عدد الزيارات: 2.8K

شهادة المسيح (10)


إعداد: الدكتور/ أحمد محمد زين المنّاوي
آخر تحديث: 26/10/2019 هـ 27-02-1441

لم تعرف البشرية كتابًا عفيفًا مثل القرآن..

يلمس المعاني برقي العفّة وطهر الحياء..

وهل يُعقل أن يصدر غير العفّة والطهر عن ربّ العالمين؟!!

عندما يضطر القرآن لإخبارك عن بعض الأمور فإنه يخبرك عنها بحياء!

يخبرك عنها بأدب رفيع وباقتضاب من دون الخوض في التفاصيل!

فتأمّلوا على سبيل المثال.. فعندما أراد القرآن أن يبيّن للنصارى بالمنطق البسيط أن المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- ليس إلهًا وأمه كذلك ليست إلهة، لم يقل لهم إنهما كان يتغوطان ويتبولان مثل ما يفعل البشر جميعًا، وإن مثل هذه الأفعال لا تليق بإله يعبده البشر، بل قال لهم بأدب واختصار إنهما (كانا يأكلان الطعام) وتوقّف عند هذا الحد! ومعلوم أن كل من يأكل الطعام يحتاج إلى التغوّط والتخلص من الفضلات! فتأمّلوا حياء القرآن وأنتم تقرؤون هذه الآية..

مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) المائدة

تأمّلوا حياء القرآن وهو يتحدّث بأدب عن المسيح –عليه السلام- وأمّه: (كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ)!

لقد اكتفى بثلاث كلمات و16 حرفًا فقط من دون أي تفصيل!

هذه الآية جاءت في سورة المائدة السورة رقم 5 في ترتيب المصحف..

فتأمّلوا الآن أين جاء التكرار رقم 5 للفظ (طعام) من بداية المصحف..

الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5) المائدة

لفظ (طعام) في هذه الآية هو التكرار رقم 5 للفظ (طعام) من بداية المصحف!

هذه الآية وكما هو واضح أمامك رقمها 5

هذه الآية جاءت في السورة التي ترتيبها رقم 5

لفظ (طعام) في هذه الآية هو الكلمة رقم 5

لفظ (وَطَعَامُ) جاء في هذا الموضع من 5 أحرف تحديدًا!

الآية نفسها تبدأ بكلمة من 5 أحرف (الْيَوْمَ)!

لفظ (طَعَامُ) ورد في الآية مرّتين..

ورد للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 5

وورد للمرّة الثانية في ترتيب الكلمة رقم 11

والعجيب أن 11 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 5

تأمّلوا كيف عدنا إلى الرقم 5 نفسه من طريق آخر!

العجيب أن هذه هي الآية الوحيدة التي تكرّر فيها لفظ (طعام)!

لفظ (وَطَعَامُ) ورد في الآية مرّتين..

الآن تأمّلوا أين ورد لفظ (طعام) للمرّة السابعة في القرآن..

مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) المائدة

نعم.. إنها الآية نفسها التي كنا نتحدّث عنها قبل قليل!

وكما هو واضح أمامكم فإن الآية رقمها 75، وهذا العدد = 5 × 5 × 3

الآية نفسها عدد كلماتها 25 كلمة، وهذا العدد = 5 × 5

الآن تأمّلوا الكلمة رقم 5 في الآية نفسها (إِلَّا)..

مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) المائدة

حرف الألف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 1

حرف اللام ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 23

حرف الألف ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 1

هذه هي أحرف لفظ (إِلَّا) ومجموع ترتيبها الهجائي 25، وهذا العدد = 5 × 5

تأمّلوا كيف تبدأ الآية: (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ)!

أين اسم (عيسى)؟! لم يرد صريحًا في هذه الآية!

وكقاعدة عامة في النسيج الرقمي القرآني أن كل ما سكتت عنه الألفاظ أفصحت عنه الأرقام!

ومعلوم أن اسم (عيسى) تكرّر في القرآن 25 مرّة، وهذا العدد = 5 × 5

العجيب أن لقب (الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) ورد في القرآن بهذه الصيغة 5 مرّات!

تأمّلوا كيف تبدأ الآية بكلمة من حرفين اثنين فقط (مَا)..

حرف الميم ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 24 وحرف الألف ترتيبه رقم 1، ومجموعهما 25

الآية تنتهي بحرف النون وهو الحرف الذي ترتيبه في قائمة الحروف الهجائية رقم 25

وهكذا فإن الطرق كلها تؤدي إلى العدد 25

ولا ننسى أن الآية عدد كلماتها 25 ورقمها 75، أي 25 × 3

روابط رقمية قرآنية مذهلة!

 

تأمّلوا الآية من جديد..

تأمّلوا كيف تبدأ الآية: (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ)..

مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) المائدة

الآن استعدّوا للمفاجأة..

حرف الألف تكرّر في هذه الآية 19 مرّة.

حرف اللام تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 9 مرّات.

حرف السين تكرّر في هذه الآية 3 مرّات.

حرف الياء تكرّر في هذه الآية 8 مرّات.

حرف الحاء ورد في هذه الآية مرّة واحدة.

حرف الألف تكرّر في هذه الآية 19 مرّة.

حرف الباء تكرّر في هذه الآية 3 مرّات.

حرف النون تكرّر في هذه الآية 10 مرّات.

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 9 مرّات.

حرف الراء تكرّر في هذه الآية 5 مرّات.

حرف الياء تكرّر في هذه الآية 8 مرّات.

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 9 مرّات.

هذه هي حروف لقب (الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) تكرّرت في الآية 114 مرّة!

114 هو عدد سور القرآن!

تأمّلوا حقيقة المسيح من خلال هذا النسيج الرقمي القرآني المذهل!

ليس إلهًا وليس ابن الله كما يزعم النصارى..

كان كغيره من البشر يأكل الطعام.. ولا يليق بالإله أن يفعل ذلك!

هذا ما تقوله الأرقام وتؤكده بأكثر من طريق لكل ذي عقل وبصيرة.

 

مزيد من التأكيد..

تأمّلوا أوّل آية يرد فيها لقب (المسيح) في القرآن..

إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) آل عمران

حرف الألف تكرّر في هذه الآية 16 مرّة.

حرف اللام تكرّر في هذه الآية 10 مرّات.

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

حرف السين تكرّر في هذه الآية 3 مرّات.

حرف الياء تكرّر في هذه الآية 10 مرّات.

حرف الحاء ورد في هذه الآية مرّة واحدة.

حرف الألف تكرّر في هذه الآية 16 مرّة.

حرف الباء تكرّر في هذه الآية 4 مرّات.

حرف النون تكرّر في هذه الآية 6 مرّات.

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

حرف الراء تكرّر في هذه الآية 5 مرّات.

حرف الياء تكرّر في هذه الآية 10 مرّات.

حرف الميم تكرّر في هذه الآية 11 مرّة.

هذه هي حروف لفظ (الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) تكرّرت في الآية 114 مرّة!

114 هو عدد سور القرآن!

النتيجة نفسها والدلالة الرقمية ذاتها! أليس كذلك؟!

في خاتمة المشهد الأخير من شهادة المسيح، ومن واقع حبّي للمسيح عيسى –عليه السلام- وإيماني به كنبيّ كريم ورسول عظيم من أولي العزم، واعتزازي بسيرته ونشأته، وإعجابي بزهده وعفّته؛ فإنني أسجل له أسفي واعتذاري عن كل ما أصابه من أذى الجاهلين وسفاهة السفهاء، الذين شوّهوا صورته، ودنّسوا سيرته، وحرّفوا رسالته، ولوّثوا عقيدته، وطمسوا معالم دينه.

إنه كلام الله لا ريب.

-----------------

مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

 


تعليقات (
0
)

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وإنما هي وجهات نظر أصحابها فقط.