إن المنظومة الإحصائية التي تحكم بنية القرآن ظاهرة قائمة لا تدع مجالًا لأحد لإنكارها، وهي بكل تأكيد تخرج عن دائرة ما يسميه بعضهم لطائف أو تناسقات عددية، وتدخل في نطاق المُعجزة، بل هي أعجب عجائب القرآن وأكثر تشابكًا من أي منظومة عرفها البشر. وإن القرآن هو الكتاب المبارك الذي لا تنقضي عجائبه ولا ينضب معينه أبدًا، وتتكشف المزيد من عجائبه كلما نظرت فيه ونهلت منه. فكل حرف فيه يخفي خلفه عالمًا متكاملًا من العجائب والأنظمة الرياضية التي نفهم بعضها ونجهل جُلّها، فهو مبارك بتجدد عجائبه عبر العصور، وكلما تطورت العلوم اقتربت من القرآن، فهو الحقيقة المطلقة، وهو الفصل ليس بالهزل، ولا ينبغي أن يُثنى على القرآن إذا وافق العلم، بل ينبغي أن يُثنى على العلم والعلماء إذا وافقوا القرآن، وليس العجيب أن يكون القرآن مُعجزًا في كل الوجوه، بل العجيب ألا يكون كذلك، فهو كتاب الله وكفى.
لقد تحدّد أجل مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- من أوّل ذكر له في القرآن!
والآن تأمّل معي أين ورد مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- أوّل مرّة في القرآن:
وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوْهُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُوْنَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُوْلٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِيْنَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوْتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِيْنَ (145) آل عمران
الآية 144 من سورة آل عمران هي أوّل آية يرد فيها ذكر مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-.
في هذه الآية يتحدث القرآن لأوّل مرّة عن موت مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- صراحة!
الآية التي جاءت قبلها تتحدّث عن الموت، والآية التي جاءت بعدها تتحدّث عن الموت!
الآيات الثلاث تتحدث عن الموت، ولذلك كان متوقّعًا أن يكون مجموع كلماتها 63 كلمة!
وبالفعل فإن مجموع كلمات هذه الآيات 63 كلمة، بما يماثل عدد أعوام عمر مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-!
كلّ نفس..
هناك 4 آيات في القرآن تبدأ بكلمتي "كُلُّ نَفْسٍ" وهي:
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُوْرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُوْرِ (185) آل عمران
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوْكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُوْنَ (35) الأنبياء
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُوْنَ (57) العنكبوت
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِيْنَةٌ (38) المُدَّثِّر
مع أن الآيات الأربع بدأت بكلمتي "كلُّ نَفْسٍ"، فإن آية المُدَّثِّر اختلفت عن الآيات الأخرى!
باستثناء آية المدثر فإن جميع الآيات بدأت بالكلمات نفسها: كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ!
لماذا اشتركت آية المدثر مع هذه الآيات في أوّل كلمتين فقط؟!
ولماذا تجنَّبت آية المُدَّثِّر الإشارة إلى لفظ "الموت"؟!
مجموع أرقام هذه الآيات الأربع 315، وهذا العدد يساوي 63 × 5
63 هو عدد أعوام عمر سيدنا مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-!
5 هو عدد أركان الإسلام، كما أن النبي -صلى الله عليه وسلّم- ورد اسمه في القرآن 5 مرّات!
وهذا يفسّر لماذا بدأت ثلاث من الآيات الأربع بالإشارة إلى الأجل المحتوم لكل النفوس!
وهذا يفسِّر أيضًا لماذا لم تشر آية المدثِّر إلى لفظ "الموت"! لأن المدثر هو النبي -صلى الله عليه وسلّم-!
تدبّر آية المدثِّر وتأمّلها جيّدًا:
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِيْنَةٌ (38) المُدَّثِّر
هذه الآية رقمها 38، وهذا هو عدد آيات سورة مُحمَّد!
هذه الآية عدد حروفها 17 حرفًا، وقد ورد اسم مُحمَّد في ترتيب الكلمة رقم 17 من بداية سورة مُحمَّد!
أعزَّ النفوس على اللَّه
توقَّف كثيرًا عند قوله تعالى: كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ!
حتى لو كانت هذه النفس هي أعز نفس على اللَّه وأكرمها نفس مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-!
وما من شكّ في أن القرآن الكريم يرمي إلى هذا المعنى الدقيق ويقصده!
وإن كنت في شكّ من ذلك سوف أتوقف معك مليًّا عند أوّلى الآيات الأربع:
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُوْرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُوْرِ (185) آل عمران
وكما ترى فقد وردت هذه الآية في سورة آل عمران، وهي السورة التي ورد فيها اسم "مُحمَّد" للمرّة الأولى!
وقد جاء اسم "مُحمَّد" للمرّة الأولى في المصحف في هذه الآية:
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُوْلٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِيْنَ (144) آل عمران
قارن بين الآيتين.. فماذا ترى!
كلمة "نَفْسٍ" هي الكلمة الثانية في الآية الأولى، واسم "مُحمَّد" هو الكلمة الثانية أيضًا في الآية الثانية!
الآية الأولى عدد كلماتها 23 كلمة وجاء بعد (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) حتى نهاية الآية الثانية 23 كلمة!
23 هو عدد أعوام عمر مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- وهو نبي، أي عدد أعوام الوحي!
لاحظ الفرق بين أرقام الآيتين 185 – 144 يساوي 41
وهذا هو مجموع تكرار أحرف "مُحمَّد" ضمن الحروف المقطّعة!
وإذا كنت في شكّ من ذلك فسوف أعرض عليك الآية مرّة أخرى:
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُوْرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُوْرِ (185) آل عمران
فتأمّل..
حرف النون تكرّر في هذه الآية 8 مرّات.
حرف الفاء تكرّر في هذه الآية 5 مرّات.
حرف السين تكرّر في هذه الآية مرّة واحدة.
هذه الأحرف الثلاثة هي أحرف كلمة "نَفْسٍ" وقد تكرّرت في الآية 14 مرّة.
وتأمّل..
حرف الميم تكرّر في هذه الآية 8 مرّات.
وحرف الحاء تكرّر في هذه الآية 3 مرّات.
وحرف الدال تكرّر في هذه الآية 3 مرّات.
هذه الأحرف الثلاثة هي أحرف كلمة "مُحمَّد" وقد تكرّرت في الآية 14 مرّة أيضًا!
وإن كنت في شكّ من ذلك فسوف أعرض عليك أمرًا آخر!
تأمّل مطلع الآية الأولى: كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ.
تأمّل مطلع الآية الثانية: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُوْلٌ.
كل مطلع من المطلعين عدد كلماته 4 كلمات بعدد تكرار اسم "مُحَمَّدٌ" في القرآن!
مجموع حروف المطلعين 29 حرفًا! فإلى ماذا يشير هذا العدد؟
اسم "مُحَمَّدٌ" هو الكلمة رقم 2368 من بداية سورة آل عمران.
كلمة "نَفْسٍ" هي الكلمة رقم 3208 من بداية سورة آل عمران.
ماذا تعني لك هذه الأعداد؟
إذا بدأت العدّ من اسم "مُحَمَّدٌ" فإن كلمة "نَفْسٍ" هي الكلمة رقم 841، وهذا العدد = 29 × 29
مجموع أرقام الآيتين 144 و185 هو 329، وهذا العدد = 47 × 7
مجموع أرقام الآيات من 144 حتى 185 هو 6909، وهذا العدد = 47 × 147
وفي جميع الأحوال، فإن العدد 47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!
إذا لم يقنعك ذلك فسوف أعرض عليك غيره، فتأمّل أوّل آية يرد فيها اسم "مُحمَّد":
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُوْلٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِيْنَ (144) آل عمران
هذه الآية التي أمامك ترتيبها رقم 437 من بداية المصحف، فماذا يعني لك هذا العدد؟
الآيات الأربع التي بدأت بكلمتي "كل نفس" جاءت في أربع سور هي:
السورة |
ترتيبها |
آياتها |
آل عمران |
3 |
200 |
الأنبياء |
21 |
112 |
العنكبوت |
29 |
69 |
المدثر |
74 |
56 |
المجموع |
127 |
437 |
ماذا تلاحظ؟
إن مجموع آيات السور الأربع يساوي 437
وهذا هو نفسه ترتيب أوّل آية يرد فيها اسم "مُحمَّد" من بداية المصحف!
مجموع ترتيب هذه السور الأربع وآياتها 564، وهذا العدد = 47 × 4 × 3
47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!
4 هو تكرار اسم "مُحمَّد" في القرآن الكريم!
3 هو ترتيب سورة آل عمران حيث ورد اسم "مُحمَّد" لأوّل مرّة!
السورة رقم 63
وإن لم يقنعك ذلك كلّه، فسوف أنتقل بك على الفور إلى السورة رقم 63 في ترتيب المصحف.
إنها سورة المنافقون، فتأمّل مطلع السورة:
إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُوْنَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُوْلُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُوْلُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِيْنَ لَكَاذِبُوْنَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيْلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُوْنَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوْبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُوْنَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُوْلُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُوْنَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُوْنَ (4) وَإِذَا قِيْلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُوْلُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوْسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّوْنَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُوْنَ (5)
لاحظ كم هي عزيزة نفس مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- على اللَّه عزّ وجلّ!
لقد نسب رسوله إليه مرّتين في آية واحدة، وفي هذا قمَّة التشريف لنفسه الطاهرة النبيلة -صلى الله عليه وسلّم-!
ولكن انتبه كيف اختتمت هذه السورة نفسها، وهي السورة التي ترتيبها رقم 63 في المصحف:
وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيْرٌ بِمَا تَعْمَلُوْنَ (11)
إنها تتحدَّث عن الأجل المحتوم لكل النفوس حتى لو كانت النفس التي وُصفت في مطلع السورة نفسها!
وهذه معانٍ عميقة جدًّا لمقاصد القرآن الكريم، غابت عن علماء التفسير، لأنه لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال دراسة النسيج الرقمي القرآني وتحليله، حيث لم يكن ذلك متاحًا لأحد من قبل!
عد إلى مطلع السورة وتأمّل.. من رسول إلى رسول 63 كلمة!
سورة المُدَّثِّر
الحرف ص ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 14، وهذا أيضًا عدد الحروف المقطّعة.
الحرف ص ورد في سورة ص 29 مرّة بعدد السور التي تبدأ بالحروف المقطّعة!
الحرف ق ورد في سورة ق 57 مرّة.
في السور المحصورة بين سورة ص وسورة ق ورد الحرف ق 705 مرّات، وورد الحرف ص 194 مرّة، ومجموع العددين 899، وهذا العدد يساوي 29 × 31.. فإلى ماذا يشير هذا النمط الرياضي؟
تأمّل هاتين الآيتين من سورة المُدَّثِّر:
عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِيْنَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِيْنَ آمَنُوا إِيْمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُوْنَ وَلِيَقُوْلَ الَّذِيْنَ فِي قُلُوْبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُوْنَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُوْدَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) المُدَّثِّر
لاحظ مضمون الآية الأولى، وتأمّل رقم الآية الثانية!
الآية الأولى تشير إلى العدد (تِسْعَةَ عَشَرَ) وتتكوّن من 3 كلمات.
والآية التالية تأتي شرحًا لها، وتتكوّن من 57 كلمة، وهذا العدد = 3 × 19
هذه الآية رقمها 31، وتنقسم إلى شقين رئيسين:
الأوّل يبدأ ببداية الآية، وينتهي عند قوله تعالى: (مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) وعندها ينتهي الحديث عن حكمة تخصيص العدد (تِسْعَةَ عَشَرَ) ليكون عدّة أصحاب النار من الملائكة، أي خزنتها.
وهذا الشق من الآية عدد كلماته 38 كلمة، أي 19 + 19
أما الثاني فهو تعقيب على الشق الأوّل، ويبدأ بقوله تعالى: (كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء..) حتى نهاية الآية.
وهذا الشق من الآية عدد كلماته 19 كلمة!
قوله تعالى في الآية نفسها: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) عدد حروفه 19 حرفًا!
تتكرّر الحروف في الآية رقم 31 بشكل عجيب، فتأمّل:
الحرف |
ت |
س |
ع |
ة |
ع |
ش |
ر |
المجموع |
ترتيبه الهجائي |
3 |
12 |
18 |
- |
18 |
13 |
10 |
74 |
تكراره في الآية |
8 |
1 |
4 |
2 |
4 |
3 |
9 |
31 |
تأمّل الأحرف في الصف الأول تجدها سبعة أحرف، يتوسطها شكل من خارج الحروف الهجائية.
هذه الأحرف السبعة هي أحرف "تسعة عشر".
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف = 74، وهذا هو ترتيب سورة المُدَّثِّر في المصحف!
مجموع تكرار هذه الحروف في الآية = 31، وهذا هو رقم الآية نفسها!
ليس هذا فحسب، بل هناك ما هو أعجب من ذلك!
هذه الآية تبدأ بحرف الواو، وتنتهي بحرف الراء وهذه حقيقة واضحة تلاحظها من الوهلة الأولى، ولكنك إذا تفحَّصت تكرار هذين الحرفين ضمن الآية نفسها تجد أن حرف الواو تكرّر 22 مرّة، وحرف الراء تكرّر 9 مرّات، ومجموعهما = 31 وهو رقم الآية نفسها!
الآية 31 تنتهي بحرف الراء، فإذا تأمّلت عدد الآيات التي انتهت بحرف الراء في سورة المُدَّثِّر تجدها 31 آية!
تأمّل الآية مرّة أخرى:
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِيْنَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِيْنَ آمَنُوا إِيْمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُوْنَ وَلِيَقُوْلَ الَّذِيْنَ فِي قُلُوْبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُوْنَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُوْدَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) المُدَّثِّر
إذا أحصيت كلمات سورة المُدَّثِّر من بدايتها، فسوف تجد أن الكلمة التي ترتيبها رقم 105 هي كلمة "عدتهم"، أي عدّة أصحاب النار وهم تسعة عشر، والعدد 105 = 31 + 74 (رقم الآية + رقم ترتيب السورة)!
توجد كلمتان فقط تبدآن بحرف الراء، الكلمة الأولى هي كلمة "ربك" في الآية 31، والكلمة الثانية هي كلمة "رهينة" في الآية 38، وإذا بدأت عدّ الكلمات المحصورة بين هاتين الكلمتين تجدها 31 كلمة!
بل إذا تأمّلت مجموع كلمات الآيتين 31 و38 تجدها 62 كلمة، وهذا العدد = 31 + 31
أحرف مُدَّثِّر
حرف الميم تكرّر في سورة المُدَّثِّر 71 مرّة.
حرف الدال تكرّر في سورة المُدَّثِّر 26 مرّة.
حرف الثاء تكرّر في سورة المُدَّثِّر 10 مرّات.
حرف الراء تكرّر في سورة المُدَّثِّر 68 مرّة.
هذه الأحرف الأربعة هي أحرف كلمة "مُدَّثِّر" وتكرّرت في سورة المُدَّثِّر 175 مرّة!
أحرف تسعة عشر
حرف التاء تكرّر في سورة المُدَّثِّر 36 مرّة
وحرف السين تكرّر في سورة المُدَّثِّر 22 مرّة
وحرف العين تكرّر في سورة المُدَّثِّر 22 مرّة
التاء المربوطة (ة) تكرّرت في سورة المُدَّثِّر 13 مرّة
وحرف الشين تكرّر في سورة المُدَّثِّر 14 مرّة
وحرف الراء تكرّر في سورة المُدَّثِّر 68 مرّة
وهذه الأحرف الستة هي أحرف " تِسْعَةَ عَشَرَ" وتكرّرت في سورة المُدَّثِّر 175 مرّة!
إلى ماذا يشير العدد 175؟!
سوف أنتقل بك إلى الكلمة التي ترتيبها رقم 175 من بداية سورة المُدَّثِّر..
إنها كلمة "نَفْس" في هذه الآية:
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِيْنَةٌ (38) المُدَّثِّر
ما العجيب في هذه الكلمة؟! تأمّل أحرف هذه الكلمة:
حرف النون ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25، وتكرّر في سورة المُدَّثِّر 78 مرّة.
وحرف الفاء ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 20، وتكرّر في سورة المُدَّثِّر 33 مرّة.
وحرف السين ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 12، وتكرّر في سورة المُدَّثِّر 22 مرّة.
هذه الأحرف الثلاثة هي أحرف كلمة "نَفْس"..
مجموع ترتيبها الهجائي 57، وهذا العدد = 19 × 3
مجموع تكرارها في سورة المُدَّثِّر هو 133، وهذا العدد = 19 × 7
ولا تنسَ أن كلمة "نَفْس" وردت في الآية رقم 38، وهذا العدد = 19 × 2
ولا تنسَ أيضًا أن هذه الآية نفسها ترتيبها رقم 19 من نهاية سورة المُدَّثِّر!
أحرف قرآن
حرف القاف تكرّر في سورة المُدَّثِّر 25 مرّة.
وحرف الراء تكرّر في سورة المُدَّثِّر 68 مرّة.
وحرف الألف تكرّر في سورة المُدَّثِّر 171 مرّة.
وحرف النون تكرّر في سورة المُدَّثِّر 78 مرّة.
وهذه هي أحرف كلمة "قرآن" تكرّرت في سورة المُدَّثِّر 342 مرّة، وهذا العدد = 114 × 3
دمت طيباً حيَّاً وميِّتاً يا سيدي يا رسول الله، ودامت ذكراك العطرة باقية تعطَّر هذا الكون إلى حين اندثاره، بل دامت رسالتك خالدة تتحدَّى مرور الزمان، وتغيير المكان إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
--------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).