 6
تأمّل..
أحرف اسم "مُحمَّد" تكرّرت في هذه الآيات الست 58 مرّة.
أحرف لفظ "رسول" تكرّرت في هذه الآيات الست 158 مرّة.
أحرف "مُحمَّد رسول" تكرّرت في هذه الآيات الست 216 مرّة، وهذا العدد = 6 × 6 × 6
تأمّل..
هذه الآيات الست جاءت في ثلاث سور هي: آل عمران والنساء والمائدة.
مجموع ترتيب هذه السور الثلاث في المصحف 12، وهذا العدد = 6 + 6
تأمّل..
مجموع حروف هذه الآيات الست 576، وهذا العدد = 6 × 6 × 16
مجموع حروف هذه الآيات الست 576، وهذا العدد = 114 × 5 + 6
114 هو عدد سور القرآن!
5 هو عدد أركان الإسلام!
6 هو تكرار النداء المباشر "يا أهل الكتاب" في القرآن!
بشهادة المسيح!
تأمّل الشطر الأوّل من آية سورة النساء:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِيْنِكُمْ وَلَا تَقُوْلُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيْحُ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُوْلُ اللَّهِ!
أحرف اسم "عيسى" تكرّرت في الآيات الست 60 مرّة!
أحرف لقب "المسيح" تكرّرت في الآيات الست 281 مرّة!
281 عدد أوّلي ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 60
أحرف اسم "مريم" تكرّرت في الآيات الست 97 مرّة!
97 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 25، وهذا هو تكرار اسم "عيسى" في القرآن!
لا أدرى ماذا يقول عبّاد المسيح عن هذه الحقائق الرقمية الدامغة!
بشهادة دِيْنِكُمْ!
تأمّل مطلع الآية الثالثة: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِيْنِكُمْ!
حرف الدال تكرّر في الآيات الست 10 مرّات.
حرف الياء تكرّر في الآيات الست 35 مرّة.
حرف النون تكرّر في الآيات الست 39 مرّة.
حرف الكاف تكرّر في الآيات الست 26 مرّة.
حرف الميم تكرّر في الآيات الست 40 مرّة.
هذه هي أحرف لفظ (دِيْنِكُمْ) تكرّرت في الآيات الست 150 مرّة، وهذا العدد = 6 × 5 × 5
6 هو عدد الآيات، و5 هو عدد أركان الإسلام!
بشهادة التوراة والإنجيل!
تأمّل قوله تعالى في الآية الأولى: وَمَا أُنْزِلَتِ التَّورَاةُ وَالْإنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ!
حرف الألف تكرّر في الآيات الست 108 مرّات!
حرف اللَّام تكرّر في الآيات الست 80 مرّة!
حرف التاء تكرّر في الآيات الست 31 مرّة!
حرف الواو تكرّر في الآيات الست 46 مرّة!
حرف الراء تكرّر في الآيات الست 22 مرّة!
التاء المربوطة (ة) تكرّرت في الآيات الست 3 مرّات!
حرف النون تكرّر في الآيات الست 39 مرّة!
حرف الجيم تكرّر في الآيات الست 7 مرّات!
حرف الياء تكرّر في الآيات الست 35 مرّة!
هذه هي أحرف لفظ (التَّورَاةُ وَالْإنْجِيلُ) تكرّرت في الآيات الست 371 مرّة!
العدد 371 يساوي 7 × 53
7 هو عدد آيات سورة الفاتحة، و53 هو مجموع تكرار أحرف اسم اللَّه في سورة الفاتحة!
ولا تنسَ أن مجموع كلمات الآيات الست 143 كلمة، بما يماثل عدد حروف الفاتحة!
وأن حرفي الكلمة التي بدأت بها الآيات الست (يا) تكرّرا في الآيات الست 143 مرّة!
تأمّل..
أوّل سورة تبدأ بالحروف المقطّعة هي سورة البقرة وتبدأ بالأحرف (الم).
حرف الألف تكرّر في الآيات الست 108 مرّة.
حرف اللّام تكرّر في الآيات الست 80 مرّة.
حرف الميم تكرّر في الآيات الست 40 مرّة.
هذه هي أحرف (الم) تكرّرت في الآيات الست 228 مرّة، وهذا العدد = 114 × 2
114 هو عدد سور القرآن، و2 هو ترتيب سورة البقرة في المصحف!
تأمّل..
الحرف الذي ترتيبه رقم 26 في قائمة الحروف الهجائية هو حرف الهاء.
حرف الهاء ورد في هذه الآيات الست 26 مرّة!
الحروف الهجائية التي تضمنتها الآية عددها 26 حرفًا!
تأمّل "قرآن"..
حرف القاف ورد في هذه الآيات الست 13 مرّة.
حرف الراء ورد في هذه الآيات الست 22 مرّة.
حرف الألف ورد في هذه الآيات الست 108 مرّة.
حرف النون ورد في هذه الآيات الست 39 مرّة.
هذه هي أحرف لفظ "قرآن" تكرّرت في الآيات الست 182 مرّة!
العدد 182 يساوي 114 + 68
114 هو عدد سور القرآن، و68 هو تكرار لفظ "قرآن" في القرآن!
وَتَكْتُمُوْنَ..
تأمّل لفظ (وَتَكْتُمُوْنَ) في قوله تعالى في الآية الثالثة:
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُوْنَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوْنَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ (71)
حرف الواو تكرّر في الآيات الست 46 مرّة.
حرف التاء تكرّر في الآيات الست 31 مرّة.
حرف الكاف تكرّر في الآيات الست 26 مرّة.
حرف الميم تكرّر في الآيات الست 40 مرّة.
حرف النون تكرّر في الآيات الست 39 مرّة.
هذه هي أحرف لفظ (وَتَكْتُمُوْنَ) تكرّرت في الآيات الست 182 مرّة!
ولا تنسَ أن أحرف لفظ "قرآن" تكرّرت في الآيات الست 182 مرّة أيضًا!
العدد 182 يساوي 114 + 68
114 هو عدد سور القرآن، و68 هو تكرار لفظ "قرآن" في القرآن!
عكس الرقم لعكس المعنى!
مجموع أرقام هذه الآيات الست = 411.. هذا العدد هو معكوس العدد 114
ولكن لماذا جاء مجموع أرقام الآيات، التي تضمَّنت خطابًا مباشرًا لأهل الكتاب، عددًا يماثل عدد سور القرآن الكريم، ولكن بصورة معكوسة؟!
الآية الأخيرة من سورة الفاتحة تجيب عن هذا السؤال، وسوف نشير إليها بعد قليل.
إذا نظرت إلى العدد 411 من زاوية أخرى تجده = 114 + 114 + 114 + 23 + 23 + 23
العدد 114 هو مجموع سور القرآن، والعدد 23 هو عدد أعوام الوحي!
مجموع كلمات هذه الآيات الست = 143 كلمة!
وعدد حروف أوَّلى سور القرآن، وهي سورة الفاتحة 143 حرفًا!
العدد 143 = 114 + 29
وهذا هو عدد سور القرآن + عدد كلمات سورة الفاتحة!
ولكن لماذا ارتبط النداء المباشر لأهل الكتاب بسورة الفاتحة؟
تأمّل آخر آيتين في السورة:
اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيْمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّيْنَ (7) الفاتحة
والصراط المنعوت بهذه الآية هو الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم اللَّه عليهم، وهم أهل الهداية والاستقامة، غير صراط المغضوب عليهم وهم الذين علموا الحق وعدلوا عنه، وهم اليهود، ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم، فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق، وهم النصارى.
أما الصراط المستقيم فهو مشتمل على العلم بالحق والعمل به، واليهودُ فقدوا العمل، والنصارى فقدوا العلم، ولهذا كان الغضب على اليهود، والضلال ملازمًا للنصارى، واليهود والنصارى معًا هم أهل الكتاب.
وأينما ورد النداء "يا أهل الكتاب" في القرآن فهو موجّه إلى اليهود والنصارى معًا دون غيرهم.
إننا نسأل ربنا عزّ وجلّ في كل يوم الهداية إلى الصراط المستقيم على الأقل 17 مرّة في اليوم واللَّيلة بعدد الركعات المفروضة علينا! وهذا الصراط الذي نطلب الهداية إليه هو عكس (غير) صراط أهل الكتاب (المغضوب عليهم والضالين)!
الآن علمت لماذا جاء مجموع أرقام هذه الآيات الست = 411 وهو معكوس العدد 114
والعدد 114 هو عدد سور القرآن وهو الصراط المستقيم وهو المصدر الأوّل للهداية!
---------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).