تخيَّل نفسك وأنت تركب طائرة على علو آلاف الأقدام يقودها طيَّار محترف كيف يكون إحساسك؟ ألا تكون مطمئناً؟ وإذا تعرَّضت الطائرة لمطبات جويَّة لماذا لا تشعر بالخوف؟ هل لأنَّ كابتن الطائرة قائد محترف تؤهِّله خبراته بأن يقود الطائرة بسلام إلى أن تصل إلى مقصدها؟ ماذا لو كان الكابتن هو مخترع الطائرة بنفسه ألا تشعر بطمأنينة أكثر؟ لنحلِّق بك أكثر علوًا في أجواء الفضاء: تخيَّل نفسك وأنت تركب سفينة فضائية تتجوَّل بين كواكب مجموعتنا الشمسية، أو حتى بين نجوم مجرَّتنا وأنت أحد أفراد طاقمها من روَّاد الفضاء، كرِّر نفس الأسئلة السابقة على نفسك ألا تصل لإجاباتك السابقة ذاتها؟! إذاً وقياسًا على ما سبق ذكره لماذا لا نكون مطمئنين في السراء والضراء بعيدين عن التوتُّر والخوف والقلق، وكل الأمراض النفسية، فقط لأنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ خالقنا هو صانع سفينة المقادير وقائدها؟!
الآن مع مشهد من مشاهد "فاطر السموات والأرض".. والفاطر معناه الْخَالِق.
وردت كلمة فاطر في القرآن 6 مرّات.. تأمّل:
قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُوْنَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُوْنَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَيْنَ (14) الأنعام
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيْلِ الْأَحَادِيْثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِيْنَ (101) يوسف
قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوْكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوْبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيْدُوْنَ أَنْ تَصُدُّوْنَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُوْنَا بِسُلْطَانٍ مُبِيْنٍ (10) إبراهيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُوْلِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيْدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ (1) فاطر
قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيْهِ يَخْتَلِفُوْنَ (46) الزمر
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيْهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيْرُ (11) الشورى
مجموع كلمات هذه الآيات الست 138 كلمة، وهذا العدد يساوي 6 × 23
6 هو عدد الآيات، و23 هو عدد أعوام الوحي!
تأمّل هذه الآية من آيات فاطر الست:
قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيْهِ يَخْتَلِفُوْنَ (46) الزمر
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 4104، وهذا العدد يساوي 6 × 6 × 114
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 4104، وهذا العدد يساوي 6 × 6 × 6 × 19
هذه الآية رقمها 46، وهذا العدد = 23 + 23
خلق السماوات والأرض
وردت الإشارة إلى خلق السماوات والأرض في ستة أيام سبعة مرّات في القرآن، وبصيغتين مختلفتين: الصيغة الأولى تتحدّث عن خلق السماوات والأرض، بينما تتحدّث الصيغة الثانية عن خلق السماوات والأرض وما بينهما، وذلك على النحو التالي وبحسب ترتيبها في المصحف:
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِيْ اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيْثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُوْمَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِيْنَ (54) الأعراف
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيْعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوْهُ أَفَلَا تَذَكَّرُوْنَ (3) يونس
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوْثُوْنَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُوْلَنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِيْنٌ (7) هود
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيْرًا (59) الفرقان
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُوْنِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيْعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُوْنَ (4) السجدة
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوْبٍ (38) ق
هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيْهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُوْنَ بَصِيْرٌ (4) الحديد
هذه الآيات السبع وردت في 7 سور على النحو التالي:
السورة |
رقم الآية |
ترتيب السورة |
المجموع |
الأعراف |
54 |
7 |
61 |
يونس |
3 |
10 |
13 |
هود |
7 |
11 |
18 |
الفرقان |
59 |
25 |
84 |
السجدة |
4 |
32 |
36 |
ق |
38 |
50 |
88 |
الحديد |
4 |
57 |
61 |
المجموع |
169 |
192 |
361 |
تأمّل..
مجموع أرقام الآيات السبع 169، وهذا العدد يساوي 13 × 13
مجموع أرقام الآيات وتراتيب السور السبع 361، وهذا العدد يساوي 19 × 19
الفرق بين مجموع أرقام الآيات ومجموع تراتيب سورها 192 – 169 = 23
23 هو عدد أعوام الوحي واكتمال نزول القرآن الكريم!
الآيات تتحدَّث عن اكتمال خلق السماوات والأرض وما بينهما في 6 أيام!
عدد الآيات 7، وهو مماثل لعدد السماوات، وعدد الأراضين!
فتأمّل هذه الآية التي تتحدّث عن قدرة الخالق في تمهيد الأرض وإنزال المطر من السماء:
الَّذِيْ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيْهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) طه
أوّل كلمة في هذه الآية ترتيبها رقم 385 من بداية سورة طه، وهذا العدد يساوي 7 × 7 × 7 + 7 × 7 - 7
ترتيب هذه الآية من بداية المصحف هو 2401، وهذا العدد يساوي 7 × 7 × 7 × 7
تأمّل..
ورد اسم اللَّه في الآيات السبع 6 مرّات!
ووردت أسماء اللَّه الحسنى في هذه الآيات 6 مرّات!
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِيْ سِتَّةِ أَيَّامٍ) وعدد كلماتها 6 كلمات!
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِيْ سِتَّةِ أَيَّامٍ) وعدد حروفها 26 حرفًا، أي 13 + 13
مجموع كلمات الآيات السبع 182 كلمة، وهذا العدد = 13 × 13 + 13
مجموع أرقام الآيات السبع 169، وهذا العدد يساوي 13 × 13
العدد 13 أوّليّ، وترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 6
تأمّل كيف تتبارى الأرقام تحدِّياً لكِّل مكذّب بهذا القرآن!
سبحانك ربي بديع السماوات والأرض!
-------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).